سلوكك يحدد نفسية أبناءك .. فاختر أي نفسية تريد ...!(2من3)
سلوكك يحدد نفسية أبناءك .. فاختر أي نفسية تريد ...!(2من3)
لا بأس أن يخطئ أبناؤنا
عزيزتي أم محمد:
أحياناً يقوم الأبناء بأفعال قد تهزك من الداخل وقد يتخطى أحدهم الحدود أو القوانين التي أنشأته عليها وقد يصر على فعل أمر تجدين فيه خطراً كبيراً
ولكنه لا يأبه لتحذيراتك وهنا سيكون الغضب هو ردة الفعل من قبلك قد تشعرين أن ابنك قد تغير وانقلب عليك وعلى القيم التي أنشأته عليها، فبالإضافة إلى شعورك بخذلانه لك فأنت تشعرين أيضاً بالخذلان تجاه نفسك لما قام به أحد أبنائك بعد ترتيبك له، قد تهتز ثقتك به وتشعرين بالحاجة إلى إعادة تأديبه والتحكم بسلوكياته.
ستكون تلك لحظات حساسة جداً بينك وبين ابنك، مشاعره بالخذلان قد تكون مشابهة أو أكثر من مشاعرك، قد يشعر بالغضب لأنه لم يعطَ الفرصة لاتخاذ قراراته أو لأنك حاولت التدخل بما يظنه شأناً خاصاً به وهنا قد يتجه نحو الانسحاب تماماً، وقد يتمادى أكثر في أفعاله التي تغضبك وينجح في إثارتك بما لا يدع لك سبيلاً إلا استخدام حقوقك في إظهار رفضك لسلوكياته وبالتالي تختارين الغضب والتجريح والعقاب الشديد رداً على سلوكياته مما قد يخدش العلاقة ويكسر الثقة بينكما. سلوكك هذا أرسل رسالة واضحة لابنك أن الغضب والصراخ هو الخيار الوحيد للتعامل في هذا البيت وبالتالي مطالبك ورغباتك لن تلبي إلا عبر ذلك الخيار.
أنت ونحن بالطبع لا نريد أن تصل بك الأمور لذلك وإن حدث ذلك فلا بأس من الاستدراك والتراجع ما دام الوقت متاحاً، والرغبة والإصرار على التخلص من مارد الغضب يرادونا أرى أنك بحاجة لأن تحدثي تغييراً في تعاملك مع أبنائك وأن تظهري تفهماً وسعة صدر وأن تقتنعي، أنه لا بأس أن يخطئ أبناؤنا لأننا نتعلم من أخطائنا، متى ما فعلت ذلك أضمن لك تغييراً جذرياً في سلوك أبنائك وردود أفعالهم، كيف لا وأنت قد قدمت لهم خياراً بديلاً عن الغضب وأخبرتهم أنه لا بأس من الخطأ إذا اعترفنا به وحاولنا الاستفادة منه والمجال مفتوح للمناقشة والحوار العقلاني.
والآن إليك تلك الإرشادات التي قد تساعدك على التعبير عن غضبك بصورة هادئة.
1-تحديد الأولويات:
يجب أن يكون لديك مفهوم واضح للأهم فالأقل أهمية، فليس كل ما تطلبينه من أبنائك يستحق الجدال والعصبية إن لم يقوموا بعمله، فمثلاً إصرار الطفل على عدم القيام بواجبه فور رجوعه من المدرسة، أو إصراره على ارتداء زي معين، أو عدم رغبته بإكمال طعامه، جميعها أمور لا تستحق الثورة والغضب، فلا بأس من أن نعطي أبناءنا الفرصة للاختيار ولإبداء الرأي والذي قد لا يتوافق مع أرائنا ولكن لا ضرر منه على الطفل أو من حوله وبالتالي لا بأس بقليل من التنازل.
2-الانسحاب من الموقف أو التزام الصمت:
عند توتر الموقف بينك وبين أبنائك وشعورك بعدم قدرتك على التحكم بأعصابك فمن الأفضل الانسحاب أو التزام الصمت حتى تهدأ النفوس، متوجهة إليهم بتلك العبارة ( لشدة غضبي الآن لا أود مواجهتكم وأنا في تلك الحالة) لا تترددي وتشعري بالقلق من تصرفك هذا اعتقاداً منك أن أبناءك سيرونه استسلاماً أو ضعفاً، بل بالعكس تماماً، فذلك سيعطيهم فرصة للتفكير بحجم الخطأ الذي قاموا به وقد يخالجهم تأنيب للضمير فيتراجعون ويبدون اعتذارهم، ولا بأس، بل من المستحسن أن تبدي اعتذارك لهم إن ساعدتك فترة الصمت تلك في اكتشاف أنك مخطئة في حقهم ومتسرعة في غضبك منهم.
3-امتنعي تماماً عن توجيه الانتقادات الجارحة:
إذا رأيت وفقاً للموقف أن الانسحاب لن يفيد وقررت المواجهة فعليك أن تكتمي غضبك وتحسني اختيار الكلمات التي تعبر عنه قبل التفوه بأي كلمة، عدي من الواحد إلى العشرة وأنت جالسة واسألي نفسك ( ما هي الخبرة والذكرى التي أود أن يخرج بها أبنائي من هذا الموقف، وما الذي أستطيع قوله ليحقق لي ذلك) ثم طبقي بالقول والفعل ما أجبت عليه في الخطوة الثانية.
4-الميل نحو الاختصار:
لا تحاولي الإطالة كثيراً في توجيهاتك ولومك فقد تلاحظين أنهم لن يسمعوك بعد أول جملتين، ودعي الإطالة بعد هدوء النفس ومرور العاصفة، وليكن حديث حب وعتب لا لوم وتجريح.
انتظروا الجزء الثالث
منقول
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة وجه الخير ; 18-09-2005 الساعة 07:14 AM
والله صدقت يااخي الكريم : بعض أحيان أشعر بالإحباط من تصرف خاطيء من أطفالي مع الأخرين وأشعر بأني لم أحسن تربيتهم
ولكن الهداية بيد الله أولاً وأخيراً ولابد من الصبر والإستمرار في النصح والتوجيه والحزم أحياناً وبإذن الله نجد نتائجها في المستقبل فمازالوا صغارا ولابد من تكرار التوجيه ...فالتكرار يعلم (الشطار)
نسأل الله أن يعيننا على تربيتهم وأن يجعلهم قرة عين لنا.
وبإنتظار البقية بشوق فمثل هذه المواضيع تهمني جدا .