أحبائي أعضاء المنتدى السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
كم من رجل أو إمرأة إكتشفا بعد مدة وجيزة من الزواج أن هناك فترو في حياتهم الزوجية و لم يعد ينظر كل طرف للآخر بنفس النظرة الإيجابية التي كانت في فترة الخطوبة، فمنهم من يصييه بعض الملل، و منهم من يشعر بالإحباط، و منهم من لا يصبر و يصرح بعدم إرتياحه.
ما سبب ذلك؟ هل يرجع ذلك لانسياق كل طرف نحو إشباع رغباته و ميولاته فقط، و بعد إتمام ذلك ينكشف المستور، و تظهر الفروق الجوهرية التي كانت مخفية و مغطاة بالكلام الجميل و الأيام الرومنسية في فترة الخطوبة؟
و قد يقترح بعضكم يجب أن الاختيار يكون على أساس الدين، فهو الأنجح . كلام صواب ، لكن يجب أن يكون طرحنا أعمق. أوضح ذلك : مثلا هناك رجل متدين و إمرأة كذلك ، و كل طرف له أصدقاء متدينين و ملتزمين لكن هل هؤلاء الأصدقاء كلهم لهم نفس المحبة لدى هذا الرجل؟ و كذلك تلك المرأة هل صديقاتها لهن نفس المحبة في قلبها؟ رغم أنهم متدينين و طيبين لكن قد تختار واحد يكون عزيزا عليك أكثر من أحد آخر. و هنا بيت القصيد، إن الأرواح جنود مجندة فلا تستطيع أن تقول هذا أحبه أو سأحبه لأن فيه صفات و أخلاق جيدة. إن هذا الأمر ليس بالعلوم دقيقة. و لهذا من أجل أن لا نقع في الخطأ الذي نندم عليه طوال حياتنا يجب أن نسأل أنفسنا في فترة الخطوبة هل هذا الرجل أو المرأة هو حقا الزوج الذي لا أشعر معه إلا بالراحة و السعادة ؟
و السؤال كيف نكتشف ذلك ؟
إن مقولة أن الحب أعمى ، مقولة حقيقية ، فالإنسان عندما يدخل في دوامة الحب و التحدث مع الجنس الآخر يدخل في نوع التخدير الذي لا يرى إلا الإيجابيات.
من أجل هذا :
هل يجب أن نركز في فترة الخطوبة على جانب الفكري ، على الشخصية ، على التوافق و التجانس و الأبتعاد كل البعد عن الجانب العاطفي و الجنسي حتى لا ننساق في إشباع الشهوات التي تنسينا الجانب المهم في العلاقة.
فمثلا بالنسبة لي قد خطبت مرتين و لم أوفق و الحمد لله لأن على عدم اتمام الزواج ، الآن أحمد الله بعد مرور عامين و بعدما ارتحت نفسيا و الحب الزائف الذي كان يملء قلبي قد زال و بدأت أفكر بعقلي ، فأكتشف أنني كنت أميل نحو الأنثى لا غير و نفسي تميل إليها و أحببت المرأة و جادبيتها. لكن كنت أغيب عن ذهني و تفكيري كل شيء يتعلق بشخصيتها و لم أطرح التساؤل : هل أستطيع أن أتعايش معها و هل أشعر بالملل و عدم الإرتياح أم لا.
أحبائي أعضاء المنتدى أرجوا أن تشاركوا في وضع إقتراحات حتى نعرف الطرف الآخر و بالأخص نعرف ما نريد و نتأكد أنه هو الأنسب و الأفضل و الأقدر على التعايش معه دون ملل و لا إحباط. و كيف السبيل لاكتشاف ذلك.

__________________

	أحمدك الله على نعمة الزوجة الصالحة التي أنعمتها علي في هذه الدنيا الفانية. فجمع بيني وبينها في جنانك، واجعلها زوجتي و رفيقتي في الجنة الخالدة.