بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
كتبت قبل قليل رداً على إحدى بناتي هنا في موضوعٍ يخصها ومنه كيف تنسى طليقها ووجدت أن الرد يناسب الكثير من الحالات المماثلة وفيه عدة وقفات تحتاج لتحليل فجئت هنا للتوسع تعميماًللفائدة
في الزواج تحقيق لفطرة الله في حاجة الأبدان لبعضها لعمارة الأرض جيلاً بعد جيل وهذه الفطرة تفعل التواصل بالتماس النفسي والبدني بما لا يكون غيره مثله في هذا القرب ويفعل إشباع الغريزة النفسية والبدنية ويكشف للطرفين ما لا يكشف لغيرهما.
الإشباع النفسي:
هو أنه من فطرة الإنسان البحث عن التقدير لذاته من ذاته والتقدير من غيره لها وهو من السعي للكمال ومن ذلك الزواج فالأنثى لو تأخرت عن الزواج حصل لها شيءمن الإنكسار ولو تزوجت صغيرة لشعرت بالغبطة وكذلك الرجل مع فارق بينهما في هذا والاشتياق لمشاعر الطرف الآخر وفقدها عند البعد وما يصاحب ذلك من مشاعر
الإشباع البدني:
هو تفريغ الطاقة الجنسية لدى الطرفين بدءًبالنظرة حتى كمال التواصل والانتهاءمنه والاشتياق عند التباعد البدني لهذا الإشباع.
النفسيات.
تتعمق هذه الأحداث في الذاكرة بقوة وخاصة عند اجتماع الحب مع الزواج وعندالمرأة بشكلٍ أعمق عجيبة وذلك كما يلي:
1- طبيعة المرأة العاطفية فتحفظ الأحداث بتفاصيلها الدقيقة حتىالنظرة ودرجاتها.
2- وجود الحب يعمق هذه الأحداث بتفاصيلها لأنه يحقق الإشباع النفسي بشكل قوي.
3- الربط المكاني بالأحداث مثل الأماكن التي تم فيها الإشباع النفسي والبدني مثل أماكن شهر العسل والسنة الأولى للزواج وما صاحب ذلك من الطقس كالمطر وغيره.
4- الربط الزماني هو ارتباط الإشباع النفسي والبدني موافقة لزمان مرتبط بأحداث ومناسبات معينة.
5- الأشخاص وذلك عندما يرتبط الإشباع النفسي والبدني بأشخاص معينين كوجود الأم أو غيرها وما تقدمه من تهيئة وعبارات تتكرر مع مشاعر الود والمحبة.
6- الأحزان عندما يصاحب الإشباع النفسي والبدني مناسبة حزينة حادث سيارة أووفاة أو غيرها.
هذه الأمور وغيرها تعمق الذكريات عن الإشباع النفسي والبدني وتصاحبها مشاعر جميلة تكون هي الطابع الذي نريده لأنفسنا ونتمسك بها متعة بلذتها النفسية حيث تذهب اللذة البدنيةالمصاحبة.
مثال
زوجان محبان اجتمعا في جنة الدنيا ومع مرور السنوات الأولى للزواج حدثت أمورجعلتهما ينفصلان إما من أحدهما أومن كليهما أو من غيرهمامن طرف أحدهماأو من طرفيهما.
تشبع الزوج والزوجةنفسيا وبدنيا وارتبط هذان الإشباعان بأملكن شهر العسل والسنة الأولى للزواج هذه الذكريات تكون بعمق ذكريات الطفولة الجميلة.
الإنفصال.
فراش الزوجية يجمع الزوجين فيأخذ من حرارة أبدانهما ويقتبس الأدباء هذه الحرارة الحسية للحرارة في المشاعر والذكريات
وعندما يحدث الإنفصال البدني بوثيقة الطلاق أو الخلع تتفرق الأبدان بشكل آلي.
فيتعطل الإشباع البدني أما النفسيات فتأخذ معها الإشباع النفسي الذي يحتاج لمددة طويلة ليخف فكل العوامل السابق ذكرها تفعل الذكريات ويقارن معالج التفكير تلك الذكريات بالواقع الإنفرادي ويحصل شعور بألم الفقد وتتم مراجعة أسباب الانفصال كثيرا.
العلاج.
يتمثل العلاج بفصل نسخة الأحداث التي حدثت في الذاكرة عن المشاعر المصاحبة وحفظ هذه الذكريات بحجمها الطبيعي والإحتفاظ بها للنفس فقط دون مشاركة أحد بها ولا شكوى فقدها لأحد وإغلاق باب الذكريات كمنطقة خاصة وعند وجود أحد الأسباب السابق ذكرها كمهيج للذكريات تتم السيطرة عليه بحمد الله والرضا بما قضى وسؤاله العوض الصالح والاحتساب في الصبر على الفقد.
الظلم.
يعمق كل ما سبق ألم الشعور بالظلم ويجعل هذه الذكريات تصرخ بالمظلوم وهو صامت ويحترق ذاتياً مع كلمهيج للذكريات
وهنا العلاج باللجوء إلى الله المبك العادل الذي يعلم ويحصي ولا أحد مهما كبرأكبر منه.
لعلي أطلت في هذا ولكن يغريني حسن متابعتكم وظنكم فالموضوع يحتاج لتوسع ولكن لعلما ذكرت فيه بعض الفائدة.