
تفقد البنت المتزوجه وزوجها .........
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان موضوع اليوم موضوع مهم غفل عنه للاسف اكثر الناس وسوف احاول بقدر الامكان ان لا اطيل عليكم فهو موضوع طويل جدا وقد وجدته في احد المقالات في موقع الشيخ محمد المنجد حفظه الله ورعاه وجزاه الله كل خير.
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
عن عَلِيٌّ رضي الله عنه أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلام اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ الرَّحَى مِمَّا تَطْحَنُ فَبَلَغَهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِسَبْيٍ فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تُوَافِقْهُ [ وفي رواية : أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهِمَا السَّلام أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو إِلَيْهِ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنْ الرَّحَى وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءهُ رَقِيقٌ فَلَمْ تُصَادِفْهُ ] فَذَكَرَتْ [ ذلك ] لِعَائِشَةَ فـ [َلما ] جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ لَهُ فَأَتَانَا وَقَدْ دَخَلْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ فَقَالَ عَلَى مَكَانِكُمَا ( أي استمرا على ما أنتما عليه ) [ فجلس بيننا ] حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي فَقَالَ أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ [ على خير مما هو لكما من خادم ] إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ [ فهذا خير لكما من خادم مسلم 2881
- جواز شكوى البنت المتزوّجة إلى أبيها
كما في رواية : " وأرته أثرا في يدها من الرحى " وفي أخرى : " اشتكت فاطمة مجل يدها " وهو بفتح الميم وسكون الجيم بعدها لام معناه التقطيع , وقال الطبري : المراد به غلظ اليد ، وكل من عمل عملا بكفه فغلظ جلدها قيل مجلت كفه
فبعض الازاوج هداهم الله ربما يغضب اذا اشتكت الزوجه لاهلها شيئا ويعتبره اهانه فهذا خطا فلمن تريدها ان تشتكي بعد الله وايضا يجب ان لايعتبر اهلها غرباء عنها بعد ان تزوجها فهذا خطا اشنع من الاول.لانه يسبب الفرقه والتباغض
- على العموم ان موضوعنا عن الاهل انفسهم فاذا تصرف الزوج بغلظه يجب عليهم ان لايقطعوا بنتهم بل يصلوها ويتوددوا الى زوجها .
- الأب العطوف يترك انطباعا دائما عند أولاده أنّه يستقبلهم ويسمع شكواهم ولو كانت فاطمة تعلم أنّ أباها لا يستجيب لشكواها ما أتته .
- ومن الناس اليوم من يتعامل مع ابنته التي تزوّجت وكأنّما هي همّ انزاح عن صدره ورمى به ولا يُريد أن يعود إلى تذكرّه فضلا عن أن يُساهم بأيّ شيء في إصلاح لحالها أو حال زوجها أو لحال بيتهما وأولادهما ، لقد بلغني أنّ رجلا يريد أن يزوّج ابنته بأيّ طريقة ولأول خاطب بلا سؤال عنه ولا توثّق من حاله بل لما تقدّم إليه شخص قال خذها بخمسة آلاف ، وبالتقسيط ما عندي مانع !! سبحان الله هل هو في حراج أو سوق النّخاسة ليقول خذ شيل عبّي ، ألا يحسّ بأنّه يسلّم رجلا قطعة من لحمه ودمه ، وعلى النّقيض من ذلك يوجد آباء كرام يتعبون لاستكشاف حال الخاطب ثمّ لا يتوانون في تقديم المساعدة للبنت وزوجها فلو زوّج ابنته من طالب قليل الدّخْل أو من موظّف حاله ضعيفة فإنّه لا يزال يتعهّد ابنته وزوجها في العيد وكسوة الشتاء وهدايا لأولادهما من لباس وغيره وإعانة في ولائمهما ولا تزال الأم الحنون تأخذ أولاد ابنتها إليها في حال مرض البنت وتقوم عليها عند ولادتها وتطبخ لبيت ابنتها وترسل الطّعام
- لقد صبر عليّ رضي الله عنه وزوجته على شظف العيش وشدّة الحال وكان أمرهما على ما قال بعض السَّلف : وجدنا أطيب عيشنا بالصَّبر . إنّ الحالة الماديّة للزوجين كانت صعبة فعلا فقد جاء في إحدى روايات هذا الحديث عن علي رضي الله عنه قولُه : " فأتانا ( أي النبي صلى الله عليه وسلم ) وعلينا قطيفة إذا لبسناها طولا خرجت منها جُنوبنا ، وإذا لبسناها عَرْضا خرجت منها رءوسنا وأقدامنا " وفي رواية السائب " فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفة لهما إذا غطيا رءوسَهما تكشفت أقدامُهما ، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رءوسهما " . لقد صبرا في أول زواجهما مدّة حتى جاء الله بالفرج وأغنى المسلمين بما فتح عليهم من الفتوحات وغنائم الأمصار ، إنّ بعض الزوجات المُترفات لا يصْبرن على قلّة ذات يد الزّوج في أول أمره فتطلب الطلاق لأنّه لم يوفّر لها مطالبها ولو أنّها صبرت لربما جاء الغنى من الله فيتوظّف الطّالب أو ينتقل الموظّف البسيط إلى عمل أحسن أو يفتح الله بتجارة ونحوها ، وهناك في الجانب المقابل من تصبر مع زوجها على الحُلْوة والمُرّة وتُراعي حاله ولا تكلّفه ما لا يُطيق ولا تنظر إلى ما عند الأُخْريات ممن حالهنّ مختلف فتطلب من زوجها مثلما رأت عندهنّ فلا يهمها تقليد الأخْريات ولا أن يحصل لها ما حصل لهنّ بل تتصرّف بحكمة وفْقا لحال زوجها وهي تعلم أنّ في صبرها عليه أجرا وأنّ عليه في إيذاء زوجها إثما فيرغّبها ذاك ويمنعها هذا من الإلحاح وطلب ما لا يتيسّر
- إن الأب وهو النبي صلى الله عليه وسلم لم يَنْس أن يوصي ابنته بالصّبر على ما هي فيه من الشدّة فقد وقع في تهذيب الطبري من طريق أبي أمامة عن علي في قصة فاطمة من الزيادة " فقال اصبري يا فاطمة ، إن خير النساء التي نفعت أهلها
- الاستمرار في ذكر الله وحفظ وصية رسول الله حتى في أوقات الشدّة التي تطيش فيها العقول فإن عليا رضي الله عنه لما قال عن الأذكار السابقة : فما تركتها بعدُ ، قالوا له : ولا ليلة صفين ؟ فقال : ولا ليلة صفين "
وللبزار عن عطاء بن السائب " فقال له عبد الله بن الكَوّاء " وكان من أصحاب علي لكنه كان كثير التعنّت في السؤال . .. " فقال ابن الكواء : ولا ليلة صفين ؟ فقال : ويحك ما أكثر ما تُعْنِتني , لقد أدركتها من السَّحَر " .. " ذكرتها من آخر الليل فقلتها "
وصفين , وهي بلد معروف بين العراق والشام ، جرت فيها معركة لعلي رضي الله عنه
- في الحديث بيان لنوع من الذكر عند النوم
- ويستفاد من قوله " ألا أدلكما على خير مما سألتما " أن الذي يلازم ذكر الله يُعطى قوة أعظم من القوة التي يعملها له الخادم , أو تسهل الأمور عليه بحيث يكون تعاطيه أموره أسهل من تعاطي الخادم لها ، وعلى فرْض أنّ نفع التسبيح مختص بالدار الآخرة ونفع الخادم مختص بالدار الدنيا فإنّ الآخرة خير وأبقى .
اسال الله ان ينفعنا بما علمنا ويهدنا الى الحق.
واسف على الاطاله
منقول بتصرف واختصار