ما كتب في ورقة طلاقي...!!
في لحظة لم استطع مقاومة رغبة غريبة في أن أعيد قرأة ورقة طلاقي...ربما أردت قرأتها بشكل مختلف ...أو أني
أريد قرأه هويتي الجديدة التي رسمتها
أحرف الورقة...لربما كانت الحقيقة تختبئ خلف تلك الكلمات البسيطة التي لا تحمل معانيها إلا أن تحكي قصة غريبة في
نهايتها ملثما كانت في بدايتها...!!ربما لم تكن تلك الورقة إلا
جواز مرور من مواطنة من الدرجة الأولى إلى مواطنة من الدرجة الثانية....اجل تلك هي إحدى الحقائق التي توارت خلف
أول كلمة طالق كتبت بقسوة مجتمع أعطى لنفسه حق تصنيف
نسائه حسب ما يتفق مع أهوائه....!!
إنما الحقيقة الأخرى كانت ترسم بشاعتها( طالق) الثانية وكيف أني أصبحت ذات الامتيازات التي تجعل كل من كان لا
يجرؤ أن يقف على أعتاب بابي أن يكسر الأسوار ويقفز الحواجز
التي هدتها تلك الطلقة الثانية....ليصبح المتفضل علي بطلبه ..!! والحقيقة الأخيرة ...تتكئ على الكلمة الثالثة....لتهزا
مني ...ومن كبريائي..وتخبرني أنها تعلن لحظة اغتيالي
وتشردي....!! إنها الورقة الوحيدة التي لا استطيع أن أطبق عليها انفعالاتي لا استطيع أن أمزقها وانتقم من
أحرفها ...فسخرية القدر تقول إنها دليل حريتي..وحسب تشريع الأعراف لا
بد لها أن تبقى محفوظة في مكان امن ...!! ومن قيد تلك الورقة تهرب حروف اسمي فقط لتأخذني معها في رحلة مظلمة
تهبط بي إلى قاع الألم ...أتأمل هناك ذاتي ...أحاول أن أرمم
عنفواني....وان أشعل حروفي قناديل تحرق ظلمك ...وما تبقى من كذبك..يا ذلك الرجل الذي لطالما ناشدت
إنسانيتك...وتوسلت ضميرك ورجوت رحمتك بان لا تفعل شيء غير أن
تنصفني...أن تنفض عني غبار أفكارك المتحجرة...أن تعيد لقبلي نبض الحياة...أن تُسقي زهوري التي ذبلت في نظرة
عيناك القاتلة....أن تضم خوفي الذي زرعته في رمش عيني التي
تهرب منك وفي أصابعي التي ترتعد بين يديك...ومن على شفاهي التي تنتحر عليها الكلمات ذعرا من ردة
فعلك....وليتك فعلت إلا انك تواريت في دخان خداعك...وزيف كلماتك ...وكتبت
بظلك رحيلك الذي أخبرتني يوما انه سيفتح لك أبواب جديدة إما أنا فسيرفضني العالم وسيسحب مني هويتي التي
كانت تجعلني الوي الأعناق ...واني فقدت جناحي بعد أن مزقتهما
طلقاتك ...واني لم اعد قادرة أن أواعد تلك النجمة البعيدة....!!
ولكني أقاوم ضعفي وأسير بثقل فوق ذكرياتي ....حتى أصل إلى شواطئ تغسلني منك...وتحملني إلى أطراف
الحلم...!!
التعديل الأخير تم بواسطة سيــسبــان ; 09-08-2006 الساعة 02:44 PM