![]() |
الولد الكسلان كثيراً ما يسئ الآباء والمعلمون معاملة الولد الكسلان ويعاقبونه ويحتقرونه ، مما يولد عنده الشعور بالنقص فيفقد الثقة بنفسه وتضمحل شخصيته مع أن الكسلان كثيراً ما يكون بحاجة إلى الشفقة والعطف والمعالجة ! للكسل أسباب كثيرة : 1) سبب مرضي انتاني ، فيجب مراجعة الطبيب الأخصائي في الأطفال عند ظهور خمولهم وكسلهم . 2) سوء طريقة المعلمين في تربية الطفل وتعليمه ، فإن الشدة والخوف يخبلان العقل ، وسوء نظام طرق التدريس يُفسد الذهن . 3) حرمان الطفل من عناية أمه ومربيته وحبهما ، مما يطفئ جذوة نشاطه ، فإن الطفل بحاجة إلى المحبة كما هو بحاجة إلى الغذاء ! 4) عدم ميله إلى المعلومات التي يتلقاها ، أو أنها فوق سويته العقلية . 5) من عدم مؤازرة الأبوين لطفلهما في خطواته الأولى التعليمية ، فإن لكل جديد دهشة ، فلا بد للأبوين أن يساعداه في المراحل الأولى ، وإذا لم يقدرا على ذلك استعانا بغيرهما وسعيا لتشجيعه على الدوام والتعاون مع معلميه . 6) سوء نظام البيت واستيلاء الفوضى فيه مما يعكر صفو الطفل ويشوش ذهنه ولا يجعل فيه رغبة فيه المدرسة . |
الولد الكذاب الكذب صفة قبيحة وهو مفتاح الجرائم ، لذلك يجب حماية الأطفال منه منذ الصغر ، واستئصاله منهم إذا وُجد . والكذب يرجع إلى الأسباب الآتية : 1) شدة الآباء والمربين وقساوتهم ، فإن الولد إذا خاف منهم اضطر إلى الكذب خشية العقوبة . 2) اتصاف الأبوين بالكذب ، وكذبهم على الناس وعلى أولادهم ، ومثل هذين الأبوين ينشئان أولاداً كاذبين من الطراز الأول مهما حاولوا وعظهم للتمسك بالصدق . فإن هذه الصفة لا تكتسب إلا بالقدوة والتدريب شأن اكثر الصفات الأخلاقية . جلس رجل يوماً إلى ولده وأخذ ينصحه بعدم الكذب مدة طويلة ، وبينما هو في وعظه إذ قُرع باب البيت ، فقال الأب لابنه : اذهب وافتح الباب وإذا حضر فلان فقل له : إن والدي غير موجود في الدار ! 3) إن شعور الطفل بالنقص ، كثيراً ما يدفعه إلى الكذب فيتحدث عن مغامراته وبطولاته الموهومة ليعوض عن نقصه ، فعلاج ذلك يكون بدراسة الطفل الناقص من هذا الكتاب . 4) قد يكذب الطفل حباً بالمدح المدفوع بغريزة حب الذات ، فيمكن إشباع غريزته هذه بتكليفه بأعمال تتناسب ومقدرته وشكره ومدحه حين تنفيذها . 5) هناك كثير من الكذب يتعلمه الأولاد من الحكايات الكاذبة التي يقصها عليهم آباؤهم ومربيهم . ففي قصص القرآن الكريم وقصص البطولة والمروءة العربية والإسلامية غنى عنها . 6) يكذب بعض الأطفال أحياناً ويذكرون أنهم شاهدوا حيوانات معينة أو فعلوا أموراً ولم يفعلوها ، وهذا النوع من الكذب ناشئ غالباً من شدة خيال الأطفال كأنهم يعيشون في حلم ، فهم لا يفرقون بين الواقع والخيال . وهذا النوع من الأطفال ينبغي تدريبهم للتفريق بين الحقيقة والخيال بالنصح والتمرين . |
الولد الغضوب الغضب ميل غريزي لا يمكن استئصاله والتخلص منه ، ولكن بالاستطاعة ضبطه والسيطرة عليه . وأقصد بالسيطرة ، السيطرة الداخلية التي يقوم بها الولد بنفسه ، لا السيطرة الخارجية كسيطرة الأب الذي يمنع ابنه من إظهار الغضب بالقوة . إن كتمان الغضب على هذه الطريقة يؤدي إلى اضطراب وغليان وثورة تختفي في نفس الولد وتسبب له الأمراض العصبية . لذلك كانت معالجة الغضب بحاجة إلى انتباه ودقة ، وخير وسيلة للنجاة من الغضب هي تقوية إرادة الطفل حتى يستطيع ضبط نفسه . فالإرادة في الإنسان ( كالفرامل ) في السيارة . لماذا يغضب الطفل ؟ قلنا أن الغضب ميل غريزي يثور ويشتد إذا قام أحد بمنع الطفل من تنفيذ غريزة من غرائزه . نأخذ مثالاً على ذلك : طفل يريد أن يلعب ، واللعب ميل فطري ، فإذا منع من ذلك ظهرت عليه علامات الغضب . لذا كان من واجب الآباء والمربين ملاحظة هذه النقطة الحساسة ، فيسعون على الدوام لعدم منع الطفل من تنفيذ غرائزه إذا لم يكن له من تنفيذها محذور . أما التي يظهر محذورها فيمكن تحويلها كما تحدثنا عن ذلك في مقدمة هذا الكتاب . ما هي أسباب الغضب ؟ للغضب أسباب كثيرة نذكر منها : 1) الغيرة ، وهي ناجمة عن عدم عدل الأبوين في معاملة أولادهما ، فإذا وجد طفل أباه يحسن معاملة أخيه ويعطيه أكثر منه ، اشتعلت نيران الغضب في نفسه ، وكان السبب في ذلك هذا الأب . فالمساواة والعدل حتى في الحب واجب ديني وتربوي . 2) الكيد ، يغضب الطفل إذا كاد له أحد رفقائه أو إخوته ، فلكي ننقذ هذا الطفل من غضبه يجب أن نبعده عمن يكيدون له . 3) القدوة السيئة ، إن الولد الذي يجد أباه وأمه يغضبان لأقل سبب ويثوران على الدوام ، لا بد أن ينشأ على مثالهما ، فعل الآباء أن يكونوا على بينة من الأمر ويضبطوا أنفسهم على الدوام وخاصة أمام أولادهم . 4) تكليف الولد ما لا يطاق ككثير من الأوامر والطلبات ، وقديماً قيل : إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع . والغضب زيادة على أضراره النفسية ، فإن له أضراراً جسيمة شديدة ، فإن الغضب يفسد الدم ويقلل مقاومته وربما سبب مرض السرطان ! . وقد يكون الغضب مقروناً بنوبات عصبية كالوقوع على الأرض وتمزيق الثياب ، وتوتر في أعضاء الجسم ، فينبغي الإسراع بتجنب أسباب الغضب ومراجعة الأطباء إذا اقتضى الأمر ، وهذا خير من سماع وصفات الدجالين وحجبهم التي نهى الشارع الإسلامي عنها . وقد تكون هذه النوبات قصدية يفعلها الولد ليتوصل إلى مراده من أبويه ، فيجب في هذه الحال عدم الانتباه إليها ، فإذا علم أن هذه المظاهر لا تلفت اهتمام أبويه تركها من نفسه . هذا وإن الغضب ميل غريزي كما قلنا ، وهو ضروري في هذه الحياة ، وإذا زال من الولد كان أشبه منه على الحياة ، فينبغي أن ندرب الطفل على الغضب لدينه وشرفه ووطنه ، وهذا خير من أن يغضب لأمور تافهة . وقد ورد عن النبي لزوم الجلوس والاضطجاع والوضوء بالماء البارد في حالات الغضب . فما أجدرنا نحن وأولادنا باللجوء إلى ذلك إذ لا يخفى تأثير الجسد على النفس . |
أخي الكر يم بارك الله فيك وأكثر الله من أمثالك علي هذا الطرح المميز والشامل والمفيد لاحرمت الأجر أخوك في الله احـتــرامـــي |
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله بارك الله بك اخي الكريم على طرح هذه الامور النافعة جدا والمفيدة جزاك المولى كل خير تحيتي لاخي في الله |
بارك الله فيك أخي وجه الخير وأكثر من أمثالك .
|
أشكرك اختي تقوى الله على مرورك الكريم وتوصلك الدائم .
|
¤ يحرر من التثبيت ¤ |
الولد العنيد المتمرد نذكر من أسباب التمرد : 1. صعوبة وكثرة أوامر الآباء والمعلمين التي لا تطاق ، فتدفع الطفل لرفضها وعدم تنفيذها . بل والثورة عليها ، ومن المفيد في هذا الشأن أن نذكر للطفل الفائدة من العمل المطلوب منه تنفيذه . 2. سوء تصرف الأبوين وخلافهم على طريقة تربية الطفل أمامه . 3. قال أحد المربين : " ويمكن اعتبار العصيان والتمرد شكلاً من أشكال الاعتداد بالنفس ، قد وضع في غير موضعه ، وهو يتأتى من المرض حين يحس الطفل بالتعب والانحلال القوي " . 4. ضعف شخصية القائمين على تربية الطفل وتبدل أوامرهم من حين إلى آخر وخضوعهم للطفل عند طلب حاجاته المرفوضة إذا تكرر طلبه . فينبغي للآباء والمربين أن يكونوا حازمين ولا يصدروا أوامرهم إلا إذا تحققوا من تنفيذها ، وإذا رفضوا إعطاء الطفل شيئاً بناء على طلبه ، فيجب أن يستمروا على هذا المنع ، ولو ألحَّ وبكى حتى يعرف أن البكاء والتمرد لا يفيدانه . ومن الخير تدريب الطفل على طلب حاجاته بهدوء ولطف . 5. سرعة طلب تنفيذ الأوامر ، يسبب عناد الطفل وتمرده عليها ، فلا بد من إعطائه شيئاً من المهلة والحرية . وليس معنى هذا : التساهل معه . 6. وينشأ التمرد أحياناً عن الحسد وعدم معاملة الأولاد بصورة عادلة متساوية . 7. قد ينشأ العناد والعصيان عند الطفل من استعمال الآباء والمربون للشدة والقسوة في تربيته ، فيضطر للثورة والانفجار ، وفي الاستعاضة عن ذلك باللين والنصح خير كثير . 8. شدة غيرة الأبوين وخوفهما على الطفل في غير سبب معقول ، يؤدي به إلى التمرد والعصيان كالأم التي تود حجز طفلها في بستان خشية سقوطه في النهر ، وكان الأجدر بها التنزه في بستان أمين وعدم حجز حرية ولدها . |
الولد العاصي كثير من الآباء والأمهات يشكون من عدم إطاعة أولادهم لأوامرهم . والعصيان يعود إلى سبب من الأسباب التالية :1) 1) قد تكون أوامر الآباء مخالفة لغرائز الأطفال ، وفي إطاعتها ضرر لهم ، كالنهي عن ترك اللعب والحركة ، وعن فك الأشياء وتركيبها . 2) قد تكون أوامر الآباء والمربين غير ثابتة ، كأن ينهوا الأطفال عن أعمال مرة ، ثم يعودوا بعد ذلك يتساهلوا مرة أخرى . 3) قد تكون الأوامر فوق طاقتهم ومقدرتهم ، وقديماً قيل : " إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع " . وهذه الأوامر تُسبب للطفل الأزمات العصبية وسوء الخُلق . فينبغي في هذه الحال تجزئة الأوامر وطلب تنفيذها بصورة تدريجية . 4) ليس عند الأطفال التفكير السليم ، ودماغهم لا يستطيع تنفيذ ما يؤمر به إلا بطريقة بطيئة ، لذلك كان من الواجب التريث في طلب تنفيذ هذه الأوامر ، ريثما تنضج في عقله . 5) ومن أسباب العصيان جهل الآباء بأهم مبدأ من مبادئ التربية ، وهو أن لكل إنسان ميوله واستعداده الخاص به ، فليس من الإمكان فرض اقتراحات وأوامر على الطفل لا تتفق وميوله . فالآباء كثيراً ما يفرضون ما يشتهون من العلوم والمهن على أولادهم ليختصوا فيها دون أن يميلوا إليها ، وإذا رفضوا ما اقتُرح عليهم – وحق لهم الرفض – نسبوا عملهم إلى العصيان . 6) هناك كثير من أوامر الآباء والمربين تحمل معها فكرة عصيانها لأنها بصيغة الأوامر المجردة ، ولا تحمل معها روح التعاون والاستهواء . فهناك فرق عظيم بين قولنا للطفل : أملئ سطلاً من الماء البارد . وبين قولنا : ابني ولد مطيع ، إنه سيذهب الآن بسرعة ليملئ سطل ماءً بارداً . ذلك أن الطفل محب للظهور وله شخصية ينبغي احترامها ، ولا يجوز بحال من الأحوال تحطيمها بالأوامر المختلفة ، وبالقوة والعقاب ، فينشأ ناقماً على أبويه وضعيفاً مخبولاً لا فائدة منه للمجتمع . 7) كثر من الأوامر تلقى في أوقات غير مناسبة ، كأن يكون الولد يلعب أو يأكل ، فينبغي اختيار الوقت المناسب لهذه الأوامر . وإذا كان الولد يلعب ونود أن يحضر لتناول الطعام ، لا نرى مانعاً من إعلامه برغبتنا قبل مدة كي يستعد لإنهاء لعبه ما دام هذا اللعب بنظره ليس أُلهية لا مغزى لها ، إنما هو عمل مفيد منتج ! 8) لا أرى مانعاً من تفهيم الطفل فائدة ما نأمره به إذا أمكن ، وهذا خير من أن يكون آلة صماء تطيع دون معرفة سبب تلك الطاعة . فإذا طلب منا شراء دراجة مثلاً ، ولم نستطع ، بسبب عجز ميزانيتنا ، تلبية طلبه ، أوضحنا له وارداتنا وكيف تنفق ولا يبقى منها شئ ، وإن شراء الدراجة يسبب الحرمان من الخبز واللحم ، وهذا خير من قولنا : لا ، نحن لا نشتري لك دراجة . ونختتم هذا البحث بوصية لأحد كبار المربين : " إذا أردت غرس عادة الطاعة ، فتفرغ أول كل شئ على دراسة ابنك ، وقف على ما يفكر فيه ، واعرف كيف يستجيب لما يعرض عليه . فكِّر ملياً في وعودك قبل أن تعده بها ، فإذا وعدت فأوف بوعدك ، أو أوضح لولدك العلة في خلف الوعد حتى تستبقي ثقة الطفل بك " ونرى من حق الولد على أبيه أن يُثني عليه في حال طاعته ، ويشكره ويكافئه من حين إلى آخر بغية تشجيعه واستمراره على الطاعة ، فإن حب الإحسان وتقبُّل الثناء فطري عند الكبار والصغار . |
الساعة الآن 05:15 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©