![]() |
مقتطفــــــــــات مِنَ الغربة ..
بلادي وإنْ جارت عليّ عزيزة
رغم اني قضيت جزء من عمري مغتربة ، إلا أن الولاء يبقى دائماً للوطن .. في الغربة أنت شخص مسؤل ، ولست سوى رمزاً لوطنك الأصلي .. هي أمر منعش ، لكن تفتقد فيها الأمان و الدفء الوطني .. * يوم الرحيل .. لازال يوم سفرنا محفوراً بذاكرتي ، هو اليوم الأول الذي نغادر به أرض الوطن الى ممكلة السويد كنت في السنة 8 من العمر ، يوم اعلن ابي لنا خبر السفر قبله بأيام قليلة .. قضتها العائلة بترتيب الحقائب أمي وأختي و أخي حتى أبي كان مشغول جداً ..! في الليلة التى تسبق السفر كنا في بيت جدتي بكيت يومها بشدة لا اوريد السفر معهم ، انتزعني ابي انتازعاً من حضنها ، كان يراودني شعور اني لن اراها بعد .. كيف اترك بيتنا ومدرستي وصديقاتي و جدتي ..؟! لقد كانت المرة الأولى التي نسافر بها وكان سفراً طويل .. في صباح اليوم التالي كان موعد الرحيل ، الجميع على اتم الإستعداد إلا أنا كنت عنيدة جدا كنت مصدر ازعاج لأبي خاصة ، يقنعني مرة و يصرخ عليّ مرة .. في طريقنا للمطار كنت ابكي بصمت حتى اقلعت الطائرة متجاوزة بينا حدود القارة الآسيوية الى قارة أوروبا ، حاملة عائلة من شبة الجزيرة العربية بكل أصالتها و قيمها و أعرافها .. توقفت عن البكاء منجذبة للطائرة التى أركبها للمرة الاولى ..! ولا أكف عن إزعاج أمي وأبي باسئلة كثييرة .. 0 خطوة أولى .. وصلنا الى السويد وكان بانتظارنا صديق ابي ، كانت عالم كبير مختلف تماماً عن الوطن ، ذهبنا مع صديق ابي إلى منزلنا هناك كان كل شيء معد مسبقاً .. شوارع رائعة كتلك التى اشاهدها في الافلام ، اشخاص كثيرون مظاهر غريبة ، يتحدثون كثيراً لكن لا افهم ..؟! أبي وحده كان المتحدث وكلنا صامتون .. منزلنا كان جميل واسع تحيط به حديقة صغيرة .. أمي كانت بلا حجاب .. كخطوة أولى ..! 0 محاولة إنصهار .. بعد وصولنا بأيام عدة ، قضاها ابي بترتيب بعض اوضاعنا هناك ، وبجولات عديدة داخل المدينة نسيت معها الوطن واستمتعت كثيرا بالحياة الجديدة .. الى ان فاجأني ابي حين اخبرني انه سياخذني بالغد إلى المدرسة ..! تذكرت حينها مدرستي و صديقاتي و وطننا كله .. اعدتني امي بعد جهد مضني للمدرسة بزي مختلف ، فقد كنت ارفض الذهاب .. اخذني ابي للمدرسة مع صديقة سيراً على الأقدام ، كانت رحلة مدهشة لمثلي .. فهي المرة الأولى التى اذهب للمدرسة سيراً على الأقدام ، اناس كثيرون يسيرون معنا .. كان الطريق رائع و قصير .. المدرسة كبيرة و ضجيج الأطفال احدث بنفسي كثيراً من القلق والخوف ..! فامسكت بيد أبي بقوة .. قابلتنا مديرة المدرسة ثم ارشدتنا احدى المشرفات الى الصف .. صغير وطالبات معدودات و آنسه لطيفة جداً ، صافحت ابي و طبعت على جبيني قبلة .. رحبت بنا بحفاوة و أمرت الطالبات بالترحيب بي ، و إنشاد مقطوعة غنائية لم أفهم منها شيء ؟!! بكيت وأخفيت وجهي بمعطف أبي ..لكنه تركني وذهب .. التفت حولى الطالبات وكأني شخص غريب قادم من مكان مجهول ..! يحدثوني و يحاولون ان اتكلم .. احتضنتي الآنسة و دعت لي طالبة عراقية سعدت بها كثيرا فهي تتحدث مثلي تماماً .. اصبحنا صديقتين لكنها أكثر جراءة وانصهار بهذا المجتمع مني .. كانت تشارك بالإحتفال و تغني على المسرح وتحضر الدروس الدينية التى منعت منها بطلب من أبي ..! تعبت كثيراً ولم انسى مدرستي القديمة وصديقاتي .. أمر واحد كان اروع ، هنا ليس شرط ان اكون ابنة مديرة المدرسة أو احدى المعلمات حتى احضى بالإهتمام والتقدير ..! * بلوغ و واجبات .. بعد ثلاث سنوات من الإنفتاح اللامحدود .. و اللعب اللامقيد و الحرية اللامتناهية و تشرب بعض العادات .. نسيت معه امي ان تُهيئني لمرحلة حرجة في حياة كل فتاة ، مرحلة البلوغ .. كان حدث مفاجي لي ، شعرت معه بدوار وصداع وآلام شديدة بجسدي .. اسرعت معها لأمي أخبرها مالذي حدث ..! احتضنتني و هدأت من روعي وقصت علي الحكاية واني غدوت أكبر وأجمل .. لكني غضبت منها لأنها اخبرت ابي وكان امر مخجل بالنسبة لي فما زال بداخلي بقايا عروبة .. رأيت بعيناهما فرح و خوف لأني كبرت .. و لأنهما يحملان الثقافة العربية لمفهوم البلوغ وبدات رحلة الواجبات و التقييد و الاوامر والنواهي .. كنت اختنق و اغضب و اتمرد و اعاقب دائماً نتيجة هذا ..! و اصبح حرص ابي اكبر على حضورنا لجماعة المسجد و الدروس الاسلامية هناك * إجازة إضطرارية .. منذ وصولنا الى هنا و بعد مرور سبع سنوات على الغربة لم يأخذ خلالها ابي إجازة طويلة نستطيع خلالها زيارة الوطن .. فهو شخص متفاني بعمله يستغرق كل طاقاته به ، إجازاته قصيرة وسريعاً ما يمل منها نقضيها في ارجاء السويد و في الإحتفالات الرسمية والشعبية للدولة .. قرر ابي اخيراً أن نعود للوطن بإجازة اضطرارية سببها مرض امي .. كنت في قمة سعادتي اخيرا سنعود لجدتي و بيتنا ، رغم ان الغربة كانت لذيذة لكن للوطن طعم آخــر ..! لم تدم الفرحة طويلاً حينما عدنا فقد علمت من خالي ان والدتي مريضة جدا ، كانت ليالي بائسة وايام قاسية جدا ، كنت اعلم انها مريضة ففي العامين الأخيرة لنا في الغربة كانت هي وابي يقضون اوقات طويلة في المستشقيات والفحوصات لكنه كان يقول لنا انها بخير .. ورم سرطاني بالدماغ لم يمهلها طويلاً فعادت لتموت باحضان الوطن .. * رحيل موجع .. كان رحيل أمي أسوا أقداري على الإطلاق .. وأهم حدث ترك بصمة قوية بشخصيتي و حياتي عامة .. و قلَب حياتنا الأسرية راساً على عقب ..! و جعلني أكبُر سريعاً سريعاً .. * قرار نادم .. بعد اشهر من الحزن و الآسى كان لابد أن نعود للغربة فقد غدت لنا وطناً .. لكني قررت ان لا اعود ابدا بعد أمي .. وكنت اكثر عناد من المرة الأولى واكثر إصرار على موقفي ربما لأني كبرت احترم ابي رغبتي و تركني و عاد هو واخوتي و بقيت مع جدتي .. لم أكن أعلم أني ساعود مرغمة .. فقد كانت الغربة هنا أكبر من هناك .. كنت اشعر ان المجتمع يرفضني ، ويعاقبني عقاباً قاسياً لأني تركته يوماً و ادرت له ظهري ..! لي عـــــــودة ..... |
تابعي
انتظر السويد بلد بارد وانا في اندر ورلد اكملي |
رحم الله والدتـك رحمـةً واسـعـه ..
.. حبوبه مغروره .. أسلـوبك في طرح الأحــداث جــــداً مبدع .. .. بأنتظــار عودتــك .. |
رحم الله والدتك رحمه واسعه ..
اسلوبك في السرد قمة في الرووعه وآصلي وستريني من ـآشد المتابعين |
:* جميل جداً أسلوبك أكملي كلنا متابعين لكِ ورحم الله والدتك وجمعك بها في جنة عرضها السموات والأرض :* |
يا عزيزتي
سعدنا بمقتطفاتك الجميله والتي تحمل الكثير من العبر.. تابعي وكلنا اذن صاغية للبنت المشاكسه... |
بالانتظار :)
سويتي لي جذب من خلال ردودك السابقة فأصبح عندي فضول لأتعرف على شخصيتك أكثر .. ومن المؤكد أن تجربتك مع الغربة واثارها لها تجارب مثيلة كثيرة بين فتياتنا الواعدات . وربما احداهن لم تغادر بلادها لكنها روحها عاشت ببلاد الغربة فكان لها نفس الآثار |
اسلوبك مشوق ..
وممتع و جميل ان نتعرف على شخصيتك من قرب .... ومتااابعين ... |
قرين ،، عيوني تحكيني ،، شذى
سيدة الموقف .. شكراً جزيلاً لكم و تسعدني متابعتكم .. صفاء .. لا لا أنا مؤدبة جدا كلها شوية عناد ^__^ بيتا .. مشكلتي ان الجميع ياخذ عني انطباع سيئ في البداية بسبب صراحتي و أوراقي المكشوفة .. لكن ربك يظهر الحق بعدين .. الغربة فعلا لها اثر كبير علي من عدة نواحي .. شقردية .. من شفت اسمك قلت خلاص الموضوع ( مغلق ) سببتي لي عقدة ^__* |
هههه شقرديه صرتي تسوين رعب <<< لاعاد تحذفين .. أمزح أمزح ..
... حبوبه وينـــك .. ترا نفــذ صبررري .. متلهفـــه لبـااقي الأحداث .. .. لاأطــوليــن الغيبـه ولا أقول لشقرديه تحذف الموضوع ههههههه |
كملي غاليتي
اسلوبك جميع ومشوق بانتظارك |
بسم الله على قلبك من العقدات كلياتهاااا..
والله وصرتِ كيكه بالكريمه السويديه ~!~ معاااااك للاخر ،، على شرط .. تطبخين لنا شوتفيتش ،، عيوني ،، والله طلعتي خطييييره ومنتي سهله ... خلاص اذا تأخرت ولا تامت وهي ما اسدحت باقي الذكريات ،، اشري بس يا عيوني <<<< D.FOZ |
اقتباس:
يكون لي متابعين !! بس راح اكمل ولا تحكموا علي من خلال بعض الأحداث ترى هذى مقتطفات مشفررة ..! |
اقتباس:
|
اقتباس:
|
للتو انتبهت للموضوع
متابعة طبعا بتشوق^_^ |
* خيبة أمل ..
كان قرار البقاء في الوطن مبني على خلفية الطفلة التى تركت الوطن منذ سبع سنوات في سن مبكرة جدا .. فلا أحمل عن وطني و اهلي الا معتقدات طفولية قديمة غير واضحة المعالم ..! كانت السبع سنوات كفيلة بتغيير الكثير و الكثير .. وكانت الغربة قد تركت بصماتها القوية بذاتي وفكري .. و لعب العمرُ دوره ..! فكانت خيبة الأمل ... * غـفلة النوايـــــــا .. لم اواجه المجتمع بشكل فعلي الا بعد مدة من سفر ابي واخوتي .. ففي لحظات غلفة النوايا ، وضعت تحت المحاسبة الدقيقة من المجتمع .. ابتداءً بمحيطي العائلي من الجده والخال و الأعمام الى المجتمع الأكبر .. حتى جدتي لم تعد تلك الجده التى احببتها من زمن ..! كان الجميع يريد أن يربيني من جديد حتى صديقات المدرسة .. اتحدت نظرتهم لي ، فتاة متمردة وشيطان مدمر للقيم و الأعراف .. بركان ينتظر الفرصة تحين لينفجر تاركاً آثاره على الجميع .. اصبح الجميع يتحاشى الإحتكاك بي ، وكأني مرض معدي يتنقل بين اشخاص بلا مناعة .؟! كانت نظرة قاصرة .. كل ما كنت أحتاجه سنوات و اندماج حتى نتصالح معاً .. كل ما احتاجه ان يفهموا أن الفتاة خلقت بعقل و إحساس .. كنت في أمس الإحتياج لقليلاً من العدل و كثيراً من الرحمه .. * غربة وطنية .. غربة الوطن اقسى انواع الغربة التى ممكن ان يعيشها الإنسان .. فأي ملاذ ممكن أن يكون لنا غير الوطن ؟! تلك الفترة هي الفترة اللي اعتبرتها غربتي الحقيقية .. شدني الحنين بقوة الى ابي واخوتي و حياتي هناك ، رغم تمردي الا اني كنت اشعر بوهن لا يضاهى ، و بوحدة قاتلة .. و دموع تقف على اطراف الأهداب .. لـي عـــــــودة .. |
كأنك تتحدثي عني ببعض النقاط ..
اليوم كنت اقول بنفسي، موت امي كبرني خمسين سنة احسه .. و حاليا امر بفترة الغربة بداخل وطني و انتظر الساعة اللي ارجع فيها للخارج .. و قلتي جملة رائعة .. اختصرت كل حياتي .. (( مشكلتي ان الجميع ياخذ عني انطباع سيئ في البداية بسبب صراحتي و أوراقي المكشوفة .. لكن ربك يظهر الحق بعدين .. )) بانتظارك لا تتاخري |
وأخيــــــراً جيتي .. تستاهلين قرصـه على أذنــك ههههههه ..
.. .. بالنسبـه للأحداث الأخيره اللي ذكرتيها بصـراحـه أستغربت وأنقهـرت من تصرف المجتمع اللي حولك .. مـاقدروا ومافهمـوا أنك تغربتي بعمــر صغيـــر جـــداً واللي يرسخ في الصغر غير عن اللي يرسخ في الكبــر .. .. فعلا كنتي محتاجه للأندماج . . للأحتواء .. لصغر سنك .. .. ولبعد والدك في تلك اللحظه .. .. حبوبــه .. واصلــــي في سرد الأحداث ...في هذا الأسلوب المبدع الذي تملكينــه .. وترا أنتي ماتتكلميـــن لوحدك .. عنــدك جمهـــور ..متشووووق لتكملـــه .. .. بأنتظــارك .. فـ لا تتأخري .. |
لم أعِش الغربة ـ بمعناها المعتاد ـ يوماً.
اقتُرِحَت عليّ ذات يوم .. من أجل الدراسة .. ولكن نفسي أبت ولم أتخيل أنني سأتحملها أو أتكيف معها .. رغم أنني لم أكن سأبتعد كثيراً .. وفضلت البقاء على أرضي رأفةً بحالتي النفسية .. رغم أن الشهادة الأخرى أفضل وذات ثقل أكبر. ولكن من قال إن الغربة هي فقط خارج حدود الوطن؟! .. ومن قال إن منتهى عشقكِ لأرضكِ قد يشفع لكِ عند أهلها؟! لم يكن من الضروري أن أبتعد عن أرضي .. وأحتك بأُناس غير أُناسها.. حتى أذوق مرارة الشعور بالغربة .. والرفض. نعم هناك غربة أخرى .. وربما هي أشد وطأة .. وتسبب خيبة أمل أكبر .. وشعور بالظلم أعمق .. خيبة أمل وإحساس بالظلم أن تجدي البعض يجلدكِ بسياط الكلمات أو أسهم النظرات .. رغم أنكِ لم تتخذي قراراً ولم تختاري قدراً. المعذرة منكِ .. فقد أثرتِ شجوني .. وشعرت بغصة وأنا أقرؤكِ .. وأيقظت كلماتكِ لحظات قاسية عشتها. |
رحم الله والدتك وغفر لها وأسكنها فسيح جناته..
كلمات رائعة حبوبة.. وأسلوبك رااااااائع وسهل جداً..ومشوق.. أظنك ستبقين لغز في أعين الكثير.. لمست فيك احساس رائع وانطباع جيد ليس كما تظنين عن نفسك.. وسأنتظر أحداثك بشغف.. |
مس داني .. حياكِ الله ..
روح الطير .. موت الأم بعد النضج قدر لابد من التسليم له .. و هو اخف وقعاً من موتها في الصغر .. لكن في الكل خير .. غفر الله لوالدتك .. عيوني تحكيني .. من عادة مجتمعنا محاربة كل غريب و الحذر في تعاطي الأمور بشكل متزمت جداً .. مهرة .. الخوف من الغربة هو الخوف من المجهول لا أكثر .. مع ان الغربة قد تقتح لنا ابواب كل شيء .. لكن يبقى الحنين للوطن و شعور الإنتماء له أكبر من كل الرغبات .. و معك حق في ظلم الأهل كما صورها ابن العبد بقوله : وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند ديمي .. شكراً لحسن ظنك .. |
* تحدي و إثبات ..
رغم كل الرفض من المحيط إلا أني تعايشت معه اسلم لهم مرة لا قناعة بل مسايرة في كثير من الأحيان .. و اتمرد مرة ..! الحياة كانت ممله رتيبة وعلى وتيرة واحدة وانا التى كنت احيا بشكل متجدد كل يوم و روح متفائلة جداً و حياة لا تهدأ ابداً .. و في ساعة قررت التجول في شوارع المدينة ، لم أكن أعرف أن تجول الفتاة في الشوارع هنا وحدها ، جريمة يعاقب عليها المجتمع ..! مع أن شوارعنا أكثر آمناً من شوارع ستوكهولم التى تجولت بها كثيييراً دون هدف إلا زيارة محلات متفرقة على نواصيها ..ولقاء الصديقات في الحديقة العامة و الإستمتاع ببعض الإحتفالات ذات الطابع الحزبي احياناً و دييني احياناً او شعبي و التى لا تهدأ خاصة في يوليو أكثر الشهور دفئاً.. أما هنا فقد تعرضت للمسائلة من قبل خالي الذي نصب نفسه والياً علي منذ بقائي ..! اشتدت بيننا الجدال ليمد يده و يصفعني و جدتي تتابع بغيظ ، صفعة كان ثمنها غالياً و هو قطع كل اواصر المودة و الحوار و الصله بيني و بينهم حتى الآن ..! يالَ لوعة الفتاة هنا ، و ضيق حدودها ، التى لا تتعدى بنايات الإسمنت و الأبواب المغلقة .. إنها عورة لا تبدئ إلا في أضيق الحالات .. تركت بيتهم غاضبة لبيت ابي و بقيت هناك لكنها مخالفة آخرى ..؟! تركت الدراسة ايضاً , و قررت .. * هروب فاشل .. لا حل لكل ذلك الكبت و الحرمان و التشتت الى العودة من حيث أتيت .. هاتفت والدي الذي رفض استقبالي واشتاظ غضباً من تهوري و تغيير قراراتي سريعاً .. كالعادة ألنته شيئاً فشيئاً حتى هاتفني يوماً و قد رتب كل اوضاع السفر .. و رحلت مرغمة ..! و بي كثيراً من عوالق هذا المجتمع لم استطع التخلص منها .. اعترف أنها قد تكون قناعة ببعضها أو إيماناً بمضمونها العام ..؟! ........... ترددت كثيراً في ترك الحجاب أو الخلاص منه .. شيئاً ما خلفه ذلك المجتمع داخلي ، زرعه رغماً عني ، شعرت بخوف من أمر لا أعلمه ؟!! وصلت منزلنا وانا مازلت بترددي .. * زواج جديد .. وجدت أبي يعيش اياماً رائعة مع زوجة جديدة ..! إمرأة سويدية الجنسية عراقية الأصل , مختلفة تماماً عن أمي بكل تفاصيلها .. لها الحظوة بمنزلنا تأمر وتنهى .. لها سلوك عدواني مستتر .. لا أحبها ولن أحبها .. ! لكن ابي هام بها عشقاً .. أنجبت لأبي ثلاث ذكور و ابنتين .. لــي عـــــــــــودة .. |
حبووووبه ...
آنا زعلااااااااااااااااااااااانه عليك ... خلااااص لاتكلميني ... ليــــــش تأخرتـــــي علينا .. كل يوم أمـــر على موضوعك وآشيـــك ولاااجديـــــد ،،، ... اللحيـــــن بروح لشقرديه تغلق موضوووعك >>> زعلاانه و تهـــدد ههه .. ياحياا الله حبووبه ،، من طووول الغيباااات جاااب الغنااايم ... .. |
اقتباس:
إسترجاع الأحداث فيه شيء من المرارة احيانا ، و يحتاج الى تركيز و نفسية هادئة و مثل ما قلت سابقاً صحتي على قدي .. فسامحينا ..^ــــــ^ |
قلتــــي لنــا من البدايــــه ..
لاتحكـــموا علي من الأحداث .. فلـــن أحكم عليكــــي أبدا .. .. حتى نهاية هذه المقتطفـــات ،، وبعدها سأفهم مالذي رست عليه حبووبه .. ... بس ماكأنك وقفتـــي عند نقطه مهمـــــه ،، ولااا يعني حركااااات تشوووويق ههه بأنتظارك يالغلا ... بس فضلا لااااا آمرا لاتتأخرين .. |
اقتباس:
آنا بس كذا قرررقره ولا من قلبي مشتاااقه لرجعتك ... حبووبه ... طبيعي مع أسترجاع الذكريات نسترجع نفس الألم وقــد يكوون آقوى .. لكــــن اللي عرفته من خلال ردود حبووبه انها قووويه بعزيمتها ..وأصرارها .. وحطـــــي في بالك آن الحيـــاة لاتدوم مرارتها .. فلا تكدري خاااااطرك ..غـــدا سيكوووون آفضل بأذن الله .. طمنيني عن صحتك ؟؟؟ |
حكايتك فيها فلسفة جميلة و صااادقة .....
و تصوير رائع للمجتمع ..... متابعة معك ^_^ |
والله نفس شعور الأخوات اعجبت بصياغتك لتلك الذكريات
رحم الله والدتك واموات المسلمين 8 8 متابعين لكل عودة |
عيوني تحكيني .. لا مو تشويق ابدا لكن الموضوع صعب ينكتب مرة وحده ..
شوجي .. شكرا لك و كل ما يسطر قلمي تاكدي انه مرآه للمجتمع .. طيوف الأمل .. متابعتك شرف لنا .. و ارحب بكل المتابعين بصمت ... |
متابعين و هده منغصات الحياة التي تمر على بني ادم والله صردك اكثر من رائع و متابعين عسا في حياتك ايام جميله ايضا
لا طولي متابعين |
* فِكر آخـــــــر ..
عدت الى ارض الغربة ، بفكر آخر مختلف تماماً عن كل ما سمعت من أبي و أمي و ما قرأت في كتب الدين و التشريعات و نظام الدولة .. و مخالف لكل ما بقي في ذاكرتي أيام الطفولة ..! أعترف أنه فِكر غير جيد عن المجتمع بوطني عامة ، ليس الوطن فحسب بل كل ما له علاقة به دون استثناء .. مات الحنين بداخلي ، ومات الفخر بالوطن ، و اهتزت كل القيم المنسوبة له ..! كان يجب عليّ الرضوخ و الإيمان قسراً بالعدل ، و الا .. اللعنة و الترهيب و التشكيك ثم يلفظني كلقمة مجرثمة قاتلة ...! هذا هو مجتمعنا ولا شيئ آخر .. * شهيه مضطربة .. لم تعد شهيتي إلى الحياة بستوكهولم منفتحة كسابق عهدها .. لظروف كثيرة منها زواج ابي و تغيرات جذريه بنظام الأسرة و عوالق مجتمعية قوية جداً ..! و بداية نضج فكري و تفتح عقلي كبير في تلك الفترة بالنسبة لي .. و انشغال أخي بدراسة الطب و قد كنا نقضى اوقاتنا عادة بالتنقل في مالموا و منها الى جوكموك حيث الإستمتاع بشمس منتصف الليل التى لا تغرب .. و كثرت السياح العرب و الأتراك و بعض من نازحي البوسنه.. لكن كل تلك الرحلات اصحبت نادرة جدا إذا ان ابي رغم انغماسه بالمجتمع هنا مازال يحمل روح شبه جزيرة العرب و يمنع تنقلي انا واختي بمفردنا بين المدن ..! و زاد الأمر سوءً زواج أختي و انتقالها الى الدنمارك عدة سنوات ثم العودة الى الخليج العربي و استقرارها في دولة الإمارات العربية .. لم يكن لي هدف واضح لكن كنت شغوفة جدا بالإجناس العرقية و الديانات و الوضع العام للمناطق .. ربما كان بسبب شعوري بالنقص في الحرية أو تشتت الهوية أو فقدان الثقة ببعض التعاليم ..؟! وخاصة فيما يتعلق بالمرأة التى كانت في نظري الأصل في كل شيء و لها الحضور في كل الميادين لكن .... شيء ما ناقص ؟!! * أنا أحب .. في اثناء تجولاتي وفي أفي اشد أوقات الوحدة التى اعانيها رغم كثرة علاقاتي الإجتماعية و حضوري الدائم للأنشطة المختلفة .. قابلته .. شاب عماني يعمل في احد استديوهات التصوير و يدرس بالوقت نفسه .. كان يحمل ملامحنا العربية و اصولنا الخليجية كان مميزاً بنظري ..! بكل ذلك و بروحه المنطلقه و فكره المنفتح .. هو فقط كان يويدني بكل افكاري و يسمح لجنوني ان ينطلق لا يعارض ابدا اصبحت ازوره بين الوقت والآخر بحجة وبدون حجة .. تغيرت اوضاعي كثيرا للأفضل و تقلصت وحدتي و زاد عنادي ..؟! بقي الأمر سراً في ظل انشغال الجميع بظروفه ونفسه .. حتى لاحظت زوجة ابي هدوئي و بقائي الدائم بالمنزل و خروجي المفاجي احياناً و نقلت الأمر لأبي .. احتججت بالدراسة و الخروج للنزهه .. لكن ابي لم يصدق ؟! لكنه سايرني لأيام عديدة .. حتى اتيت له ذات مرة لأخبره بأخبار قلبي ..!! فقلت له أنا أحب ... توقعت ان القى ما تلقاه فتاة الخليج العربي إن تجرأت يوماً و قالت لوالدها تلك الكلمة ؟! لكن ردة فعل ابي كانت أهدأ بكثير .. نظر إلي نظرة أغرقتني ببحر الذنب واذابتني قطعة قطعة , ثم قال .. الحب أمر جميل ، كلنا نحتاج ان نحب ونُحب .. لكن ... لي عــــــــــــودة ... |
اسلوب تشويق رائع ...
متاااابعين معك .. |
اسلووب مشوق
تابعي بكل مالديكِ ,’~ دمتي بوود =) |
معــااااك للآخــــر ..
,, ,, واصلـــي بسردك الرائـــــع .. |
منتظرينك غاليتي ....
أكملي قصتك .... موفقه ... |
إيمان ،، الحياة بلا شك خليط من الحزن و الفرح ..
و ان طغى جانب ، لا يعني انعدام الاخر .. شوجي ،، ندى ،، عيوني ،، زهرة متابعتكم شرف لنا .. اعتذر للتأخيــــر .. |
اتاااابع ..
الحب يحتاج لدعائم يستند عليها ،، من تكافؤ و صدق و ضوء كان حديث ابي عن الحب محبط جدا جدا بالنسبة لي .. ليس لانه خاطي ! بل لان ابي حينما يُفلسف الاشياء فهذا يعني عدم رضاه عنها .. لكنه طلب رويته .. جاء هو واخيه لمقابلة ابي ، الذي مد زمن المقابلة لثلاث ايام متفرقة يقابله فيها نصف ساعة او اكثر .. أيقنت تماماً انه لن يرضي غرور ابي ، خاصة انه خجول جدا و هذا عيب في نظر ابي ، الذي لا ينجح في مقابلته احد .. فعلاً طُرد كالعادة ابي مع كل خاطب لا يناسبه .. ثم يغدق بعدها علي بالمال و الحنان و يعطيني مطلق الحرية حتي انسى ... كان لابد ان انسى فلا خيار آخر .. * عوداً حميداً .. نسيت او تناسيت او اجلت قلبي .. لا يهم السبب القاطع ، المهم أني في تلك الفترة كنت استعد للعودة للوطن مع العائلة ، لكن هذه المرة عوداً نهائياً و الاستقرار بالوطن .. عدنا بارواح مختلفة تماماً عن تلك الأرواح التي تركنا بها ارض الوطن يوماً .. و فكر مختلف و شخصيات مختلفة ... و عائلة مختلفة ، الشخص الوحيد الذي غادر و عاد معي هو ابي .. عدت بلا أمي و لا اختي و لا اخي .. كان معي ام اخري و أخوة آخرون ...! وأب مختلف ...؟! لم اعد لمنزلنا بل منزل مستقل بعيدا عن زوجة ابي و إخوتي لاب .. كان اختياري او اختيار زوجة ابي او اختيار ابي ؟! الجواب الأكيد لا يهم .. المهم انه أمرا مريح جدا بالنسبة لي .. * إخوة الاب .. هم حدث لا يمكن تجاهله أبدا .. فبقدر قربهم مني ، هم غرباء عني .. حتي وان عشنا معاً ، و لعبنا معاً ، و كبرنا معاً ، فنحن مختلفون بيننا فرق شاسع كبُعد المشرقين ..! الحديث عنهم شائك ، لكن باختصار هم مفخرة من مفاخر العرب الحمقاء و التي تجر معها الويلات و تُندس القلب ... |
ماشاء الله أقرأ لك كأن الأحداث تمر أمامي
ممكن أعرف تخصصك في الدراسة؟ متابعة لك بآهتمام |
ماشاءلله تبارك الله ,’~
اسلوب رائع ومشووق فرج الله همك عزيزتي =) |
| الساعة الآن 09:29 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©