كتبناْ الكثير ْ ..
وقرأنا الكثير ْ..
وتناثرتْ الحروفُ والكلماتْ ..
في منتدانا وفي أرجاءِ النتِّ وخارجَ أسوارِه ْ..
علّها تُصيغُ عِباراتٍ أو مواضيعٍ تُحيطُ بزوايا وأبعادِ الطلآق ْ وأثرهْ ..
سواءْ كانَ على الزوجهْ ( المطلّقهْ ) و أبناءهاْ أو على الزوجِ نفسهْ ...
وترابطْ هذا كلّه ْ بـ المجتمعْ ونظرتهْ وحُكمِهْ ...
والآثارْ المترتبّه على فترةْ ما بعدْ الطلآق ْ ...
واللتي تخيّمْ وتُلقيْ بثقلهاْ على كلّ أطرافه ْ..
ولعلّنا نُدركُ جميعاً حقيقةَ , أنّ المرأةَ المطلّقه ْ ...!
هيَ الطرفُ الأكثرُ تضرراً والطرفْ الأكثر عُرضةَ لرواسبْ وآثارْ وتوابِع ما بعدَ " الطلآق ْ " .
ومن أبرزِ هذهِ الآثارْ والتوابع ْ نظرةَ المُجتمعْ لها ْ ..
والأشدّ ُ تنكيلاً بها نظرةُ اهلها ْ إليهاْ وطريقةَ معاملتهم ْ لها ْ.. !
فالمرأهْ عندماْ تحصلْ على الطّلآق ْ , تظنّ انّها حصلتْ على حريّتها المقيّده ْ ..
من قبلْ زوجْ غير متفّهم ْ أو ظالمْ أو بحياهْ زوجيّه أشبهْ بالسّجنْ اللذيْ يقيّد القلبَ ..
والفكرَ والشعور ْ..!
لكنّها تفاجىء ْبانها وقعتْ رهنَ الإعتقالْ من قِبل أهلها ْ ...
وأنّ عليها العيشَ في ما يشبهُ السّجنْ بداءاً من اهلها ْ وأقرانهاْ وإنتهاءاً بالمحيطينَ بهاْ ..
اللذينَ يرونَ الطّلآق وصمهْ اجتماعيّه وبالتالي أولَ ما تستشعِرهُ المسكينهْ ...
أنّها مرفوضهْ .وفاشلهْ .. و..و..و.. والقائمهْ تطول ْ ..!!!
فتجد المطلّقه ْ تفرضْ على نفسهاْ نوعاً من العزلهْ الإجتماعيّه على نفسها ْ ...
للتقليلِ من هذا الشّعورْ اللذي يجتاحُ كيانها .ْ.
وللتقليلِ من أبعادِ هذهِ الوصمه ْ..!
فهيِ إن لمْ تفعلْ ذلك ْ.,.فأهلهاْ والمجتمع ْ كفيلانِ بأن يعزلآنها ْ ولو بالتدريج ْ...
ويمتد أثر ذلكَ إلى حدّ تحجيمِ الفرص اللتي تتاحْ لها ..
من اجلِ زواجٍ آخر ْ, أو الإقترانِ برجلٍ آخر ْ..
فالإشاعاتِ تُطارها ْ وتُصبحْ كلّ تصرفاتهاْ تحتَ مجهرِ مجتمعٍ قاس ٍ .
حياةْ الكثير ْ من المطّلقاتْ في بيوتِ اهلهِنّ ليستْ صعبه ْ فقط .ْ.
إنّما مصيبهْ بكلّ معنى الكلمه .ْ.
يبدأ التنكيلَ بها بقائمهْ من الممنوعاتْ بدءاً مِن ْ :
ممنوعِ الخروج من البيتْ إلآ برفقةِ أحدهم ْ , ممنوع التحدث بالهاتف ْ , ممنوعْ العمل ْ ,
وتبدأ الرّقابهْ على حديثهاْ وملآبسها ْ وتحرّكاتها حتّى ضمنَ فناءِ البيت ْ..
عدا انّهم يطربونَ اسماعهاْ بكلمة ْ "" مُطلّقـــه ْ """ بينَ الحينةِ والأخرى ْ ..
ويعدونها حُجةً كبيره ْ لأن يفرضوا عليها الأوامرَ والنّواهيَ ممزوجاً بالإزدراءِ الشّديد .ْ.
والإستفزاز ْ..
كلّ هذا على الرّغمِ من انهمْ يدركونَ جيّداً انّها ضحيّةَ زيجةٍ فاشله ْ..
أو زوجٍ جاهلْ بحقوقهِ وواجباتِه ْ..
وعلى الرّغمِ من انّكَ قد تجدهمْ هُم من شجّعوها على الإنفصالِ وساندوهاْ فيه .ْ. !
إلآ انّهم يفعلونَ هذا كلّه خوفاً من ألسنةِ الناسْ ونظرةْ الكثير من الرّجالِ فيه ْ ..
على انّ المطلّقه سهلةُ المنال ْ ..!
لِذا فالأهلْ في اغلبِ احوالهمْ يستمدّونَ حِصارهمْ لإبنتهمْ من مجتمعٍ مريض ْ ..
ومن هذا وذاكَ كلّه تجد أغلبَ الأسر ْ اللتي تتأثر ْ بمثلِ هذا المجتمع ْ ..
يستقبلونَ إبنتهمْ المطلّقه ْ على انّها فاشله ْ وتستحقّ درجةً من اللؤمِ والمهانةِ و.... !
والمشكلهْ كلّها في درجةِ الوعيْ ..
سواءْ كانَ ذلك عندَ الأهل أو عندَ المجتمعْ المحيطْ بهم ْ..
فإن كانتْ الأسره ْتتمتّع ْبالوعيِ وسعةِ الإدراك ْ ...
سينظرونَ لإبنتهمْ المطلقّهْ على انّها ضحيّه ويدعمونها نفسيّاً ومعنويّا ً ...
وأما إن كانت الأسره ْ لآ تملكُ الوعي ْالكافيْ ...
فسينظرونَ لهاْ على انّها متّهمه ْ مهما كانتْ اسبابُ طلآقها ْ..
فإمّا أن تمنحهاْ قويّهْ نحوَ الحياةِ من جديدْ تعيدُ إليهاْ توازنهاْ اللذي افتقدته ْ ..!
وإما أن يدفعوا بهاْ لـ هاويةِ الدمار النفسي ّ والرّوحي ..
بالحصار وألوانِ الضّغوطْ الممارسه ْ ..
قد أسمعتَ إن كُنتَ مُناديا ً ..لكن ْ !
لآ حياةَ لِمن تُنادي ْ .. ؟!!!