
نداء إلي جميع أولياء الأمور
نعرض في هذه العجالة لكل ولي أمر بعض النصائح
والحلول لرفع مستوي الأبناء والبنات أو من هم تحت
ولايته لما فيه الخير والمصلحة دنيا وآخره
أولا : أن يحس ولي الأمر ويدرك حجم مسئوليته تجاه أبناءه ومن
هم تحت ولايته فهو مسؤل عنهم أمام الله يوم القيامة ومحاسب علي
ذلك واقعا عمليا محسوسا عن ابن عمر ( رضي الله عنه ) عن النبي
صلي الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته الأمير راع
والرجل راع علي أهل بيته والمرأة راعية علي بيت زوجها وولده
فكلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته ) متفق عليه
ثانيا : أن ينشئ ولي الأمر أبناءه وبناته أو من هم تحت ولايته علي
الكتاب والسنة فيحفظهم في الصغر علي كتاب الله وأحاديث رسول الله
ويحثهم علي الأنتهاج بنهج الكتاب والسنة في الكبر ويثبتهم عليه
ثالثا : أن ينشئ ولي الأمر أبناءه وبناته أو من هم تحت ولايته علي
العلم الشرعي ويعلمهم كل ما ينفع من أمور دينهم ودنياهم وآخرتهم
ليكونوا قادرين علي الأستقامة علي النهج الصحيح وقادرين علي
التمييز بين الصواب والخطأ وبين الحق والباطل قال تعالي ( يا أيها
الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا ) قال سفيان الثوري في تفسير
هذه الآية ( أي علموهم وأدبوهم ) وقال الضحاك ومقاتل رحمهما الله
حق علي المسلم أن يعلم أهله من قرابته وامائه وعبيده ما فرض الله
عليهم وما نهاهم الله عنه
رابعا : أن يكون ولي الامر قدوة حسنة وصالحة أمام أبناءه وبناته
ومن هم تحت ولايته فلا يأمرهم بخير إلا ويكون أتاه ولا ينهاهم عن
شر إلا ويكون قد اجتنبه وليس كما قيل : ( طبيب يداوي وطبيب
عليل ) فيأمرهم ولا يفعل وينهاهم ويأتي بما نهاهم عنه فإن في ذلك
خطر عظيم قال الله تعالي ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما
لا تفعلون ) - قال بن كثير - رحمه الله -" انكار علي من يعد وعدا أو
" يقول قولا لا يفي به
خامسا : أن يحث ولي الأمر أبناءه وبناته ومن هم تحت ولايته علي
أداء العبادات والطاعات ويزجرهم علي تركها فإن في ذلك خيره
وخيرهم قال ( صلي الله عليه وسلم ) ( مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ
سبع سنين فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها - أي إذا تركها ) رواه
الترمذي وابو داود واللفظ له
سادسا : أن يتعهدهم بالنصيحة والتوجيه والإرشاد الدائم والمتكرر
ليكون عندهم بذلك مناعة ضد الإنحراف والسقوط إلي الهاوية
قال ( صلي الله عليه وسلم ) : ( الدين النصيحة ) - حديث صحيح -
هذا ولينصحهم بأسلوب فيه الرقة واللين قال تعالي ( وقولوا للناس
حسنا ) وأن لا يغلظ عليهم إلا في ما يحتاج إلي ذلك ويتطلبه وأن لم
ينفع نصحه أو خشي آلا يعملوا به دفع إليهم لأحد الصالحين
الموثوقين لينصحهم ويفهمهم فيتثبتون ويعودون ولا يعيدون
سابعا : أن ينظر مع من يجلسون ومن يرافقون ويصاحبون فينهاهم
عن المفسدين الفاسدين ويحثهم علي الصالحين المصلحين وأن يبين
لهم فضل مصاحبة أصحاب الخير وأصدقاء الوفي والتقي وأن يحذرهم
من شر مصاحبة السوء وأصدقاء الشر والهوي فيكون في ذلك نفع
لهم دنيا وآخرة قال سبحانه وتعالي ( الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض
( عدو الا المتقين
ثامنا : أن ينظر فيما فيه صلاح لهم بالدنيا والآخرة فيأتي به وفيما
فيه مضرة لهم في الدنيا والآخرة فيمنعهم عنهم ويمنعهم عنه وأن
تضارب في الشئ مصلحة الدنيا بمصلحة الآخرة قدم مصلحة الآخرة
وأخر مصلحة الدنيا فيأتي به أو يرده . هذا ويتجنب أعطائهم كل
ما يشتهون دون مراقبة ولغير مصلحة وكذلك لا يمنع عنهم ما يطلبون
مالم يكن فيه مضرة وليعودهم علي الصبر وينشئهم علي سيرة خير
البشر ( محمد صلي الله عليه وسلم ) وأصحابه والصالحين
والصابرين المؤمنين
هذا وعسي الله أن يصلح لنا أبنائنا وأخواننا وسائر
أبناء المسلمين ويهدينا إلي الصلاح والفلاح أنه سميع
مجيب