
كيف نغرس مراقبة الله في قلوب أبنائنا ؟
الحمد لله الذي جعلنا من المنتمين إلى مهنة التعليم، مهنة الأنبياء والمرسلين، الذين أرسلهم الله إلى الناس ليعلموهم ويدلوهم إلى
طريق الحق..
كثير من الأباء والأمهات يريدون الخير لأبنائهم وغرس بذرة طيبة في قلوبهم , ولكن لا نستطيع إنشاء هذه البذرة حتى نزرع الهمة والإرادة , والدعوة الصالحة في قلوبنا نحن الأباء .
أن هذه البذرة إذا غرست في صدور أبنائنا اصبح جيلاً مسلماً مؤمناً بالله , معتزاً بدينه , مفتخراً بتاريخه وأمجاده , ويستطيعون كذلك أن يكون مجتمعاً نظيفاً من الميوعة , والحقد , والإلحاد , والجريمة.
البذرة السليمة المنجية هي (( مراقبة الله عز وجل )) , ولكن كيف يكون غرس هذه البذرة في قلوب أبنائنا ؟
يكون عن طريق ثلاث قواعد أساسية مهمة وهي :
1- غرس مراقبة الله في العمل
2- غرس مراقبة الله في الفكر
3- غرس مراقبة الله في الحس
غرس مراقبة الله في العمل يكون عن طريق :
· تعلم الإخلاص لله رب العالمين في كل أقواله واعماله وسائر تصرفاته
· أن يشعر الولد بأن الله سبحانه لا يقبل منه أي عمل إلا إذا قصد من ورائه وجه الله وابتغى به مرضاه.
غرس مراقبة الله في الفكر أو التفكير يكون عن طريق :
· تعلم الأفكار التي تقربه من خالقه العظيم , والتي بها ينفع نفسه , وينفع مجتمعة وينفع الناس أجمعين.
· أن يروض عقله وقلبه وهواه تبعاً لما جاء به خاتم الأنبياء علية الصلاة والسلام
· أن يؤدب الولد على المحاسبة حتى الخواطر السيئة والأفكار الشاردة.
· أن يحفظه أوخر سورة البقرة مع بيان ما فيها من إرشادات وادعية لما تشتمله هذه الآيات من وتوجيه إلى مراقبة الله ومحاسبه النفس و مناجة والدعاء له.
غرس مراقبة الله في الحس تكون عن طريق :
· تعلم كل إحساس نظيف و ليترّبى على كل شعور طاهر فلا يحسد , ولا يحقد , ولا ينمّ , و لا يتمتع المتاع الدِّنس , ولا يشهي الشهوات الباطلة.
· يتربّىعلى انه كلما أصابه نزغ من الشيطان , أو هاجسه من النفس الأمارة بالسوء تذكر أن الله سبحانه معه يسمعه ويراه فإذا هو متذكر مبصر.
قال تعالى ) وإما َينَزغِنك من الشيطنِ نزغُُ فاستعذ بالله إنهُ سميع عليم * إن الذين اتقوا إذا مسهم طّّّف من الشيطن تذكروا فِإذا ُهم ُمبصرُون) الأعراف 201-200
وهذا النمط من التربية والمراقبة قد وجه الله المربي الأول عليه الصلاة والسلام في أجابه السائل عن الإحسان : ( أن تعبد الله كأنك تراه , فان لم تكن تراه فإنه يراك ).
منقول