بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وتكملة لما بدأته في أول الموضوع (القيم والمبادئ ) , نكملها بحلقة وصل مهمة في العلاقة الزوجية منذ بدئها وتزيد الحاجة إليها مع زيادة عمر العلاقة الزوجية وكثرة المتطلبات وتشعب الاهتمامات فيها, لذلك فمن الضروري أن يجيد كلا الزوجين أسلوب التحفيز والدعم بما يتناسب مع الطرف الآخر ويعزز العطاء لديه.
الرجل//
شخصيته استقلالية ذاتية غير مبادرة.
إذا عرفنا أن هذه الصفات مرتبطة بالرجل نستنتج :
أن العطاء عند الرجل يبذل منه في حالتين :
الأولى: عند الإحساس بالحب .
والثانية : عند الإحساس بأنه مرغوب وفعال في العلاقة ( مُحتاج له) .
و في هاتين الحالتين تنقلب صفات الزوج من الرغبة في إثبات مقدرته وتنمية طاقاته لذاته إلى استعمالها في خدمة الآخر.
لذلك ففهم الزوجة لهذه الصفات يجعلها لا تبادر دوما بالعطاء إنما إعطاء الفرصة للزوج ليضيف شي للعلاقة من ذاته ويصاحب هذا العطاء من الزوج إلى الزوجة أن تظهر الزوجة لهذا الزوج بشكل واضح انه هو القادر على جعلها سعيدة , ولا تكتفي الزوجة بهذا التوضيح مرة واحده لان استمرار العطاء من الزوج يتطلب من الزوجة دائما أن تظهر أن هذا الزوج فعال ومرغوب وبهذا يعطي الزوج ويعبر عن ذاته كأفضل ما يكون من العطاء .
و يوضح ذلك هذا المثال:
.............
عادة ما تبذل الزوجة الكثير من الجهد في العلاقة الخاصة (من تجمل , ولباس ...ووو) وهذا ما يجعل الاستجابة من الزوج للعملية الجنسية فطري بحكم الاثارة ,حينها يمارس الزوج العملية بشكلها المعتاد ولا يحدث فيها التجدد والتطوير المقبول ,لان الزوجة لم تحفز عنده الدافعية إلى العطاء وعلى سبيل المثال لو ابدت الزوجة أن ما قامت به من حسن تجمل كان بسبب كلامه العذب في المرة السابقة أو بسبب قبلاته الرائعة وليس من الضروري أن يكون هذا صحيح في أوله ولكن الغاية من ذلك إعطاء الدافعية للزوج في البذل والإبداع لان ما قام به سابقا كان له تأثير , وهنا تتحقق الغاية المطلوبة ليصل الزوجين إلى علاقة ممتعه متجددة من كلا الطرفين.
.........................
المرأة //
شخصيه تعطي وتضحي وتتنازل , لكنها شديدة الحرص على المقابل .
وإذا أيقنا أن هذه الصفات مرتبطة بالمرأة نستنتج :
أن العطاء والبذل عند الزوجة غير محدد في الكم أو الكيف , لكنه محدد بما يقابله من شكر وإحساس من الطرف الآخر انه ملاحظ ومقبول ومقدر , لذلك على الزوج أن يدرك انه إذا رغب في استمرار هذا العطاء بقوة وتجدد أن يعي أن النقد له يقتله , أو التقييم . وان عبارات الحب تارة والتعاطف والمساعدة هي الأسلوب المرغوب .
ولمثال يوضح ذلك:
..........
تبذل الزوجة الكثير من الوقت في العناية بالزوج والأبناء و(والطبخ ,والترتيب ووو) ومع الأيام تفقد الزوجة تلك الرغبة الدافعة إلى العطاء لأنها أحست انه من غير مقابل حين تحس أن ما تقوم به هو الواجب لا لأنها قد تفضلت وأحسنت. وعلى سبيل المثال /الزوجة تقدم الطعام الى الزوج فلو ابدأ الزوج لزوجته هذا القول ( لم يكن الطعام بهذا الحسن إلا لأنك اجتهدتي فيه وابدعتي فلا حرمنا الله منك ومن تعبك) لا تأخذ تلك الكلمات جهدا من الزوج ولكنها عند الزوجة تساوي استمرار وبحث عن كل ما يخدمها من اجل سماع تلك الكلمات .
حينها تحقق العلاقة الزوجية الراحة والمتعة والرضاء لان كلا الزوجين قدر وأعطى وهنا الغاية تتحقق فقط .
والخلاصة في الحالتين :
ان العطاء من الاثنين موجود والفرق هنا انه في الزوج مكبل حتى يطلب منه او يشعر انه مطلوب , وفي الزوجة مقدم دون طلب حتى تشعر انه ملحوظ ومقدر .
لذلك فكثير من الزوجات من تشتكي من قلة عطاء الزوج في الحب أو في العلاقة الخاصة رغم بذلها العطاء , لكنها تنسى أن ما يعزز عطاء الزوج ليس العطاء منها , إنما إحساسه مسبقاً أن ما سيقدمه مرغوب ومثمر , لذلك هي عمليه تبادليه تبدأ من المرأة وتستمر بالزوج .
..........................
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والشكر الموصول الى الاستاذ / وليد.
__________________
امك واختك وابنتك وزوجتك وامراة لاانثى فقط