بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كثير ما نسمع مقولة لا يوجد كرامة بين الزوج والزوجه ..
ولكن ما مدى صحة هذي المقوله ؟؟ ومتى تنطبق هذه المقولة ؟؟؟
وهل هي مقولة مطلقة أم لها حدود ؟؟
فمن ناحيتي أرى أن الكرامة موجوده ليست بين الزوجين
فحسب بل في جميع التعاملات بين البشر لأن الإسلام كرم بني آدم .....
ولو افترضنا أنه لا يوجد كرامة بين الزوج والزوجه فلماذا الإسلام
وضع حقوق شرعية لكلا الزوجين ؟؟
بالتأكيد لأن الإسلام أراد أن يضمن حقوق وكرامة كل من الزوجين
وخصوصا المرأه لأنها مخلوق ضعيف .. فالإسلام ضمن كرامة المرأه
بنتا وأما وأختا وزوجه ... فهناك فرق كبير بين الكرامة والطاعة ..
وحتى طاعة الزوجه لزوجها لا تكون طاعة مطلقة انما هي بحدود
الشريعة الإسلامية ..
فلو أن الزوجين لا يوجد بينهما كرامة لماذا الإسلام شرع القوامة للرجل
دون المرأه ؟؟ ووضع للرجل ضوابط في قوامته لم يجعل القوامه مطلقة
لنضرب مثال بسيط ..
لو أن المرأه مهملة في بيت زوجها وكان همها هو الخروج للاسواق
والنوادي وحفلات الزواج ضاربة بمسؤوليتها عرض الحائط
وتاركة المسؤولية على الزوج هو من ينظف ويغسل ويدير الشؤون
الداخلية والخارجية للمنزل ويهتم بالأطفال ..
أليست هذه إهانة من المرأه للرجل !!! لو قلنا انه لا يوجد كرامة بين
الزوجين فاعتقد ان هذه لن تكون إهانة في حق الزوج لأن الكرامة
معدومة بين الزوجين في نظر البعض !!
مثال آخر وهو دارج في زمننا اليوم ... كم من زوجه محرومة من حقها
الشرعي في المعاشرة الزوجية وفجأه تكتشف أن زوجها يعاشر إما
خادمة أو بائعة هوى أو غيرهن من الساقطات وفي قعر دارها
وفي غرفة نومها .. وتنهار عصبيا ونفسيا ولا يبالي بمشاعرها وفوق
هذا قد يتجرأ عليها بالضرب من أجل الساقطات ثم يُطلب من المرأه ان
تعتذر لهذا الزوج ويقال لها لا يوجد بين الزوج وزوجته كرامة !!!!
أليست هذه قمة اهدار الكرامة ...!!
لو ان الإسلام لم يضع كرامة بين الزوجين لما شرع أن تأتي الزوجة
بحكم من أهلها ويأتي الزوج بحكم من أهله حينما تتأزم الأمور وأن لم
تجدي الحلول للمشاكل فاطلاق هو الحل الأخير... فهذا هو ضمان لكرامة
الزوجين ... ولو أنه لا يوجد بين الزوج والزوجة كرامة لما
قال صلى الله عليه وسلم :
((إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم))
فأنا لست مع هذي العباره على مطلقها ... ولكن قد أكون مع هذه
العباره في حدود المعقول ..
وهي عندما تطيع الزوجه زوجها في غير معصية الله كأن تغسل رجليه
وتطيعه في عدم الخروج من المنزل إلا بإذنه حتى لو كانت الزياره
لأهلها وتعتذر منه إن أخطأت أو حتى لو أخطاء عليها خطأ يمكن أن
يتغاضى عنه الإنسان ولا يكون خطأ شرعيا فهذه لا إهانة فيها بل
اعتبرها كرامة للمرأه ... فالرسول صلى الله عليه وسلم قال :
(خيركم من يبدأ بالسلام) ..
وهذا الحديث في المعاملات بين جميع البشر فكيف أن كان بين الزوجين ...
وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم:
(ألا اخبركم بخير نسائكم بالجنة : قلنا بلى يا رسول الله)قال:
كل ودود ولود اذا غضب زوجها قالت هذه يدي في يدك لا اكتحل
بغمض حتى ترضى)
فهذه فيها رفعة للمرأه يكفي أن جزائها الجنة
فهنا من الصعب أن نطلق عبارة (لا كرامة بين الزوجين) بشكل مطلق
لأن الإسلام جعل الانسان أشرف مخلوق على ظهر الأرض قال تعالى:
( ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا نفضيلا .)
فالإسلام حفظ حق الزوجة فى المعاملة الحسنة من زوجها ,حقها فى فض الارتباط الزوجى إذا أضر بحياتها الانسانية …كل ذلك يبنى فى الشخصية النسائية الكرامة
وينمى الاحساس بالمسئولية أمام الله تعالى ..لأن لاشيء يعدل الكرامة فى ايجاد نفسية سوية تتحمل المسئولية فالله سبحانه وتعالى وضع حدود لقوامة الرجل ليضمن بها كرامة المرأه ولا يستغل الرجل سلطته على المرأه
فقال تعالى

فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله
كان عليّاً كبيراً)
فمتى حصل الظلم من الرجل للمرأه في استغلال قوامته فالله يتوعد الرجل بقوله (إن الله كان عليّاً كبيراً) فكرامة المرأه تكون في طاعة زوجها فيما تتوافق مع الشرع ..ولا إهانة للمرأه إذا اطاعت زوجها وفق حدود الشرع !
فهل تعتقدون بهذه المقوله (لا كرامة بين الزوج والزوجه ) بشكل مطلق ام لها حدود في وجهة نظركم الشخصية ؟؟
ولكم مني أجمل الود ...