منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   مقاطع مرئية وصوتية (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=142)
-   -   الحياة مع الله ’’’ (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=245180)

*سر الحياة* 25-06-2013 08:30 PM

الحياة مع الله ’’’
 
[FONT="Comic Sans MS"][SIZE="5"][CENTER][COLOR="Indigo"]بسم الله الرحمن الرحيم
[img]http://im32.***********/iF6je.jpg[/img]



- إنَّ الفقه في أسماء الله الحسنى باب شريف من العلم ، بل هو الفقه الأكبر ،
وهو يدخل دخولاً أوَّليًّا ومقدَّما في قوله صلى الله عليه وسلم (( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )) متفق عليه
،


- وهو أشرف ما صرفت فيه الأنفاس ، وخير ما سعى في تحصيله ونيله أولو النهى والرشاد ، بل هو الغاية التي تسابق إليها المتسابقون ، والنهاية التي تنافس فيها المتنافسون ، وهو عماد السير إلى الله ، والمدخل القويم لنيل محابِّه ورضاه ، والصراط المستقيم لكل من أحبَّه الله واجتباه .

- وكما أن لكل بناء أساسًا فإنَّ أساس بناء الدِّين الإيمانُ بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه وصفاته ، وكلّما كان هذا الأساس راسخا حمل البنيان بقوة وثبات ، وسَلِم من التداعي والسقوط .



قال ابن القيم رحمه الله (( من أراد علوَّ بنيانه فعليه بتوثيق أساسه وإحكامه وشدَّة الاعتناء به ، فإن علوَّ البنيان على قدر توثيق الأساس وإحكامه ، فالأعمال والدرجات بنيان وأساسها الإيمان ، ومتى كان الأساس وثيقا حمل البنيان واعتلى عليه ، وإذا تهدَّم شيء من البنيان سهل تداركه ، وإذا كان الأساس غير وثيق لم يرتفع البنيان ولم يثبت ، وإذا تهدم شيء من الأساس سقط البنيان أو كاد))




- فالعارف همَّته تصحيح الأساس وإحكامه ، والجاهل يرفع في البناء عن غير أساس فلا يلبث بنيانه أن يسقط
قال تعالى { أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم } [ التوبة : 109 ]
.



- فالأساس لبناء الأعمال كالقوة لبدن الإنسان فإذا كانت القوة قوية حملت البدن ودفعت كثيرا من الآفات ، وإذا كانت القوة ضعيفة ضعف حملها للبدن وكانت الآفات إليه أسرع شيء .


- فاحمل بنيانك على قوة أساس الإيمان فإذا تشعث شيء من أعالي البناء وسطحه كان تداركه أسهل عليك من خراب الأساس .


** وهذا الأساس أمران :


الاول: صحة المعرفة بالله وأمره وأسمائه وصفاته ، والثاني : تجريد الانقياد له ولرسوله دون ما سواه .


فهذا أوثق أساس أسَّس العبد عليه بنيانه ، وبحسبه يعتلي البناء ماشاء الله )) .










- ولذا كثرت الدلائل في القرآن الكريم المرسخة لهذا الأساس المثبتة لهذا الأصل ، بل لا تكاد تخلو آية من آياته من ذكر لأسماء الله الحسنى وصفاته العليا ؛ مما يدل دلالة واضحة على أهمية العلم بها والضرورة الماسة لمعرفتها ، كيف لا يتبوء هذه المكانة المنيفة وهو الغاية التي خلق الناس لأجلها وأوجدوا لتحقيقها


فالتوحيد الذي خلق الله الخلق لأجله نوعان :


1· توحيد المعرفة والإثبات ، وهو يشمل الإيمان بربوبية الله والأسماء والصفات .


2· توحيد الإرادة والطلب ، وهو توحيد العبادة .



دل على الأول قوله تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } [ الطلاق :12 ] .



ودل على الثاني قوله تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات :56 ] .

في الأولى خلق لتعلموا ،
والثانية خلق لتعبدوا
فالتوحيد علم وعمل .


[COLOR="Indigo"]بحول الله وقوته ستكون لنا هنا وقفات في العيش في ظلال اسماء الله ومعانيها..
وستكون هناك مراجع يتم الاقتباس منها ليكون العلم على نور وبصيرة..
[COLOR="Red"]

ومن هذه المراجع كتاب :فقة الاسماء الحسنى لعبدالرزاق البدر



*سر الحياة* 25-06-2013 08:44 PM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
إنه الله ’’’


http://www.youtube.com/watch?v=g58jrTRRDpE

*سر الحياة* 25-06-2013 08:47 PM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
تأمّــــــــــــــــــــــــــــل ’’’’

http://www.youtube.com/watch?v=9ohAlZYgD20

*سر الحياة* 25-06-2013 08:53 PM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
فضل العلم بأسماء الله وصفاته’’’’
إن العلم بأسماء الله وصفاته علم مبارك، كثير العوائد، غزير الفوائد, متنوع الثمار والآثار، ويتجلى لنا فضل هذا العلم, وعظيم نفعه من خلال أمور عديدة، أهمها ما يلي



أولًا: أن هذا العلم أشرف العلوم وأفضلها, وأعلاها مكانةً, وأرفعها منزلةً, وشرف العلم من شرف المعلوم، ولا أشرف وأفضل من العلم بالله وأسمائه وصفاته الواردة في كتابه العزيز وسنة رسوله الكريم-صلى الله عليه وسلم-, ولذا فإن الاشتغال به والعناية بفهمه, اشتغالٌ بأشرف مطلوب وأجلِّ مقصود.



ثانيًا: أن معرفة الله والعلم به تدعو إلى محبته, وتعظيمه, وإجلاله, وخشيته, وخوفه, ورجاءه, وإخلاص العمل له, وكلما قويت هذه المعرفة في العبد, عظم إقباله على الله, واستسلامه لشرعه, ولزومه لأمره, وبُعْدِه عن نواهيه.
ثالثًا: أن الله-سبحانه وتعالى- يحب أسمائه وصفاته, ويحب ظهور آثارها في خلقه, وهذا من لوازم كماله, فهو-جل وعلا- وِتْرٌ يحب الوتر, جميل يحب الجمال, عليم يحب العلماء, جواد يحب الأجواد, قوي, والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف, حييٌّ يحب أهل الحياء, توَّاب يحب التوابين, شكور يحب الشاكرين, صادق يحب الصادقين, محسن يحب المحسنين, رحيم يحب الرحماء, وإنما يَرحم من عباده الرحماء.
سِتِّير يحب من يستر على عباده, عفُو يحب من يعفو عنهم, بَرٌّ يحب البر وأهله, عدْل يحب العدل, ويجازي عباده بحسب وجود هذه الصفات وجودًا وعدمًا, وهذا باب واسع يدلُّ على شرف هذا العلم وفضله.


رابعًا: أن الله خلق الخلق وأوجدهم من العدم, وسخَّر لهم ما في السموات وما في الأرض ليعرفوه وليعبدوه, كما قال سبحانه: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} [الطلاق : 12>,
وقال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ*ِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [الذاريات:56-58>،

فاشتغال العبد بمعرفة أسماء الله وصفاته، اشتغال بما خلق له العبد، وتَرْكِه وتضييعه إهمال لما خلق له, ولا ينبغي لعبد فَضْل الله عليه عظيم, ونعمه عليه متوالية, أن يكون جاهلًا بربه, معرضًا عن معرفته سبحانه.

خامسًا: أن أحد أركان الإيمان الستة, بل أفضلها, وأجلها: الإيمان بالله, وليس الإيمان مجرد قول العبد: آمنت بالله من غير معرفته بربه؛ بل حقيقة الإيمان: أن يعرف ربه الذي يؤمن به, ويبذل جهده في معرفة أسمائه وصفاته, حتى يبلغ درجه اليقين, وبحسب معرفته بربه يكون إيمانه, فكلما ازداد معرفة بأسمائه وصفاته, ازداد معرفه بربه, وازداد إيمانه, وكلما نقُص نقَص.
فمن عرف الله, عرف ما سواه, ومن جهل به, فهو لما سواه أجهل،
قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر : 19>، فمن نسى الله, أنساه ذاته ونفسه ومصالحه وأسباب فلاحه في معاشه ومعاده.




سادسًا: أن العلم به تعالى أصل الأشياء كلها, حتى إن العارف به حقيقة المعرفة, يستدل بما عرف من صفاته وأفعاله على ما يفعله, وعلى ما يشْرَعه من الأحكام؛ لأنه سبحانه لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته, فأفعاله دائرة بين العدل والفضل والحكمة, ولذلك لا يشْرَع من الأحكام إلا على حسب ما اقتضاه حمده, وحكمته, وفضله, وعدله، فأخباره كلها حق وصدق, وأوامره ونواهيه كلها عدل وحكمه, ولهذا فإن العبد إذا تدبَّر كتاب الله وما تعرَّف به سبحانه إلى عباده على ألسنة رسله من أسمائه وصفاته وأفعاله, وما نزَّه نفسه عنه مما لا ينبغي له ولا يليق به سبحانه،
وتدبَّر أيامه وأفعاله في أولياءه وأعداءه, التي قصَّها على عباده, وأشهدهم إياها؛ ليستدلوا بها على أنه إلههم الحق المبين, الذي لا تنبغي العبادة إلا له, ويستدلوا بها على أنه على كل شي قدير, وأنه بكل شي عليم, وأنه شديد العقاب, وأنه غفور رحيم, وأنه العزيز الحكيم, وأنه الفعال لما يريد, وأنه الذي وسع كل شي رحمة وعلمًا, وأن أفعاله كلها دائرة بين الحكمة والرحمة, والعدل والمصلحة, لا يخرج شي منها عن ذلك.
فإذا تدبر العبد ذلك, أورثه –ولا ريب– زيادة في اليقين, وقوة في الإيمان, وتمامًا في التوكل, وحُسن الإقبال على الله-عز وجل-.
سابعًا: أن معرفة الله, ومعرفة أسمائه وصفاته تجارة رابحة, ومن أرباحها:
* سكون النفس.
* وطمأنينة القلب.
* وانشراح الصدر.
* وسكنى الفردوس يوم القيامة.
* والنظر إلى وجه الله الكريم.
* والفوز برضاه, والنجاة من سخطه وعذابه.
والقلب إذا اطمأن بالله وحده, ربًا وإلهًا ومعبودًا ومليكًا, وأن مرجعه إليه، حَسُنَ إقباله عليه, وجدَّ واجتهد في نيل محابِّه, والرغباء إليه, والعمل بما يرضيه.
ثامنًا: أن العلم بأسماء الله وصفاته هو العاصم من الزلل, والمقيل من العثرات، والفاتح لباب الأمل, والمعين على الصبر, والواقي من الخمول والكسل, والمرغِّب في الطاعات والقُرَب، والمرهِّب من المعاصي والذنوب, والسُلوان في المصائب والآلام, والحرز الحامي من الشيطان, والجالب للمحبة والتواد, والدافع إلى السخاء والبذل والإحسان, إلى غير ذلك من الثمار والآثار. [COLOR="DarkSlateBlue"]فهذه جمله من الأسباب العظيمة، الدالة على فضل العلم بأسماء الله وصفاته, وشدة حاجة العباد إليه، بل ليس هناك حاجة أعظم من حاجة العباد إلى معرفتهم بربهم, و خالقهم, ومليكهم, ومدبر شؤونهم, ومقدر أرزاقهم, الذي لا غنى لهم عنه طرفة عين, ولا صلاح لهم و لا زكاء إلا بمعرفته وعبادته والإيمان به وحده سبحانه .

ولهذا فإن حظ العبد من الصلاح، واستحقاقه من المدح والثناء، إنما يكون بحسب معرفته بربه سبحانه، وعمله بما يرضيه، ويقرِّب إليه من سديد الأقوال وخالص الأعمال

انثى ابكت القمر 26-06-2013 12:49 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
الله يبارك فيك استمري وفقك الله

كرهت الانتظار 26-06-2013 02:29 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
ما شاء الله تبارك الله رزقك ربي رضاه والجنة ، دائما متميزة أختي "سر الحياة " كتاباتك تنم عن عقلية فذه وقلب صادق صافي أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتك.

*سر الحياة* 26-06-2013 08:49 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
(آثار أسماء الله الحسنى ومقتضياتها في الخلق والتكوين)

.. إنّ مِن أجلّ المقامات وأنفع الأمور التي تُوجِب للعبد الرفعة وتعينه على حسن المعرفة بالله وتحقيق محبته ولزوم الثناء عليه، النظر والتأمُّل في اقتضاء الأسماء الحسنى والصفات العليا لآثارها من الخلق والتكوين، وأن العالم كله بما فيه من سموات وأرض، شمس وقمر وليل ونهار، وجبال وبحار، وحركات وسكنات، كل ذلك من بعض آثارها ومقتضياتها، فهي كلها تشير إلى الأسماء الحسنى وحقائقها، وتنادي عليها، وتدلُّ عليها، وتخبر بها بلسان النطق والحال، كما قيل:



تأمل سطور الكائنات فإنها ** من الملك الأعلى إليك رسائل
وقد خُطَّ فيها لو تأملت خَطَّها ** ألا كل شيء ما خلا الله باطل
تشير بإثبات الصفات لربها ** فصامتها يهدي ومن هو قائــل

فلستَ ترى شيئًا أدلُّ على شيء من دلالة المخلوقات على صفات خالقها ونعوت كماله وحقائق أسمائه، وهذا من أجلِّ المعارف وأشرفها.

وكلّ اسم من أسماء الله –سبحانه- له صفة خاصة، فإنّ أسماءه أوصاف مدحٍ وكمالٍ، وكلّ صفة لها مقتض وفعل إما لازم أو متعدّ، ولذلك الفعل تعلّق بمفعول هو من لوازمه، وهذا في خلقه، وأمره، وثوابه، وعقابه، وكلّ ذلك آثار لأسماء الله الحسنى ومُوجِبَاتها، ويستحيل تعطيل مفعوله عن أفعاله، وأفعاله عن صفاته، وصفاته عن أسمائه، وأسمائه وصفاته عن ذاته، ولهذا جاء في القرآن الكريم الإنكار على من عطَّله عن أمره ونهيه، وثوابه وعقابه، وأن قائل ذلك نسب الله إلى ما لا يليق به وإلى ما يتنزَّه عنه، وأن ذلك حكمٌ سيءٌ ممن حكم به عليه، وأن من نسبه إلى ذلك؛ فما قدره حق قدره، ولا عظَّمه حق تعظيمه، كما قال تعالى في حق منكري النبوة وإرسال الرسل وإنزال الكتب:
{وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ} (الأنعام: 91)،





وقال تعالى في حق منكري المعاد الثواب والعقاب: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (الزمر: 67)،

وقال في حقِّ من جوَّز عليه التسوية بين المختلفين، كالأبرار والفجار والمؤمنين والكفار: {ًامْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} (الجاثية: 21)،

فأخبر أن هذا حكمٌ سيءٌ لا يليق به، تأباه أسماؤه وصفاته، وقال سبحانه: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ*فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} (المؤمنون: 116)،
أي: تعالى عن هذا الظن والحسبان الذي تأباه أسماؤه وصفاته، ونظائر هذا في القرآن كثيرة، ينفي فيها عن نفسه خلاف مُوجِب أسمائه وصفاته، إذ ذلك مستلزم تعطيلها عن كمالها ومقتضياتها.


أيها الإخوة . وعليه فإن من أنفع ما يكون للعبد في هذا الباب مطالعة مقتضيات الأسماء الحسنى، والـتأمُّل في مُوجِبَاتها، وحسن دلالتها على كمال مبدعها وعظمة خالقها، وأنه سبحانه أتقنها وأحكمها غاية الإتقان والإحكام: {مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ} (الملك: 3).

وكلّ اسم من أسماء الله الحسنى يقتضي آثاره من الخلق والتكوين:
* فاسمه الحميد المجيد يمنع ترك الإنسان سدى مهملًا معطلًا لا يؤمر ولا ينهى، ولا يثاب ولا يُعاقب، وكذلك اسمه الحكيم يأبى ذلك.

* وكذلك اسمه الملك واسمه الحي يمنع أن يكون معطَّلًا من الفعل، بل حقيقة الحياة الفعل، فكل حي فعَّال، وكونه سبحانه خالقًا قيومًا من موجبات حياته ومقتضياتها.

* واسمه السميع البصير يُوجِب مسموعًا ومرئيًا.

* واسمه الخالق يقتضي مخلوقًا.

* وكذلك الرزاق واسمه الملك يقتضي مملكةً، وتصرفًا، وتدبيرًا وإعطاءً ومنعًا، وإحسانًا وعدلًا، وثوابًا وعقابًا.

* واسم البر المحسن المعطي المانع ونحوها تقتضي آثارها وموجِباتها.

* واسم الغفار التواب العفو يقتضي وجود جناية تُغْفَر، وتوبة تُقْبَل وجرائم يُعْفَى عنها، وهكذا الشأن في جميع أسمائه.


أيها الإخوة .. ومن تأمَّل في سريان آثار الأسماء والصفات في الأمر والعالم؛ هداه إلى الإيمان بكمال الرب سبحانه في أسمائه الحسنى وصفاته العليا وأفعاله الحميدة، وأنه سبحانه له في كل ما قضاه وقدَّره الحكمة البالغة والآيات الباهرة والتعرُّفات إلى عباده بأسمائه وصفاته، واستدعاء محبتهم، وذكرهم له، وشكرهم له، وتعبُّدهم له بأسمائه الحسنى.
إذًا كلّ اسم له تعبُّد مختصّ به علمًا ومعرفةً وحالًا، ولا يتحقق شيء من هذا إلا بمثل هذا النظر والتدبر النافع في كل اسم وما يقتضيه، وأكمل الناس عبودية المتعبِّد بجميع الأسماء والصفات التي يطلع عليها البشر، فلا تَحْجُبه عبودية اسم عن عبودية اسم آخر:


*كمن يَحْجُبه التعبُّد باسمه القدير عن التعبُّد باسمه الحليم الرحيم.

*أو يَحْجُبه عبودية اسمه المعطي عن عبودية اسمه المانع.

*أو عبودية اسمه الرحيم والعفو والغفور عن اسمه المنتقم.

*أو التعبد بأسماء التودُّد والبرِّ واللُّطف والإحسان عن أسماء العدل والجبروت والعظمة والكبرياء ونحو ذلك.

وهذه أيها الإخوة ؛؛ طريقة الكُمَّل من السائرين إلى الله، وهي طريقة مشتقة من القرآن الكريم، قال الله –تعالى-: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف: 180)،

والدعاء بها يتناول دعاء المسألة، ودعاء الثناء، ودعاء التعبُّد، وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويثنوا عليه بها، ويأخذوا بحظِّهم من عبوديتها، وهو -جلَّ وعلا- يحب أسمائه وصفاته، ويحب ظهور آثارها في خلقه، فإن ذلك من لوازم كماله،
๑۞๑ الحياهـ مع الله ๑۞๑‏


وفتح سبحانه لعباده أبواب معرفته والتبصُّر بأسمائه وصفاته، فدعا عباده في القرآن إلى معرفته من طريقين:

أحدهما: النظر في مفعولاته، فإنها أدل شيء على أسمائه وصفاته.

والثاني: التفكُّر في آياته وتدبرها.

الأول تفكُّرٌ في آياته المشهودة,
والثاني تدبر لآياته المسموعة، وكل منهما بابٌ واسعٌ في معرفة الرب المجيد والإله الحميد، فسبحان من تعرَّف إلى خلقه بجميع أنواع التعرُّفات، ودلَّهم عليه بأنواع الدلالات، وفتح لهم إليه جميع الطرقات، ثم نصب إليه الصراط المستقيم، وعرَّفهم به ودلَّهم عليه؛ ليهلك من هلك عن بينة، ويحيي من حيَّ عن بينة، وإن الله لسميعٌ عليمٌ
.

*سر الحياة* 26-06-2013 08:51 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى ابكت القمر (المشاركة 2935925)
الله يبارك فيك استمري وفقك الله

شكراً لكِ أيتها الفاضـلة ’’’

ولكِ ضعف مادعوت’’’

*سر الحياة* 26-06-2013 08:52 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كرهت الانتظار (المشاركة 2935946)
ما شاء الله تبارك الله رزقك ربي رضاه والجنة ، دائما متميزة أختي "سر الحياة " كتاباتك تنم عن عقلية فذه وقلب صادق صافي أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتك.


أسأل الله أن يغفر لي مالا تعلمين ’’’

ولكِ ضعف مادعوتِ أيتها الفاضـلة ’’’

ويُجزيكِ الفردوس الأعلى من الجنّة ’’’

*سر الحياة* 27-06-2013 06:05 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
(أسماء الله تعالى كلَّها حُسنى)

بسم الله الرحمن الرحيم



لقد امتدح الله في القرآن الكريم أسماءه العظيمة، بوصفها كلها أنها حسنى، وتكرر وصفها بذلك في القرآن في أربعة مواضع:
*قال تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[الأعراف : 180>.
*وقال تعالى: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}[الإسراء : 110>.


*وقال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى}[طه : 8>.
*وقال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[الحشر : 24>.
ففي هذه الآيات، وصفٌ لأسمائه سبحانه جميعَها بأنها حسنى، أي بالغة في الحسن كماله ومنتهاه، وهي جمع الأحسن، لا جمع الحسن، فهي أفعل تفضيلٍ، معرَّفة باللام، أي: لا أحسن منها بوجه من الوجوه، بل لها الحسن الكامل التام المطلق لكونها أحسن الأسماء.

وهو المثل الأعلى في قوله سبحانه: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[الروم:7 >، أي الكمال الأعظم في ذاته، وأسمائه، وصفاته، ولذا كانت أحسنَ الأسماء بل ليس في الأسماء أحسنُ منها، ولا يسدُّ غيرُها مسدَّها، ولا يقوم غيرُها مقامَها، ولا يؤدي معناها.

وتفسير الاسم منها بغيره ليس تفسيرًا بمرادفٍ محض، بل هو على سبيل التقريب والتفهيم، لِكمالها في مبناها، ومعناها، ولحسنها في ألفاظها ومدلولاتها، فهي أحسن الأسماء كما أن صفاته –سبحانه وتعالى- أكمل الصفات.
والوصف بالحسنى وصفٌ لها كلَّها، فهي كلها حُسنى ليس فيها اسم غير ذلك؛ لأنها كلها أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد.

فالله –تبارك وتعالى- لكماله، وجلاله، وجماله، وعظمته، لا يُسمى إلا بأحسن الأسماء، كما أنه لا يوصف إلا بأحسن الصفات، ولا يثنى عليه إلا بأكمل الثناء وأحسنه وأطيبه.
وأسماء الله إنما كانت حُسنى، لكونها قد دلت على صفة كمال عظيمة لله، فإنها لو لم تدل على صفة بل كانت عَلَمًا محضًا لم تكن حسنى، ولو دلت على صفة ليس بصفة كمال لم تكن حُسنى، ولو دلت على صفة ليست بصفة كمال بل إنما صفة نقص أو صفة منقسمة إلى المدح والقدح لم تكن حُسنى.


فأسماء الله جميعها دالة على صفات كمالٍ، ونعوت جلالٍ، للرب -تبارك وتعالى-، فهي حُسنى باعتبار معناها وحقائقها لا بمجرد ألفاظها، إذ لو كانت ألفاظًا لا معاني لها لم تكن حسنى، ولا كانت دالة على مدح وكمال، و لساغ وقوع أسماء الانتقام والغضب في مقام الرحمة والإحسان وبالعكس، فيُقال: اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت المنتقم، أو يقول: اللهم أعطني فإنك أنت الضار المانع، ونحو ذلك من الكلام المتنافر غير المستقيم.
ولهذا، فإن كل اسم من أسماء الله، دال على معنىً من صفات الكمال، ليس هو المعنى الذي دل عليه الاسم الآخر، فالرحمن مثلاً: يدل على صفة الرحمة، والعزيز يدل على صفة العزة، والخالق يدل على صفة الخلق، والكريم يدل على صفة الكرم، والمحسن يدل على صفة الإحسان وهكذا.
وإن كانت جميعها متفقة في الدلالة على الرب تبارك وتعالى.

ولهذا فهي من حيث دلالتها على الذات مترادفة، ومن حيث دلالتها على الصفات متباينة، لدلالة كل اسم منها على معنى خاص مستفاد منه.
قال العلامة ابن القيم –رحمه الله-: أسماء الرب -تبارك وتعالى- كلها أسماء مدح، ولو كانت ألفاظا مجردة لا معاني لها، لم تدل على المدح، وقد وصفها الله سبحانه بأنها حسنى كلَّها، فقال: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[الأعراف : 180>، فهي لم تكن حُسنى لمجرد اللفظ بل لدلالتها على أوصاف الكمال.
ولهذا لمَّا سمع بعض الأعراب قارئاً يقرأ: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله غفور رحيم، قال: ليس هذا بكلام الله تعالى، فقال القارئ: أتكذب بكلام الله، قال: لا ، ولكن ليس هذا بكلام الله، فعاد القارئ إلى حفظه، وقرأ: والله عزيز حكيم، فقال الأعرابي: صدقت عزّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع. ولهذا إذا ختمت آية الرحمة باسم عذاب أو بالعكس، ظهر تنافر الكلام وعدم انتظامه. وعليه فإن دعاء الله بأسمائه المأمور بها في قوله تعالى: {فَادْعُوهُ بِهَا}، لا يتأتى إلا مع العلم بمعانيها، فإنه إن لم يكن عالماً بمعانيها، ربما جعل في دعائه الاسم في غير موطنه، كأن يختم طلب الرحمة باسم العذاب أو العكس، فيظهر التنافر في الكلام وعدم الاتفاق.
ومن يتدبرالأدعية الواردة في القرآن الكريم، أو في سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- يجد أنه ما من دعاء منها يختم بشيء من أسماء الله الحسنى إلا ويكون في ذلك الاسم ارتباط، وتناسب مع الدعاء المطلوب، كقوله تعالى: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة : 127>، وقوله: {ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين}[المؤمنون : 109>، وقوله تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ}[الأعراف : 89>، وهكذا الشأن في عامة الدعوات المأثورة.

إن معرفة المسلم لهذا الوصف العظيم لأسماء الله تعالى، يزيد فيه التعظيم لها، والإجلال، والحرص، على فهم معانيها الجليلة، ومدلولاتها العظيمة، ويبعده عن منزلقات المنحرفين، وتأويلات المبطلين، وتخرَّصات الجاهلين.هذا ويمكن أن نلخِّص المعاني المستفادة والثمار المجْنية من هذا الوصف لأسماء الله فيما يلي:_

الأول: أنها أسماء دالة على أحسن مسمىً وأجلّ موصوف، وهو الله –تبارك وتعالى- ذو الجلال، والجمال، والكمال.
الثاني: أن فيها إجلالاً لله، وتعظيمًا، وإكبارًا، وإظهارًا لعظمته، ومجده، وكماله، وجلاله، وكبريائه –سبحانه-.
ثالثاً: أن كل اسم منها دال على ثبوت صفات كمال الله –جلَّ وعلا- ولذا كانت حسنى، وصفاته –تبارك وتعالى- كلها صفات كمال، ونعوته كلها نعوت جلال، وأفعاله كلها حكمة ورحمة، ومصلحة وعدل.
رابعاً: أنها ليس فيها اسمًا يحتوي على الشر، أو يدلُّ على نقص، فالشر ليس إليه فلا يدخل في صفاته، ولا يلحق ذاته، ولا يكون شيء من أفعاله، فلا يُضاف إليه فعلاً ولا وصفاً.
الخامس: أن الله أمر عباده بدعائه بها، بقوله: { فَادْعُوهُ بِهَا}، وهذا شامل لدعاء العبادة، ودعاء المسألة، وهذا من أجل الطاعات، وأعظم القُرب.
السادس: أن الله وعد من أحصى تسعة وتسعين اسماً منها، حفظًا، وفهمًا، وعملاً بما تقتضيه، بأن يدخله الجنة، وهذا من بركات هذه الأسماء.

*سر الحياة* 27-06-2013 06:12 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
جادَّة أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات


إن جادة أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات وفي الدين عمومًا جادةٌ مستقيمةٌ وصراطهم صراط مستقيم؛ لأنه قام على تعظيم نصوص الشريعة ولزوم ما جاء في الكتاب والسنة دون زيادة أو نقصان، فيؤمنون بما ورد فيهما من أسماء الرب وصفاته، ويمرِّونه كما جاء، ويُثْبِتونه كما ورد، ولا يُحَرِّفون الكلم عن مواضعه، ولا يُلْحِدون في أسمائه وآياته، ولا يكيِّفون صفاته، ولا يمثِّلون شيئًا منها بشيءٍ من صفات خلقه؛ لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفء له ولا ند ولا يُقاس بخلقه.




ويؤمنون بأن رسله الذين أخبروا عنه بتلك الصفات صادقون مصدوقون، فكلامهم وحي من الله، ومهمتهم تبليغ رسالة الله، بخلاف الذين يقولون على الله مالا يعلمون بما تُمْليه عليه عقولهم القاصرة وأفهامهم الضعيفة؛ ولهذا قال الله–سبحانه-: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الصافات: 182>.
فسبَّح نفسه عمَّا وصفه به المخالفون للرسل، وسلَّم على المرسلين لسلامة ما قلوه من النقص والعيب، ثم حمَِد نفسه على تفرُّده بالأوصاف التي يستحقُّ عليهما كمال الحمد.

وهكذا الشأن في أتباعهم المقتفين آثارهم، يُثْبِتون ما أثبته رسل الله لربهم من صفات الكمال ونعوت الجلال، كتكليمه لعباده، ومحبته لهم، ورحمته بهم، وعلوه عليهم، واستواءه على عرشه، وغضبه على أعدائه وسخطه عليهم، إلى غير ذلك مما ورد من نعوت الرب الكريمة وصفاته الجليلة، فآمنوا بذلك كله، وأمرُّوه كما جاء، من غير تعرض لكيفية، أو اعتقاد مشابهة، أو مِثْلِية، أو تأويل يؤدِّي إلى تعطيل صفات ربه البرية؛ بل وسِعَتْهم السنة المحمدية والطريقة المرضية، ولم يتجاوزوها إلى ضلالات بدعية أو أهواء ردية، فحازوا بسبب ذلك الرُتَب السنية والمنازل العلية في الدنيا والآخرة، فسَنَنُهم أبيَّن وطريقهم أقوم وهَدْيُهم أَرْشد، بل هو الحق الذي لا حق سواه، والهدى الذي ليس بعده إلا الضلال.


ومنهجهم في هذا الباب قائم على أصلين عظيمين وأساسيين متينين هما: الإثبات بلا تمثيل، والتنزيه بلا تعطيل، فلا يمثِّلون صفات الله بصفات خلقه، كما لا يمثِّلون ذاته سبحانه بذواتهم، ولا ينفون عنه صفات كماله ونعوت جلاله الثابتة في كتابه وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-؛ بل يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.وهذا الإيمان يعدُّ أصلًا من أصول الإيمان الراسخة وأساسًا من أُسُسِه العظيمة التي لا إيمان لمن لم يؤمن بها، فمن جحد شيئًا من أسماء الله وصفاته ونفاها وأنكرها فليس بمؤمن، وكذلك من كيَّفها أو شبَّهها بصفات المخلوقين-سبحان الله عما يصفون وتعالى الله عما يقوله الظالمون-.
قال نُعَيَم بن حمَّاد-رحمه الله-: "من شبَّه الله بشيءٍ من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، فليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله-صلى الله عليه وسلم- تشبيه".
وقال الإمام أحمد-رحمه الله: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله-صلى الله عليه وسلم-، لا يتَُجاوز القرآن والحديث"
وقال ابن عبد البر-رحمه الله-: "ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء به منصوصًا في كتاب الله، أو صحَّ عن رسول–صلى الله عليه وسلم-، أو أجمعت عليه الأمة، وما جاء في أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يُسَلَّم له ولا يُنَاظَر فيه".

ومن عظيم نعمة الله على العبد أن يوفِّقه لسلوك هذا النهج القويم القائم على لزوم كتاب الله تعالى وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-، بعيدًا عن انحرافات أهل الباطل، وتخرُّصات أهل الضلال؛ بل إنهم مضوا-بحمد الله- على جادَّة واحدة، ولم يتنازعوا في مسألة ٍ واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال، بل كلهم على إثبات ما نطق به الكتاب والسنة كلمةً واحدةً من أولهم إلى آخرهم، لم يسوموها تأويلًا، ولم يحرِّفوها عن مواضعها تبديلًا، ولم يُبْدوا لشيءٍ منها إبطالًا، ولا ضربوا لها أمثالًا؛ بل تلَقَّوها بالقبول والتسليم، وقابلوها بالإيمان والتعظيم، وجعلوا الأمر فيها أمرًا واحدًا، وأَجْرَوها على سَنَن ٍ واحد، ولسان حال قائلهم يقول: من الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم. وهذا الاتفاق الذي مضى عليه أهل السنة عبر التاريخ المديد يُعَدُّ من أبين الدلائل على صحة منهجهم واستقامة مسلكهم.
ولهذا يقول أبو المظفر السمعاني-رحمه الله-: "ومما يدلُّ على أن أهل الحديث على الحق، أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنَّفة من أولهم إلى آخرهم، قديمها وحديثها، وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم، وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحدٍ منهم قِطرًا من الأقطار، في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يَجْرون فيها على طريقة لا يحيدون عنها، ولا يميلون عنها، قلوبهم في ذلك على قلب واحد، ونَقْلُهم لا ترى فيه اختلافًا، ولا تَفَرُّقًا في شيءٍ ما وإن قل؛ بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم، ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء عن قلبٍ واحد، وجرى على لسانٍ واحد.



وهل على الحق دليل أبين من هذا؟
قال الله تعالى:{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}[النساء: 82>، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}[آل عمران: 103> إلى أن قال-رحمه الله-: وكان السبب في اتفاق أهل الحديث: أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل، فأورثهم الاتفاق والائتلاف، وأهل البدع أخذوا الدين من عقولهم، فأورثهم التفرق والاختلاف. فإن النقل والرواية من الثقات والمتقنين قلَّما يختلف، وإن اختلفت في لفظةٍ أو كلمة فذلك الاختلاف لا يضر الدين ولا يقدح فيه، وأما المعقولات والخواطر والآراء فقلَّما تتفق، بل عقل كل واحد ورأيه وخاطره يرى صاحبه غير ما يُرِي الآخر" انتهى كلامه-رحمه الله-.

هذا وإن الخطأ في أسماء الرب سبحانه وصفاته ليس كالخطأ في أي أمر آخر، والواجب على كل مسلم أن يلزم نهج أهل السنة والجماعة، ويسلك سبيلهم، فإنهم على الحق المستبين.قال ابن مسعود-رضي الله عنه-: "من كان مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة؛ أولئك أصحاب محمد-صلى الله عليه وسلم-، أبرَّ هذه الأمة قلوبًا، وأعمقهم علمًا، فاعرفوا لهم حقَّهم وتمسَّكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم".
فهؤلاء معاشر المستمعين سادات هذا الشأن، ثم يليهم تابعيهم بإحسان رزقنا الله حسن الاتباع وحسن العمل إنه سميع مجيب’’

فجر الاعياد 27-06-2013 08:04 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
جزاك الله خير

نفع الله بك وزادك علما

ينقل للقسم الأنسب مع وافر الشكر أختي الفاضله

*سر الحياة* 28-06-2013 01:34 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
http://www3.0zz0.com/2013/06/27/22/810176800.jpg



وهو اسم عظيم من أسماء الله الحسنى،وهو أكثر أسماء الله الحسنى ورودًا في القرآن الكريم،فقد ورد في القرآن أكثر من ألفين ومائتي مرة،وهذا ما لم يقع لاسم آخر ،وقد افتتح الله جل وعلا به ثلاثًا وثلاثين آية.
وذكر جماعة من أهل العلم أنه اسم الله الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب ،وإذا سُئل به أعطى،ولهذا الاسم خصائص وميزات اختصَّ بها.


منها أنه الأصل لجميع أسماء الله الحسنى ،وسائر الأسماء مضافة إليه ،قال الله تعالى :{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها }.

وهو مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى ،دالٌّ عليها بالإجمال ،والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية التي هي صفات الجلال والكمال والعظمة ،فهو الاسم الذي مرجع سائر أسماء الله الحسنى إليه، ومدار معانيها عليه.

وأجمع وأحسن ما قيل في معناه ما ورد عن ابن عباس-رضي الله عنهما-،انه قال : (الله:ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين).رواه ابن جرير في (تفسيره).
أي:الذي له أوصاف الجلال والكمال والعظمة التي استحق لأجلها أن يُؤله،وأن يُخص وحده بالذل والخضوع والانكسار له سبحانه.’’’’

*سر الحياة* 28-06-2013 01:39 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 

http://www3.0zz0.com/2013/06/27/22/544772140.jpg

وهو اسم عظيم لله جل وعلا،تكرر وروده في القرآن الكريم في مقامات عديدة وسياقات متنوعة تزيد على خمسمائة مرة ،قال الله تعالى :{الحمدُ للهِ ربِ العالمين }،وقال تعالى :{قل إنَّ صلاتي ونُسكي ومَحْيايَ ومَماتي للهِ ربِّ العالمين}.

ومعنى الرب:أي ذو الربوبية على خلقه أجمعين خلقًا وملكًا و تصرفًا وتدبيرًا ،وهو من الأسماء الدالة على جملة معانٍ لا على معنى واحد.

بل إن هذا الاسم إذا أُفرد تناول في دلالاته سائر أسماء الله الحسنى وصفاته العليا،

وفي هذا يقول العلامة ابن القيم-رحمه الله-: (إن الرب هو القادر الخالق البارئ المصوِّر الحيُّ القيّوم العليم السميع البصير المحسن المنعم الجواد،المعطي المانع،الضار النافع،المقدِّم المؤخِّر،الذي يُضل من يشاء ويهدي من يشاء،ويُسعد من يشاء ويُشقي من يشاء ،ويُعزُّ من يشاء ويُذلُّ من يشاء،إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقُّه من الأسماء الحسنى)

*سر الحياة* 28-06-2013 01:41 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجر الاعياد (المشاركة 2936450)
جزاك الله خير

نفع الله بك وزادك علما

ينقل للقسم الأنسب مع وافر الشكر أختي الفاضله


وجُزيتِ الفردوس الأعلى من الجنة أيتها النقية ’’’

*سر الحياة* 03-07-2013 01:02 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 

[img]http://im35.***********/K5gZy.jpg[/img]

الرحمن ، الرحيم
وهما اسمان جليلان كثر ورودهما في القرآن الكريم ، افتتح الله بهما أم القرآن ، و جعلهما عنوان ما أنزله من الهدى و البيان ،و ضمنهما الكلمة التي لا يثبت لها شيطان ، و افتتح بها كتابه نبي الله سليمان عليه السلام ،و كان جبريل ينزل بها على النبي صلى الله عليه وسلم عند افتتاح كل سورة من القرآن .
و هذان الاسمان كل منهما دال على ثبوت الرحمة صفة لله عز و جل ،فالرحمن أي:الذي الرحمة ،والرحيم أي:الراحم لعباده .
و في هذين الاسمين دلالة على كمال الرحمة التي هي صفة الله و سعتها ،فجميع ما في العالم العلوي والسفلي من حصول المنافع والمحاب والمسار و الخيرات من آثار رحمته ،كما أن ما صرف عنهم من المكاره والنِّقم والمخاوف والأخطار و المضار من آثار رحمته ؛فإنه لا يأتي بالحسنات إلا هو ،ولا يدفع السيئات إلا هو ،وهو أرحم الراحمين .

*سر الحياة* 03-07-2013 01:07 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im33.***********/ybEq9.jpg[/img]


الحي ،القيوم
وهما اسمان وردا في القرآن مقترنين في ثلاثة مواضع،أولها في آية الكرسي {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ،و الثاني في أول سورة آل عمران {الم*للّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ،والثالث في سورة طه{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } .
و اسمه تبارك وتعالى : (( الحي)) فيه إثبات الحياة صفة لله ،وهي حياة كاملة ليست مسبوقة بعدم ،و لا يلحقها زوال وفناء، و لا يعتريها نقص وعيب جلَّ ربنا و تقدس عن ذلك . واسمه القيوم فيه إثبات القيوميّة صفة له، و هي كونه سبحانه قائمًا بنفسه ،مقيمًا لخلقه .
و هذان الاسمان (الحي القيوم ) هما الجامعان لمعاني الأسماء الحسنى ؛إذ جميع صفات البارئ سبحانه راجعة إلى هذين الاسمين .فالصفات الذاتية كالسمع والبصر و اليد والعلم و نحوها راجعة إلى اسمه (الحي)،و صفات الله الفعلية كالخلق والرزق و الإنعام والإحياء و الإماتة و نحوها راجعة إلى اسمه (القيوم )؛ ولذا ذهب بعض أهل العلم إلى أنهما اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب ،و إذا سُئل به أعطى
.

*سر الحياة* 07-07-2013 04:34 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im35.***********/zyS50.jpg[/img]

الخالق الخلاق
وقد ورد اسم الله (الخالق) في القرآن الكريم في عدة مواضع .
منها قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} ،وورد بصيغة المبالغة (الخلاق) في موضعين من القرآن ،في قوله تعالى :{ إنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ} ،وقوله :{ بلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} .
والخلق يُطلق ويُراد به أمران :
أحدهما :إيجاد الشيء وإبداعه على غير مثال سابق ،ومنه قوله تعالى : {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} [يس : 71]
والثاني:بمعنى التقدير،ومنه قولهم خلق الأديم ،أي:قدّره ،ومنه قوله تعالى :{ وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً} أي :تقدرونه وتهيئونه.
فالخلق في نعوت الآدميين معناه التقدير ،أما الخلق الذي هو إبداع الشيء و إيجاده على غير مثال سابق فمتفرد به رب العالمين ،كما قال تعالى :{ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}،وقال تعالى :{ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }[لقمان : 11]
وخلق الله لهذه المخلوقات لم يكن لهوًا ولا عبثًا تنزه الرب وتقدس عن ذلك ،بل خلقهم ليعبدوه و يوحدوه {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ *فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }

*سر الحياة* 07-07-2013 04:37 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
الخالق البارئ المصور
وقد جمع الله هذه الأسماء الثلاثة في قوله سبحانه :{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى } [الحشر : 24] ،أي :هو المنفرد بخلق جميع المخلوقات وبرأ بحكمته جميع البريات وصوّر بإحكامه وحُسن خَلْقِه جميع الكائنات فخلقها وأبدعها و فطرها في الوقت المناسب لها وقدر خلقها أحسن تقدير ،وصنعها أتقن صنع وهداها لمصالحها وأعطى كل شيء خلقه اللائق به ثم هدى كل مخلوق لما هيئ وخلق له .
فالخالق هو المقدر للأشياء على مقتضى حكمته ،والبارئ الموجد لها بعد العدم ،والمصور أي :المخلوقات والكائنات كيف شاء .فالبارئ المصور فيهما كما قال ابن القيم تفصيل لمعنى اسم الخالق ،فالله عز و جل إذا أراد خلق شيء قدّره بعلمه و حكمته ثم برأه ،أي:أوجده وفق ما قدر في الصورة التي شاءها و أرادها سبحانه .
فانتظمت هذه الأسماء الثلاثة حسب ترتيبها في الآية على الخلق أولا وهو تقدير وجود المخلوق ،ثم بريه وهو إيجاده من العدم ،ثم جعله بالصورة التي شاءها سبحانه .

*سر الحياة* 08-07-2013 11:51 PM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im38.***********/t7ndn.jpg[/img]

الملك المليك

وقد ورد اسم الله الملك في القرآن الكريم في خمسة مواضع :منها قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ }[الحشر : 23]،وورد اسم المليك في موضع واحد في قوله تعالى :{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ*فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }.

وهذان الاسمان دالان على أن الله سبحانه ذو الملك ،أي:المالك لجميع الأشياء ،المتصرف فيها ،بلا ممانعة ولا مدافعة.
وقد تكرر في القرآن الكريم بيان أن تفرد الله بالملك لا شريك له دليل ظاهر على وجوب إفراده وحده بالعبادة،قال تعالى :{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}

و أن عبادة من سواه ممن لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا حياة ولا موتا ولا نشورا أضل الضلال وأبطل الباطل،وقد ورد في القرآن آيات عديدة تقرر هذه الحقيقة وتجلي هذا الأمر.

كما قال تعالى :{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ} وقال تعالى :{ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُوراً }
ومن لا يملك في هذا الكون ولا مثقال ذرة لا يجوز أن يُصرف له شيء من العبادة ،إذ العبادة حق للملك العظيم والخالق الجليل والرب المدبر لهذا الكون لا شريك له عزّ شأنه وعظم سلطانه وتعالى جدّه ولا إله غيره .

*سر الحياة* 09-07-2013 12:00 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im35.***********/c7r7h.jpg[/img]

الرازق
وقد ورد اسم الله (الرزاق) في موضع واحد من القرآن الكريم،وهو قول الله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }
وورد اسم (الرازق ) بصيغة الجمع في مواضع منها قوله تعالى :{ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }
وورد أيضًا في السنة كما سيأتي ذكره في (القابض الباسط).
فالله سبحانه هو الرزاق،أي: المتكفل بأرزاق العباد،القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها ،قال تعالى :{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا}،وقال تعالى :{و كأيّن من دآبة لا تحملُ رزقها الله يرزقها وإيّاكم}
ورزق الله لعباده نوعان :

الأول:رزق عام يشمل البر والفاجر والمؤمن والكافر والأولين والآخرين وهو رزق الأبدان :{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا}
وعليه فليس كثرة هذا الرزق في الدنيا دليلًا على كرامة العبد عند الله ،كما أن قلته ليس دليلا على هوانه عنده،قال تعالى :{ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ *وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن*كلا} أي:ليس كل من نعّمته في الدنيا فهو كريم عليّ، ولا كل من قدرت عليه رزقه فهو مهان لدي،وإنما الغنى والفقر والسعة والضيق،ابتلاء من الله ،وامتحان ،ليعلم الشاكر من الكافر والصابر من الجازع.
النوع الثاني:رزق خاص،وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين ،وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته ،و يُتمُّ سبحانه كرامته لهم ،ومنّه عليهم بإدخالهم يوم القيامة جنات النعيم، قال تعالى :{ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً }

*سر الحياة* 10-07-2013 05:34 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 

[img]http://im40.***********/CPeHK.jpg[/img]

الأحد الواحد


أما اسمه تبارك الأحد فقد ورد في موضع واحد من القرآن في سورة الإخلاص،وهي السورة العظيمة التي ورد في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن لكونها أخلصت لبيان أسماء الرب الحسنى و صفاته العظيمة العليا.
و أما اسمه الواحد فقد تكرر مجيئه في مواضع عديدة من القرآن .

وهما اسمان دالان على أحدية الله ووحدانيته ،أي: أنه سبحانه هو المتفرد بصفات المجد والجلال ،المتوحد بنعوت العظمة والكبرياء والجمال،فهو واحد في ذاته لا شبيه له،وواحد في صفاته لا مثيل له ،وواحد في أفعاله لا شريك له ولا ظهير ،وواحد في ألوهيته فليس له ند في المحبة والتعظيم والذل والخضوع.
وقد تكرر ورود اسم الله الواحد في القرآن الكريم في مقامات متعددة في سياق تقرير التوحيد وإبطال الشرك والتنديد.
فقال سبحانه في تقرير الوحدانية ووجوب إخلاص الدين له :{ وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }،وقال تعالى في إبطال عقائد المشركين:{ وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ }وقال تعالى :{ء أرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}
فالواجب على العباد توحيده عقدًا وقولًا وعملًا ،بأن يعترفوا بكماله المطلق و تفرده بالوحدانية ،و أن يفردوه بأنواع العبادة وحده لا شريك له.

*سر الحياة* 10-07-2013 05:38 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
url=http://www.***********/?jfTCZW][img]http://im37.***********/1yVH7.jpg[/img][/url]

الصمد
وقد ورد هذا الاسم في سورة الإخلاص ،ومعناه :

السيد العظيم الذي قد كمل في علمه وحكمته وحلمه وقدرته وعزته وعظمته وجميع صفاته ، فهو واسع الصفات عظيمها ،الذي صمدت إليه جميع المخلوقات ، وقصدته كل الكائنات بأسرها في جميع شؤونها ،فليس لها رب سواه ،ولا مقصود غيره تقصده وتلجأ إليه في إصلاح أمورها الدينية ،وفي إصلاح أمورها الدنيوية ،تفزع إليه عند النوائب والمزعجات ،وتضرع إليه إذا أصابها الشدائد والكربات ،وتستغيث به إذا مستها المصاعب والمشقات ،لأنها تعلم أن عنده حاجاتها ،ولديه تفريج كرباتها ،لكمال علمه وسعة رحمته و رأفته وإحسانه ،وعظيم قدرته وعزته وسلطانه .

روى ابن جرير الطبري في (تفسيره) عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنهما –قال:
[/COLOR](الصمد :السيد الذي قد كمل في سؤدده،والشريف الذي قد كمل في شرفه ،والعظيم الذي قد كمل في عظمته ،والحليم الذي قد كمل في حلمه ،والغني الذي قد كمل في غناه ،والجبار الذي قد كمل في جبروته ،والعالم الذي قد كمل في علمه ،والحكيم الذي قد كمل في حكمته ،وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد،وهو الله سبحانه ،هذه صفته لا تنبغي إلا له ).

*سر الحياة* 11-07-2013 06:07 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 

[img]http://im38.***********/ZLwrg.png[/img]

الهادي
و قد ذكر الله هذا الاسم في موضعين من القرآن ،وهما :قوله سبحانه:{وإنّ الله لهادِ الّذين آمنوا إلى صراط مستقيم}،وقوله :{وكفى بربك هاديًا ونصيرا}.

والهادي:هو الذي يهدي عباده ويرشدهم،ويدلهم إلى ما فيه سعادتهم في دنياهم وأخراهم، وهو الذي بهدايته اهتدى أهل ولايته إلى طاعته ورضاه، وهو الذي بهدايته اهتدى الحيوان لما يصلحه واتقى ما يضره.

فالله هو الذي خلق المخلوقات وهداها {الذي خلق فسوّى *والذي قدّر فهدى}،فهداها الهداية العامة لمصالحها ،وجعلها مهيئة لما خُلقت له ،وهدى هداية البيان ،فأنزل الكتب وأرسل الرسل ،وشرع الشرائع والأحكام ،والحلال والحرام ،وبيّن أصول الدين وفروعه،وهدى وبيّن الصراط المستقيم الموصل إلى رضوانه وثوابه،ووضّح الطرق الأخرى ليحذرها العباد ،وهدى عباده المؤمنين هداية التوفيق للإيمان والطاعة ، وهداهم إلى منازلهم في الجنة كما هداهم في الدنيا إلى سلوك أسبابها وطرقها،فاسمه (الهادي)متناول جميع أنواع الهداية .

*سر الحياة* 13-07-2013 06:51 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 

[img]http://im40.***********/GQBbz.jpg[/img]

الوهاب

وهو اسم تكرر في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع،قال الله تعالى :{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }،وقال تعالى :{ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ}،وقال تعالى في ذكر دعاء نبي الله سليمان –عليه السلام-قال :{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }.
والوهاب:هو كثير الهبة والمنة والعطية ،و (فعّال )في كلام العرب للمبالغة ،فالله جل وعلا وهاب ،يهب لعباده من فضله العظيم ،ويوالي عليهم النعم ،و يوسع لهم في العطاء ،و يجزل لهم في النوال ، فجاءت الصفة على (فعّال) لكثرة ذلك وتواليه وتنوعه وسعته ،وهو سبحانه بيده خزائن كل شيء وملكوت السماء والأرض ومقاليد الأمور،يتصرف في ملكه كيف شاء
.
وقد ذكر الله عز و جل في القرآن الكريم أنواعًا من هباته ،وذكر توجه أنبياءه والصالحين من عباده إليه في طلبها ونيلها .
وهذه الهبات المتنوعة بيده سبحانه ،فهو المالك لهذا الكون ،المتصرف فيه سبحانه كما شاء ،قال تعالى
:{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }
فاللهم لك الحمد شكرًا ،ولك المنّ فضلًا.

*سر الحياة* 13-07-2013 06:55 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im38.***********/qG9Yk.jpg[/img]


الفتّاح
قال الله تعالى :{ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ }،وقال تعالى :{ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ}.

ومعنى هذا الاسم: أي:الذي يحكم بين عباده بما شاء، و يقضي فيهم بما يريد،و يمنّ على من يشاء منهم بما يشاء،لا رادّ لحكمه،ولا معقّب لقضائه وأمره ،قال الله تعالى :{ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

هذا؛وإن إيمان العبد بأن ربه سبحانه هو الفتّاح يستوجب من العبد حسن توجهٍ إلى الله وحده بأن يفتح له أبواب الهداية و أبواب الرزق وأبواب الرحمة ،و أن يفتح على قلبه بشرح صدره للخير ،قال سبحانه :{ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }.


قال القرطبي: ((وهذا الفتح والشرح ليس له حدّ،و قد أخذ كل مؤمن منه بحظ،ففاز منه الأنبياء بالقسم الأعلى ،ثم من بعدهم الأولياء، ثم العلماء، ثم عوام المؤمنين، ولم يخيّب الله منه سوى الكافرين ).

*سر الحياة* 14-07-2013 02:19 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im34.***********/bxKFq.gif[/img]

السميع

وهو اسم تكرر وروده في القرآن فيما يقرب من خمسين موضعًا،منها قوله تعالى :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }،وقوله تعالى :{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }.
والسميع :هو الذي يسمع جميع الأصوات على اختلاف اللغات وتفنن الحاجات ،قد استوى في سمعه سر القول وجهره {سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ }،وسع سمعه الأصوات كلها ،فلا تختلف عليه الأصوات ولا تشتبه،ولا يشغله منها سمع عن سمع،ولا يغلطه تنوع المسائل،ولا يبرمه كثرة السائلين.

روى الإمام أحمد وغيره عن عائشة –رضي الله عنها –قالت: (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ؛لقد جاءت المجادِلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه،وأنا في ناحية من البيت ما أسمع ما تقول،فأنزل الله عز و جل :{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }
وفي رواية قالت : (تبارك الذي وسع سمعه كل شيء).


بل لو قام الجن والإنس كلهم من أولهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في صعيد واحد،وسألوا الله جميعًا في لحظة واحدة ،وكلٌّ عرض حاجته ،وكلٌّ تحدَّث بلهجته لسمعهم أجمعين دون أن يختلط عليه صوت بصوت أو لغة بلغة أو حاجة بحاجة’’’

*سر الحياة* 14-07-2013 02:25 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im37.***********/Tc6TC.jpg[/img]

البصير
وهو اسم تكرر وروده في القرآن الكريم في مواضع تزيد على الأربعين ،منها قوله تعالى :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }،وقوله تعالى :{ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }.
والبصير:أي:الذي يرى جميع المبصرات ،ويبصر كل شيء وإن دقّ وصغر،فيبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصمّاء في الليلة الظلماء، ويرى مجاري القوت في أعضاءها ،و يبصر ما تحت الأرضين السبع كما يبصر ما فوق السماوات السبع،ويرى تبارك وتعالى تقلبات الأجفان،وخيانات العيون .
ولقد أحسن من قال :يا من يرى صفَّ البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى مناط عروقها في نحــــرها والمخَّ من تلك العظام النحّل
امنن عليّ بتوبة تمحـــــــــو بـــها ما كان مني في الزمان الأول
ثم إن لهذا الاسم العظيم مقتضياته من الذلّ والخضوع ودوام المراقبة والإحسان في العبادة والبعد عن المعاصي والذنوب .
قال ابن رجب-رحمه الله-: (( راود رجل امرأة في فلاة ليلًا ،فأبت،فقال لها:ما يرانا إلا الكواكب،قالت:فأين مكوكبُها؟!)) أي:ألا يرانا. قال تعالى :{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } وكفى بهذا زاجرًا و رادعًا.

*سر الحياة* 15-07-2013 01:19 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[COLOR="Indigo"][img]http://im32.***********/BJ2JD.jpg[/img]


العليم
وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في أكثر من مائة وخمسين موضعًا ،قال تعالى :{ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} ،وقال تعالى :{ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً }،

أي:الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن والإسرار والإعلان ،وبالعالم العلوي والسفلي ،بالماضي والحاضر والمستقبل،فلا يخفى عليه شيء من الأشياء ،علم ما كان وما سيكون ،وما لم يكن أن لو كان كيف يكون ،أحاط بكل شيء علما،و أحصى كل شيء عددا.
و للإيمان بهذا الاسم العظيم آثار مباركة على العبد بل هو أكبر زاجر وأعظم واعظ.

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله-: [/COLOR]((أجمع العلماء على أنه أكبر واعظ وأعظم زاجر نزل من السماء إلى الأرض،.....ولا تكاد تقلب ورقة واحدة من أوراق المصحف الكريم إلا وجدت فيها هذا الواعظ الأكبر والزاجر الأعظم،{ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ،{ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }، {يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ }،{ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا }،{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ }،{ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ }،{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ }.فينبغي علينا جميعًا أن نعتبر بهذا الزاجر الأكبر،والواعظ الأعظم،و أن لا ننساه لئلا نهلك أنفسنا)).

*سر الحياة* 16-07-2013 06:03 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im40.***********/NKYrA.jpg[/img]

اللطيف الخبير
وهما اسمان تكرر ورودهما مجتمعين في عدة آيات من القرآن الكريم،قال الله تعالى :{ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }،وقال تعالى في ذكر وصية لقمان الحكيم لابنه :{ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }

.
أما الخبير فمعناه :الذي أدرك علمه السرائر ،واطلّع على مكنون الضمائر ،ولطائف الأمور ،وعلم خفيات البذور،ودقائق الذرات ،فهو اسم يرجع في مدلوله إلى العلم بالأمور الخفية التي هي في غاية اللطفوالصغر،وفي غاية الخفاء،ومن أولى باب أولى وأحرى علمه بالظواهر والجليّات .


وأما اللطيف فله معنيان :
أحدهما:بمعنى الخبير،وهو أن علمه دقَّ ولطف حتى أدرك السرائر والضمائر والخفيات .
والمعنى الثاني:الذي يوصل إلى عباده وأوليائه مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لا يشعرون بها

*سر الحياة* 17-07-2013 01:24 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im39.***********/RYoLC.jpg[/img]

العفو الغفور


قال الله تعالى :{ ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ }،وقال تعالى :{ فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً }.
والعفوّ: هو الذي يمحو السيئات ،ويتجاوز عن المعاصي ،وهو قريب من الغفور ،ولكنه أبلغ منه ؛فإن الغفران ينبئ عن السِّتر،والعفو ينبئ عن المحو ،والمحو أبلغ من السِّتر،وهذا حال الاقتران،أما حال انفرادهما فإنّ كلَّ واحد منهما يتناول معنى الآخر.
وعفوه تعالى نوعان :
النوع الأول:عفوه العام عن جميع المجرمين من الكفار و غيرهم،بدفع العقوبات المنعقدة أسبابها ،والمقتضية لقطع النّعم عنهم ،فهم يؤذونه بالسَّبِّ والشرك وغيرها من أصناف المخالفات ،وهو يعافيهم ويزقهم و يدرُّ عليهم النعم الظاهرة والباطنة ، ويبسط لهم الدنيا ،ويعطيهم من نعيمها ومنافعها ويمهلهم ولا يهملهم بعفوه وحلمه سبحانه .
والنوع الثاني: عفوه الخاص، ومغفرته الخاصّة للتائبين والمستغفرين والدّاعين والعابدين ، والمصابين بالمصائب المحتسبين ،فكلّ من تاب إليه توبة نصوحًا-وهي الخالصة لوجه الله العامة الشاملة التي لا يصبحها تردُّد ولا إصرار –فإنّ الله يغفر له من أيّ ذنب كان من كفر وفسوق وعصيان ،وكلها داخلة في قوله تعالى :{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }.
وأبواب عفوه وغفرانه مفتوحة ،ولم يزل ولا يزال عفوّاً غفورا،وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها ،كما قال سبحانه :{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى }.

*سر الحياة* 23-07-2013 05:50 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im32.***********/pOa0B.jpg[/img]

العلي ،الأعلى ،المتعال
قال تعالى :{ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }،وقال تعالى :{ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى }،وقال تعالى :{ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}.


فهو العليّ علو ذات، قد استوى على العرش ،وعلا على جميع الكائنات ، وباينها ، قال تعالى :{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }،وقال تعالى في ست آيات من القرآن :{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } أي :علا وارتفع عليه علوّاً يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه .

وهو العلي علو قدر ،وهو علو صفاته وعظمتها ،فإنّ صفاته عظيمة لا يماثلها ولا يقاربها صفة أحد ،بل لا يطيق العباد أن يحيطوا بصفة واحدة من صفاته .
وهو العلي علو قهر ،حيث قهر كل شيء ،ودانت له الكائنات بأسرها ، فجميع الخلق نواصيهم بيده ،فلا يتحرك منهم متحرك ،ولا يسكن ساكن إلا بإذنه ،وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .


والإيمان بعلو الله على خلقه يورث العبد تعظيمًا لله وذلًا بين يديه ،وانكسارًا له ،وتنزيهًا له عن النقائص والعيوب ،وإخلاصًا في عبادته ،وبعدًا عن اتخاذ الأنداد والشركاء ،قال الله تعالى :{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }

*سر الحياة* 23-07-2013 05:53 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im38.***********/d2eBR.jpg[/img]

الكبير العظيم

أي الذي له الكبرياء نعتًا والعظمة وصفًا، قال تعالى في الحديث القدسي: ( الكبرياء ردائي،والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار) رواه أحمد وأبو داود .

فله سبحانه وتعالى الكبرياء والعظمة الوصفان اللذان لا يقادر قدرهما،ولا يبلغ العباد كنههما.
والمسلم إذا اعتقد وآمن بأن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء ،وأنّ كل شيء مهما كبر يصغر عند كبرياء الله وعظمته ،ذلّ لربه وانكسر بين يديه،وصرف له أنواع العبادة ،واعتقد أنه المستحق لها دون سواه، وعرف أن كل مشرك لم يُقّدر ربه العظيم حق قدره،كما قال تعالى :{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }


وسبحان الله ! أين ذهبت عقول المشركين حين صرفوا ذلهم وخضوعهم إلى مخلوقات ضئيلة ،وكائنات ذليلة ،لا تملك لنفسها شيئا من النفع والضر ،فضلًا عن أن تملكه لغيرها ،وتركوا الخضوع والذل للرب العظيم ،والكبير المتعال ،والخالق الجليل الذي عنّت له الوجوه ،وخشعت له الأصوات ، ووجلت القلوب من خشيته ،و ذلت له الرقاب ،تبارك الله رب العالمين .

فجر الاعياد 24-07-2013 11:51 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
بارك الله فيك

ورزقك الفردوس الأعلى أنت ومن تحبين

--------------------------------

*سر الحياة* 25-07-2013 05:12 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجر الاعياد (المشاركة 2945490)
بارك الله فيك

ورزقك الفردوس الأعلى أنت ومن تحبين

--------------------------------



وجُزيتِ الفردوس الأعلى ’’

شكراً بعمق يانقيّة ...

*سر الحياة* 25-07-2013 05:18 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[COLOR="Indigo"]
[img]http://im32.***********/1Nz0r.jpg[/img]

القوي المتين

وقد جاء اسم الله (القوي) في عدة مواضع من القرآن الكريم ،منها قوله تعالى :{ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ } .
واسم الله (المتين) لم يرد إلا في موضع واحد مقرونًا بوصف الله بأنه ذو القوة ،قال الله تعالى :{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }.

ومعنى (المتين ) :
أي:شديد القوة ،ومعنى (القوي): أي:الذي لا يعجزه شيء ،ولا يغالبه غالب ،ولا يرد قضاءه راد،ينفذ أمره و يمضي قضاؤه في خلقه ،يعزّ من يشاء،ويُذلّ من يشاء ،وينصر من يشاء ،ويخذل من يشاء ، فالقوة لله جميعا ،لا منصور إلا من نصره ،ولا عزيز إلا من أعزه، قال الله تعالى :{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} .

هذا وإن إيمان العبد بهذا الاسم يثمر فيه انكسارًا بين يدي الله وخضوعًا لجنابه وخوفًا منه سبحانه ولجوءًا إليه وحده ،وحسن توكل عليه ،واستسلامًا لعظمته ،وتفويض الأمور كلها إليه ،والتبرؤ من الحول والقوة إلا به ...[/COLOR]

*سر الحياة* 25-07-2013 05:24 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im32.***********/Zc5yY.jpg[/img]

الشهيد الرقيب
أما (الشهيد) فقد تكرر في مواضع عديدة من القرآن ،قال تعالى :{ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً } ،وأما الرقيب فقد ورد في ثلاثة مواطن ،قرن معه في أحدها اسم الشهيد،،قال تعالى :{ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ،وقال تعالى :{ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }،وقال تعالى :{ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.
ومعنى الشهيد أي المطلع على كل شيء الذي لا يخفى عليه شيء ، سمع جميع الأصوات خفيها وجليها ،وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها ،وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها ، صغيرها وكبيرها ،و أحاط علمه بكل شيء ،الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه .
ومعنى الرقيب أي المطّلع على ما أكنته الصدور القائم على كل نفس بما كسبت الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير،رقيب للمبصرات ببصره الذي لا يغيب عنه شيء،ورقيب للمسموعات بسمعه الذي وسع كلّ شيء،و رقيب على جميع المخلوقات بعلمه المحيط بكلّ شيء.
والإيمان بهذا الاسم وبمدلوله يحرِّك في العبد مراقبة الله عزّ و جل في كل أعماله وجميع أحواله ،إذ المراقبة ثمرة من ثمار علم العبد بأنّ الله سبحانه رقيب عليه ،ناظر إليه ،سامع لقوله ،مطّلع على عمله في كل وقت ،وكلِّ لحظة،وكلِّ نفس،وكلِّ طرفة عين .

*سر الحياة* 26-07-2013 01:55 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im34.***********/ZJaPm.gif[/img]


المهيمن المحيط
أما (المهيمن) فقد ورد في موضع واحد وهو قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }.
ومعنى (المهيمن) :أي:المطّلع على خفايا الأمور ،وخبايا الصدور،الذي أحاط بكل شيء علما،الشاهد على الخلق بأعمالهم ،الرقيب عليهم فيما يصدر منهم من قول أو فعل ،لا يغيب عنه من أفعالهم شيء،ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
وأما (المحيط) فقد ورد في عدة مواضع ،قال تعالى :{وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً }،وقال تعالى :{ إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }.
وهو اسم دال على إحاطة الله بكل شيء علمًا وقدرةً وقهرا.


إحاطة علم ،فلا يعزب عنه من خلقه مثقال ذرة ،وإحاطة قدرة فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء،وإحاطة قهر فلا يقدرون على فوته أو الفرار منه ،قال تعالى :{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ }،أي: لا تستطيعون هربًا من أمر الله وقدره لأنه محيط بكل شيء علمًا وقدرةً وقهراً.

*سر الحياة* 26-07-2013 02:01 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im32.***********/uEZDc.jpg[/img]


المُقيت
جاء اسم (المقيت)في موضع واحد،وهو قوله تعالى :{ مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً }.
قال ابن كثير-رحمه الله -: (وقوله:{ وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً}،

قال ابن عباس وعطاء وعطية وقتادة ومطر الوراق :{ مُّقِيتاً}
أي:حفيظا،وقال مجاهد:شهيدًا، وفي رواية عنه :حسيبا،وقال سعيد بن جبير والسّدي وابن زيد:قديرا،وقال عبد الله بن كثير:المقيت :الواصب،وقال الضحاك:المقيت :الرزاق).
ولا يمنع أن يكون هذا الاسم متناولًا لجميع هذه المعاني ،بأن يكون معناه : الذي أحاط علما بالعباد وأحوالهم ،وما يحتاجون إليه، وأحاط بهم قدرة ،فهو على كل شيء قدير،وتولى حفظهم ورزقهم وإمدادهم ،الذي يقيت الأبدان بالأطعمة والأرزاق،ويقيت قلوب من شاء من عباده بالعلم والإيمان .

*سر الحياة* 28-07-2013 06:07 AM

رد : الحياة مع الله ’’’
 
[img]http://im39.***********/MTdoO.jpg[/img]

الواسع
اسم الله (الواسع)تكرر في عدة مواضع من القرآن.
ومعناه:الواسع الصفات والنعوت ،ومتعلقاتها ،بحيث لا يحصي أحدٌ ثناء عليه،بل هو كما أثنى على نفسه،واسع العظمة والسلطان والملك،واسع الفضل والإحسان ،عظيم الجود والكرم .

قال تعالى في بيان سعة علمه ورحمته :{ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً }،وقال تعالى في بيان سعة رزقه :{ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }،وقال تعالى في بيان سعة مغفرته :{ وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.


ومن شواهد اسمه (الواسع) أنه سبحانه وسّع على عباده في دينهم فلم يكلفهم ما ليس في وسعهم ،قال تعالى :{ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا }،فلله الحمد على ما منّ ويسر حمد كثيرا طيبًا مباركًا فيه ،كما يحب ربنا ويرضى .


الساعة الآن 12:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©