
هل لو كان أحدكم مكانى .. هل كان سيبقى عليها ولا يطلقها ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
]ما بعـــد ،،
تزوجت من زوجتي عام 1984 م ، رغما عن أهلي ، ودون رضاهم ، وهذا ليس لأنني عاق أو معاند ، ولكن لأنهم دلوني عليها في البداية ، وكانوا يرون أنها هي التي ستكون عونا لوالدتي التي كبرت ، لأنني أكبر أخوتي وليس لي أختا ، وبعد أن نفذت طلبهم ونزلت على رغبتهم ، مراعاة لحقوقهم على ، ووافق أهلها ورحبوا ، فغير أهلي اتفاقهم معي لأسباب غير مقنعة ، وهى أن أتزوج من بنت عمى أو بنت خالى لأنهن سيرثوا لإرثا كبيرا ،سيساندك فى هذه الدنيا القاسية .حاولت إقناعهم ، مئات المرات لكن أصروا ، وفشلت في إقناعهم ، وأضررت مراعاة لأني دخلت بيت خطيبتي واطلعت عليهم وعلى أسرارهم ، وهم لا يقدموا لي أي إساءة من أي نوع ، وهذا لا يرضى الله ، بل كانوا يتمنون لي أن أكون سعيد معهم ، وكانوا يتسابقون لإرضائي ، فكرهت أن أظلمها وأظلم أهلها بتنفيذ رغبة أهلي ، خاصة وأننا في مجتمع يعرف بعضنا بعضا ، فاستخرت الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر ، وسرت في طريقي ، فرزقني الله على غير ما أتوقع أنا ، وبارك لي في رزقي ، ويسر لي طريق إتمام زواجي منها ، ودخلت بها في شقة في بيت أهلي ، وأقمت معهم ، والحمد لله على فضله ونعمته لم ينسى أهلي موقفي هذا ، غير أن والدي في بداية الأمر بدأ التعامل معي ومع زوجتي ، بطريقة سليمة ، وعاملها على إنها ابنته ، ولكن والدتي أبت ذلك ، ورفضت إلا أن تعبر عن رفضها بكل طريقة ، وبعد حوالي ستة أشهر حملت زوجتي بفضل الله تعالى ، وشبت النار في المنزل بسبب والدتي ، فكنت أصبر زوجتي التي كانت تطيعني طاعة عمياء ، ولكن وصل بها الأمر أنها لم تعد تتحمل أذى والدتي و اضطهادها وظلمها ، وكنت مشققا عليها ومقدرا لها هذا جيدا ، وذات يوم وجدتها تصلى في جوف الله وتبكى بكاء شيدا وهى تدعو الله عز وجل ، فاستيقظت على بكائها ، ومسحت دموعها ، وطيبت خاطرها ، وواعدتها بأن أبحث عن حل يريحها ، حرصا عليها وعلى جنينها
هداني ربى لأن أبحث عن شقة ، خارج البلدة التي أعيش فيها وأهلي ، وفقني الله ، استأذنت أهلي ، وافقوا ، خرجت أنا وهى ومستلزماتنا ، وأقمنا فى شقتنا تلك .
في آخر عام 1985 رزقني الله بأول مولودة ، والحمد لله حمدا كما ينبغي له ، وكانت ميلادها سببا في عودة أهلي إلى مرة ثانية تدريجيا ، فعدت ثانية إلى بلدتي وأهلي ,
وكل هذه الفترة وانأ وزوجتي مضربا للأمثال ، بين الأهل والأصدقاء والأقارب ، في الاحترام والمودة وطاعة الله عز وجل ، حتى أنها لم تترك بيتي ولا مرة واحدة غاضبة ، رغم ما كان يحدث بيننا أحيانا ، من خلافات كأي زوجين ، لكن كانت هي حريصة على ألا تترك زوجها وبيتها وأولادها ، وأنا كنت حريصا أن لا تتركنا يوما واحدا
ولكن حدث ما لم يحمد عقباه ، دب الشك في قلبها من ناحيتي فجأة ، على أثر قراءتها لمقالة لكاتبة صحفية في جريدة مصرية ، تحكى فيها قصة زوج خائن ، خان زوجته على الإنترنت ، وتزوج عليها دون أن تدرى ، وأنا كنت دائم الجلوس إلى الكمبيوتر ، وفى أحيان كثرة كانت ترافقني في هذا ، فبدأت تتابعنى متابعة دقيقة ، على غير طبيعتها ، حتى أصبحت تصرفاتها مستفزة ، وأسالتها فيها تلميح أحيانا ، ومحاسبة أحيانا أخرى ، ولما بات الوضع يقلقني ويزعجني ، طلبت أن أجلس إليها لنتحدث في هذا الموضوع بعقل وحكمة ، حتى لا يضيع حصاد السنين الطويلة التي مرت .جلست معها ، سألتها عما يدور برأسها ، وناقشتها ، وذكرتها بظروفنا ، وحياتنا ، وأكدت لها أنه لا يصح ولا يتماشى معي كل الوساوس التي تطحنها وتدور بداخلها ، وبدت مقتنعة ، واعترفت لى أنه شيطان يخيل لها كل هذا ، ولكن ستستعين عليه بالله وتطرده من حياتنا ظننت خيرا ، ولكن تكررت تلك المواقف مرارا وتكرارا ، وكنت فيها الناصح الأمين ، حرصا عليها ، وعلى بيتي واولادى ، حتى إنها باحت لإبنتى الكبرى بشكوكها على أنها حقائق لا تقبل الجدال ، ولكن ينقصها فقط الدليل ، وراحت تبحث عن الدليل ، كل يوم كانت تفتش في ملابسي ، في حقائبي ، في الموبايل ، تقرأ الرسائل ، ترد على من يتصل ، تتفحص الرنات التي تصلني ، وتعرف أصحابها ، في كل شئ يخصني ، وكنت أعلم هذا جيدا ، ولكن تركتها عسى أن تعلم وتعود إلى رشدها عندما لا تجد دليلا في النهاية ، لأنني أصلا أراعى ربى في حياتي معها ، إذا وجدت ( Disk ) كمبيوتر في قميصي أو حقيبتي ، أخذته سرا ، وجعلت أبنائي يفتحونه أمامها على الكمبيوتر لتتفحص محتوياته ، لو وجدت ورقة ما .. قرأتها وحللتها وفحصتها جيدا ، إن ارتديت قميصا ما أو بنطلونا ما أو حذاء ما ، كانت هناك دوافع عندي ، حسبما تفكر ، إن مرضت تألمت ، ظنت أن ألمي من قصة حبي المكبوتة المخفية ، ولكن دون جدوى ، ولم يتوقف الأمر عند أولادي فقط ونظرتهم إلى ، وإحساسهم بوجود مشكلة من هذا النوع مع أبوهم وأمهم ، وهذا ما كان يؤلمني جدا ، بل اتصلت بزملائي في العمل ، مستفسرة عن تحركاتى ومواعيدي وتواجدي في الشركة وخلافه ، وكل هذا كنت دائما وأبدا مصرا أن أكون هادئ الطبع ، متحليا بالصبر والحكمة ، حتى لا أساعدها في هدم البيت الذي بنيناه سويا وكلفنا شبابنا لم تتوقف وندى لي الكلام يلوح من هنا وهناك ، وحفاظا على سمعة أولادنا ، وما قد يصيبهم من هذا ، أخذتها وذهبت إلى أهلها ، وصارحتهم أمامها بكل ما تفعل ، وكان قد مر على بداية هذا الخلاف حوالي ثمانية أشهر ، ولم يعجبهم أفعالها ، ورفضوا كل ما قامت به ، ونهروها ، وتعصبت وكادت تمرض بسبب هذا الزعل ، ولكني طيبت خاطرها وصالحتها ، حرصا منى على عودة البسمة والحنان الذي كان يملأ أركان بيتنا ، ولم يمض أكثر من يومان ، حتى عادت كما هي وأسوء ، ولكن تلك المرة حدث ما لم يكن قد حدث من ذي قبل ، فقد طلبت الطلاق ، لأنها لأن تستطيع أن تعيش معي هكذا
طلبت منها أن تهدأ ، وتحضر نفسها لنخرج خارج البيت نتنزه ، ونتغدى في مكان هادئ ، خرجنا ، واشتريت لها بعض الهدايا ، واسترجعت معها الأيام الجميلة ، والمشوار المفيد ، والرحلة الممتعة التي أثمرت أربع أبناء يتمناهم أي إنسان ، ثم تطرقت في كلامي معها في خلافاتنا ، ناقشتها وناقشتني ، قلت ما بداخلي ، وقالت ما بداخلها ، وعادت من جديد تعترف للمرة الألف أنه شيطان مسيطر عليها ، ولكن هذه المرة هي آخر كلام في هذا الموضوع ، سررت وفحت جدا ، وكدت أصدق
لكن ما مر أسبوع وعادت من جديد ، ذهبت بها مرة أهلها مرة أخرى ، استعرضت الموقف أمامهم للمرة الثانية ، رغم أنى لا أشرك أحدا على حياتنا قط ، لا من أهلي ولا من أهلها ، مهما حدث ، حرصا على الحفاظ على أسرتنا ، ولكن هذه المرة قسي عليها أهلها جدا ، وكاد أخوها أن يضربها ، فمنعته ، فقلت لها أمامهم ( أقسم بالله العظيم ، لا يوجد في حياتي امرأة غيرك ، ولا أنوى هذا ، وليس في خاطري ولا في تخطيطي كل ما في رأسك ) فرد أخوها وقال : لو أردت أن تتزوج تزوج ، هذا منة حقك ، وأنت لو تزوجت لم ترتكب حراما ، أنا إذا حدث هذا من زوجتي أطلقها وأتزوج عليها ، ما اعجبنى كلامه ، واعترضت عليه ، وقلت له : حتى لو فكرت في الزواج من غيرها ، فهل أضمن أن أجد إنسانة تحبني وتحترمني زى أختك ؟ لن يحدث هذا أبدا
وعدت بها إلى بيتنا ، وحاولت أن أداوى وأعالج ما حدث ، ولكن ما مرت أيام وعادت كما كانت ، ولكن لم اعد أتحمل ما تحملت ، بدأت أتعصب عليها مرة وأتقبل منها مرات ، ثم ضاق الحال بإبنتى ، فذهبت إلى جدها ( والدي ) وقالت له : أن هناك خلافا بين أمي و أبى ، وإن لم تتدخل سيكون الطلاق ، على الفور أتاني والدي ، وفتح الموضوع في حضورها ، قلت له : تتحدث هي أولا عما تشكو منه ، ثم أرد أنا وأتكلم ، وقالت ما عندها ، ثم تكلمت وقلت له : يا والدي إن ما أقوله هذه المرة ليس عندي طاقة ولا استعداد أقوله ثانية ، وبدأت أرد على كلامها واتهاماتها نقطة نقطة ، وذكرت لوالدي بعض المواقف التي فعلتها معها في تلك الرحلة المضنية التي قربت على عام ، فقلت له أنى أشهد الله وأشهدك أنى أحبها ، وليس لدى لا في قلبي ولا في تفكيري امرأة أخرى ، ولو كان هذا ، هل أتحمل منها كل هذا ؟ قال : لا ، قلت : هل لو أنني نويت الزواج أتمسك بها في البيت ؟ قال : بل تطردها من البيت كما يفعل البعض ، قلت : سأحكى لك موقف حدث من أسبوع ، قال : تفضل ، قلت له في حضورها : إنها مرضت فلم أتوانى ولم أتحمل عليها ألمها ولا مرضها ، فذهبت بها للطبيب ، وطلب بعض التحاليل والفحوصات ، ثم كتب أدوية بمبلغ وقدره ، ولم يكن معي في هذا الوقت ما يكفى ثمن الدواء ، وكنت أنا أيضا قد صرفت دوائي الشهري من الشركة ، فذهبت إلى الصيدلية ، استبدلت دوائي الذي لا أستغني عنه يوما واحدا ، بدوائها ، فسقطت دمعة من عين والدى ، وقال : هل هي تعلم ذلك كله ؟ قلت : نعم ، واسألها ، فسألها ، فأقرت
فقال لي : أنت لا عليك شئ ، والتفت إليها وقال : تعالى بعد صلاة العشاء ، أريد أن أكلمك كلمتين ، قالت له : حاضر ، وانصرف ، ثم ذهبت إلى والدي ، ثم عادت ، إلى حد ما ، هادئة ، ومر يومان أيضا ، وانقلب الحال من جديد ، ذهبت إلى أهلها مرة أخرى ، ثم بلغت والدي بما حدث ، وكل هذا ما فكرت أفرط فيها ، واتركها تخرج من بيتي ، ومرت شهور أخرى ، وتخطيت العام في هذه المعاناة ، حتى ضاق صدري ، وتأثر عملي ، وتأثر أولادي ، وتأثرت نفسيتي ، فجمعت بعض من أقاربها المقربين لها ، وبعض من أهلي ، ممن أعرف عنهم أنهم يحبون لنا الخير ، وتربطنا بهم علاقات جيدة ، وبدأت أعرض المأساة على الجميع ليفيدونا بالرأي ، ولعلها تخضع لكلام أحدهم ، دون جدوى ، وأصرت على الطلاق ، وقالت : إن لم يطلقني سأنتحر ، أو أترك البلد وأذهب في أي مكان آخر
تركوها شهرا تفكر ، في هذا الشهر عاملتها أحسن ما تكون المعاملة ، راعيت فيها الله ورسوله ، فكنت دائما أتقرب منها ، وأتودد إليها ، وأراعيها ، وأتناسى ما بداخلي ، عسى أن يرحمنا الله .[
واجتمعوا ثانية بعد شهر ، ولكن لا جديد ، أصرت على الطلاق ، أوضحوا لها أنها ستكون الخاسرة ، وسأكون براء من كل حقوقها ، و و و و و .............. إلخ .
قالت : الطلاق ، الطلاق ، الطلاق ، قالوا جميعا : الأمر لله من قبل ومن بعد ، طلقها ، وليس لها أى حقوق عندك
دارت بي الأرض ، ما شعرت بنفسي ، إنتابتنى حالة من اللاوعى وعدم التركيز ، فأتوا لي بكوب من الماء ، شربته وحمدت ربى ، وهم ينظرون إلى مشققين على مما حدث ، منتظرين يمين الطلاق ، ولكن ألهمني ربى أن أتصرف وأقول لها ولهم هذا الكلام ( أشهد ربى في علاه ، وأشهد حضراتكم ، اننى لن أسمح لنفسي أن أبيعها ، أو أظلمها ، ولن أتركها تقاسى وتعانى من بعدى ، لقد عشت معها أجمل أيام شبابي وعمري ، وكانت لي تعم الزوجة ونعم الأم ، وليس معنى أن تطلب الطلاق ، أن أبخسها حقا ، ولكن إن قبلت هي أن تبقى في بيتها مع أولادها ، ولها على ما لأولادي من طعام وشراب وملبس وخلافه ، غير أنني أنا سأبحث لي عن مكان آخر أعيش فيه ، وإن قبلت أرجو أن تأذن لي في حضوركم ، أن أتردد على أولادي للاطمئنان عليهم ومتابعتهم من حين لآخر ، حسبما تسمح ظروفها هي ) ثم طلبت من السادة الحضور ، أن يكون الموضوع سرا لا يعلمه أحد من قريب ولا بعيد ، حتى لا يتأثر أولادي بالكلام الذي يترامى عليهم من هنا وهناك في مثل هذه الظروف ، وحفاظا عليها من نظرة المجتمع إليها ، وسكت برهة ، محاولا أن أتمالك نفسي ، و لكن ما استطعت أمنع نفسي من البكاء ، فبكيت
تأثر الحضور بالموقف ، ثار عليها أهلها ، وتعجب أهلي ، وبكى بعضهم معي ، ثم قلت لها : كلام أخير : تريدين الطلاق ؟ قالت : نعم ، ففعلت لها ما تريد وقد وفقني الله سبحانه وتعالى ، والتزمت بكل ما قطعته على نفسي تجاهها وتجاه أولادي ، وذلك حتى تاريخ كتابة هذا الموضوع إليكم
هذا مختصر قصة طلاقي لزوجتي ، فهل ترون حضراتكم أنني ظلمتها ، أو ما تحملتها ، أو ما حاولت أن أعالج هذه المشكلة
أقول هذا لأن بعض الأخوة والأخوات عندما قرأ قصتي مع ( فاطمة ) ظن أنني ظلمت زوجتي ، لأتزوج من هذه الفتاه ، لكن يعلم الله أن كلامي ما خرج عن الحقيقة أبدا .[/
[أفيدوني أفادكم الله ، وشاركوني جزاكم الله الأجر الوفير من الله رب العالمين ، حتى أعلم ، أن ما فعلته ليس فيه ظلما لأحد ، لأني والله ما أخشى عقاب ، أشد من عقاب الظلم
]وجزاكم الله خير الجزاء
التعديل الأخير تم بواسطة منيتى سمير ; 01-03-2005 الساعة 01:54 AM