
نظرة ايجابية = سلوك ايجابي ..!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذا ما قرأت واترككم ..لكي تستفيدو ..
تتذكر احدى الامهات اللحظة التي ولد فيها طفلها ومضت خمس سنوات لم تسمع صوت بكائه . كانت قلقة ، امسكت الممرضة الطفل وضربته على ظهره دون فائدة ، قالت : (( يبدو انه طفل عنيد )) ولم يصدر منه اي صوت بعد بضع ثوان بدأت تسمع صوت بكائه ! استمرت الام بقية ذلك اليوم تتساءل في نفسها : (( هل سيكون طفلي عنيداً ؟! )) .
في السنوات التالية ، عندما كان طفلها يبكي لفترة طويلة ، او يرفض تناول الطعام لم يعتد عليه او لا يرتدي معطفه في الايام الباردة ، كانت الام تستحضر كلمة الممرضة وتقول في لنفسها : (( صدقت الممرضة .. إنه عنيد بالفعل )).
والسؤال : هل من الحكمة تصديق حكم الممرضة على طفل لم يبلغ العمر نصف دقيقة ؟!
من الاخطاء الشائعة عند بعض الآباء والأمهات وقوعهم ضحية يمكن تسميته (( الظن ذاتي التحقيق )) فعندما يصف الوالدان طفلهما بأنه (( غبي )) فإنه يرى نفسه كذلك مما يقوده الى فقد الحماس للتفكير لأنه لا يرى لذلك جدوى ، فهو غبي ! والنتيجة الطبيعية لذلك أن الطفل يبدو وكأنه غبي فعلاً ، ليس لنقص قدراته العقلية ولكن لسوء استغلالها نتيجة الوصف او الظن الذي ألصقه به والداه .
هذه الأخطاء نرتكبها ــ احيانا ــ بشكل يومي دون أن نشعر .. أم تسمعوا عبارات مثل :
ــ سمية لا تأكل إلا ما يعجبها .
ــ خالد كسول جداً .
ــ عمر لا يستطيع المحافظة على نظافة ملابسه ساعة واحدة !.
ــ فاتن سريعة الغضب وعصبية جداً .
ــ رائد لا يستطيع أخذ حقه بنفسه ، الكل يضحك عليه .
غالبا ما تبدأ عملية إطلاق هذه الصفات ببراءة ، ولكنها سرعان ما تصبح ملازمة للطفل .
عبدالله طفل في السادسة ، قال لأخته : (( أحضري حقيبتي )) قالت له : (( احضرها بنفسك ولا تتصرف كأنك مدير )) . قال لأمه : (( اريد ثوبي الرمادي وتأكدي من كيه جيدا )) ردت أمه : (( ها انت تتصرف وكأنك مدير مرة اخرى )) في المساء قال عبدالله : (( لا يتكلم أحد حتي أتابع برنامجي المفضل )) رد والده

( اسمعوا ماذا يقول المدير! )).
بهذه الطريقة يتقمص عبدالله دور المدير الذي يأمر من حوله ويتوقع منهم تقبل هذ الدور الذي وضعته فيه أسرته .
قد يظن الوالدان أنه لا بأس بحمل تلك التصرفات ذهنياً طالما أنهما لم ينطقا بها أمام الطفل ، ولكن الواقع يشهد بأن هذه التصورات تصل الى الطفل بطرق اخرى .
قارن بين هاتين الحالتين التاليتين :
احمد طفل عمره ثماني سنوات ، دخل غرفة العائلة فوجد والديه يركّبان قطع لعبة الصور المفككة .
الحــــالة الاولــي :
احمد: هل يمكنني اللعب معكما ؟
الام : هل انتهيت من واجباتك ؟
احمد : نعم .
الام : هل فهمت كل الدروس ؟
احمد : نعم ، فهل يمكنني اللعب ؟
الاب : هل أن متأكد من فهم دروسك جيداً ؟
احمد : نعم با أبي .
الاب: سأراجع حلول مادة الرياضيات معك بعد قليل ؟
احمد : طيب ، هل يمكنني ان العب الآن ؟
الاب : راقب كيف نركب قطع الصورة ، وبعد ذلك سنرى كيف تستطيع ان تركب إحدى القطع !
عندما حاول احمد وضع تلك القطعة في المكان الذي رآه قالت الام : لا يا احمد ، الا ترى ان حافة تلك القطعة مستقيمة ؟ كيف تضعها في الوسط ؟!
الحــــالة الثـــانية :
احمد : هل يمكنني اللعب معكما ؟
الام : طبعا يا حبيبي .
الاب : احضر كرسيا واجلس هنا .
رأى احمد قطعة حاول تركيبها في مكانها ولكنها لم تتناسب .
الام : كادت تتناسب .
الاب : القطع ذات الحواف المستقيمة تكون غالبا في الاطراف .
استمر الوالدان في اللعب بينما احمد يحاول تركيب تلك القطعة في المكان المناسب.
احمد : انظر ، لقد ركبتها !
الاب ( مبتسما ): لقد حاولت بإصرار حتي نجحت .
يتضح من الحالة الاولى ان الوالدين لا يثقان في قدرات طفلهما وذكائه ، على العكس من الحالة الثانية .
إن نبرة الصوت او النظرة يمكن ان توصل هذه المشاعر الى الطفل في ثوان ، ولكنها مع الايام تتكرر لتصبح مؤثراً قويا يصبغ سلوك الطفل وفقا لوصف الوالدين للأداء المتوقع منه ، وفقا لرؤية الطفل لنفسه .
فالتكون نظرتنا ايجابية حتى يصبح السلوك المنتظر منهم ايجااابي .
ودمتم بخير ..
اختكم ..احســــــاس.