لقد كتب الله الشقاء على كثير من المطلقات من خلال زواجهنّ برجال لايخافون الله ولايرقبون في مؤمن إلاّ ولاذمة ،ولا يقيمون للحياة الزوجية وزنا ،ومما زاد الطين بلِّه ونغّص عليهنّ معيشتهنّ طلاق هؤلاء لهنّ مخلفين وراءهم الكثير من الأبناء ،والضحية هؤلاءالنسوة ،تلك الزوجات التي حكم عليهنّ المجتمع الظالم بالفشل بالحياة دون معرفة الأسباب والمسببات التي جعلت هؤلاء الأزواج يقدمون على تطليقهن ،وإن كان السبب معروفا هو جهل الكثير من هؤلاء الزواج وغطرستهم ،واستهزائهم وتساهلهم ،ولو عرفوا العواقب التي يسببها الطلاق لأدركوا بأنهم وقعوا في خطأ عظيم ،وأن سلبيات هذا الطلاق على المرأة كبيرة بل إنها أشباح تطاردها ليلا ونهارا في مجتمع ظالم لا يرحم،وجروحا وشروخا في حياتها خلفها الطلاق،فبعد أن كانت تحلم بحياة سعيدة إذا بها تتفاجأ بسوء المعاملة بل وأكبر من ذلك الطلاق الذي رما بها في مكان سحيق ،وكم هو سيء ومؤثر تحطيم الأنفس وجرح المشاعر ،وعجيب أمر من يرى بأن المطلقة لا قيمة لها في الحياة لا لشيء إلا أنها بُليت برجل حقير مستهتر لا يدرك عواقب الأمور وخفاياها ،وكم من مطلقة جُرحت ووئد حلمها في وضح النهار من مجرمي العصر أولئك الذين أقدموا على الطلاق بدون شفقة ولا رحمة ببنات حواء ،والمصيبة العظمى عندما يتساعد المجتمع كله على نبذ المطلقة بكلام بعيد كل البعد عن الحقيقة من خلال نبذها والحديث بأنها لن تجد من يتزوجها بعد طلاقها ،والنظرة الحقيرة لها من قبل الكثير من الناس ،ويزداد العجب والاستغراب عندما ترى بعض الناس يرمي الكرة في مرمى المرأة ويقول هي التي تسببت بطلاقها من زوجها ،وهذا ورب الكعبة هو الظلم بعينة ،وإجحاف لتلك المسكينة التي تحتاج إلى من يرفع من معنوياتها ،ويعيدها إلى الحياة مرة أخرى بعد أن حطمها زوج نُزعت الرحمة من قلبه ،الجاهل الذي لايستحق لقب الزوجية ،نعم قد يكون السبب هو الزوجة لكن هذا نادر الحدوث ،ويا للمصيبة والخطب الجلل عندما تسأل عن نسبة المطلقات فتجدها أعداد كبيرة وكثيرة ! اللاتي تُركن مجروحات مقهورات ،دموعهنّ قد سالت وأجرت أودية ،عشقن الحزن والآهات ،وتجرعن مرارة الأسى والألم بسبب مطاردة كلمة مطلقة لها أينما ذهبت ،وصحيح أن هناك من الرجال من يطلق بسبب وبعد اقتناع الطرفين ،ولكن هم قلة ،فمتى يفوق هؤلاء الرجال ويقفون عند حدهم ويفهموا ويدركوا بأن بنات الناس لهنّ كرامة وعزة نفس ،ولسن لعبة في أيدي الرجال يتصرفون فيهن كيف يشاؤون ،أكرمهنّ الإسلام وهم يهينهنّ بتصرفاتهم الهمجية التي تثبت بالدليل القاطع أن هؤلاء رجال بالاسم أما الباقي فهي أشباح ؟!فيا ليتنا ندرك أهمية احترام المرأة ،وننظر إلى أخواتنا المطلقات نظرة احترام وتقدير وأن ماحصل لهن بتقدير من الله ثم بسبب حظها العاثر الذي رماها في حضن زوج بالاسم فقط أما مابقي منه فهو كتلة من الظلم والطغيان والتسلط ،وأنها لاتزال قادرة للعودة للحياة والزواج مرة أخرى ،بل إن هناك من الرجال من يفضل المرأة المطلقة على غيرها للميزات كثيرة منها تجاربها في الحياة ،وهنا أقول لأخواتي العزيزات المطلقات :نحن معكنّ في كل شيء ،ولكنّ في قلوبنا محبة واحترام وتقدير،وماحصل لكنّ كبوة جواد ،وكله بتقدير الرحمن ،ولا تلتفتن إلى مايقال عنكنّ من ضعاف النفوس وجهلة القوم شرذمة التخلف والانهزامية،وعُدن إلى الحياة من جديد ،بنفس طيبة وتفاؤل يملأ الكون ،وبمستقبل زاهر زاهي مع أزواج آخرين تتوفر فيهم صفات الرجولة ،واعلمن أنكنّ كرهتنّ الطلاق ولكن تذكرن قول الباري جل وعلا : ( وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) فهيّا أُخياتي الكريمات لفتح صفحة جديدة في الحياة ونملؤها بالتفاؤل والسعادة والسرور،وأنا على يقين بأنكنّ واعيات فاهمات لكل ماحصل ،فقط أحببت تذكيركنّ ،وإلا ففيكنّ من هي أعلم مني وأكثر إدراكا ومعرفة للحياة ،ثم إنّي أتمنى من كل أختٍ لم تتزوج أن تحرص كل الحرص على انتقاء الزوج الذي تتوفر فيه صفات الرجوله نعم هم قلّة في هذا الزمان لكن الدنيا لاتزال بخير وفيها رجال أكفاء على قدر عظيم من الخلق والطيبة وحسن التعامل مع النساء، وفي الختام أرجو أن أكون قد وفقت في وضع النقاط على الحروف في هذا الموضوع وأنصفت أخواتي المطلقات ،وإن كان العكس كذلك أستبيحكم وأستبيحهن عذرا،وسامحوني جميعا .