هناك حكمة نفيسه تقول


ان الطاعه بركه وتأييد .. والمعصيه شؤم وخذلان .. والمباح غفلة وانشغال


هذه الكلام نفيس ويحتاج الى ايضاح وأفصاح


وتلاحظ


ان هذا الكلام مكون من ثلاث مفاهيم وثلاثة احكام


فالمفاهيم هي


الطاعه والمعصيه والمباح

وهي تحوي حياة الانسان كلها .. فإنت لا تخلوا في كل وقت


أما ان تكون في امر مباح .. او في طاعه .. او في معصيه


والاحكام هي


البركه والتأييد .. والخذلان والشؤم .. والغفله والانشغال


الم اقل لكم ان هذا الكلام نفيس


دعونا الان نعرف معني كل مفهوم


فالطاعه كل ما امر الله به من واجب ومندوب كالصلاه والذكر

والمعصيه كل ما نهى الله عنه كالغيبه والكذب

والمباح مالم يرد فيه امر ولا نهي كالاكل والشرب


والان نتعرف عن الاحكام الثلاثه


اولا الطاعه بركه وتأييد

البركه هي الخير الكثير في اللغه مأخوذه من البركه وهي مجمع الماء

وهي حصول الخير الكثير من عمل يسير

مثل

ان تذكر نصف ساعه للاختبار .. يبارك الله فيها فتستوعب اكثر المسائل المهمه


او هي حصول الكثير الكثير من شي يسير

مثل

يكون في مخباتك خمسائه ريال .. وتكفيك الى اخر الشهر


او هي عمل قليل ونتائج كبيره

مثل داعيه يهتدي على يديه الوف الناس رغم بساطه امكانياته الفكريه

والاعلاميه

ورجل صالح عامي يربي ابناءه بالبساطه ومع ذالك يخرجون رجال

يرفعون رأسه بين الناس ..



والتأييد هو عطا الله لعبده اذا صلحت نيته وصدق عزمه


ولاحظ اننا قيدنا عطاء الله لعبده بأمرين


صحة النيه وهي خلوص القلب من ملاحظة غير الله

وصدق العزيمه وهو الاقبال على الخير بالجد من غير تردد


فاذا صحت نيتك وصدق عزمك .. فأبشر بالمواهب الربانيه والعطاياء النسيه




ثانيا المعصيه شؤم وخذلان


الشؤم هو النحس وسؤ الحظ وقبح الطالع

وهو اتيان الشر من حيث تريد الخير

لان الانسان قد يأتيه الشر من حيث يتوقع .. لكن المصيبه ان يأتيه الشر

من حيث يؤمل الخير كما تقول العرب من مأمنه يوتي الحذر

وهذا هو الشؤم

مثل ان يأتي


الشر من الصديق العزيز .. او الولد الذي بذلت له دم قلبك

او تخذلك زوجتك في خريف عمرك .. او يتغير عليك اصدقائك بعد تقاعدك من العمل


فالعاصي يقلب الله عليه اقرب الناس اليه ..

كما قال بعض السلف انني اعصى الله فأرى ذالك في خلق دابتي وزوجتي وفأر بيتي


فالدابه والزوجه تمثل اتيان الشر من حيث يتوقع الخير

وفأر البيت اتيان الشر من حيث يتوقع الشر


والعاصي يكون كل شي ضده .. حتى نفسه التى بين جنبيه

فمديره ضده واخوه ضده وسيارته ضده والارض كلها ضده ..

لان قلوب العباد بين اصبعين من اصبع الرحمن يقلبها في الحب والكره كيف يشاء

ويجعل الله تعالى في قلوب الناس بغضه وكرهه


ما هو الخذلان ؟؟


قال ابن القيم اجمع العارفون على ان الخذلان ان يكلك الله الى نفسك

فاذا وكلك الله الى نفسك وتدبيرك فأنت مخذول



ثالثا المباح غفله وانشغال


الغفله هي الانشغال بالحقير عن الجليل

والحقير كل ما لا ينفع في الاخره من قول او عمل

والجليل كل ما ينفع في الاخره من قول او عمل

فمن انشغال بالمال والولد والنوم والتنزه عن طاعة الرب الكريم وحبه والتقرب

اليه فهو غافل


وهذا بخلاف المعصيه

لان المعصيه الانشغال بالضار عن النافع

مثل من ينشغل بالحسد عن سلامة الصدر للمسلمين


وإن سألتني عن الخرق والسفه الدنيوي

فهو الانشغال بالضار او التافه عن النافع في الدينا

مثل من ينشغل بالجوال عن المذاكره



اين نرى البركه والشؤم والغفله ؟؟


تراها في خمسة اشياء


الاول في المكان

فمن سخر بيته للمعصيه فهي شؤم عليه ومن سخرها للطاعه فهي بركه عليه

ومن سخرها للمباح فهي غفله منه


الثاني في الزمان


فمن سخر وقته للطاعه فهو بركه عليه ومن استغله في المعصيه فهو

شؤم عليه ومن استغله في المباح فهذا غفله منه



الثالث العمل


فكل عمل فيه معصيه فهو شؤم .. وكل عمل طاعه فهو بركه ..

وكل عمل مباح اشغل عن طاعه فهو غفله



الرابع العلاقه


اي العلاقه مع من حولك من اسره واصدقاء وزملاء


كل علاقه فيها معصيه فهي شؤم .. الخ



الخامس المكسب


فكل مكسب حرام فهو شؤم وكل مكسب حلال فهو بركه .. الخ الخ




الخلاصه


أن الانسان لا يخلوا في زمانه ومكانه وعمله وعلاقاته

من طاعه او معصيه او مباح

وأن الطاعه بركه في حياته وتأييد من الرب الكريم بسبب

سلامة الطويه وصدق العزم

وأن المعصيه شؤم في كل الحياة وخذلان من الله بسبب

سؤ الطويه وفشل العزيمه

كما قال تعالي (( ولو علم الله فيهم خيرا لا سمعهم ))


وأن المباح انشغال عن الجليل بالحقير والبعره عن الجوهره

والحازم من جعل كل اوقاته طاعه بالنيه الصالحه وصدق العزم

-

أحياناً تكون المواضيع كَ هداية ربانية يسوقها الله لنا

اقتباس:

قال ابن القيم اجمع العارفون على ان الخذلان ان يكلك الله الى نفسك فاذا وكلك الله الى نفسك وتدبيرك فأنت مخذول

آلمني هذا القول كثيراً
أسأل الله العلي العظيم أن لا يكلنا إلى أنفسنا وأن يكن لنا نعم العون و المعين.
شكر الله لك وجزاكِ بهذه السطور أجزل الثواب ..

__________________

-
يَاربِ تمّم بالفَلاحِ مَسيرتي ..

اخي الكريم

الحمد لله ثم الحمد لله كونك استفدت من الموضوع

سبحان الله

كان اخي بجنبي وأنا انزل الموضوع فقال لي

اخ عمران هل يوجد من يقراء في المنتديات

فقلت له نحن نريد الفائده وربك هو الموفق

وسبحان الله

تأتي انت وتقول ان الموضوع هديه من السماء


اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

بوركت

جزاك الله خيرا أيها الفاضل

__________________

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ’’
ذكرني مقالك بكتاب سبل النجاة من شؤم المعصية للدويش ..
مقال رائع جداً أستاذ عمران ..
جعلك الله قلماً سيالاً للحقّ وأسأل الله أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه ..

اشكرك لك حضورك

بوركت

اللهم امين

جمعنا لله بك في جنات النعيم

بوركت

اذا كنا نبحث عن النفيس فهو هنا فيك وفي موضوعك اخي عمران

لاشك موضوعك رائع ومؤلم حينما تقارن بين نسبة الثلاث في حياتنا
فالمباح مع شؤم المعصية غدت هي المتقاربة الاكثر في واقعنا الان.. وكل ماهو اتي يحفز لهذه المتقاربة.. فحين عرض على احد المشائخ تعليقة على لعبة البلوت والتي كانت من الموبقات زمان اجاب انها مباحة مالم تنهى عن الصلاة ومهمات الامور وكأنه يقول خلوكم عليها ولا تعدونها بس لاتلهيكم عن صلاتكم.. لكن قس هذا الرأي على الكم الرهيب من ترفيه البلايستشن والعاب الايباد والاندرويد ومواقع اللعب الجماعي و و و و فصارت تلهي عن الصلاة هذا اذا انتبه من يلعب للاذان اصلاً فان سخر الله له ام فاضلة نبهته لذلك اما لو كان بيد الشغالة فالموضوع منتهي اصلاً.. الله يسترنا بستره

__________________
ان انت اكرمت الكريم ملكته.. وان انت اكرمت اللئيم تمردَ!!

اخي الجري

تعليقك يثرى الموضوع


اشكرك على الحضور