تجتاح الإنسان مئات الأفكار السلبية، التي تتعلق بذاته أو بشريكه أو بأي طرف من خارجه سواء قريب أو صديق أو زميل أو غريب، يتأثر المرء بتلك المواقف والمشاعر الصادرة من الأخرين أو التي يختلقها بنفسه ويضخمها حتى تستولي عليه ومشاعره، ويصبح أسيراً لها.
بعض الناس وكلاً على حسب حساسيته ورفاهة مشاعره يتأثر بها بشكل أو آخر، الأشكالية تحدث يحن تجعل يومك أسيراً لذلك الهم الذي ساهم به طرف آخر، أو ساهمتَ به أنت من خلال أعطاءه أكبر من حجمه، وهذه خسارة كبيرة أن يكون يوماً كاملاً من عمرك تعيساً نتيجة تأثير أطراف أخرى أو توهمات وتصورات سلبية انتجتها أنت من لدن نفسك.
أنتَ كإنسان يجب أن تعيش حياتك بأكبر قدر ممكن من السعادة والفرح والاطمئنان والمتعة، لذلك المشاعر السلبية عادة هي ماتقتل تلك المشاعر، وقد تجد بعض الناس ربما يمضي شطراً كبيراً من عمره وهو بتلك التعاسة دون أن يدرك حقيقة أسبابها ثم يعالجها.
هناك بعض التكنياكات التي أراها مناسبة لطرد أي فكرة سلبية تجتاحك.
يجب أن تسأل نفسك لماذا أشعر اليوم بكسل وكآبة واحساس بالذنب والألم!؟ لابد أن لذلك مصدر لهذا الألم، ليس هناك شعور إلا وله مسبب، حين تكتشف ذلك المسبب، يجب أن تتعامل معه كما هو تقضي عليه، تعطيه حجمه الطبيعي ثم تنزعه ليكون هناك فراغاً لديك كي تملئه بملذات الحياة ومتعها الكثيرة.
على سبيل المثال، رسبتَ في الامتحان، هنا تستولي عليك أفكار ومشاعر سلبية تجعلك يومكَ حزيناً وكئيباً، الأفكار السلبية هي أنتَ لم تجتاز، يعني أنكَ لم تستطيع، يعني أن غيركَ أذكى منك، يعني أنكَ غير مؤهل، يعني أن حياتكَ ومستقبلك مهددان، يعني أن الأخرين سينتقصونك ويقللون من قدرك، يعني أنكَ لن تحصل على مستقبل مهني جيد، ولكَ أن تتصور آلاف الأفكار والاعتقادات السبيلة التي قد تعصف بك، بما أننا رسمنا الحالة والأفكار السلبية التي كونها وهاجمتنا، لنرى كيف ننتقدها ونجعلها غير متحكمة بيومنا وحياتنا.
نقدها على سبيل المثال، الحمدلله هذا شيء قدره الله ولعل فيه الخير، أنا حاولت والمحاولة هي بداية النجاح، غيري لم يحاول حتى، ربما هذا رحمة من ربي، لأني لو نجحت في الامتحان قد تواجهني مشاكل مستقبلية، لعل الله أراد لي أن أجرب شيئاً آخر، الحمدلله أني حاولت واختصرت الطريق على نفسي لأجرب طريقاً أو تخصصاً أو منهجاً آخر بالحياة، ولك أن تتصور مئات بل آلاف الأفكار الإيجابية التي يمكن أن تجعل يومكَ سعيداً وتتعامل مع الموقف بنظرة إيجابية وتفاؤلية وتعيش يومكَ سعيداً.
مثال وحالة أخرى، صديقك أو صديقتك خاب ظنكَ به وكان يتكلم بك عند الأخرين بكلام سيء لم تتوقعه منه، الأفكار السلبية تأتي على النحو التالي، لماذا تكلم بي؟ هو شخص لايحترمني ولا يقدرني ولا قيمة لي عنده، تكلم بي لأني لا أحظى بالاحترام الكافي عنده، الشيء الذي يقهرني أني كنت أعطيه القيمة العليا في حياتي، وهو يغدر بي بسهولة، الله ما أنذله، تكلم بي لأنه يستحقرني، أنا لا أملك قيمة وشخصية تجعل الاخرين يحترمونها ولا يتقبلونها، إلخ.. تلك الهجمات السلبية.
نقدها يأتي على هذا المنوال، الحمدلله الذي كشفه لي ولذلك سأتجنبه مستقبلاً، عادة لايتكلم الأخرون بالناس إلا لأن الناس ناجحون وبالتأكيد أنا ناجح، ولذا يقول المثل لا أحد يركل قطاً ميتاً، أنا واثق بنفسي وشخصيتي وأشق طريقي بذاتي ولن التفت لمثل هؤلاء، لو توقفت عند كل شخص يتحدث عن بكلام سيء هذا يعني أني لن أتقدم، لذا سأدعه وشأنه وامضي بطريقي، الحياة هكذا طبيعتها يجب ألا انتظر من الأخرين أن يكونوا أصفياء وأنقياء أو أتوقع دائماً ألا يحدث يوماً منهم سوء تجاهي. يجب أن أعيش يومي بعيداً عن تأثير الأخرين، لماذا أحزن من تأثير أشخاص بشر هم في الواقع مثلهم مثلي، وهكذا لك أن تستبدل كل فكرة سلبية بتصور ايجابي.
ويمكن تخيل آلاف الحالات والمواقف التي تجعلك تتخذ مواقف سلبية تجاه نفسك، تخيل ذلك بأي مجال وبأي اتجاه، وقبل أن تستولي عليك مشاعرك السلبية، قف وجادلها بعقلك، وحلل الموقف وانقده بعقلك واخرج بايجابيات، ستشعر أنكَ بدلاً من أن تعيش يومكَ محاصراً بالأفكار السلبية قد عشت يوماً إيجابياً لأن تعاملتَ مع الحدث والموقف بعقل نقدي بل وبعقلٍ يبرر ويشجع ويطمئن.
هناك تكنيكات أخرى ومصاحبة، من الممكن حين تشعر بالحزن أو الألم لأي سبب أن تفتح التلفزيون، أن تقرأ قصة مسلية، تشاهد ماتستمع به، تأكل تحرك غير وضعيتك، انتقل من الغرفة إلى الحوش أو الصالة أو امش أو مارس رياضة، أو أعلم أس شيء محبب لك، هنا سينشغل ذهنك بشيء آخر سيحل محل الفكرة السلبية.
هناك أساليب نقنع فيها عقلنا الباطن، حتى ولو كانت غير حقيقية، العقل الباطن كما يصفه طارق الحبيب هو غبي، أي تستطيع أن تضحك عليه بسهولة وبأي كذبة حتى ولو لم تكن منطقية، وهذا يمكن أن نفرد له موضوعاً آخر إن شاء الله، وأسال الله أن يعينني على ذلك، وبالتوفيق للجميع، ودامت أيامكم سعيدة وجميلة كجمال أرواحكم وابتساماتكم