
النقد البناء يبني الحياة الزوجية
الشرارة الأولى لهدم الحياة الزوجية هي ممارسة النقد الغير المنضبط ، حيث تكون نتيجته معاكسة للهدف الذي ابتغاه الناقد - الزوج اوالزوجة -وهذا ناتج عن الجهل في معرفةأصول و أساليب النقد الفعالة التي تبني العلاقة الزوجية ولا تهدمها .
فكثير من الأزواج يمارسون النقد بأساليب فضة خالية من أي هدف بناء ،وكأن النقد مورس لهدف الإنتقاص والنيل من الطرف الآخر ، وحينها لا يكون لذلك الطرف أي استعداد لتقبل هذا النقد أو تصحيح العيوب التي فيه أوالأخطاء التي يمارسها. حيث داخله إحساس بان اعترافه بذلك التقصير ماهو الا تقليل من شأنه وانتقاص من أهميته. بل إنه سوف يسعى بكل ما أوتي من قوة للرد بأسلوب لا يخلو من الفضاضة في القول ، والعزة بالإثم، مع رفع الصوت لإسكات الطرف الآخر ورمي الكرة في مرماه ،حيث يبحث عن أخطاءه وزلاته ويناقشها ، فيستجمع الطرفان أخطاء بعضهما البعض حتى تتسع الهوة بينهما ويشتد النقاش الذي ينتهي بالشجار والزعل ، وقد ينتهي بالضرب.
ولذلك فقد استجمعت بعضا من النقط التي تسهم في تقويم النقد ، ليكون نقدا بناء ذا فعالية في قبول الطرف الآخر له واستعداده لإصلاح أي عيب أو نقص يعتريانه، لتخلو الحياة من الشجار والعناد والمكابرة، فتكون أسرة سعيدة بإذن الله.
أولا: استحضار نية الإصلاح والتقويم والإخلاص في ذلك ، حيث يكون الهدف واحد لاغيره وهو إصلاح ما يعتري الزوج أو الزوجة من أخطاء وعيوب وعدم إشراك أي هدف آخر مثل " لكي يحس باهميتي، أو ليرى ثقافتي، أو ليعلم أني افهمه...الخ"
ثانيا: اختيار الوقت المناسب للنقد، فلا يصح للزوجة ان تنتقد زوجها بعد العودة من العمل ، ولا يصح للزوجين ممارسة النقد أثناء تكدر خاطر المنقود، أو زعله، أو غضبه ، أو انشغاله، أو عند نومه ، أو قبل نومه، أو عند اللقاء والممارسة الزوجية، كما لايصح لهما انتقاد بعضهما البعض أثناء رحلة للتنزه ، ولا يصلح الإنتقاد أمام الآخرين و الابناء صغارا أو كبارا.
ثالثا: عدم الإنفعال والتشنج أثناء النقد ، بل يجب أن يكون النقد مصحوبا بهدوء دائم يخلو من رفع الصوت مع الابتسامة الرقيقة ، واللين في القول ، مع النظر في عين الطرف الآخر بهدوء وسكينة وكانك تبدي له الغرام وتشعر معه بالإعجاب.
رابعا: ذكر المميزات قبل العيوب، فتذكر للطرف الآخر ما يعجبك فيه ، وما تحبه فيه، مع استشعار تلك المحاسن بصدق في داخل نفسك لكي تكون منصفا أثناء نقدك، ولكي تتدرج في تقبل الطرف الآخر لنقدك.
خامسا: يجب ان يكون النقد غير مباشرا، فلاتدخل في النقد مباشرة وتباغته دون أي مقدمات وهو غير مستعد لذلك النقد ، بل عليك قبل الأنتقاد أن تستعد أنت لانتقاد زوجك أو زوجتك قبل ان تجتمعان وتحضر للبداية التي تعد أصعب مراحل النقد.بل يمكن لك ان تنتقد الصفة دون أن تذكر انها في زوجك او زوجتك، كأن تقص قصة صديق أو صديقة به كذا من العيوب.
سادسا: اختيار الالفاظ المناسبة للنقد ، وعدم الإساءة والتجريح ،فلا تقول :" فيك العيب الفلاني وعليك تغييره لأنه نقص فيك"، بل عليك أن تقول " يا ليتك يا حبيبي تفعل كذا وكذا" ، " أحبك يا عمري ، ولو تسوين كذا بيزيد غلاك عندي أكثر واكثر".....الخ.
سابعا: طرح البديل المناسب للزوج او الزوجة - ايا منهما تم نقده- حيث تذكر له بان كذا أفضل من كذا ، وانت تقصد في نفسك افضل من العيب الفلاني ، فتذكر بديلا مناسبا ومقنعا له ليتبناه معك.
ثامنا: عدم الإلحاح في النصح والنقد وتكرارها في جلسة واحدة خاصة عندما تكون ردة الفعل سلبية ولم يتحقق نتيجة ، لان ذلك لن يغير أي شيء سوى رد أخير يطلب منك الصمت ، أو يغادر المكان.وعليك ان تغير من نقدك واسلوبك في المرة القادمة.
تاسعا: تقبل النقد من الطرف الآخر والسماع له يسهم في تقبله لانتقادك انت ، فلا ينبغي أن تدعو لشيء و تأتي مثله، ولا تشكك في نوايا منتقدك -زوجك أو زوجتك-لانه لن ينتقد إلا لهدف الإصلاح والتقويم ليعيش معك حياة سعيدة وهانئة.
وسلامتكممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم مممم.
برررررررررررررررررد