
خسارة حقيقة عندما تكون إنسان مزيف
يقابل الإنسان في حياته العديد من الأشخاص في أماكن مختلفة وفي أزمنة متفاوته ، فعندها يحاول أن يظهر نفسه بأفضل صورة ( وهذه فطرة ) ويجعلها مثاالية كما يحب هو والآخرون أن يكون عليها ، وفي المقابل يخفي
( الكثير من عيوبه ) التي يراها أنها تسيء لنشخصه وكثير من الأحيان لسمعته .
الغريب في الأمر أن الإنسان يعلم فعلا ماهي أبرز عيوبه ، ولكنه يقف فقط موقف المتفرج ، فهو بحسب ما تعارف بين الناس والمجتمع ككل أن يخفيها فقط في زمان ومكان معين ، ويراقب نفسه مراقبة شديده ويصبح فجأة ( الوصي ) الذي لا يقبل أية أخطاء مهما كان حجمها وضررها ، وكأن الأمر يقف عند هذا الأمر .. وكأنه فقط يرضي الناس ( وهي غاية لا تدرك ) ويحاول أن يحور شخصيته مما هي عليه الى ما يحب الناس ان تكون ( مثالية ) وكأنه تنااسى أن الأمر برمته يعتبر تلاعب بذاته قبل أن يكون تلاعبا على الآخرين وكيف أنه لم يفكر ولو لوهلة أن هناك مراقب يرى جميع الأشياء وما تخفيه النفس .. وهو عالم الغيب ( الله ) عزوجل .
هؤلاء فقط عندما نقابلهم في أي مكان او حتى نقرأ لهم نجدهم قد طرزوا ورسموا رسمة إبداعية ( مزيفة ) مقترنة بالشكل دون أن تتخلل الى صميمه ومضمونه ، فهو مهما كافحه من ( تصنع ) لدور من الصعب على الكثير لعبه لأنه ببساطة ليس ( دور ) وإنما
( حقيقة ) لا تقبل ( التزييف ) الى لفترة محدودة جدا ينكشف فجأة من خطأ بسيط ، عندها تظهر لنا ( حقيقته الحقيقية ) التي توصف فعلا ما هو عليه .
أولئك الأشخاص في تزايد مستمر لأنهم قد سمعوا أن أحدا قد نجح .. ولم يسمعوا .. انه في الأخير سقط في بئر عميق أرجعه للخلف مئات الخطوات بدلا من أن يتقدم خطوة .
نقطة التحول من ذلك الشخص الى شخص حقيقي .. هي نقطة مسموحة ومتوفرة متى ماكانت تدريجية وبشكل تأملي لما سبق من حياته وما هي نظرة الناس من سابقة تصرفاته .
من يعايش الإنسان في مجلسه يجعله يفكر بتلك الطريقة التي لطالما وجدت أنها لا تمثل الا خيالا وحلما .. يصحو منه المرء فجأة بكابوس مرعب .
همسه :إنسان يحاول أن يحكي للناس شكوته ،أصبح حلمه كابوسا أفزعه حتى صحوته
كثر المواجع وكسر المضاجع .. أخرجت صرخته ،حقيقه من وراها رأى الناس من بعدها هجرته
فما أجمل الإنسان حين يكون على حقيقته .