http://store1.up-00.com/2016-01/145188931196571.gif




السلام عليكم
كنت ألقي نظرة من وقت لآخر و المستجدات كدرت خاطري
إنا لله و إنا إليه راجعون
حبيبتي حل موضوعك بين يدي الرحمن الرحيم فقلوب العباد بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء فادع الله يسخر والدتك و يهديها
توبي و أنيبي له و الجئي إليه و اعتصمي به و اطرحي مسألتك بين يديه
أحسب بين جنباتك خيرا كثيرا و لعلها خيرة لك بالعود إلى الله ولعل الله يريد سماع صوت تضرعك و دعائك
أكثري من الاستغفار و الدعاء و تحري أسباب و أوقات الاستجابة و حاولي أن تتعلمي أمور دينك و حق ربك ثم زوجك ووالديك عليك وفق شرع الله
تواصلي مع زوجك و أخبريه بتمسكك به و أخبريه أن لا يطلقك تحت أي ظرف و ضغط لأنها ستكون الطلقة الثانية
إياك أن تقعي في غلطة العمر بموافقتك على السكن في بيتكم تحت أي ظرف و أي ضغط لأنك ستفتحين على نفسك و على زوجك بابا من المشاكل له أول وليس له آخر بتدخل والدتك في كل صغيرة و كبيرة في حياتكم
أخوه و بعد أن تعود الأمور إلى نصابها إن شاء الله تعالى و يحل الإشكال اعتذروا منه بأدب ووضحوا له أن الأمر مراعاة لخاطر والدتك و إن شاء الله سيتفهم
والدتك ترفقي بها و كوني لينة الجانب معها و استدري عطفها و حاولي إقناعها برغبتك في زوجك و إذا تمكنتما من إرضائها بهدية مالية قيمة فلعله ينفع معها و عوضكما على الله
ثم ألاحظ تذبذبك في كل مرة و عودتك لنقطة الصفر بقول لا أدري هم أو هو على خطأ
حبيبتي ميزان الخطأ و الصواب الذي لا يختل هو ميزان الشرع ولو وزنا الأمور به لتبين أن كفة الصواب راجحة لزوجك لا لأهلك
يقول تبارك و تعالى:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) الأحزاب﴿36﴾
(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء﴿65﴾
بصراحة يا حبيبة زوجك أحسبه و الله حسيبه مكسب في هذا الزمن فتمسكي به و أنا لا أتفق مع من يخوفك منه في المستقبل واضح أنه يخشى الله كما نحسبه ولا نزكيه على الله و صاحب دين و خلق و صاحب الدين والخلق إذا أحبك أكرمك و إذا لم يحبك لم يظلمك و حب زوجك جلي لك و لو فرضنا أنه تسرع و تهور في ردة فعله و لكن منشأ الخطأ منك و يقع عليك بالدرجة الأولى و هو خطأ لا أعتبره هينا بصراحة ولا يلام بقدر ما يقع اللوم الأكبر عليك
ولو أنك حينما ثار و غضب قمت بتهدئته و الاعتذار منه فلعل الأمور كانت لتعود إلى نصابها و لكنك عاندت و أظهرت اللامبالاة ولم تفتحي مجالا للتدارك
أنا ألومه على عدم وضوحه ووضعه النقاط على الحروف من البداية وقت الخطبة
و من يقول موقف أمك صائب و ذكي أقول ليس الموضوع كذلك يا رعاكم الله و مما يعزز لدي ما أذهب إليه موقفها مع هدية أختك لحماتها و الذي يستشف منه الاستهتار و الاستخفاف واللامبالاة باستقرار حياة بناتها الزوجية و مصلحتهن وإلا أي أم في موقعها ستراعي مصلحة ابنتها و استقرارها بل و تحضها على حسن معاملة أهل زوجها من أجل سعادتها هي بالمقام الأول و كم من أهل يستحملون الإساءة و الضيم ولا يصعدون الأمور من أجل استقرار بناتهم و سعادتهن فكيف و الموضوع لا يسيء لها
لا أريد أن أسترسل في تحليل تصرفاتها و توصيفها لأنها تبقى والدك ولها حق عليك و أنت مطالبة ببرها و الإساءة لها هي إساءة لك.و لكن لا يمكنني أن أعتبر أن ما تفعله صواب و مصلحة.
و لتعلمي لا طاعة لها عليك في معصية الله لكن كوني حكيمة من غير حدّة و تشنج و بكلّ أدب
بريها نعم و لكن لا تطيعيها في معصية الله.
استنفذي معها كل السبل السلمية ووسائل الإقناع للعودة لبيت زوجك خذي بردود غرناطة و مهرة .
أسأل الله أن يفرج همك و يردك لزوجك ردا جميلا و الدرس الذي تخرجين به من تجربتك أن لا تجاملي على حساب طاعة زوجك فهو جنتك و نارك و حقه عليك أعظم من حق أهلك في شرع الله
(قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى: المرأة إذا تزوجت، كان زوجها أملك بها من أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب. )
(وقد تواترت نصوص الشريعة المطهرة واستفاضت أقوال أئمة الدين وعلماء الملة، بتقديم حق الزوج على ما سواه من الحقوق بما في ذلك حقوق الوالدين) الشبكة الإسلامية
أمك نعم بريها و ابتعدي عن التصادم معها و لكن أخواتك لست مطالبة بمراعاتهن على حساب نفسك و زوجك فما بالك بزوج أختك و انظري أختك التي راعيتها كيف تصرفت معك فكان أولى و أجدر بك أن لا تردي على زوجها و تراعي حق زوجك بعدما نبهك قبل مراعاة خاطر زوج أختك و الحق أن مكالمته لك في ذلك الوقت مخالفة للدين بل و خارجة عن الذوق و الأدب .
و ها هما ينصرفان إلى حياتهما في حين تواجهين مشاكلك بمفردك
أسأل الله أن يجعل لك من كلّ همّ فرجا و من كلّ ضيق مخرجا
أشدد أكثري من الاستغفار و الدعاء و الجئي إلى الله
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
ترافقك دعواتي يا حبيبة