إلى المحب الغالي المبارك : إليك هذه الرسالة التي هي بعنوان ( الدرة المصونة ، واللؤلؤة المكنونة ) وهي أول رسالة أرسمها كاملة من بنيات أفكاري ، وبحر خيالي ، لطفتها بالسجع البسيط ، وحرصت على الجمع المحيط ، ليتمتع بها قارئها ، ولايمل طولها.
وأحببت أن تطلعون عليها ، وتعقبون عليها ، فتنظف من كل مريب ، ويبين منها كل غريب، فيصلح الخلل ، وتخلوا من الملل ، فتختمونها بالحب والخير ، وتألفونها صالحة للطبع والسير ..
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى كل إمرأة .. أقول إمرأة بمعناها الصحيح ، ومفهومها الصريح ، إمرأة حملت بين جنبيها معنى الأمومة ، وخالج فكرها عظم السلامة ، فرأت بمنظار ثاقب للحياة ، لتحصل على سبيل النجاة ، نعم والله النجاة .
أنتي أيتها المرأة زينة الحياة ، يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم حبب لي من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة ..
الله أكبر .. إمرأة ( كلمة واحدة ) ....
تحمل معاني عديدة ، ومباني عظيمة ، زهرة الكون ، ومفتاح الصون .
أتعلمين لماذا كل هذا !!؟
لأن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني .( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية... ).
الإسلام نعمه عظيمة ، وحكمه باهرة ، فضله واسع ، وخيره طالع ... كيف ذاك !!...
جاء بحفظ الدرة المصونة ، والجوهرة المكنونة ...
نعم المرأة لاتخرج إلا مع ذي محرم وليس بغريب ، وتغطي جمالها بالحجاب وليس بمريب ،
بل هي بالبر أولى وليست أخرى ، وبالحب أحرى وليست نكرى ، وبالقرب أسبق ، وللخير أطبق ، قلبها واسع رقيق ،حبها جامع دقيق ....
نعم والله كل هذه المعاني حوتها كلمة واحدة ( المرأة) !!
ولكن هي للمرأة الصالحة ، المخلصة الناصحة ، المرأة المحافظة .. لاغير ..
.........
أختي المباركة .. أمي الحنونة ..
لا يغرك إغراض المغرضين ، ولا نفحات التائهين ، ونباح الفاسدين ، فهم بلا دين ولا ديانة ، بل دينهم الخيانة ، وديدنهم البجاحة .
أعجبوا بالفساد فطمس على قلوبهم ، وأعلاهم النكاد فمسخت عقولهم ، فهم كالكلب إن تحمل عليه يلهث ، أو تتركه يلهث ، فلا أقول إلا كما قال (الشيخ عبد الكريم الحميد ) :
زمن وربك بالعجائب يزخــر فالحق يقلب باطل ويصور
أعمى البصيرة قـام يمدح نسوة أشعـلن نـارا بالديانة تسـعر
أمـا أبو جــــهل فيعلم أن ما قامـت به هذي النسـاء فمنـكر
إبليـس أصبح عاطلا من شغله قد ناب عنه خلائق لا تحصر
مثـل الذي قد قال في هذيـانه : حدث وربك بالمدائح أجدر
يعني سفـور نسائـنا ياويله من هول يوم شمسه تتكور
إلى آخر ماقال ........
أختم هذه الرسالة بكلمات أخاطب بها عقولكن (أقول عقولكن .. لمن كان لها عقل ) أيتها الاخوات الفاضلات :
( إن ما يدندن حوله الفسقة المغرضين في قضايا تحرير المرأة من أي مكان لهو سقطة في مجنة اللوث ، حيث إن العاقل اللبيب حين يسمع مثل هذا يتبادر إلى ذهنه سقطة المدعي ، لماذا !!
أقول لأنه قد جاهر بالمعاصي من هذه الحيثية، فلايتصور من شخص يطالب بالحرية والديمقراطية والتحرير قاصدا ديانة معينة ، ولا مشفقا عليها ، بل هي والله شهوة يريد أن يصل إليها ، وهوى يريد أن يشبعه ، فلا يسره أن يكون هو المجنون بين العقلاء ، ولا يحب أن يكون الجاهل بين العلماء ، بل يريد أن يكون الكل سواء ..
فالحقيقة لاالحضارات التي يدعون إنبهارهم بها هي السبب، ولا التطور التقني هو السبب ، ولا التقدم العمراني والفني كذلك ، بل إنها الغرائز الشهوانية ، والأهواء العدوانية ...
فالعنوان سهل تزويره ، والدعاية بسيط تكوينها ، والإشاعة سريع تناقلها ، ولكن المكان الذي يشير إليه حقيقة العنوان لا يعلمه إلا صاحبه ، وليس لنا الحكم إلا من خلال الإطلاع على أحوال من سبقنا لنعلم حقيقته.
فأنتي أيتها الجوهرة المحبوبة ، وياأيتها الفضة المبرورة :
أوجه لكي سؤال وأريد جواب من عقلك لنفسك ، لترسمي به مستقبلك وتتخذيه مبدأ تنافحي عنه وتربي عليه أجيال المستقبل !؟
هل تريدين أن تكونين نعامة تخشى الثعالب ، أم أسدا تخشاه الثعالب .
أخوكم ابو معاذ
تحياتي لكم احبائي ارجو ان تحوز على رضاكم اخوكم ابو وئام