السلام عليكم ورحمة الله ..

وكل عام وأنتم بخير ..

بصراحة ما عندي موضوع حقيقي أحب أستشيركم فيه أو أحكي لكم عنه ..

لكن اعتبروا موضوعي هذا .. مجرد سوالف .. قد يتخللها نصائح للآباء والأمهات

أو لنقل لكلِ ولي أمر ( أمرأة ) ..

***

ذات يوم .. وفي ساعة خلوة مع نفسي .. من المؤكد وفي تلك الساعه

يتفكر الأنسان بحالة في هذه الدنيا .. اذن وبالطبع .. كنت أفكر بحالي ..

ومن ضمن تلك الخواطر التي مرت بي .. هو تذكر ثلاث أخوات ..

حالتهن أقرب بالحالة المأساوية _ في نظري _ .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..


***

كان أهل تلك البنات ( والدتهم - اخوانهم ) يظهرون العيب في أي متقدم

ولو كان خالياً من العيوب .. فمثلا : يرد الخاطب حينما يرغب في السفر أو السكن بعيداً

عن أهلها ..

ويرد حينما يرغب في السكن مع أهله .. ويرد .. ويرد .. ويرد ..

لأي سبب كان كبر أو صغر ..!!


***


وبعد معاناة طويلة من تلك البنات الثلاثة ..أصيبت الكبرى بمرض السكري .. ربما من الهم

والتفكير .. خصوصاً بعد زواج أخوانهم الأولاد والذين يصغرونها ..

بعد كل هذا .. تزوجت حينما وصلت لسن ما فوق الأربع والأربعين ..

من رجل كبير وغني عمره فوق الستين ..

وله من الأولاد والبنات الكثير .. بقيت معه ..

لكنها وبسبب مشاكل كثيرة مع أولاد زوجها

أصيبت بأمراض كثيرة .. أقعدتها .. ولم تستطع حتى المشي ..

انقطعت عنها الدورة الشهرية .. حينما وصلت لعمر الخمسين ..

وسمعتُ .. أنها ربما تستأصل الرحم لأسباب لا اعلمها ..

وهي الآن في منزل أهلها ولا ترغب الخروج منه ..

أما زوجها لم يطلقها .. ولكن حينما يرغب برؤيتها والأطمئنان عليها يزورها

فقط في منزل أهلها .. وبقيت المسكينة مريضة وبلا ذرية ..

***

أما الوسطى فقد تزوجت أيضاً في سن الأربعين ..

من رجل مطلق وله اولاد .. رعت أولاده وبناته ..

عاشوا معها .. وتحملت من أجلهم الكثير .. ولم تنجب ..

بدأت رحلة علاجية طويلة في سبيل إنجاب اطفال .. لكنها لم تفلح ..

ربما عمرها هو العائق أمام إنجابها ..

وبعد سنوات وسنوات .. عاد زوجها لزوجته الأولى .. وحبه الأول ..

ثم بدأت بعد ذلك المشاكل بينهم ..

لمح زوجها بأنه لا يمكنه التوفيق بين زوجتين ومنزلين ..

وتنمى لو اختارت الـــفــــراق ..!!

طلبت الطلاق .. وطلقها بسهولة .. دون شروط ..

وعادت لمنزل أهلها .. وحيده تحمل معها آلامها وجراحها ..

ولازالت مطلقة وقد شارف عمرها الثامنه والأربعين ..


****

أما الصغرى فهي لا تقل عنهما مأساة .. فقد تزوجت في سن الثلاثين ..

من رجل قاسي وقلبه مليئ بالشكوك .. وفي أحايين يضربها ضرباً مبرحاً

لكنها تصبر وتحتسب .. وقد تكون هي المحظوظه .. لأنها أنجبت .. طفلان

فرحت بهما كثيراً .. وهما في نظري سر سعادتها في الحياة ..


****

هذه قصة من واقع الحياة .. كتبتها .. لعلها تكون عبرة لأولياء الأمور ..

الذين يقفون عائقاً أمام زواج بناتهم .. دون وجود أسباب قوية للرفض..

بل ولا ينتبهون بأن عمر الفتاة المناسب للزواج والإنجاب محدد ..

وبعد تجاوز ذلك العمر ربما لا تفلح المنشطات ولا غيرها للمساعده

على الإنجاب .. وتبقى البنت وحيدة .. بلا زوج وذرية ..

فالحذر الحذر من الوقوف في وجه من يطلبون العفاف ..

ويكفينا من كل ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم

" إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه،

إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"

(رواه الحاكم وابن ماجه وغيرهما )


****

أسأل الله لي ولكن الفرج القريب ..

والأزواج والذرية الصالحة ..

هو ولي ذلك والقادر عليه ..

وأعتذر على الإطالة ..

.
.
.
.
.
.
اختكم ومُحبة الجميع /

بنان