
أبنائنا والجنس... والكلام في الممنوع .. هام لكل اسرة
أبنائنا والجنس... والكلام في الممنوع
من أين جئت إلى الدنيا وكيف حدث ذلك؟ سؤالان يسألهما كل طفل لأبويه.. وكالعادة غالباً ما يقف أولياء الأمور حائرين حول الإجابة التي يجب أن يقدموها لأطفالهم، فالصراحة هنا ستودي بهم حتماً إلى التطرق للكلام في الممنوع. معظم الآباء يتهربون من الإجابة أو يقدمون أجوبة غير منطقية، وفي معظم الأحوال تكون ناقصة وغير مشبعة لفضولهم الفطري. ولكن يبقى السؤال: إن لم نرد على أطفالنا هل سيتوقفون عن السؤال أم سيبحثون عن الإجابة خارج المنزل؟
د.هبه قطب استشارية الطب الجنسي وأول طبيبة عربية متخصصة في هذا العلم تؤكد لـ "اسرتي" أن الطفل لن يتوقف عن البحث عن أجوبة لأسئلته، فالأفضل هنا أن يقدمها الآباء والأمهات لهم بصورة علمية سلسة بعيدة عن القيود، على أن تكون متدرجة بصورة تتناسب مع مراحلهم العمرية، المهم هو "مد جسور الحوار بين الأهالي وبين أطفالهم" والحديث عن أي موضوع أياً كانت حساسيته "فالعالم أصبح الآن على أطراف الأصابع"، والمعلومات قد يحصلون عليها عبر الإنترنت أو الموبايل، والخطر كل الخطر في أن تكون "المعلومات مغلوطة" أو مشوهة تؤدي الى مشاكل سلوكية كثيرة.
الثقافة الجنسية والآطفال
وتؤكد د.قطب على ضرورة أن يبدأ الآهالي بتثقيف أطفالهم جنسياً منذ الطفولة، وفي الوقت الذي يبدأ فيه وعي وإدراك الطفل لما يدور حوله. وتوضح أن الثقافة الجنسية في هذه المرحلة لاتعني "ثقافة الفراش"، وأنما ثقافة "الأعضاء التناسلية". ففي عمر العامين يجب على الطفل أن يعي "خصوصية أعضائه الجنسية" وعدم التعامل معها كأي من أعضاء جسمه الأخرى كاليدين أو القدمين.
على الأم هنا أن توعي طفلها على ألا تكون أعضاؤه التناسلية (مشاعاً) بحيث يراها أي شخص، يجب تحديد أسماء الاشخاص الذين يمكنهم تغيير ملابس الأطفال الداخلية كالخالة أو العمة أو أي شخص آخر موثوق به. وتؤكد على أهمية إدراك الطفل في هذه المرحلة العمرية أن دخول الحمام يجب أن يكون مع شخص تحدده الأم.
الخادمة ومشاكل أطفالنا السلوكية
وتحذر د.قطب من الاعتماد على العاملات الآسيويات في تحميم الأطفال، خاصة الذكور منهم، أو تغيير ملابسهم الداخلية، مشيرة الى أنهن يكن بعيدات عن أزواجهن ولدين احتياجات غير ملباة قد تؤدي الى مشاكل سلوكية غير متوقعة منهن تجاه الأطفال ويدفعون هم وحدهم ثمنها غاليا في المستقبل.
الأطفال وثقافة البلوغ
في العمر ما بين (9-11) سنة يجب أن تتطور لغة الحوار بين الأهل وأطفالهم لتصل إلى ثقافة البلوغ. فعلينا أن نتحدث معهم عن التطرات والتغيرات الفسيولوجية التي ستطرأ على كل من الطرفين (أن يدركوا كل التغيرات التي ستطرأ عليهم وعلى الجنس الآخر)، خصوصا في المرحلة التي تسبق البلوغ سواء "بالاحتلام" بالنسبة للولد أو "الطمث" للفتاة.
يجب أن نشرح لأطفالنا الأسباب التي ستؤدي إلى ظهور الشعر لديهم في منطاق جديدة من الجسم لم يعهدوها من قبل أو خشونة الصوت بالنسبة للولد ونعومته بالنسبة للفتاة مع استخدام رسومات توضيحية لجسم الإنسان وجهازه التناسلي حتى يعطي تصوراً أوضح لهم.
في المرحلة نفسها، يجب أيضا أن يكونوا على علم بمعنى البلوغ من الناحية البيولوجية حيث يقول د.عمرو خليل في أحد المواقع الإلكترونية أن شرح عملية الاحتلام بالنسبة للولد ضرورية جدا ابتداءً من زيادة هرمون التسترون في الجسم وما يسببه من خروج للحيوانات المنوية من العضو الذكري له إعلانا بدخوله مرحلة جديدة من حياته يخرج منها من عالم الطفولة الى عالم النضج الذي يكتمل بالتدريج، وهنا يجب أن نشرح لهم التغيرات العاطفية التي سيشعرون بها جراء تلك التغيرات البيولوجية والتي ستولد ميل فطري تجاه الجنس الآخر، مع التركيز على ضرورة "السيطرة عليه" حتى "يحدث الاقتراب والارتباط بينهما في الوقت المناسب، وحسب الشرائع السماوية".
الشيء نفسه بالنسبة للفتاة التي يجب إلا تفاجأ بالدورة الشهرية... علينا تأهيلها نفسياً بالفهم الصحيح للتغيرات التي ستطرأ عليها بسبب هرموني البروحسترون والاستروجين والتي ستؤدي الى التبويض، ومن ثم الطمث إيذاناً بدخولهما مرحلة الأمومة.
وتشدد د.هبه قطب على أهمية أن يدرك الأبناء في هذه المرحلة العمرية معنى العلاقة بين الرجل والمرأة بتفصيلاتها البيولوجية وبدايتها ونهايتها وصولاً إلى الإنجاب.
ولكنها أيضاً أكدت على عدم الخوص في التفاصيل، مع استخدام رسومات توضيحية مبسطة تضفي صبغة علمية على الموضوع.
الثانوي واكتمال المعرفة الجنسية
وبدخول المراهقون والمراهقات إلى المرحلة الثانوية – أي في سن (16-18) سنة – يجب أن تكتمل المعرفة لديهم، بحيث يكونون قادرين على فهم ما يحدث إذا ما تزوجوا في تلك المرحلة.
وتحذر د.قطب من ترك الأبناء والبنات في غياهب الجهل بالثقافة الجنسية وتكرهم للمعلومات المغلوطه التي تغلب الشهوة الجنسية على أي شيء آخر لندخل في مشاكل سلوكية واجتماعية كالزواج العرفي والعادة السرية وغيرها من آثار كارثية لا حصر لها.
منقول