![]() |
وأنا بينهما . . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : أخواني أخواتي الأعضاء ، أقدم اليوم بين يديكم موضوعي الثاني الذي أشارك به في هذا الصرح الرائع عسى الله أن ينفعكم به في حياتكم الزوجية وأن يجعل منه فرصة لكي يراجع كل من الزوج والزوجه طلبه للطلاق . وهذا الموضوع عبارة مشاهد يومية وقصص واقعية ترويها باحثة الطلاق / منى الصقر . في وزارة العدل . . . في صفحتها ( وأنا بينهما . . . ) في مجلة الفرحة ، المتوفر عندي 12 قصة ، وسأرويها لكم بمشيئة الله سبحانه وتعالى بواقع قصة واحدة يومياً . والله يقدّرني على فعل الخير. |
القصة الأولى
إلا هــــــــذا . . . جاءني ثائراً كالبركان يصيح بكل ما وهبه الله من رجولة: هذه هي حياتي ولن أتنازل عنها ، وهي تريد الطلاق ، أرجوك عجّلي بموضوعي أريد أن أدخل للقاضي حالاً . قلت: تفضل بالجلوس و أرجوك أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، أرغب بالتحدث معك قبل دخولك للقاضي . أجاب: هي التي تريد الطلاق وأنا اليوم مقتنع بذلك تماماً وسوف ألبي لها ذلك ، أريد أن ارتاح من هذه المشاكل التي لا تنتهي . سألته : أين هي زوجتك ، هل هي موجودة معك الآن ؟ . . أجابني: نعم إنها في الخارج وأرجوك أنا لا أريد أي وساطة وليس هناك مجال للصلح بيننا ، فالأمور وصلت لقمتها واستحالت الحياة بيني وبينها . رددت: أرجوك أريد أن أرى زوجتك لعلني أريحك من هذه المشاكل وأصلح لك بعض أمورها . وافق على مضض وذهب لإحضار الزوجة ، وبقي هو في الخارج . هي في الثانية و الثلاثين من العمر ، جامعية ، مثقفة ، غاية في الجمال والأنوثة ، ومع ذلك لا تكاد تقوى على السير . دخلت الغرفة وقد سبقتها دموعها ووجهها الحزين ، كادت أن تنهار فور جلوسها ، تركتها تبكي بل وحثثتها على ذلك عسى أن تشعر بالراحة ، مرت الثواني والدقائق وهي على هذه الحال إلى أن هدأت . قالت : أرجوكِ أريد الطلاق ! تعبت كثيراً مع هذا الرجل لا أجد وسيلة أحل بها مشاكلي معه ، عملت كل ما بوسعي لإسعاده ، حاولت جهدي أن أبعده عن الجو الذي يعيشه . . أن أكسبه بجانبي ، أن يشعر بوجودي ويحسه ، ولكني للأسف فشلت . . كان حديثها ممزوجاً بالبكاء و النحيب ، سارعت إلى تهدئتها وقلت : لا تثقلي على نفسك بالهموم ، واجعلي ثقتك و اعتمادك على الله و اعلمي أن الله لا يخذل من يلجأ إليه ، ولنتعاون أنا وأنت في إيجاد مخرجاً لأزمتكما الزوجية . هنا تشجعت وبدأت تسرد وتقص ، قالت : أحببته وهو من قبيلة أخرى غير قبيلتي ، لم يوافق أهلي في البداية على زواجي منه ، عملت كل ما بوسعي ليوافقوا على زواجنا إلى أن تم ذلك ، لقد كان إنسانا ممتازاً في بداية حياتنا ، وبعد فترة تغير كل شيء ، بدأ يتأخر ويسهر ، أخذ يكثر من الشرب ، يأتيني كل ليلة لا يستطيع السير أو الحديث ، وفي هذه الفترة كنت قد أنجبت منه طفلين فصبرت على أمل أن يعود لرشده ، كما أنني لم أستطع الشكوى أو التحدث لأحد لأنني تزوجته رغماً عن أهلي . ومرت الأيام وكل يوم أقول عسى أن يأتي الغد أفضل من سابقه ، ولكن كان أملي دائماً يخيب ، فلم يعد يكتفي بالشرب والسهر بل تتطور ( المحترم ) وأصبح له عدداً من الصديقات والخليلات كل يوم واحدة ، بدأ يقتّر علينا بالمصروف فاعتمدت عل عملي بشكل كلي وتحملت جميع المصاريف دون تذمر أو شكوى . . و في يوم حدثت الكارثة حدث الشيء الذي لم أكن أتوقعه عندما جاءت قوة من المباحث تبحث عن زوجي ولم أكن أدري لماذا . . ومنذ ذلك اليوم لم أره إذ تم القبض عليه خارج البيت وسجن بقضية شيكات من غير رصيد وطرد من عمله . وأصبحت أواجه الحياة لوحدي مع أربعة أطفال . . احترت كثيراً ماذا أفعل ؟ هل أطلب الطلاق أم لا ؟ وقررت أن أقف بجانبه أساعده وأنقذه ، لعله بعد ذلك يقدّر عملي هذا ويرجع إلى صوابه وأبنائه ، الذين هم في أمس الحاجة إليه ولوجوده بجانبهم ، كما أنني لا أخفي عليكِ حبي له ، فعلى الرغم من كل ما فعله مازال حبه ينبض بقلبي ، فقد وكلت محامياً للدفاع عنه ، ولكننا خسرنا القضية وثبتت التهمة على زوجي وعشت فترة سجنه وحيدة حزينة أواجه حياة عصبية بأربعة أبناء ولوحدي ، إلى أن خرج زوجي من السجن ، لقد كانت فرحتي لا توصف بذلك ، حيث كان أملي بأنه قد تاب وأصلح السجن منه ، لكنني أصبت بخيبة الأمل الكبرى عندما وجدته قد عاد أسوأ كثيراً مما سبق ، فهو الآن لا يفيق من السكر كما أنه يبذل كل ما لديه ووسعه لصديقته التي يجاهر بعلاقته بها دون أدنى احترام لي . . هل تصدقي يا أختي بأنه طلب مني يوماً مبلغاً من المال و أعطيته وفجأة اكتشفت بأنه أخذه ليشتري لصديقته شقة ويجهزها لها ، وبالفعل فقد اشترى هذه الشقة وقد عرفت ذلك من أوراق ومستندات وجدتها معه . . وأخيراً بالأمس شاهدته على فراشي مع إحدى صديقاته ! كل شيء أتغاضى عنه إلا هذا . . هل وصلت به الجرأة أن يأتي بهذه الأشكال إلى بيتي ؟! وعلى فراشي؟!. . وهنا رجعت تبكي بشدة وبدأت أهدأ من روعها أحاول تخفيف حزنها . . سألتها أريدك أن تجيبي بكل صراحة . . هل أنت فعلاً راغبة في الطلاق . . قالت إنني أحبه و لا أتمنى أن يفرق شيء بيننا ، ولكنني أتمنى أن يهديه الله وأن أعيش حياة هادئة مستقرة معه ، كما إنني لا أريد أن أفصل أبنائي عن والدهم وخصوصاً إنني عشت حياتي أراوح بين أمي وأبي لأنهما كانا مطلقين ، وإنني أرفض تماماً أن يذوق أبنائي ما ذقته و عانيته في طفولتي ، فدعوت لها أن يثيبها الله على كل ما قامت به وعلى وقفتها بجانب زوجها وتضحياتها من أجل أبنائها ، وهنا طلبت أن أجلس مع الزوج لأحدثه . . دخل الغرفة وهو يشعل سيجارته وقد هدأت ثورته . . قلت : إنني فعلاً أحسدك على هذه الزوجة المحبة لك ، يا لها من امرأة لا تطلب من الله ولا تتمنى غير رضاك وحبك ، يالك من إنسان محظوظ يحسدك كثير من الرجال على هذه النعمة ، نادراً ما نجد في أيامنا هذه زوجة يصل بها الحب والإخلاص والتضحية لهذه الدرجة . . ألا توافقني الرأي ؟ وبعد تفكير قليل أجاب بأنها فعلاً تحبه وأنه يظلمها كثيراً لو قال إنها إنسانة سيئة ، على العكس فهي زوجة مطيعة محبة ، ولكن أنا إنسان أحب التمتع بحياة الحرية كاملة دون أن تتدخل الزوجة ، كما أنني لا أقصر معها مادياً ولها كل متطلباتها ، فلماذا لا تتركني أعيش حياتي كما يحلو لي . قلت : هذا فيه ظلم كثير لها ، فالمرأة عندما تتزوج تريد أن يكون زوجها ملكاً لها دون غيرها وهي التي تقوم بكل الوسائل للدفاع والذود عنه ليبقى ملكاً لها وحدها ، وقد تنازلت زوجتك عن أشياء كثيرة مقابل أنها تحبك وترغب بالاستمرار معك ، أفليس من حقها أن تكون لها وحدها ؟ أن تعود لبيتك وأطفالك وأن تعيش مع أسرتك حياة هادئة مستقرة ؟! فرد: أتمنى ذلك ولكنني لا أعدك بأنني سأقلع عن حياتي الخاصة بهذه السرعة ، وإن كنت سأحاول بكل صدق وإخلاص . . هنا جمعتهما معاً وتحدثت مع الزوج و الزوجة وكان تركيزي كله على الأبناء الأربعة وضرورة إبعادهم عن جو مشاكلهما الخاصة ، والتنازل قدر الإمكان من قبل الطرفين ، وقد تم الصلح وعاد الزوج وبصحبته زوجته إلى البيت ولم يرجعا إلى المحكمة ولا أعلم عن أخبارهما شيئاً ، ولكن كلي أمل أن يكون الزوج فعلاً قد عاد لصوابه . |
اقتراح بسيط أيش رأيكم كل شخص يقرأ الموضوع يستنبط لنا فائدة على الأقل من القصة |
إلي فهمتو أنا إنه أي شئ بينعمل وخصوصا الزواج من غير رضا الوالدين
ما بيكون فيه خير ثاني شئ الصبر إله حدود خيانة وفي بيتها ما بقبل هالشئ. أحيانا كثير الانفصال بين الوالدين بيكون رحمة للأبناء أم وليد |
مشكوووره اختي ( تذوقت الحنان ؟ )
قصة مفيدة وعجيبة .. خصوصاً انها من مجلة الفرحة هالمجلة ادعوا كل شخص متزوج او كان على ابواب الزواج ان يقتنيها ويشترك فيها لأنها فيها خير عظيم واللي استفدته من القصة اشياء منها : 1. احتساب الاجر من الشخص المصلح وتكون نيته صافية .. ربي يفتح قلوب الناس على ايده . 2. الصبر وتحمل الزوجه لزوجته والعكس .. مافي شخص كامل لين تتقوم الاخطاء . 3. ان الشخص مايتزوج الا واهو متهيأ بكل الجوانب للزواج . هذا اللي طلع معاي :) ومره ثانية مشكوره عالموضوع الرائع ناطرين باجي القصص |
صدق اللي قال: اليد الواحدة ماتصفق! أختي أم وليد وأخي المجدد لقد أضفتم الى موضوعي رونقاً وجمالاً بتعليقاتكم الرائعة ، فجزاكم الله خير . |
القصة الثانية
ابنة عمي أثناء جلوسي مستغرقة في إنهاء ما تبقى لدي من أعمال، دخل شاب تبدو واضحة عليه علامات الأرق والإحباط، لا يكاد ينطق بكلمة واحدة، قدماه بالكاد تسيران على الأرض، عيناه تعلنان عن حزن دفين، طلبت منه الجلوس ! فجلس بهدوء ودون أن ينبس ببنت شفة. بدأت أنا الكلام: هل لي أن أقدم إليك أي مساعدة ؟ أجاب: أريد أن يسمعني أحد ! أتمنى لو أن هناك شخصاً ما يفهمني . . لو أن هناك أحداً يستطيع مساعدتي !! . . أختي : أتمنى ألا أفقد أغلى وأعز إنسانة بالنسبة لي ، أحببتها منذ الصغر وكبر معي حبها . . أحببتها بكل كياني .. -وما الذي حدث ؟؟؟ -أجاب: دعيني أعرفك بنفسي أولاً ، أن إنسان من أصل كويتي ، وكبرى أخواتي وصلت لدرجة لا بأس بها من التعليم. . أقصد الثانوية العامة. وقد كنت أعمل في إحدى الوزارات والآن توقفت عن العمل بسبب سؤ حالتي النفسية . أبي إنسان مسالم، كبير في العمر، تفوق سنوات عمره سنوات عمر أمي بكثير. أحب أمي من كل قلبي ، إنها إنسانة قوية الشخصية ، عاشت مضحية بكل ما لديها من أجلي وأجل أخوتي ، أعتمد عليها في كل أمور حياتي ، لا أستطيع اتخاذ قرار دون اللجوء إليها ، وبالمقابل فهي تحبني كثيراً وتعتقد بأنني الشيء الوحيد الذي حصلت عليه من هذه الحياة . أما بالنسبة لزوجتي فهي ابنة عمي ، تربينا معاً ونشأت على حبها . قبل وفاة عمي، وعلى فراش الموت عاهده أبي أن أكون لها ولن تصبح زوجة لأحد غيري، وعشت على هذا الأمل حتى كبرنا وطلبتها للزواج وتزوجنا. . لكنه كان زواج على الورق!! لم أستطع أن أقربها ، لا أدري ما الذي حدث لي على الرغم من أنني كنت إنساناً طبيعياً قبل الزواج ، وما زلت أتمتع بصحتي وعافيتي . وحاولت كثيراً ولكنني لم أستطع!! هاهي زوجتي تصبر وتحاول معي بكل الوسائل وأنا لا أستطيع، كرهت ضعفي وصرت أتشاجر معها لأي سبب وأقصر معها في كل شيء حتى بمصروفها وذلك بسبب تركي للعمل عندما أحسست أنني في قمة الفشل. ساءت حالتي النفسية كثيراً ، وكلما اقتربت منها أشعر بضعفي مما جعلني لا أتقبل منها شيئاً حتى أنني قمت مراراً بضربها دون أدنى تفكير مني ، لمَ ولأي سبب أعاملها هكذا!! وبعد سنتين من ترددي على الأطباء فشلت جميع محاولاتي، ونفذ صبرها وزادت معاناتها مما جعلها تترك المنزل وتذهب إلى بيت أهلها وتطلب الطلاق. فماذا عساي أن أفعل وأنا أحبها ولا أتخيل أن تصبح ابنة عمي زوجة لأي إنسان آخر غيري ؟.. أرجوكِ يا أختي ساعديني على إقناعها بالعدول عن رأيها. وسوف أتعهد لها أمامك بأنني سأعاملها أفضل معاملة وسوف أعود لعملي وأبذل كل ما لدي من أجل علاج نفسي، لكن مستحيل أن أفقدها. بعد استماعي إليه وشعوري بمعاناته طلبت منه أن يهدأ قليلاً وأن يذكر الله ويتذكر أن كل ما يصيبه ابتلاء من الله سبحانه وتعالى لا يملك معه غير أن يحمد الله على كل شيء . تناقشت معه في ظروف عمله أولاً وضرورة رجوعه إليه في أسرع وقت، ثم طلبت منه أن أرى زوجته لأتحدث إليها و أن يعود إلي في مرة أخرى. حضرت الزوجة في اليوم التالي مباشرة . . فتاة جميلة هادئة لها عقل كبير يفوق سنوات عمرها، جلست فسألتها عن الذي حدث. وبدأت حديثها والدموع تسابقها : أحبه بقدر ما يحبني أو يزيد . . ولكن الله لم يكتب لي معه حياة، فقد تزوجته وكلي أمل بتكوين أسرة سعيدة. في بداية حياتي معه لم يهمني فشله بأي شيء بقدر ما تألمت من سوء معاملته لي دون ذنب ، علماً بأنني حفظت سره عن أمي وكل الناس ، وصبرت طيلة الفترة الماضية على أمل أن يشفيه الله ، ولكن بعد مرور الأيام والشهور وازدياد سوء معاملته وسوء حالته النفسية ، لم أجد مفراً من أن أشكو حالي لأمي وهي بدورها عندما علمت بكل شيء طلبت مني أن أظل عندها وطلبت منه أن يطلقني . وهاهو الآن يرفض تطليقي وأنا محتارة لا أدري ماذا أفعل فأنا أحبه و أتمنى مساعدته، لكنني أعرف بأن حياتي معه شبه مستحيلة. وبعد إنهاء كلامها وعدتها بأن أساعدها على أن تتخطى هذه المحنة. وفي اليوم التالي حضر الزوج بخطوات متثاقلة، وكأنه أيقن أن ليس هناك مفر من الطلاق! قلت : الآن ما رأيك ؟هل ترى بأنه من العدل بقاؤها معك سنوات أخرى قبل أن تعالج وترجع لحالتك الطبيعية التي كنت عليها سابقاً ؟ أجاب: لا ولكنني أحبها، قلت اترك العواطف جانباً وتحدث معي بالعقل. . إنها لم تقصر معك في شيء ، وقد عاشت فترة ليست بقصيرة دون التحدث لأحد عن مشكلتها ومأساتها على أمل شفائك ، وقد صبرت أيضاً على عصبيتك وإيذائك لها محتسبة إلى الله جل وعلا ، لكنها اليوم فقدت كل ما لديها من صبر ولا تريد أن تفقد ما تبقى لديها من إحساس بالشوق إلى الأمومة . هي فكرت بعقلها وأنت مازلت تفكر بقلبك فقط. فأجاب: أتريدين مني أن أطلقها ؟.. قلت: تأكد أنه لو لكَ نصيب معها فسوف تعود إليها بعد شفائك. ولكن أرجوك فكر قليلاً ولا تظلمها عسى الله أن يشفيك ويجعل من تطليقك لها مخرجاً لك. استأذن مني وهو في قمة الحزن والكآبة محاولاً أن يخفي دموعه التي خانته! وتركته يذهب إلى أن جاء بعد عدة أيام وقال: قررت أن أطلقها، فلا فائدة من بقائنا معاً. . وطلقها وهو مازال حزيناً عليها . |
القصة الثالثة
طلقها قبل أن يتزوجها ((أرجوك أريد تحديد موعد للطلاق وأرجوك أريده أن يكون قريباً!!)) هذا ما بدأ به حديثه. هو في الخامسة والأربعين من عمره، ذو مركز اجتماعي جيد، حاصل على شهادة جامعية، مثقف. طلبت منه الجلوس، وأنا لا أدري بأي طريقة أبدأ معه الحديث، فهو يريد الطلاق وبأي شكل كان. - لدي خمسة من الأبناء أكبرهم يبلغ التاسعة عشرة من عمره، أعيش حياة هانئة ليس بها مشاكل تُذكر، زوجتي إنسانة طيبة للغاية، تقوم بكل واجباتها معي دون تقصير، لكنني على الرغم من كل هذا لا أستطيع العيش معها . إنني أرغب بالطلاق . أرجوك لا تقومي بتعطيلي فأنا أفضل أن أدخل إلى القاضي دون موعد. - قلت: كل من يأتي إلى هنا تكون لديه مشكلة ويتمنى لو تحل وليستمر في حياته مع من كان في يوم من الأيام نصيباً له. ولكن عند إحساسه بالعجز أمام مشاكله وعدم تمكنه من حلها يكون مرغماً على اتخاذ قرار الطلاق دون أن تكون لديه أية مشكلة. -ولكنك كما أرى مصرٌ على الطلاق. فما ذلك الشيء الذي تخفيه!! هل انت من الناس الذين يفضلون الاحتفاظ بأسرارهم ولا يحبون البوح بها ؟ معذرة فإنني احترم رغبتك في الاحتفاظ بأسرارك دون أن يقترب من أعماقك أحد، ولكن لو كان فعلاً ما تقول بأنه ليس لديك أي مشكلة مع زوجتك وفي بيتك، وترغب بالطلاق، فإنني أسألك ما ذنب تلك الزوجة المخلصة التي أحبتك بكل عواطفها وعاشت معك كل هذه السنوات، وأنجبت منك هذا العدد من الأبناء؟ هل جزاؤها بعد هذا العمر أن تكافئها بالطلاق؟ هل هذا هو جزاؤها من وجهة نظرك؟!! -أجاب: إنها بالفعل لا تستحق هذا. وصدقيني يا أختي بأنني لا أخفي شيئاً، وأنني إنسان ملتزم والحمد لله، وليس لي علاقات أهدم من أجلها حياتي الأسرية. -سألته صراحة: هل ترغب في الزواج من أخرى؟ إن كان الأمر كذلك فقد أحلّ الله لكَ الثانية، ولكن عليك بالعدل بينهما وألا تظلم الأولى بتطليقها دون أي ذنب منها. -فأجاب: لا توجد لدي أي نية للزواج من أخرى. وأعلمي أنني سأطلق زوجتي دون علم مني بأي مصير سأواجهه، ولا أدري أين سيكون سكني واستقراري، حيث قررت أن أترك لها وللأبناء البيت حتى لا أظلمها، وسوف أبحث عن مسكن لي في أي مكان، فأنا رجل أستطيع أن أدبر أمري في النهاية ولكنها امرأة عاشت معي عمرها ولم أر منها إلا كل خير. - قلت : لقد وضعتني عند نقطة محيرة فعلاً، ماذا عساي أن أفسر سبب إصرارك على تطليق زوجتك، وأنت تتكلم عنها بهذا التقدير والاحترام؟. -فأجاب: حتى آخر لحظة من عمري لن أذكرها إلا بكل خير، فقد عاشت معي أيام حياتي ولم أرى منها إلا كل ما يحب الزوج أن يراه من زوجته. -فقلت: متى بدأت تفكر بالطلاق، وما الذي جعلك تفكر فيه بعد هذه السنوات وأنت تتحدث عنها هكذا؟ -منذ أن تزوجتها وأنا أفكر بالطلاق، وفي كل مرة أقول لا، فليس لها أي ذنب وهي لم تخطئ يوماً من الأيام، ولكن بعد هذا العمر لا أستطيع الاستمرار معها. -سألته: هل تحبها؟ -قال: لا أدري، هل أحبها كأختي، أو كأمي، أو كزوجة أو أنني لا أحبها بالمرة؟!! -طلبت منه أن يحدثني قليلاً عن طفولته، فبدأ بسرد حياته الأولى. -قال: عشت حياة معذبة، كان أبي منفصلاً عن أمي وبعد طلاقها تزوج كل منهما وكون أسرة تضم أبناء وبنات، وكنت أنا الإنسان المنبوذ بينهما، فعندما أذهب إلى أمي أجدها مشغولة مع زوجها وأبنائها، وكذلك الحال مع أبي وزوجته. ففضلت أن أعيش عند خالتي التي عاملتني أسوأ معاملة، فقد كانت قاسية عليّ وكانت دائماً تُشعرني بأنني أقل من أبنائها وتسخرني لخدمتها وخدمتهم. لم أشعر يوماً بحنان الأم أو عطف الأب وكنت فعلاً في أمس الحاجة لذلك الحنان الذي افتقدته. -وعندما تزوجت كنت أتمنى أن أجد الأم قبل الزوجة، أن أجد الحنان بمعناه وبكامله، حنان الأم قبل أن يكون حنان الزوجة، ولكني للأسف لم أجده، نعم فهي زوجة صالحة قامت بكل واجباتها كما أنها ربت أبناءها أفضل تربية ولكن أين موقعي أنا بالنسبة لحرارة عواطفها؟، إنني فعلاً أكبر، وتأخذني السنون ولكنني مازلت أشعر في داخلي بفقداني هذا الشيء، دائماً أشعر بأن هناك شيئاً ينقصني لا أدري ما هو؟ -ولكنني اليوم وعندما أرجع للماضي أوقن أنه الحنان الذي لم أذقه يوماً في حياتي. -وهنا قلت: زوجتك إنسانة عظيمة ولكنك لم تصارحها يوماً بهذا الشيء. -فأجاب: إنني لا أرغب في مصارحتها، أريد أن تفهم دون حديث معها بهذا الموضوع. -فسألته: وما المانع وهي أقرب إنسانة لك، لماذا لم تحاول مصارحتها لعلها تعرف ما يؤلمك، فتكون لكَ أمّاً قبل أن تكون زوجة؟ وأعتقد أنها قادرة على ذلك وهي الزوجة المثالية كما وصفتها. -فسكت برهة. وعيناه تمتلآن بالحيرة والتساؤل.. وقال: هل تعتقدين أنه بإمكاني الآن وبعد هذه السنوات أن أحدثها عن هذه الأشياء؟ لا، فهذا صعب عليّ جداً. -قلت حاول لعلك تستطيع، وفكر في أبنائك قبل كل شيء، فأنت ما جئت إلى هنا إلا بسبب معاناتك من طلاق والديك على الرغم من مرور كل هذه السنين الطوال، فلا تكرر المأساة مع أبنائك واحفظهم واحفظ زوجتك وحاول أن تنسى الماضي بكل مافيه، وعش حياتك سعيداً بما وهبك الله من صحة وزوجة صالحة وأبناء صالحين، واحمد الله على أن مشاكلك قد انتهت منذ زمن بعيد وأنك الآن لا تعاني من أي شيء سوى أشباح الماضي، اكشف حزنك وآلامك لزوجتك لعلها تعوضك عنها بكل الحب والخير والحنان. عند ذلك ذهب ولم أره مرة أخرى ولا أدري هل استطاع نسيان الماضي أم لا؟. . آمل ذلك |
القصة الرابعة
الولد الخامس حزينة أنا ، أرى الحياة بلا هدف، ليس لها طعم أو معنى، دموعي لاتفارقني، آمالي كلها تحطمت وانتهت، حتى أعز ما أملك . . أبنائي، لم يعد أحد منهم يشعر بوجودي!!! أهذه هي الحياة؟!! أهذا جزاء من يضحي؟!! عشت معه السنين والأعوام على أمل أن أنال جزاء ما قدمت، أن أحصد ثمار مازرعت، ولكن للأسف لم أجن غير الأسى والحسرة والدموع. هكذا بدأت حديثها وكلها يأس وحزن، تقول: تزوجته وكنت صغيرة السن وكان هو أملي في الحياة وكان الرحمة المهداة، بعد أن ذقت العذاب من زوجة الأب، عاهدت نفسي منذ اليوم الأول أن أكون له خير الزوجة وأن أجعل من حياتنا جنة ننعم بها جميعاً. وبالفعل هذا ما حدث. كل ما كان يعذبني بعض طباع زوجي، فهو غيور وأناني بعض الشيء ، يريدني أن أظل بجانبه طيلة اليوم لا يود أن أفارقه أبداً أو أترك البيت لحظة، ومن أجل ذلك تركت عملي وتفرغت له نهائياً وعشت معه على هذا الحال حتى أنجبت منه أربعة أطفال بذلت من أجلهم كل غالٍ ورخيص. في ليلة لا أنساها تأخر زوجي عن موعد حضوره للبيت فجلست أنتظره قلقة خائفة إلى ساعات الصباح الأول وعندما حضر اعتذر لي بعدد من الأعذار لا أعتقد بأنها أقنعتني، ولكنني مثلت أمامه أنني صدقته، وتكررت سهراته خارج البيت وتكرر تأخره إلى أن جاء ذلك اليوم الذي عرفت فيه بأنه تزوج من أخرى. ذهلت من الصدمة ولم أصدق وكان كل همي أن أعرف سبباً يجعله يفكر بالزواج من أخرى، وأخذت أتساءل ما الذي قصرت فيه؟!! مازلت أهتم بنفسي! ومازلت أهتم بأبنائي ومازلت مهتمة بجميع شؤون بيتي! مازلت محبة ومخلصة! مازلت آراه فتى أحلامي الذي عشت حياتي مضحية من أجله، فسأالته أريد منك تفسيراً لسبب زواجك؟ فأجاب ( لقد شغلك أبناؤك عني ) هذه هي تهمتي!! وهذا هو ذنبي!! وكأن أبنائي ليسوا بأبنائه هو أيضاً. كان ردي عليه هو الصمت فلم أجب بكلمة واحدة غير دموع غزيرة تحدرت من مقلتيّ. جلست أفكر ما الذي عساني أفعله الآن: هل أطلب الطلاق؟ وأين سأذهب أن وأبنائي، ومن سيتحملني؟ وكيف أترك بيتي ومكان راحتي؟ وبعد تفكير طويل قررت أن أبقى وأصبر على ما قدره الله لي خصوصاً أنني إنسانة مؤمنة، والله سبحانه وتعالى أباح له حق الزواج فلا أستطيع تحريم ما أحله الله. عشت أيامي راضية وكل ما كنت أطلبه منه شيء واحد هو أن يعدل بيننا ولكنني أعرف زوجي حق المعرفة، فهو يحب نفسه كثيراً، يبحث عن متعته ولايريد أن ينزعج بمشاكل أبنائه. هرب زوجي نهائياً من بيتي إلى بيتها، أصبحت لا أكاد أراه إلا قليلاً، يأتي أحياناً للاطمئنان علينا مرة أو مرتين في الأسبوع. وأحياناً عندما يكون على خلاف معها يأتي ليبيت في بيتي، عشت على هذه الحال لم أشتك ولم أتذمر، ولا أدري كيف وجدت نفسي حاملاً، وكانت زوجته قد أنجبت منه ثلاثة أطفال، ومرت شهور حملي حتى أنجبت منه ابني الخامس، فرحت به كثيراً فقد أخرجني من وحدتي. أحببته حباً كبيراً قد يختلف عن بقية إخوته فكان لي الابن والحبيب والأخ والزوج المفتقد، وفي هذه الأثناء توفي أبي وترك لي أموالاً كثيرة كانت ميراثي منه فأغدقت على لأبنائي كل ما أملك وقد كان نصيب ابني الأصغر نصيب الأسد. كبر إبني وأصبح في سن المراهقة، وكبر أبناء زوجي كذلك، وبدأت المسؤولية تتثاقل عليه، ففكر بالهروب مرة أخرى وهذه المرة لم تكن كسابقتها بل فكر في شراء مزرعة يقضي بها نهاره، وأحياناً ليله، وكان له ما أراد. اندمج آخر الأبناء مع شلة من الشباب لا أعرف عنها شيئاً ولكن ما كنت ألاحظه أنه بدأ يهمل دراسته، وكثرت ساعات وجوده خارج المنزل حتى أخذ يسهر كثيراً إلى الصباح. في البداية كنت أشتكي لزوجي لينقذ ابني مما هو فيه، وكان يصب غضبه كله علي ويحملني المسؤولية كاملة: أنت السبب، أنت من أضاع هذا الابن. أنت أتلفت أخلاقه كنت كل مرة أحدثه فيها عن ابنه أتمنى منه أن يتصرف بمسؤولية وحكمة، ولكن للأسف ففي كل مرة كان يثور ويغضب ويهرب مني إلى عالمه الخاص إلى مزرعته إلى أن حدثت الكارثة. في إحدى الليالي تأخر إبني فذهب والده يبحث عنه عند أصدقائه فوجده في منزل أحدهم وقد أسرفوا جميعاً في شرب الخمر، فهاج الأب وماج، وكان أن حضر إلي فوراً ولا أدري ما الذي قاله تلك الليلة ولكن ما اتذكره تماماً أنه طلب مني الحضور إلى هنا ليطلقني وها نحن أمامك الآن نضع نهاية لحياتنا. سألتها الهدوء، وألا تتدخل أو تقاطعني، ناديت الزوج وأجلسته معنا وطلبت منه العدول عن رأيه ولكنه اعتذر وبرر ذلك بأنه عاش حياته متعباً بين زوجتين وأبنائهما وأنه لم يتوقع يوماً أن يجد ابنه على تلك الحال وأن كل ما حدث له كان بسبب تدليلها له وإخفائها عنه الحقائق وهي الآن تستحق ما يحصل لها فلتعش هي وه وتربيه كما يحلو لها. قمت بتهدئته قليلاً ثم بدأت معه الحديث مرة أخرى: هل تعتقد أن الطلاق هو الحل الصحيح؟ إنك بذلك تضيع ابنك نهائياً، أرجوك أن تفكر بطريقة أفضل لحل هذه المشكلة بدلاً من الهرب منها. إن ابنك أمانة بين يديك سوف يحاسبك الله عليها، وزوجتك أخطأت عندما أخفت عنك تأخره وسهره، ولكنك تعلم أنها امرأة تغلب عليها العاطفة وكان دروك هو أن تتفقد أبناءك كل يوم وكل ليلة، أرجوك فكر جيداً قبل أن تفقد زوجتك أم أبنائك وتعاونا معاً كي تنقذا ابنكما مما أصابه فقد يكون في بداية الطريق وهناك فرصة وأمل كبير في رجوعه إلى جادة الصواب ولكن لاتتركاه يستمر في الإنحراف. هدأ قليلاً وأخذ يفكر . . ثم قال: أرجوك أعطني موعداً للطلاق فسوف أتدبر الأمر ملياً حتى يتسنى لي اتخاذ القرار. وبالفعل أعطيته موعداً ولم يحضر في الموعد ولا بعده ولا أعلم ماذا حصل بينهما وماذا حدث لإبنهما و هل استطاعا إصلاحه أم ضاع من أيديهما . |
أخي الفاضل تذوقت الحنان حقيقة قصص جميلة تحمل بين طياتها العظة والعبرة والفهم الحقيقي لحقيقة معنى أن الحياة الزوجية مشاركة وحب وتفاهم وعطاء.. وأن الأنانية بالزواج وعدم تفهم متطلباتت الآخر قد تؤدي بالنهاية إلى هد هذا البيت الذي لم يكن موجودا لأن أساسه كان غير صحيح ... ما أجمل العفة والسكن الحقيقي فمن لديه هذه النعمة ولا يشعر بها فقد خسر كثيرا وخوفي أن يندم إن لم يعي قيمة ما أعطاه الله من نعم.. جزاك الله خيرا ووفقك حقيقة قد أخذتنا بجولات جميلة لنأخذ منها العظة ونتفكر فيمن حولنا لنتعلم منهم ما يفيدنا.. تحياتي |
شكراً أختي مخملية الاحساس على تعليقك الجميل على الموضوع وشكرا على مرورك.
وياريت يعذروني الاخوان والاخوات على تأخري باكمال القصص ، وسوف أكمل الباقي من اليوم بمشيئة الله والله يعافيكم |
روووووووووعة
الله يعطيك العافية.. وانا حفظتها وبأقرأ الباقي على مهلي .. مشاركة موفقه ... |
القصة الخامسة
مهما يكن الثمن دخلت علي فقالت : كبرتُ وترعرعتُ بين أم وأب في أسرة يسودها الحب والاستقرار. عند بلوغي الخامسة عشرة من عمري تزوجت، كان زوجي من أطيب الناس، أحببته بكل ما وهبني الله من إحساس، وأنجبت له طفلين كانا سبباً في زيادة سعادتنا، وفي يوم ازداد سواده عن سواد الليل، جاءني هاتف أبلغوني فيه بوفاة زوجي أثر حادث أليم. عشت بعدها أرملة وأنا لم أكمل الثامنة عشرة من عمري، وعشت استجمع قواي لأواجه الحياة بكل قساوتها. ثم جاء يخطبني شاب أكبر مني بسنتين فقط، فشل في زيجتين قبلي وكانت نتيجة زيجته الثانية طفلاً عاش وترعرع في كنف جدته لأبيه بعد زواج أمه. أتفقنا على الزواج وقد تعهدت أمي برعاية أبنائي. أحسست أنني بدأت أنضج مع هذا الزواج وبدأت أواجه الحياة من جديد بكل أمل وحب، وقد تعهدت بيني وبين نفسي بأن أنسى الماضي بما فيه من هموم وأن أبدأ مع زوجي الجديد. ومرت سنوات زواجي ثقيلة حيث اكتشفت الكثير من عيوب زوجي وعرفت السبب في فشل زيجاته ولكنني كنت أريد أن أعيش. بدأ زوجي حياته معي بمغامرات عاطفية لا تنتهي، فكلما انتهت علاقة وأحسست بأني سوف أمتلكه وآمل أن يعود لصوابه بدأ في علاقة أخرى، وهكذا تسير بي الحياة، علماً بأنني مكتملة الجمال والحمد لله ولكن لاأدري ما الذي يدفعه لمثل هذه الخيانات، ودائماً كنت أجد وبطريق المصادفة بين أوراقه وملابسه قصاصات وصوراً تفوح منها ر ائحة الخيانة. لكني كنت أضع همي وحزني بداخلي وأحاول التمسك بالصبر والتجمل له. - قلت لها: إذن أخبريني بصراحة هي يعاشرك زوجك ؟ - فأجابت: هنا تكمن مشكلتي معه، فهو عندما يدخل في أي علاقة عاطفية يرفضني بشكل نهائي ولا يتقبل مني أي شيء ويفقد السيطرة على نفسه، حتى أنه يثور لأي سبب ويضربني بشكل مبرح وقد ترك هذا الضرب علاماته وآثاره على جميع أجزاء جسدي. وكل ما يحزنني الآن هو علاقاته في البداية كانت خارج البيت بعيداً عن مرآي ومسمعي، ولكن الآن تحولت إلى داخل البيت واصبح يقيم العلاقات مع كل خادمة أحضرها للمنزل. - كيف عرفت وتأكدت من ذلك؟ -إحداهن رفضت أن توافقه على طلبه وناشدتني إرجاعها للمكتب، وهناك في المكتب شرحت لي السبب، وحينها فقط عرفت سبب هروب الخادمات من بيتي أو اسمترارهن معي دون أن يكون لي الحق في السيطرة على إحداهن. - أفلا تستطيعين الاستغناء عن الخادمة؟ - كيف لي ذلك، وأنا أعمل، ولدي أبناء وبنات وهو – أي زوجي – يلقي بالمسؤولية كاملة عليَّ. - وماذا بعد؟ وهنا وبعد سؤالي هذا بدأت تتنهد وهي لاتكاد تستطيع سحب أنفاسها، ثم قالت: - هذا الذي حدثتك، حتى الآن هو الشطر الأول من مشكلتي، أما شطرها الثاني فهو ابن زوجي. قد تقولين إني (زوجة أب)، كما يتهمني أبوه دوماً بذلك، ولكن ثقي بأنني صادقة في كل ما أقول، عاش ابن زوجي عند جدته كما أخبرتك سابقاً وقد كانت امرأة عجوزاً أسرفت في تدليله وعندما أحست بدنو أجلها أخذه عمه الذي كان يعيش معه بنفس البيت قبل أن يتزوج، وقد كبر الولد وبدأ يتهرب من المدرسة وبدأت أخلاقه تتغير خصوصاً بعدما أصبح على أبواب سن المراهقة. في يوم من الأيام أحضره عمه إلينا معتذراً عن عدم الاستمرار في تربيته وذلك بسبب سوء تصرفاته ومحاولته الاعتداء جنسياً على ابن جيرانهم. ومنذ تلك اللحظة عاش الولد عندنا. في البداية بدأت أتقرب منه وأحاول أن أكون له أختاً وصديقة وأماً لكنني كنت أجد منه الرفض. - ماذا عن والده وما الدور الذي قام به من أجل إصلاح ابنه؟ - والده لا يعلم شيئاً عنه حتى أنه كثيراً ماكان يتغيب عن المدرسة فإذا داوم طُرد منها بسبب مشاغبته وسؤ تصرفاته، إلى أن جاء اليوم الذي فُصل فيه من المدرسة نهائياً. وهنا طلبت من والده أن يتدخل ويحاول إصلاحه أو ارجاعه إلى المدرسة لكن للأسف لم يحرك ساكناً. وكل شكواي لوالده كانت تقابل منه بالرفض لا لشيء إلا لأنني زوجة أب. وفي يوم لا أنساه كنت في عملي وكان ابن زوجي بالبيت، وابني الذي يبلغ من العمر 5 سنوات متغيباً عن المدرسة، فإذا بابن زوجي يحاول الاعتداء على ابني. وعند حضوري إلى البيت أبلغني بكل ما حدث. فتحدثت إلى زوجي فقام بمعاقبة ابنه بعدما سمع سمع كلام ابني وأيقن بالصحيح ولكنه عاقبه ولم يعالجه ولم يتخذ أي إجراء يمكن من خلاله إصلاح ابنه. والآن أنا في حيرة من أمري بين زوجي ومشاكله التي لا تنتهي وبين ابن زوجي ذلك المراهق الذي أضاع أبوه مستقبله دون اتخاذ أي خطوة إيجابية. جلست أفكر بكل الظروف من حولي فلم أجد وسيلة غير أن أطلب الطلاق وأن أحصل عليه مهما يكن الثمن. هنا طلبت منها أن تحاول إحضار زوجها لمناقشته في الأمر ومحاولة التحدث إليه ولكنها رفضت بشدة. فعرضت عليها أن تعرض الابن المراهق على اختصاصي ليساعده على تخطي هذه المرحلة وليأخذ بيده لإكمال تعليمه ومحاولة معالجته وإصلاحه. ولكنها رفضت . ووعدتني بأن تقوم بزيارة أخرى لي تحدثني فيها عما توصلت إليه من حل وذهبت ولم ترجع ولا أدري ما الذي حدث لها. |
قصص رائعة تحمل بين طياتها رائحة التعاسة التي تسببها الانانية البشرية....
سلمت يد من كتبها ومن نقلها...والعبرة لمن يعي... لكن الا تلاحظون ان مأسي القصص حتى الان سببها الرجل...؟؟؟؟؟؟؟ |
اقتباس:
وأما بخصوص قراءة الباقي على مهل فأتمنى ذلك مع شكي في ذلك!! لأنو وأنا اتكلم عن نفسي ، حفضت صفحات كثيرة لكي أقرأها فيما بعد ، وقد مر عليها الان حول الاربع سنوات ولم أقرأها لا وبل تفرمت الجهاز كذا مرة ، واشتريت جهاز آخر بعده ، فنصيحتي لك هي أقرأي مباشرة وأحفضيها من أجل نقلها لمنتديات أخرى. وبكذا يكون ضربنا عصفورين بحجر ، العصفور الأول : هو قراءة القصص مباشرة وأول بأول . والعصفور ثاني : (وهو بالمناسبة عندي ) بما ان القصص طويلة فستحتاجين الدخول مراراً وتكراراً وبالتالي يزيد عدد الزيارات الخاصة بموضوعي مما يزيد من شعوري بالرضا على موضوعي:d . الخلاصة: شكراً على مرورك |
اقتباس:
اقتباس:
|
القصة السادسة
أنا و من بعدي الطوفان طرق باب مكتبي وأنا ألملم أرواقي فقد حانت ساعة انتهاء عملي وإذا هو رجل هزيل يستأذنني في الدخول. منذ النظرة الأولى إليه خالجني شعور بأنه مظلوم لما في عينيه من دموع حبيسة تأبى التحرر، وومضة الحزن التي رسمت ملامح وجهه. قلت له اجلس. . وأخبرني . . ماذا بك؟ وبصوت متحشرج قال: -إنها تصر على الطلاق، تزوجتها عن حب، وتركت من أجلها زوجتي وأبنائي وفوق هذا كله، هي امرأة مطلقة ولديها طفل احتضنته أنا. وعشنا معاً عمراً. لم أرفض لها طلباً. كانت تأمرني وأنا أنفذ بغير انزعاج، بل كنت أشعر بالسعادة لأنني أسعدها. بعد هذا بدأت المشاكل تعرف طريقها إلينا وتغير كل شيء جميل، وأصبح البيت سجناً، جحيماً. قاطعته : هل توضح لي أسباب هذا التغيير؟ فمن غير المعقول أن تستيقظ من نومك ذات صباح وتجدها قد تبدلت من رأسها حتى أخمص قدميها؟ -لا . . بالتأكيد هناك أسباب. فلقد كنا نعيش سعداء بما رزقنا الله، ولكنها كانت تسرف في كل شيء حتى انتهى هذا النعيم وظهرت على حقيقتها: أنانية، جشعة، ومتسلطة. إذن هي تريد الطلاق حتى تجد غيرك لتعيش في بحبوحته؟ هذا ما أظنه، فهي تملك المقدرة على أن تجعل أي رجل يغرم بها، فهي لا ((تشبع)) ولا يرضيها شيء. حاولت معها . . ولكن دون جدوى. فلماذا أنت متمسك بها؟ المشكلة يا سيدتي ليست فيَّ ((أنا)). . ولكن في الأولاد.. أظنني أنهم سيقعون تحت سيطرة رجل آخر لن يرحمهم، وهذه مخاوفي . . وفي النهاية سأنفذ رغبتها من شدة ضغوطها علىّ. سألته إن كان يستطيع أن يحضرها هنا؟ فقال إنها تجلس بالخارج وذهب لاستدعائها، وإذ بها تدخل المكتب و كأنها كانت تتنصت من خلف الباب، دخلت ناظرةً إليه وخاطبته -أنا تلك المرأة التي لا يعجبها شيء . . لا أريدك بعد الآن لأتي كرهتك ولا أرغب في العيش معك. -اهدئي – وجهت طلبي لها – فردت بوقاحة : أريد الطلاق وسأتنازل عن كل شيء (( البيت ، الأولاد )) كما يريد. -لماذا تقولين هذا ؟ فجاء جوابها ببرود وعنجهية: -أشعر معه أنني مخنوقة، أريد أن أتصرف على سجيتي، على راحتي، أخرج متى شئت إلى أي مكان أريده، وقد لا يكون هناك سبب واضح ولكن أقوى أسبابي أنني لا أريده. -في الحقيقة كنت قد أدركت . . ومنذ أن رأيتها أنها عابثة مستهترة، كانت في قمة اللامبالاة وهي تطلب طلاقها وتدمر مصير أبنائها. . ((ملسونة )) سليطة اللسان، أخذت تصرخ بصوت عالٍ، بل وتمادت حتى أوشكت أن تعتدي على زوجها بالضرب. -سألتها : هل ستتزوجين بعد الطلاق . . وما مصير أولادك؟ -أجابت بمنتهى الاستهتار : -وما يمنعني من الزواج بآخر؟ أنا ما زلت صغيرة و أمامي الحياة. . أما الأولاد . . فسيعيشون (( لا أحد يموت من الجوع )) وسبق وقلت غنني على استعداد للتنازل عنهم حتى هذا الطفل الرضيع . . أنا لا يهمني أحد، نفسي أولاً وقبل الجميع. -قلت لها أي قلب تحملين بين أضلعك. . أبهذه السهولة تتنازلين عن فلذات كبدك؟ زمّت شفتيها ونظرت ناحية السقف. -سألتها: ألا تريدين الإنجاب لو تزوجتي مرة أخرى؟ -لا أدري. . ولكن لو حدث ذلك فليس لدي مانع. -حاولت أن اثنيها عن أفكارها هذه وأن تفكر مرة أخرى في أبنائها، ولكنها كانت مصممة على رأيها ولم تسترح أو تهدأ إلا بعد انتهيت من كل الإجراءات . -هذه حالة نادرة. لم أشعر فيها بأدنى تعاطف مع الزوجة. -حدثتني نفسي عندما رأيت زوجها، بأنه مظلوم، والآن صدق حدسي. |
القصة السابعة
من غيرك يا أمي ؟ بين أصابعي قلم ينقل لكم حبي، ويسبر أعماق النفوس الشقية، ينقل إليكم ما أسمعه وأتفاعل معه، يصف لكم خلجات هؤلاء الناس من أشجان ودموع! قلمي يعبر عن قلبي المليء بأسراركم، كتبتها على الورق كي تكون عظة وعبرة لمن يعتبر. في ذات يوم كنت في قمة نشاطي وحبي لعملي، كنت أسير بسيارتي وأنا أفكر في فيما عساني أصادف. جلست في مكتبي وبدأت استقبل المراجعين فإذا بتلك الفتاة الشقية تدخل مكتبي في حالة هستيرية، لا أتذكر كيف استطعت أن أهدئها ؟ أو ماذا فعلتُ لأجعلها تصمت قليلاً لأتحدث إليها؟ قلت لها: من أنت ؟ وماذا تريدين؟ قالت: أنا ابنة الثامنة عشر ربيعاً، أنا التي لفظتها الأيام والليالي، أنا فلانة بنت فلان التي لا يرغب والدها في وجودها بالبيت ويكفيه زوجته الجديدة وأبناؤه منها، أما أمي فهي أيضاً لها حياتها، لها زوجها وابنتها منه والتي هي كل همها، وأنا لا أدري من أنا، غير أني إنسانة منبوذة، متعبة، ومثقلة بالهموم لا أكاد أرى شيئاً أمامي غير حبي للانتقام من أبي الذي يسعد بإيلامي وإيذائي ويتلذذ بضربي وإهانتي. طردني بعد أن أسأت التصرف: نعم أعترف: أسأت التصرف وقد اندفعت في الطريق الخطأ ، ارتميت فيه لأنتقم من أبي ولأجد اللذة بين صديقاتي، ولكن حتى هذا الطريق لم أجد السعادة فيه، فقد عرفت العديد من الفتيات اللاتي كانت لهن مصالح مختلفة، فكل واحدة منهن ترغب بمصاحبتي حين تكون لها حاجة أو أمر لا تستطيع إنجازه دون مساعدتي، وقد قدمت لهن جميعاً كل شيء ولم أجنِ من أي واحدة أي شيء. نعم أتمنى الانتقام من أبي. لن تصدقي لو قلت لك إنني أستيقظ مفزوعة في بعض الليالي من نومي فأطلي يديّ باللون الأحمر وأذهب لأمي. أوقظها من نومها لترى دم أبي الذي أتخيل أنني أنتقم منه وكم أتمنى ذلك. لن تتصوري مدى كرهي لمن كان سبب وجودي في الحياة. كل هذا الحديث ووالدتها تجلس بجانبها دون أن تنطق بكلمة واحدة. قلت من أنت ؟ -أجابت : أنا أمها . هل تسمعين ما قالته ابنتك؟ نعم أنها مظلومة ولكن ما حيلتي؟ فأنا بعد ما تركت والدها تزوجت وزوجي من بلد آخر، وقد أنجبت من طفلة، ويهددني دائماً بالطلاق والطرد وإخفاء ابنتي منه، لو وجد ابنتي هذه في بيتي، لا لأدري ماذا أفعل. فهناك تخوف كبير بداخلي من إعادة مأساة ابنتي الكبرى بابنتي الصغرى. صرخت الفتاة فجأة في وجهها، نعم طفلتك الصغرى أهم ما لديك، انك لا تختلفين عنه في أي شيء فأنت مثله لا فرق بينكما كل واحد يهتم بحياته – وأنا من لي في هذه الحياة؟ من يشعر ويحس بمأساتي؟ فقلت لها: اجلسي قليلاً واهدئي . . أريد أن أعرف سبب مجيئك إلى هنا. فأجابت أريد الطلاق من زوجي فقد تزوجته بعد أن طلقت من آخر قبله، وكلي أمل أن يكون أفضل من سابقه، ولكن اتضح لي أنه أسوأ منه كثيراً. فهو دائماً يتشاجر معي ويضربني مما جعلني أشعر بأنني وُجِدْتُ في هذه الحياة لأتحمل إهانات جميع من حولي. كما أنني أرغب بمصارحتك بشيء إنني لا أحبه ولا أطيقه، وقد تزوجته هرباً من عذابي، ولأجد مكاناً أعيش فيه لكنني عندما شعرت بأنه أسوأ ممن حولي فضلت الطلاق. طلبت الزوج فوجدته شاباً صغيراً هادئاً، كل ما قاله: ((إنها لا تطيعني وإنها إنسانة متمردة ولا يعجبها شيء، ترفض الاستجابة لي في أي شيء. تعبت كثيراً في إصلاحها، وحاولت تعديل سلوكها، فباءت محاولاتي كلها بالفشل، لذلك جئنا إلى هنا لأن الطلاق هو الحل الأمثل لحالتنا)). وفعلاً تم للزوجين ما أرادا، وأما الفتاة فقد حولتها إلى جهة متخصصة لتقوم بعلاجها نفسياً. |
.. رغم أن وعيك لافت ولازلت مصدومه حتى الآن من تعليقك في موضوع الفدا حين قلت لست عدوك وأثريت موضوعي ... والغريب أنك بقدرة قادر تغير معرفك ثلاث مرات فرحان وسعيد والآن تذوقت الحنان .. هذا إن لم يخب ضني ... عموماً قرأت ماكتبت في أنا بينهما .. لكن هل لاحظت أن قائد السفينة يخطيء كثيراً ويقصر لديك أنت الوعي فتستوعب لكن سواك لايملك ذلك .. لذا لا أستطيب أن نضع جزء من المسؤليه على عاتق المرأة وننسى أن الرجل راع ومسؤل عن رعيته . . . يبقى أنني أشكر لك نشاطك وحوارك الراقي .. وأتمنى أن أتواجد دائماً خصوصاً بهذه النوعيه من المواضيع ... سأتابع ماستطرحه لاحقاً وسأعود للتعليق إن تفضلت عليّ.. ... إحترامي ،، |
أولاً صراحة وبدون أي مجاملات إني استغربت وفرحت في نفس الوقت بوجود ردك على موضوعي ، صراحة شعرت بالفخر لأن يرتقي موضوعي وتشاركي به. ثانياً ياريت منك ومن كل الأعضاء إذا ذكروا شيء يخص موضوع قديم انهم يضعوا رابط الموضوع ، اني ردي جاهز من أول بس أخذت هذا الوقت لكي أبحث عن ردي السابق، ووجدته والحمد لله اقتباس:
اما بخصوص قائد السفينة (عجبني الاسم لمطابقته للواقع) صح أنا معاكي انه يخطيء ولكن ركاب السفينة مايلتزمون بتعليمات الرحلة البحرية وخصوصاً مساعدة الربان (الزوجة). اما حكاية انه حواري راقي ، لا أخفيكي انني متفشل جداً من أدائي في المنتدى ولكني مازلت أسعى لكي أفيد وأستفيد. وبخصوص العودة للتعليق لاحقاً وهذا الكلام موجه لجميع الاعضاء ماعندكم أي مشكلة في المشاركة بموضوعي بأكثر من رد بالعكس هذا مما يزيدني فرحاً بأن هناك من استقطع من وقته لكي يتناقش معي . وشكراً أختي تعب على المشاركة. |
بإختصار ..
الأنانية سبب .. لكل فشل .. لكن كل شيء ُيمكن إحتماله إلا إمرأه سليطة اللسان سيئة المعشر ... أرى هذه المناظر وأتساءل بداخلي ُترى كيف يحتملها أبنائها وزوجها ... عدا ذلك كل هذه المشكلات يمكن معالجتها .. لن تصل للطلاق إلا بقلة التقدير وسوء الفهم ... ... سأحضر كلما إستجدت سطور ... |
القصة الثامنة
لم أكن راغبة في أن يدخلا المكتب. . رفعت عيني عن أوراقي لأستمع صامتة إلى ما يدور: هو: الطلاق مقابل تنازلك عن جميع حقوقك بما في ذلك الأبناء!! هي: لكنني لا أرغب في الطلاق. هو: ليس لرغبتك أي أهمية، فأنا الرجل، وأنا صاحب القرار، والعصمة بيدي، ولن يثنيني أي شيء عن الطلاق. ليس هذا مشهداً تمثيلياً بل هو حوار دار بين زوج و زوجته أمام ناظري وأنا أتأمل الزوج تارة والزوجة تارة أخرى. تدخلت لتهدئة الموقف بعد أن أرتفع صوتهما وبدآ بتبادل التهم واللوم . بدأت مع الزوج حيث جلس بعد أن أخذ نفساً عميقاً حاول من خلاله طرد الكثير من الهموم التي يحملها في صدره. وتحدث قائلاً: أعيش في حيرة من أمري، فأنا أرغب بالانفصال عنها منذ زمن لكنني ترددت كثيراً من أجل أبنائي ومن أجل حبي لها، أما الآن فأنا مصمم أكثر من أي وقت مضى وبداخلي رغبة حميمة في تركها بعد أن تتنازل عن جميع حقوقها. قلت: أرجوك اهدأ قليلاً واشرح لي السبب الذي جعلك تصر على الطلاق بهذا الحزم ودون أي تراجع. قال: تعرفين ما معنى أن أكون زوجاً مخدوعاً. أن أجد السحر في بيتي بين ملابسي!! هذا ما لم أتوقعه في حياتي وإذا كنت ستطلبين مني أن أغفر لها فأقول لك من الآن لأ. . لا ولن يحدث ذلك أبداً، لسبب بسيط جداً وهو أنني لا أستطيع أن أهنأ بطعامي أو بشرابي أو بنومي، ولن أستطيع أن آمن شرها على نفسي أو على أبنائي. قاطعته وقلت: أرغب في سماع الموضوع من البداية. فبدأ يسرد قصته بعد أن هدأ قليلاً وقال: كثرت الخلافات بيننا في الفترة الأخيرة بسبب ومن دون سبب، مما جعلني أهجرها فترة في بيت أهلها، وخلال هذه الفترة نشأت علاقة بينها وبين شخص لا أعرفه، وطبعاً لم أكن أعلم بذلك. وبعد انقضاء تلك الفترة أرجعتها إلى بيتي، لست أدري لماذا كان يراودني الشك من جانبها؟ لذلك راقبت حركتها وتصرفاتها إلى أن علمت بموضوع خيانتها وبعلاقتها مع شخص آخر، ولم أتوصل لذلك فقط، بل علمت أنها تتردد على السحرة والمشعوذين لكي تسيطر عليّ، وعندما عرفت المكان الذي وضعت السحر فيه انطلقت كالمجنون باحثاً عنه، وبالفعل فقد طار عقلي حين وجدت ذلك الشيء ( الملفوف ) الذي لا أعلم ما هو! وقد عرفت فيما بعد بأن (( عملاً )) وضعته زوجتي لي لتمتلكني امتلاك السيد للعبد ومن أجل ذلك جئنا إلى هنا لأضع النهاية المناسبة لحياتي معها. بعد أن أنهى حديثه استأذنته لسماع زوجته. وإذا بتلك المرأة التي يرتسم الحزن على ملامح وجهها تسير باتجاهي بخطى بطيئة. جلسَت والدموع تشق خديها تعبر عن ندم كبير وحسرة على ضياع بيتها وأبنائها وزوجها، وعلى ما آلت إليه حياتها. قالت والحزن يعتصر قلبها: كنت أرغب بامتلاكه فضاع من بين يديّ إلى الأبد! قلت : كيف حدث ذلك؟ قالت إنني أحبه ولا أرغب في الطلاق منه لكنه أجبرني على ذلك، اعترف لك أنني كنت مخطئة ولكنه هو السبب في دفعي إلى الخطأ. قلت: وضحي ذلك؟ استرجعت ذكرياتها وأخذت بسرد تاريخها معه فقالت إنها تزوجته عن قصة حب كبيرة ، وأنجبت منه البنين والبنات. ثم تنهدت قليلاً وأضافت: ولكن للأسف لم يُقدر حبي له ولم يُقدر أنه أصبح أباً أنعم الله عليه بالأبناء وبنعمة المال، ولم يكن ينقصني شيء غير وجود زوجي الذي كان يعشق الترحال، والتنقل بين أحضان النساء مما أدى لزيادة مشاكلنا خصوصاً بعد أن أصبح يجاهر بجميع على علاقاته، وبدأت أنا أفقد ثقتي بنفسي. وفي يوم ليس بالبعيد احتد بيننا النقاش فتركت له البيت وذهبت إلى بيت أهلي ولم يسأل عني شهوراً عدة ، حتى إنني كنت أتوقع بين لحظة وأخرى وصول ورقة طلاقي منه، وفي أثناء هذه الفترة تعرفت على ذلك الشاب الذي لم تدم علاقتي به فترة طويلة، وبمجرد أن جاء زوجي يطرق باب أهلي ليأخذني أنهيت علاقتي به فوراً ونسيت كل شيء وعاهدت نفسي أن أبدأ حياتي من جديد، ولكي أضمن ذلك فكرت بطريقة أمتلك بها زوجي و أبعده عن نزواته. فذهبت إلى سيدة يقال لها أم..... لتقوم بعمل شيء يزيد من محبة زوجي لي، وأن يغلق عينيه بحيث لا يرى إنسانة أخرى غيري. وياليتني ما ذهب، فقد أكتشف زوجي ذلك. واتخذ من هذا الأمر دليلاً على إدانتي وأنا الآن في قمة الندم بعد أن فقدت كل شيء. إلى هنا انتهى الحديث بيني وبينها وبعد أن اعترفت بأخطائها متمنية أن يسامحها زوجها على ما قد فات. مرة أخرى جلس الزوج أمامي وتحدثت إليه محاولة أقناعه بالعدول عن ما عزم عليه، لكن دون فائدة، فقد فات وقت الاعتذار والغفران، وطلب وأصر على تحقيق ما جاء من أجله وبأسرع وقت . . وقد تم له ذلك. |
القصة التاسعة
هذا ما جناه عليّ أبي تلك هي إحدى القصص التي تألمت لسماعها، حيث كان الطلاق أمراً لا مفر منه، حينما أصبح الطرفان، كل منهما ظالماً ومظلوماً، ولم يكن أماهما أي خيار سوى الطلاق. فعندما جاءني صوتها الدافئ عبر الهاتف تُلقي السلام وتطلب تحديد موعد لمقابلتي، رحبت بها، وبعد دقائق قليلة وجدتها ومعها زوجها أمام مكتبي. كانت فتاة جميلة رقيقة تمثل معنى الحزن بما فيه من لوعة وألم، دموعها تسبق حديثها مما جعلني على يقين بأن الله لم يخلق الدمع عبثاً، فالله تعالى أعلم بلوعة الحزن، طلبت منها أن تستريح لتهدأ قليلاً، وأن تترك لي فرصة للتحدث إلى الزوج، وإذا بذلك الشاب صاحب الملامح الحادة، والجسد القوي يجلس بكل هدوء ويبدأ حديثه قائلاً: من أين أبدأ؟ هل أتحدث عن نشأتي الأولى؟ أو عن فترة شبابي؟ أو عن سبب طلاقي؟ قلت ابدأ من حيث شئت! قال: هل تعرفين ما معنى اليأس، الحزن، التعاسة، الضياع!! أنا مزيج من كل ما سبق. فمنذ ولادتي لم أعرف سوى ذلك، وعندما وعيت لهذه الحياة وجدت نفسي عند أمي، تلك المرأة المسكينة المغلوبة على أمرها، ومع مرور الأيام عرفتُ أن من أناديه بأبي ما هو إلا زوج أمي، وعرفت أبي عندما بلغت الثامنة من عمري، عندما جاء وأخذني إليه، وانفصلت نهائياً عن أمي، فلم أكن أزورها إلا قليلاً لشدة كره أبي لها، واعتقاده بأنها تركته من أجل آخر. عشت عند أبي أعاني من سوء تصرفات زوجته معي، وأعاني منه أيضاً فهو ذلك الرجل المستهتر الذي لم يخطر بباله يوماً أن يشعرني بأنني ابنه وأن لي مكانة عنده، فكل همه ذلك الكأس الذي كان يضعه أمامه كل ليلة. نشأت في هذا الجو الخالي من العواطف والمشحون بكل المحرمات، فلم أكن أفرق بين ما هو حلال وما هو حرام. تساوت الأشياء عندي، كنت أهرب من حياتي بالانغماس في ملذات الحياة وبمصاحبة كل أنواع الشباب والبنات، ولم يكن لأي شئ عندي قيمة ، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تعرفت فيه عليها عبر الهاتف. فمنذ أن عرفتها جذبني إليها صوتها، دفؤها، حنانها، فأحببتها، ولكن لا أدري لماذا كانت تشعرني دائماً بأنها أفضل منّي، وبأنني مهما فعلت فلن أصل إليها، فهي وحيدة أهلها، وتحصل على كل ما تريد من حب ومال ودلال، ويتم تحقيق كل رغباتها. فصممت أن أصل إليها مهما كلفني هذا الأمر، حاولت كثيراً وكانت تصدني في كل مرة مما كان يزيد من إصراري للوصول إليها. وأخيراً استسلمت ووقعت في حبي، وغدت فريسة سهلة لي. ولكن!! لم انس كبريائها وإذلالها لي حتى استطعت الحصول عليها بعد أن استمرت علاقتي بها خمس سنوات توفي خلالها والدي ودخلت في منازعات مع أهلي على نصيبي من الإرث. وأخيراً حصلت عليه فتزوجتها فوراً وعشت معها أحلى الأيام في البداية، ولكن بعد مرور فترة بسيطة لا تتعدى الشهر مللتها بل احتقرتها ولا أدري هل كرهتها حقاً ولماذا؟! ولكن هذا ما حدث فعلاً فرجعت مرة أخرى لحياتي السابقة بلهوها وضياعها وهو ما لم تتحمله وهذا يفسر سبب مجيئنا إلى هنا. قلت: أشكرك على صراحتك وثقتك بنا، وأرغب بسماع زوجتك . . فاستأذن وتركني أفكر بكل ما قاله، وأثناء استغراقي في التفكير دخلت الفتاة غرفتي ترافقها والدتها والدموع مازالت بعينيها. قلت لها جففي دموعك وتحدثي، فحديثك إليّ يريحك من حمل تلك الهموم الثقيلة ولكنها لم تتمالك نفسها، فازداد بكاؤها وإذا بأمها هي التي تتحدث، قالت: يا ابنتي نحن لا نريد غير الستر. فقد تزوجته بعد أن وقفت ضدنا جميعاً فلم نكن نوافقها الرأي، وكنا نعلم بأنه لا يستحقها ولكنها كانت صماء بكماء، لم تعط أحداً فرصة لإقناعها أو حتى التفكير بما كنا نقوله لها وها هي ذي تجني ثمرة ما أقدمت عليه. رفعت رأسها وقالت معاتبة والدتها: ليس هذا وقت اللوم والعتاب، وكفى ما قد حدث، وليس هناك أي فائدة من استرجاع أي شيء، فقد جئت من أجل الطلاق!! قلت: هل أنت مقتنعة بالطلاق؟ قالت: وما فائدة القناعة؟ فقد بذلت الكثير من أجله، ولكنني أخطأت عندما لم أستمع لنصيحة أمي وأبي، فقد تزوجته على الرغم منهما حيث عارضني الجميع وكنت مدفوعة بحبي له وبكلامه المعسول، تصورته ذلك الفارس الذي سيحقق كل أحلامي، وفوجئت بحقيقته بعد أيام قليلة من الزواج، فقد بدأ بالسهر وشرب الخمر والضرب والإهانات دون أسباب تذكر، ولم يكن لي الحق في سؤاله أو مناقشته في أي شيء، حتى تلك الحقيبة السوداء التي كانت تلازمه أينما ذهب، لم أكن أعرف ما الذي يوجد فيها، وكنت عندما أسأله عنها يثور ويبدأ بسيل من الإهانات والإيذاءات التي لا أعرف لها سبباً. لقد أثارت تلك الحقيبة شكوكي فرغبت في فتحها، حاولت وحاولت واستمرت محاولاتي كل ليلة، حتى نجحت بفتحها وصدمت من هول ما رأيت فقد كانت مملوءة بأشرطة الفيديو والكاسيت، وبفضول الأنثى جلست لأستمع وأشاهد ما أمامي وما وجدته كان شيئاً مقززاً لا أستطيع وصفه، وكل ما أستطيع ذكره هو أن تلك الأشرطة تحتوي مشاهد يستخدمها كأساليب ضغط على عدد من الفتيات لينصعن لرغباته وشذوذه، وهنا تركت البيت، فلم يبق شيء بيننا لأحافظ عليه. كنت أقود سيارتي لا أدري إلى أي اتجاه. فقد كان من الصعب عليّ جداً أن أذهب إلى بيت أهلي الذين كنت أوهمهم بسعادتي، لكنني لم أجد مكاناً آخر أذهب إليه، وهناك صدم أهلي بعد أن عرفوا بقصتي وإصراري على الطلاق منه. لكن أبي لم يفقد الأمل فقد كان لديه رجاء في إصلاحه وعدم تعرضي للطلاق. ولكنه رفض أي إصلاح. وجاء إلى هنا برغبته ليتم باقي الإجراءات. . وتحدثت إليه، حاولت أن أصلح فيه شيئاً، ولكنه كان يرفض، وكان على قناعة تامة بما وصل إليه ، وأن كل ما حدث له سببه والده وأنه ليس لديه أي استعداد لخوض أي تجربة زواج أخرى وذلك لكي لا ينجب ابناً يكون له المصير نفسه. أقنعته بأن يتجه لمكتب الإنماء الاجتماعي حيث يتوافر هناك الاختصاصيون الذين بإمكانهم تفهم ومساعدته على تخطي هذا الشعور باليأس وفقدان الأمل، وقد وعدني بأنه سيذهب ولا أعلم إن كان ذهب أم لا. |
القصة العاشرة
خرج ولم يعد قد لا يجد الكثير من الناس صعوبة في الحديث عن المشاكل الأسرية والتعبير عما يجول بخاطرهم في هذا المجال، لكنني أجد صعوبة كبيرة في تصوير كل ما يحدث أمامي على الرغم من أن لديّ رغبة كبيرة فعلاً في نقل كل ما يحدث حتى يعي الجميع ما يجري على أرض الواقع. مع إطلالة كل صباح أتوقع أن أرى مشاهد تمر عليّ كل يوم. فمشهد الطلاق الذي لا مفر منه يدمي القلوب وتدمع له العيون. وآخر يثير الضحك والسخرية لاستهزاء البعض بكلمة الطلاق، ذلك المفهوم الذي اتخذه البعض منهجاً وأسلوباً للتلاعب والحصول على بعض المصالح الشخصية. وأمام تلك المشاهد أقف حائرة. واليوم سأبعدكم. قرائي الأعزاء. قليلاً عن الملل والروتين بأن أقص عليكم من كل مشهد من المشاهد السابقة قصة قصيرة لأنقلكم إلى واقعي. -أما من المشهد الأول فإنني أحتار أي قصة سأختار، حيث إن الأحداث كثيرة، لكنني سأتناول واحدة قريبة جداً، حيث جاءتني في ذلك اليوم زوجة مع والدها، فتاة رقيقة في عينيها دموع العذارى، دموع صافية، ولها قلب كالماء الجاري لا يحمل أي أحقاد، جلست تتحدث وفي حديثها شجن وعذوبة، قالت: عرفته حين كنت كالصفحة البيضاء، تعلمت على يديه الوفاء وتصورته ذلك الرجل الذي ظل قلبي ينبض له دون أن أعرفه أو أراه، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تقربت منه وعرفته فيه، وبدأ الحب ينبض في قلبينا معاً وصدمت حين علمت أنه من مذهب غير مذهبي، لكنني قلت: الحب أقوى من كل شيء، وفعلاً مرت الأيام إلى أن جاء ليخطبني، رفض أبي أن يزوجني من ذلك الشخص لمجيئه بمفرده، وطلب منه أن يحضر والديه، وتم لأبي ما أراد، وجاء الجميع وكنت أرى في عيونهم الرفض منذ البداية. ولكن تحت إصراري ورغبتي فيه وافق أهلي عليه. تزوجنا وكنت أعتقد أنني ملكت العالم بزواجنا وانتقلت بعد أيام من عقد القران إلى شقتي وكنت أعتقد أنها مملكتي التي ستدوم طويلاً وسأعمرها باسم الحب. وللأسف لم أهنأ بحبي أكثر من عشرة أيام وحين طلب زوجي مني أن أغادر بيتي إلى بيت أهلي لأنه سيسافر في عمل مهم، صدقته وتركت بيتي إلى بيت أهلي وها أنا اليوم أبحث عنه فقد تركني في بيت أهلي منذ أكثر من شهرين ولا أعرف عنه شيئاً، حاولت الاتصال به دون جدوى، تحدثت إلى أهله ولكنهم قالوا لا نعلم عنه شيئاً. مصيبتي الكبرى أنني منذ أيام قليلة اكتشفت أنني أحمل بين أحشائي طفلاً من أبٍ هارب، لا أعلم أين هو. انهمرت دموعها ولم تعد تستطيع الكلام حيث تدخل والدها، وقال: لقد جنيت على ابنتي حين وافقتها الرأي وزوجتها وهي ما زالت صغيرة، تدخلت وحاولت مساعدة الزوجة بأن أخذت رقم هاتف الزوج، وحاولت الاتصال به عدة مرات دون جدوى، فلم يرد أية مكالمة كما حاولت التحدث إلى أهله ولكنهم رفضوا أي تعاون معي، طلبت أخيراً من الزوجة أن ترفع دعوى طلاق للضرر، وذهَبَتْ لرفع الدعوى وإلى الآن لم يحدث شيء في دعواها. وأما المشهد الثاني فهو مما يثير الضحك والسخرية، حين دخل زوجان وهما ما زالا في سن صغيرة، كل واحد منهما يلقي باتهاماته على الآخر، طلبت من كليهما الجلوس لأتمكن من معرفة الأمر الذي حضرا من أجله، قالت الزوجة: إنه يمنعني من مشاهدة التلفيزيون ودائماً يتهمني بأنني مقصرة في بيته، علماً بأنني لا أعمل ولا أدرس وكل وقتي لبيتي، وفي وقت فرغي فقط أشاهد التلفيزيون، رد الزوج مقاطعاً: عزيزتي اسأليها عمَّ تبحث في التليفزيون الذي تشاهده، فهي ترغب أن ترى في جميع القنوات راغب علامة وهذا ما يحزنني، حيث إن زوجتي تحب هذا المطرب بجنون وتبحث عنه عبر محطات التليفزيون مما جعلني أكره هذا الجهاز وأرغب في بتحطيمه. ضحكت وقلت: هل أنتما جادان فيما جئتما من أجله؟ قال الزوج وعلامات الغضب واضحة عليه: نعم، وإذا لم ترتدع فسوف أطلقها. قلت أرجوك لا. فالأمر لا يستحق كل هذا، ويكفي أن نجلس قليلاً لنتفاهم في الأمر ومن ثم ترجعان إلى بيتكما دون عودة إلى هذا المكان إن شاء الله. وبالفعل جلست مع الزوجة على حدة، ثم مع الزوج، وتحدثت لكليهما وقد اقتنع الطرفان وخرجا يضحكان على الموقف الذي دخلا من أجله. |
لا تعليق ......... أكملي...
|
القصة الحادية عشر
أمي سبب مأساتي كل صفات الجمال اجتمعت لها، فهي رقيقة كنسمة صباح الصيف وضحى الربيع ومساء الشتاء وليل الخريف. عندما طرقت باب مكتبي نظرت إليها وأنا أقول: سبحان الله فيما أبدع. دخل رجل وراءها يتبعها أينما سارت. قدمت لي عقد زواجها، وعرفتني بذلك الرجل أنه زوجها. بدأت بقراءة عقد الزواج وعلمت من خلاله انه ثاني زوج لها. دعوتها للجلوس ونظرت في عينيها لعلّي ألمح شيئاً تخفيه، لكنها كانت تهرب بنظراتها بعيداً، محاولة إخفاء دموعها التي أبت كبرياؤها أن تظهره أمامي أو أمام زوجها. بادرتها قائلة: إنه الزوج الثاني، وأنت ما زلت صغيرة في العمر، ولم يمض على زواجكما أكثر من شهور فما الأمر؟!.. نظرت بعيداً مرة أخرى تحاول أيضاً إخفاء الكثير، وقالت أنه النصيب. . قلت أي نصيب ذاك الذي نعلق عليه كل أخطائنا؟ قالت: كل ما في الأمر أنني بعد طلاقي من زوجي الأول اعتدت حياة الحرية، والتحرر من جميع القيود، لذلك أشعر الآن بأنني لا أصلح أن أكون زوجة، والأفضل هو الطلاق. . قلت: وهل هذا هو مفهوم الحياة عندك؟ وهل وجدت متعة في ذلك؟ خفضت رأسها وملامح الأسى تظهر بوضوح عليها قائلة: أحياناً ظروفنا هي التي تجبرنا على تلك الحياة. فأجبتها: ولكن الخطأ كل الخطأ في الاستسلام لذلك. قالت: أنت لا تعرفين شيئاً عن ظروفي ولو علمت بها لعذرتني في ذلك. وقلت عندئذ: هات ما عندك؟ وبدأت حديثها بسؤال طرحته عليّ: أرجوك أجيبيني بكل صدق، ماذا تمثل والدتك في حياتك؟ قلت: إنها الحياة بل كل شيء في الحياة، فهي المعنى الحقيقي للعطاء، فمنذ ولادتي إلى الآن وهي مصدر الأمن والأمان، وهذا أقل ما يمكن أن أقوله. فابتسمت بأسى قائلة: هنئياً لك بها ، حيث إنني ما وصلت إلى هنا، إلا بسبب أمّي. فهي سبب ضياعي ومأساتي، لقد نشأت في بيت كانت فيه القيادة لأمي. كان أبي ضعيف الشخصية لا يستطيع أن يتفوه بكلمة (لا) أمام أمي مغرورة بجمالها، تتحكم بكل شيء من مبدأ أنها تملك العالم من خلال ذلك الجمال الذي كانت تتخيل أنه لن يذبل في يوم من الأيام، كنت أكره ضعف شخصية أبي خصوصاً عندما يحتد بينهما النقاش والنزاع حيث كانت تطرده من غرفته وتتركه بعيداً يتأملنا وينظر إلينا دون حول ولا قوة، وكثيراً ما كانت تسافر وتتركنا وحدنا مع ذلك الأب المسكين. وفي أحد المرات سافرت وطالت مدة السفر شهوراً، كان والدي يتصل بها دائماً محاولاً إقناعها بالإسراع بالعودة، ولكنها لم تهتم بطل أبي، حتى أننا لم نعد نجد سبباً لرفضها الرجوع، وما كان من أبي إلا أن بحث عن زوجة ليحافظ على كيان بيته، هذا ما كان يقوله، وفجأة تزوج أبي، وعندما علمت أمي جن جنونها وجاءت مسرعة من سفرها لترى ما حدث. عندما قابل أبي أمي خاف منها ولم يستطع الدفاع عن نفسه، ولم يكن هناك أمامه أي تصرف غير أن يطلق زوجته وطلقها فوراً. ولكن صدمة أمي كانت كبيرة فلم تكن تتوقع أن يقدم أبي على هذا التصرف وهو المغرم والمتيم بجمالها فكيف له أن يحطم كبرياءها ويتزوج عليها. ترك هذا الأمر جرحاً كبيراً في قلب أمي، كان دافعاً قوياً لها للانتقام من أبي فهجرته وطردته من حياتها، وبدأت تنفذ خطة انتقامها، ولم تعلم أنها كانت تنتقم منا جميعاً وليس من أبي فقط. فحين اختفت أمي فجأة أخذ أبي يبحث عنها في كل مكان، وباءت كل محاولاته بالفشل، ومرت ألأيام و الليالي والشهور ولا نعلم عن أمي شيئاً إلى أن وصلنا لمرحلة اليأس وهنا طلقها أبي بعد أن فقد كل أمل في العثور عليها. وفجأة وعن طريق المصادفة، علمنا بأنها على علاقة بشخص، وأنها تنوي الزواج منه وبالفعل تزوجته، وتركتني أتحمل مسؤولية أبي وخمسة أخوة وزوجي وثلاثة أطفال هم أبنائي، كان الحمل ثقيلاً جداً، مما جعلني أعيش أسوأ أيام حياتي، حيث بدأ زوجي يتضايق من أبي وأخوتي وبدأ يعايرني بأمي. وهنا كرهت جميع من حولي، ولكن لم يكن أمامي غير الاستسلام لهذا الوضع، ولكن زوجي لم يعد يستطع التحمل أكثر، واشتدت الخلافات بيننا حتى كان جزائي منه الطلاق. لا أدري عندما علمت بطلاقي كيف استقبلت هذا الخبر، لا أدري هل كنت فرحة لأنني سأتفرغ لأبي وأخوتي أم كنت حزينة لما وصلت إليه بانهيار حياتي، وبين شعوري هذا وذاك فكرت بالهروب بنفسي من كل من حولي، وفعلاً هذا ما حدث، حيث إنني عشت في شقة بمفردي، وهنا واجهت مشكلة أخرى حيث كان جمالي سبباً آخر في زيادة مأساتي فالكل يحاول أن ينال منّي . . قاومت وقاومت، لكنني فشلت، فلم أكن أستطيع المقاومة أكثر وشعرت حينذاك بضياع كل شيء، وعلى الرغم من فقداني ألأمل بكل شيء، فقد جاء هذا الإنسان ليخطبني ويخلصني مما أنا فيه، وقد أعطاني حبه والأمان، لكنني للأسف صرت أشعر بأنني أصبحت صخراً جامداً لا قلب لي ولا أحاسيس وبأنني لا أستطيع لأن أعطيه أي شيء مقابل حبه وتضحيته من أجلي، وبشعوري هذا جئت إلى هنا حتى لا أظلمه، فأنا أحمل داخل طيات قلبي كرهاً كبيراً لكل رجل ضعيف الشخصية ولا أخفي عليك بأن من يسير ورائي يمثل أمامي صورة أبي الذي أكرهه الآن وأكره جميع من حولي، لهذا فأنا هنا. والآن بعد أن علمت بظروفي هل لك بمساعدتي؟! قلت: أرغب بكل صدق أن أساعدك ليس لإنهاء حياتك بل بأن تبدئي حياة جديدة أساسها الصدق. وأن تتعلمي مما سبق وأن لا تستسلمي بكل يأس للواقع، بل اجعليه دافعاً قوياً لبادية حياة سعيدة، قالت: كيف؟ قلت فلنفكر قليلاً بصوت عالٍ فقد نصل لحل يرضي جميع الأطراف، وبدأت معها بالحديث واستمر حديثنا عدة أشهر، عادت خلالها لزوجها وتقبلت الحياة بحلوها ومرها، محاولة بكل ما وهبها الله أن تصلح ما فسد وهي مازالت إلى الآن تحاول أن تعيش هانئة. |
القصة الثانية عشر والأخيرة
العابثون كانت فتاة لها قلبا كالنهر الجاري الذي تترقق مياهه بكل حب وصفاء. لم تؤثر فيها حوادث الزمان وقسوته، ولم تترك بقلبها غير الحب والعطاء. عندما جاء ليخطبها كانت تعلم أنه سيذهب ولن يرجع، مثله مثل غيره من الرجال حيث إنها معاقة وقد كانت ترى الزواج حلماً بعيد المنال. ولكنها فوجئت برغبته بالارتباط بها، وهنا اختلطت المشاعر لديها، لا تدري أهي فرحة أم حزينة؟ لم تكن تعلم كيف تفرّق بين الحقيقة والوهم، قبلت الزواج وتعهدت بينها وبين نفسها بأن تنذر حياتها له دون أي مقابل، تعهدت بأن تحبه إلى الأبد وأن تكون مطيعة له، وذلك لأنه اختارها دون سائر بنات حواء على الرغم من إعاقتها التي كانت تعتقد أنها سبب لسوء حظها. هذا ما قالته الزوجة عندما جلست أمامي، وكانت دموعها تزاحم كلماتها, فلم تكن تقوى على مواصلة جملة واحدة ولكنها كانت تحاول بالرغم من ظروفها أن تبدو قوية. قالت: بعد زواجي منه بدأت أهبه كل حبي وتقديري وحناني ولكن للأسف لم أجد منه غير الجفاء وسوء المعاملة، اعتقدت بأنه تسرّع بالزواج مني حين اتخذ هذا القرار، لكنني علمت فيما بعد أنه كان يرغب بالزواج من أخرى وقد عارضه أهله، مما أدى به إلى أن يتزوجني ليعاند أهله ويغيظهم، وعندما علمت بذلك بدأت أتقرب منه أكثر، وأحاول كسب حبه بكل الطرق وقد استطعت ولكن بصعوبة كبيرة، فقد كنت أشعر يوماً بحبه وأياماً كثيرة كنت أشعر بندمه لتسرعه بالارتباط بي. وفي يوم من الأيام، احتجت لإجراء جراحة من أجل إعاقتي فأقنعت زوجي بأن يتحمل تكاليف تلك الجراحة، وقد وافق ولا أنكر أنه استدان من أجلي، وأدخلت إلى المستشفى وأجريت العملية وكانت أقرب صديقاتي تقف بجانبي، وحدث ما لم يكن بالحسبان حيث أحب زوجي صديقتي، واعترف لي بذلك بعد تحسن حالتي، حيث طلب منّي أن أقوم بخطبتها له، فلم أتردد في ذلك عرفاناً مني له بالجميل ورغبة مني بإسعاد زوجي، وفاتحت صديقتي برغبة زوجي، لكنها صدمت حين علمت بذلك ورفضت بشدة، وقالت: لو عشت عمري كله من دون زواج فلن ولا أفكر أن أخطف زوج أختي منها، حيث إنك أقرب إلي من أختي، بلغت زوجي رفض صديقتي له وانتهى الموضوع. ولكن معاملة زوجي بدأت تسوء، وازدادت قسوته عليّ حتى إنه كان يضربني لأي سوء تفاهم يحدث بيننا، وقد حاولت استعطافه بشتى الطرق، ولكنه لم يساعدني ففضل الهروب من البيت، وبدأ يقضي أغلب أوقاته خارج البيت مع أصدقائه، ولأصبحت مسؤولية البيت كلها ملقاة على عاتقي فأنا أتحمل جميع المصاريف وجميع المسؤوليات بما فيها المسؤولية عن أطفالي بالإضافة إلى مرضي الذي سبب لي عائقاً كبيراً في تحمل هذه المسؤولية. في هذه الأثناء فتح هو الباب وقاطعنا، لقد تأخرنا كثيراً وليس هناك أي فائدة من تلك الأمور حيث إنني اتخذت القرار. نظرت إليه وطلبت منها أن تتركني معه على انفراد واعتذرت لها عن المقاطعة. جلس وبدأت الحديث معه قال: نعم تزوجتها بعد أن رفض أهلي زواجي من حبيبتي، وقد كنت لا أرغب بها ولكن تزوجتها ووقفت معها كثيراً، والآن أنا لا أشعر بأي حب تجاهها بل لا أشعر حتى بوجودها، وأرغب بالانفصال عنها فوراً حتى تستقر حياتي، فأنا أقضي طيلة يومي خارج البيت ولا أعود إليه إلا قليلاً. قلت: ألا تتذكر شيئاً جميلاً تحمله لزوجتك؟ ألا تتذكر أنها أهدتك حبها وحنانها وأطفالاً يتلهف الكثير من أجلهم؟ قال: لن أنسى أبنائي أبداً خاصة أنني نشأت في ظل أبوين منفصلين، وقد عانيت الكثير من ذلك. قلت: والآن أنت ترغب بأن تعيد تلك المأساة لأبنائك. قال: لا، سوف آخذ أبنائي منها واحتضنهم. قلت: هل يصل بك الظلم لهذه الدرجة؟! أترغب بتحطيمها بالمرة بعد أن ضاعت كل آمالها فيك، ترغب بحرمانها من فلذات كبدها أيضاً، هل هذا هو الحل المناسب الذي تسعى إليه؟ وهنا بدأت معه المحاورة وطال الحديث بيننا إلى أن وصل لدرجة لا بأس بها من الاقتناع بأن زوجته أفضل من الكثيرات ممن حوله، وبضرورة الاستمرار معها وبأن يحاول تغيير بعض العادات التي اعتاد عليها من أجل أن تسير الحياة بينهما للأفضل. وذهب الاثنان وما زلت أتابعهما. |
وفي النهاية أتمنى من الله أن أكون قد ساهمت ولو بـ 1% في منع أو تأخير حالات طلاق أو في حدوث الراحة للمطلق او المطلقة بعد ما سمعوا قصص غيرهم من المطلقين . وأشكر اختي / منى الصقر . باحثة الطلاق وأخصائية العلاقات الزوجية والاجتماعية. على نقلها للقصص الواقعية التي مرت بها لكي نستفيد منها وأشكر أيضاً القائمين على مجلة الفرحة تلك المجلة التي نورت بصيرتي في كثير من الأشياء المتعلقة بالحياة الزوجية. وأشكر كل من مر على موضوعي ليستفيد ويفيد وأشكر خصوصاً : أم وليد (سلامات ياقلبي) و المجدد و مخملية الأحساس و جوري و الابنوسة السوداء و تعب 2006 و الأمير. على مساهمتهم في إثراء موضوعي [blink]تــم بحمــد الله[/blink] |
موضوع طيب تابعته بصمت...
و أرجو من الله العلي القدير أن يكون لهذا الموضوع عظيم الأثر في نفس كل من يفكّر ولو للحظة في الطلاق... وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم ويوفقكم لخير الدارين دائما و أبدا.. ،، ،، أختكم |
اقتباس:
|
موضوع مميز و مفيد
جزاك الله خيراً لي عودة لقراءة البقية بإذن الله |
| الساعة الآن 09:47 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©