العجز الجنسي لدى النساء.. أسبابه وعلاجه
العجز الجنسي لدى النساء.. أسبابه وعلاجه
يمثل النشاط الجنسي لدى المرأة عملية تفاعل معقدة تشتمل على استجابات جسدية وعاطفية تؤثر على الطريقة التي تفكر المرأة فيها بشأن نفسها.
وحيث تواجه المرأة مشكلة جنسية،فأن ذلك يمكن أن يؤثر على اوجه عدة من حياتها بما في ذلك علاقاتها الشخصية واحترامها لذاتها ويتردد كثير من النساء في التحدث حول نشاطهن الجنسي مع أطبائهن وبدلا من ذلك تعاني هؤلاء بصمت في حين أن المشكلة يمكن علاجها أما من خلال الطب النفسي أو التقليدي أو كيلهما معا.
يشمل الجنس تشكيلة واسعة من النشاطات الحميمة، وتختلف كل امرأة في اهتماماتها الجنسية عن الأخرى وكذلك في استجابتها وتعبيرها عن ذلك ويمكن لأحاسيس المرأة بشان الجنس أن تتغير وفقا للأحداث ومراحل حياتها كذلك يمكن للنساء مواجهة تشكيلة من المشاكل الجنسية مثل الافتقار إلى الرغبة، صعوبة الإثارة أو الألم أثناء العملية وتذهب تلقائيا فإنها تعتبر شيئا طبيعيا.
ولكن المشكلة حين تستمر أو تكون مصحوبة بالألم فان الوقت يكون قد حان لمراجعة الأخصائي و على الرغم من أن الاستجابة الجنسية تعتبر مسألة شخصية وتختلف من واحدة لأخرى.
فأن المرأة حين تمارس العملية يمر جسدها عبر نمط من الاستجابات تسمى "دائرة الاستجابة الجنسية" و تتألف الدائرة هذه من المراحل التالية:
الرغبة: تمثل الرغبة الشعور بأن الشخص يريد الجنس.
الإثارة : تحدث تغييرات في الجسم استعدادا للعملية الجنسية و تشمل هذه التغيرات حدوث رطوبة في المهبل و استرخاء عضلاته مما يسمى الإثارة الجنسية كذلك فأن الرحم يرتفع قليلا.
النشوة: تعرف النشوة بأنها تمثل قمة الاستجابة الجنسية
خمود الالتهاب: يعود الجسم إلى حالته الطبيعية و يعتبر العجز الجنسي اختلالا في واحدة أو اكثر من هذه المراحل أو عند حدوث ألم مصاحب للإثارة أو العملية الجنسية .
وقد أظهرت دراسة نشرت في دورية الجمعية الطبية الأميركية و شملت 1749 امرأة تعاني من العجز الجنسي أن 43% من النساء في الولايات المتحدة يعانين من هذه المشكلة ووفقا لهذه الدراسة التي أجريت عام 1999، يمكن أن تكون المرأة معرضة للإصابة بالعجز الجنسي إذا كانت:
عزباء، مطلقة ،أرملة أو منفصلة عن زوجها
غير متخرجة من المدرسة الثانوية
تعاني من مشاكل عاطفية أو من التوتر
تعاني من وضع مالي صعب
تشعر بالحزن أو غير قانعة من الناحية الجسدية أو العاطفية
ضحية للإساءة الجنسية أو مكرهة على ممارسة الجنس
وهناك العديد من أنواع العجز الجنسي، و يمكن أن تمثل بعض هذه الأنواع مشاكل مزمنة، مشاكل مكتسبة بعد ممارسة طبيعية للجنس أو مشاكل ظريفة تتطور تحت ظروف معينة أو بسبب شريك معين و يمكن أن تكون أسباب العجز و المشاكل الجنسية نفسية،عضوية أو كليهما معا
و تشمل الأسباب النفسية :
التوتر و القلق أثناء العمل، أو المسؤولية العائلية
الهواجس بشأن الأداء الجنسي
الصراع في العلاقة مع الشريك
وجود قضايا في التوجه الجنسي دون حل
خبرة سابقة لإصابة جنسية
مشاكل في احترام الذات
أما الأسباب العضوية فتشمل:
السكري
أمراض القلب
أمراض الكبد
أمراض الكلى
جراحة في الحوض
إصابة في الحوض
أمراض الأعصاب
الآثار الجانبية لأدوية
تغيرات هرمونية بما في ذلك تلك التي ترتبط بالحمل او انقطاع الطمث
مرض الغدة الدرقية
سوء استخدام الكحول أو الأدوية
ويشكل الافتقار إلى الرغبة الجنسية اكثر المشاكل الجنسية انتشارا بين النساء و قد كشف تقرير صدر عن الكلية الأميركية لأخصائيي الولادة و أمراض النساء أن 30% من النساء يفتقرن إلى الرغبة في الجنس على الأقل لمدة شهر واحد خلال السنة كما أن 15% من النساء في سن اليأس لديهن انخفاض في تلك الرغبة بحسب ما أفاد به دليل شركة ميرك للتشخيص و العلاج.
و في كثير من الأحيان، تتأثر الرغبة الجنسية لدى المرأة بسبب علاقتها مع شريك حياتها فكلما كانت هذه العلاقة قوية وممتعة للمرأة، كلما كانت رغبتها الجنسية أقوى كذلك فان هموم الحياة اليومية يمكن أن تؤثر على هذه الرغبة ولكن حين تنخفض الأفكار والرغبة نحو النشاط الجنسي بشكل متزايدة أو حين تختفي وتسبب حزنا و ألما وصعوبات.
فان المشكلة تعرف عندها بما يسمى "هبوط الرغبة الجنسية" أو الرغبة الجنسية المكبوتة" و يقدر دليل ميرك للتشخيص والعلاج انتشار هذه الحالة بنسبة 20% بين النساء و تسمى الحالة التي لا يحصل فيها أي اتصال بين الزوجين لدرجة أن ذلك يسبب في بعض الأحيان انزعاجا شخصيا و صعوبات في العلاقات بحالة "اضطراب المقت الجنسي".
و تؤثر هذه الحالة على النساء اللواتي تعرضن لنوع من الإساءة الجنسية أو تلك النساء اللواتي نشأن في بيئة متشددة يعتبر الجنس فيه محرما وفي تقرير نشر حديثا في دورية " أرشيف السلوك الجنسي" أن من بين المصابين بأعراض الهلع ،75% يعانون من مشاكل جنسية و أن اضطراب المقت الجنسي كانت اكثر الحالات انتشارا حيث كان يؤثر على 50% من النساء اللواتي شاركن في الدراسة.
وحيث أن المشاكل الجنسية يمكن أن تنجم عن اضطرابات الهلع فان الأدوية التي تعالج هذه الاضطرابات يمكن أن يكون لها آثار جانبية مفيدة في حل المشاكل الجنسية بحسب الباحثين و بصورة عامة، فان من النادر ان يكون "اضطراب الهلع" سببا في حالة " اضطراب المقت الجنسي".
أما اضطراب الإثارة الجنسية فهو عدم المقدرة المستمرة او المتكررة الحدوث بالوصول الى او المحافظة على الرطوبة و انتفاخ الأعضاء التناسلية كرد فعل في مرحلة الإثارة من الاستجابة الجنسية.
وتمثل هذه الحالة اكبر ثاني مشكلة واسعة الانتشاء بين النساء حيث تؤثر على ما بين 15-20% منهن و تحدث غالبا بين النساء اللواتي هن في سن اليأس و يمكن لهرمون الاستروجين المنخفض المستوى بعد انقطاع الطمث أن يسبب جفاف المهبل و يعمل على انكماش أنسجته و خفض تدفق الدم إلى أنسجة الأعضاء التناسلية ونتيجة لذلك، فأن مرحلة الإثارة لدى النساء في هذا السن يمكن أن تتطلب وقتا أطول كما ان حساسية منطقة المهبل قد تضعف.
وفي كثير من الأحيان تؤدي اضطرابات الإثارة الى مشاكل في الوصول الى النشوة و تختلف هذه في مدتها و درجة كثافتها من امرأة إلى أخرى فعدم وجود نشوة باستمرار او تأخر الوصول إليها "باضطراب النشوة لدى الأنثى" و تعاني حوالي 10% من النساء من هذه الحالة بغض النظر عن الإثارة او الموقف ووفقا لدليل ميرك، فأن حوالي 50% من النساء يصلن الى النشوة أثناء الممارسة الجنسية.
ومن الناحية البيولوجية تستطيع معظم النساء الوصول إلى النشوة، إما عدم الوصول إلى ذلك على الإطلاق أو في مواقف معينة فهي مشاكل يمكن حلها في الغالب من خلال تعليم الأنثى كيف تستجيب جسمها ،التأكيد على وجود إثارة كافية و/أو كيفية التغلب على الامتناع أو اضطرابات القلق و التوتر.
ويمكن أن تؤدي بعض أدوية ضغط الدم و مضادات الاكتئاب إلى تدني الرغبة الجنسية و تتدخل في النشوة فادا كنت تتناولين هذه الأدوية و تعانين من آثار جانبه تتعلق بالعملية الجنسية، حاولي مناقشة ذلك مع طبيبك.
و يسمى الألم المصاحب للعملية الجنسية ب dys pareunia حيث يصيب امرأتين من بين كل ثلاثة في مرحلة ما من حياتهن، بحسب الكلية الأميركية لأخصائيي النساء و الولادة و كغيرها من الحالات الجنسية الأخرى يمكن أن ترجع إلى أسباب عضوية أو عاطفية أو كليهما معا.
ويعود السبب الشائع للألم أثناء العملية الجنسية إلى قلة رطوبة المهبل التي تنجم عن الافتقار إلى الإثارة، بعض الأدوية أو التغيرات الهرمونية كذلك يمكن أن تكون العملية الجنسية المؤلمة علامة على المرض،العدوى،الأكياس المائية، أو الأورام التي تحتاج إلى علاج طبي أو جراحة و هو سبب آخر يستدعي مناقشة المشكلة مع الطبيب.
وهناك نوع من اضطراب الألم أثناء العملية الجنسية يسمى vaginismus و هو عبارة عن تقلصات لا إرادية لعضلات المهبل و يمكن أن تنجم هذه الحالة عن أسباب طبية منها:
ندبة في المهبل بسبب إصابة ،ولادة أو جراحة
تهيج بسبب الحيوانات المنوية أو الاستحمام
العدوى الجرثومية في منطقة الحوض
وينجم الألم أثناء العملية الجنسية أيضا للأسباب نفسية و يمكن يأتي ذلك استجابة للخوف.
وبحسب الكلية الأميركية لأخصائيي الأمراض النسائية و الولادة فان استجابة المرأة الجنسية يميل نحو الوصول إلى القمة في منتصف الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات و لا يعني هذا بالضرورة أن المرأة لا تستطيع الاستجابة العاطفية للجنس طوال حياتها.
ففي عام 1999 كشفت دراسة نشرت في دورية الجمعية الطبية الأميركية أن الكثير من المشاكل الجنسية لدى المرأة تخف مع تقدمها في السن، وان معظم الناس يواجهون مشاكل جنسية في مرحلة ما من حياتهم وهي شيء طبيعي.
وإذا كانت المشكلة الجنسية التي تعانين منها حديثة الصدد،حاولي مناقشة ذلك بشكل منفتح وصادق مع شريك حياتك من اجل تخفيف الهواجس والقلق وتسوية الخلافات أو النزاع بينكما.
إن النساء اللواتي يتعلمن إخبار شركائهن حول حاجاتهن الجنسية ومخاوفهن، يكون لديهن فرصا افضل لحياة جنسية سعيدة أما إذا استفحلت المشكلة الجنسية فانه ينبغي مناقشتها مع الطبيب حيث أن معظم هذه المشاكل يمكن حلها.
منقول لتعم الفائده..............وشكرا