بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أخي الفاضل هامس ... لقد مسكت الوتر الحساس عندي ... قبل فترة كتبت موضوع عن حال الرجل عندما يكبر ويحس بالفراغ أو بعدم أهميته في هذه الحياة ... يبدأ يحس بعدم حلاوة أعماله كالسابق ويبدأ يحس بالتخبط وعدم الأستقرار ... وهذه مايحزنني حاليا ويرهقني وأقلق منامي ... هل ياترى لأنه كان هناك مايشغله ويجعله يصارع الحياة من أجل البقاء ... ثم كبر الأبناء وإعتمدو على أنفسهم فلم يعد بطعم للذي يقوم به وماسوف يقوم به ... ربما لأنه في السابق كان له هدف محدد وهو الرقي بحياته وعائلته ... ولاكن بعد ماحصل على مراده وحقق مراده ... ولاكن الآن ربما يفكر ماذا سوف أستفيد من الأعمال القادمة ... ويحس بعدم أهمية أي شيء يعمله وأنه بدون هدف ... بذلك ربما يكون هذا من أحد الأسباب ...
أيضا من ضمن الأسباب يخاف من سخرية الناس به وهذا حال مجتمعنا كمجتمع عربي بأن يقولون وهو بهذا السن مازال يدرس ويتعلم
خلاص راحت عليه أيش يبغى كمان ... وهذا شيء محزن فعلا ...
أما فكرة زواجه فأنا لا ألومه على ذلك ولاكن ألومه أن يأخذ فتاة في سن أولاده ... فهذا بسبب أهمال الزوجة وبعدها عن زوجها فهي أيضا بعد ماكانت منشغلة بالبيت والأولاد ... وبعد ماكبرو وإستقلو بنفسهم وبحياتهم تبدأ تعيش مراهقة متأخرة وتبدأ تهتم بنفسها وبخرجاتها وتنسى أو تتناسى زوجها ... فتهمله حتى في الأمور الخاصة بين الزوجين ... ولاكن لا أتهمها تماما فهذا ليس بيدها وإنما بسبب سن اليأس وفترات إنقطاع الدورة الشهرية وتأخرها فكلها هرومونات تأثر بها وبتصرفاتها ... وهي لا تعلم ... فيا إما تجد من يساعدها ويأخذ بيدها كي تتخطى هذه الحالة ... او تجد من يسحبها للطريق الخآطئ وبذلك تتدهور حالتها وتهمل زوجها ... فهنا يكون دور الرجل بأن يحاول أن يحتويها ويساعدها ...
صدقني أخي هامس أن حال هذا الرجل حال صعب ... فبعد ماكان الكل بالكل أصبح يحس بعدم أهميته ... في السابق كان الرجل عندما يمر بهذه المرحلة يتجه لله ويكثر من العبادات والأعمال الصالحة ويساعد الناس وممكن يصبح مؤذن لمسجد أو مصلي بهم ... ويشغل نفسه بالطريق الصحيح وهو اللجوء لله والتقرب منه أكثر وأكثر خصوصا أنه في زمنهم لم تكن موجوده هذه المغريات التي في زمننا هذا ... لم يكن هناك من يقل له إذهب وتزوج بفتاة بسن إبنتك وإلى آخر هذا الكلام الي بدون طعم ... ولم يكن هناك من يسحبه بيده للطريق الآخر وهو طريق الضلال بل كان يجد من جاره ومن صديقه من يأخذ بيده إلى الطريق الصحيح ...
أما الآن العكس تمام كثرت المغريات وكثرت الفتن وكثر من يريدون السوء لغيرهم فتجد صديقه يقول له ياشيخ طنش وتزوج بنت 18 سنة تجدد حياتك ... وتنسيك الكبر والشيب والهم الي انت فيه ... ولا تعال نسافر ونستانس بحياتنا الحياة وحدة وتمتع فيها بالطول والعرض ... ياما حرمت نفسك عشان زوجتك وعيالك إيش فادوك ... نسيوك بكبرك ... ونسيو تعبك عشانهم فخلاص ماعليك من أحد وإنت جرب منت خسران وإذا ماعجبك الحال سيبه
... وطبعا لو سمع هذا الرجل هالكلام كلنا نعرف الشيطان وكيف بيحلي الي يعمله في عينه ويخليه مستانس على الآخر ويعميه ...
النقاش في هذا الموضوع يطول ويحتاج مننا كأبناء أن نهتم بحال هذا الوالد وأن لا نحتويه وننصحه ونملي حياته ونحسسه بأهميته ... صدقني الحل بإيدينا نحن بس لو نبعد الكسل الذي فينا ونبعد عن راسنا فكرة أنه أحنا كمان مشغولين ببيوتنا وحياتنا ... لازم نقوم بثورة على هذه الحالة ونكون بارين في آبائنا كما كان آبائنا مع أجدادنا ... وكيف أجدادنا عاشوا بهناء لآخر عمرهم دون هذه الأمور التي تحصل الآن بسبب بر الأبناء ...
فلنقف كلنا في وجه هذا الزمن ومشاغله ونعود ونفكر جيدا في هذا الوضع ونجد له الحلول ...
وهذا الرابط أخي هامس لموضوعي السابق ...
تقييمي للموضع خمس نجمات ...
مع فائق إحترامي وتقديري ...
أختـك : شمـــــــــــوخ ...