بسم الله الرحمن الرحيم
(الجرأة) كلمة واحدة ، حروفها أربعة ، معانيها عشرة ، وصفرا زدها عشرة ...
مفهومها شامل ، منطوقها كامل ، المتأمل في تكوينها الحرفي يفزع ، والمتعايش مع كيفها يبدع ، فالجيم جنة والراء رهبه ، والألف أمل ، والتاء تفاؤل ، .... فياليت شعري من به جرأة ، فيعطينا منها جرة .
الجرأة في كل إنسان مخبأة ، والذي نفقده في شدة البرد المدفأة ، فعندما يريد أحدنا أن يبدع في كتاباته ، أو في تقنيته ، أو في مهارته ... يقف حيران عند هذه الكلمة الجرأة .
فيضع قبلها تلك العواقب العاتية، والأوهام الواهية ، ظنا منه أنه قد حصل على الجرأة ، وماحمله على ذلك إلا فقده للجرأة .
فأول خطوات النجاح الفشل وهي جرأة ، وأول عراقيب الصعود هو السقوط وهي جرأة . وأضعف الكلاليب السود.. الصمود وهي جرأة .
الكل يعلم قصة ذلك الكائن الغريب ، صغير حجمه ، هزيل جسمه ، ولكنه كقوة الأسد في سيادته ، وكعظم الفيل في ضخامته ، وكمهارة الثعلب في مكره ، هل عرفته..!!
إنه النمل في جرأته ...
فشل في صعوده ، وتجرأ في صموده ، حاول ثم سقط ، فعاود وعلى رأسه سقط ، فسقط ثم سقط ثم صمد ، نعم تجرأ وصمد فصعد ، تسلق قمم جباله ، وأنقذ خلانه وأحبابه .
فياله من جريء ، وياله من بريء ، إستحق المجد بجرأته ،كتبت بماء الذهب قصته.
فلابد أن تجد في نفسك الجرأة ، بأحد تطبيقات الجرأة ...
فالعمل جرأة ، طلب العلم جرأة ، الجهاد جرأة ، الدعوة جرأة ، إنكار المنكر جرأة ، الأمر بالمعروف جرأة ، الحوار جرأة ، الأدب جرأة .... كل المعاني العظيمة ، والسمات المجيدة ، هي جرأة ينبري لها أهلها ، ويتسابق لها فرسانها ، ليتعلقوا أغلى الأوسمة ، ويتوجوا بالدرر المضيئة .
ليس ذلك فحسب بل يسيطروا على النجاح ، ويتعلقوا بأهم أسباب الفلاح ، في شكر من ألهمهم ذلك وهي الجرأة .
فعليك أخي أن تبحث عن الجرأة لكي تواجه الحياة بسيطرة ، وتسموا لأعالي الجنان بعد تجاوز القنطرة ...
جرأتي جعلتني أرسم مخيلتي ، وجرأتي جعلتني أبدع في فكرتي ، وجرأتي جعلتني أختم رسالتي ...
تقبلوا تحياتي