السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
حملت زوجتي منذ فترة .. ثم قدر الله لها أن تسقط ..! وحصل معها نزيف شديد .. فذهبت بها إلى المستشفى حيث أجريت لها عملية تنظيف . تكمن المشكلة في أن من أجرى لها هذه العملية طبيب وليست طبيبة..!! ( حيث أن نوبته كانت في وقت إجراء العملية ) وعندما قرأت عنها فيما بعد علمت أن المرأة تكون في وضع شبه عارية أمام الطبيب ، ومنذ ذلك الوقت وأنا في ألم نفسي شديد حتى أنني أشعر كثيرا بعدم الرغبة في زوجتي وفكرت في فراقها لولا وجود الأطفال . بالطبع هي ليس لها ذنب فيما جرى لكن هذا هو الإحساس الذي يتملكني، لذا أرجو مساعدتي بأي نصيحة، كما أرجو توجيهي كيف أرضى بقضاء الله في ذلك رغم أن الشرع يأمرنا بالغيرة على العرض .. وحتى الموت دفاعا عنه .
الجواب :
أيها الأخ الكريم :
إن الغيرة محمودة من المؤمن ولابد منها لذوي المرؤات إلا أنه لها حدود لابد أن تقف عندها فإن الضرورات تبيح المحظورات ..وللمرأة المريضة أن تكشف عورتها للأجنبي عندما لا توجد امرأة تقوم بذلك أو لا توجد امرأة ماهرة تقوم بذلك فإن الزوج لايحق له أن يعرض زوجته للهلاك، لاسيَما في مثل هذه العمليات الخطيرة الحساسة بسبب الغيرة. فإن الغيرة في مثل هذه المواقف الإضطرارية غير محمودة كما أن الورع من الطبيب التقي في مثل هذه المواقف الإنسانية هو الآخر غير محمود ..فقد ذكر أحدهم للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أنه عرضت عليه امرأة كسرت فخذها فتورَع أن يتقدم لعلاجها فعاتبه الإمام أحمد وقال له : لو تقدمت إليها لكان أحب إلي .
وقد يحصل في مواقف أخرى كالحوادث ونحوها من انكشاف العورات وتقدم الرجال غير الثقات لعلاج المرأة، وهنا تقدَر مفسدة هلاك المرأة مقابل تقدم مثل هذا الطبيب لعلاجها، فالهلاك أعظم من كشف العورة ولو عند كافر.ومع كل هذا فإنه يقدم لعلاج المرأة كما هو معلوم إن كانت تصلح لعلاجها وهذا الأفضل والأكمل ،إلا إذا كانت لا تصلح لعلاجها ولا بأس بتقديم الأجنبي الأتقى ثم الأمثل فالأمثل... والله المستعان فإن حال المسلمين يشكى إلى الله بسبب تجاوزات أخلاقية تحدث في المستشفيات فقد يكشف من العورة أكثر من المطلوب وقد يحضر العملية ويرى العورات من ليس له دخل في العملية وهكذا من التجاوزات الخطيرة ..فلا بد من وقفة للمسؤولين عن الصحة لمراجعة الوضع المتردي في غالب المستشفيات.
أما مسألة ما يقع في نفسك من كراهية لزوجتك بهذا السبب فهذا ليس بغريب عند كل مؤمن ولابد أن يحصل مثل هذا في نفس المؤمن ولكن الممنوع أن تؤدي هذا إلى أن تنفر زوجتك أو تهدم بيتك، فإن الغيرة المحمودة ما كانت في ريبة وليس هنا من ريبة توجب على إضرار الزوجة أو تأديبها، وإنما هو الاضطرار فلا إثم في هذا إن شاء الله ولا حرج ..واستعن بالله وحده واصرف عنك الوسواس، وضم إليك زوجك وأكثر من الذكر وقراءة القرآن ولا سيما سورة البقرة حتى تشعر بأن الوسواس قد فارقك والله الموفق.
----------------------------------------
نقلته لكم لكي تعم الفائدة