-عيدك مبارك.
-وأخبريني بالجديد دوماً.

معذرة على المداخلة لكن ثمة كلمات وددتُ أن أوصلها لصاحبة الموضوع، واستأذن من المشرفين السماح بها لأهميتها بموضوع الأخت الفاضلة فلعلي أكون قد وضعت أصبعي على شيءٍ قد سهت أختنا أو سهى عنه استاذنا البليغ، فلا تحرمونها من كلمات قد يكون الرشاد والحق فيها من خلال حذفكم لهذه المشاركة، وأني أقدر سياستكم كون الأمر يجب أن يكون بين صاحب الموضوع والمستفتى، ولكن آمل منكم ألا تحرروا هذه المشاركة عسى الله أن ينفع بها .

أختي العزيزة في رأيي عليكِ أن تحمدي ربكِ بأن تم طلاقكِ عاجلاً من هذا الرجل، فصاحب هذه الشخصية لها مواصفات قد ينخدع فيها المرء، فهو حين حبكِ لم يكن ذلك الحب متأصلاً جداً في قلبه، كان يشعر بتحدي مع نفسه بشكل لاشعوري أن يصل إليكِ، ولكن هذه الشخصيات إذا وصلت وحصلت مرادها بدأت تدريجياً بالتراجع حتى يصبح جافاً غليظاً سيء الطباع، ببداية زواجكما كان شيئاً طبيعياً أن يغدق عليكِ لأنه في قمة انجازه لتحديه، مهما كانت هذه الشخصية من الطيبة ومن الحنان والرومانسية إلا أنها شرسة في داخلها وقد لاتبدو هذه الشراسة إلا بمثل الانتقامات التي أحدثها، فلو كان صاحب معدن أصيل وشهامة ورجولة لما اخرجكِ إلى الشقة لينتقم منكِ، وهذا الرجل لو استمريتي معه في بداية زوجكما ومرت شهور فإنه سيرجع لينتقم منك أثناء زواجكما خصوصاً حينما تتبدى عيوبك ويلعب الشيطان دوره ويبدأ بملاحظات ومشاكل لاحصر لها إلى أن يتم الطلاق، إن الفعل الذي قام به لهو دلالة على دناءة نفسه وخبث طبيعته وسوء مقصده، ولذلك يا أختي الفاضلة إياكِ أن تندمي لحضة واحدة على حياتكِ معه، واللهِ إني لمطلعٍ على مثل تلك الشخصيات فإن الله عزّوجلّ تكرم عليكِ بأن انقذكِ منه في بداية الزواج رحمة منه لكِ فاحمديه على ذلك، ووالله لو كنتُ مكانكِ وفعل بي تلك الجريمة لانتقمتُ منه بيدي، فكيف وورقة الطلاق البائن بيده وهو موقع عليها بكامل قواه العقلية ويقع عليكِ وهو يدركُ أنكِ محرمة عليه، إن هذا الرجل خائنٌ كبير وليس لأي إمرأة في الدنيا أن تتشرف بالزواج منه.

وتذكري يا أختي الفاضلة إن الله يبتلي عبادة ليختبرهم، والله لايظلم الناس اشيائهم، فالخير قد يكون معقوباً بعد الشر، واقتربي من الله وألجأي إليه واتبعي طريقه وسوف ينصركِ نصر عزيز مقتدر، وسوف يعوضكِ بالرجل الصالح إن شاء الله والذي يسعد به قلبكِ، أنتي لستِ بحاجة إلى معالج نفسي ولا لغيره، قوي ثقتك بنفسك، وفكري بعقلكِ لا بعاطفتكِ، ولا تخجلي أمام الناس من كونكِ مطلقة، فإذا خجلتي فتذكري انهم لن يغنونكِ شيئاً وتذكري أن الله قدر لكِ هذا، وأن الله حين قدر ذلك فهو قدره لأنه هو الخير لكِ، والله لايريد لنا إلا الخير، فآمني بذالك وستجدين كل مايسرك، وفقني الله وإياكِ وأستاذنا البليغ البليغ.

أختي الكريمة، أنتي لم تغلطي أبداً، بل بالعكس ماعملتيه كان بنية الأصلاح وحب الخير وحسن النية، لأنكِ أردتي أن يرجع لكِ زوجكِ، ولا ألومكِ أبداً، بغض النظر اتفقنا معك في هذا القرار أو لا، ولكن يكفي أن نيتك وهدفك كانا صالحين، ولا تندمي على ذلكَ أبداً، فإنما الندم يقع على من عمل خطأً مقصوداً، وأنتي اجتهدتي ولا لوم على من أخطأ بعد الأجتهاد، بل أنتي لم تخطئي أبداً، أنتي لكِ كرامتكِ ولم تمتهنيها أبداً مادمتي جاهلة بالقرار وكنتي في ذات الوقت ناوية للخير، لكني شخصياً أهنئكِ تهنئة حارة بطلاقكِ منه، فقد فزتي بشيء عظيم وهو الطلاق فهنيئاً لك، وتذكري كل حدث مهما كان سوءه فهو خير بإذن الله .