![]() |
المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على خير المرسلين إن الناظر اليوم إلى حال امتنا الإسلامية العظيمة و مستقبلها و التحديات الكبرى التي هي مقبلة عليها .. يدرك بجلاء عظم الحاجة الملحة لصناعة الإنسان المسلم . الانسان المسلم الذي أقصده هنا هو : أنا و انت و هو و هي ... فإن لم ينجح أحدنا في صناعة نفسه .. فلا أمل له في ترك أثر حسن في صناعة الجيل القادم .. لن ننجح في تربية أبنائنا إلا بتربية أنفسنا أولاً ! و رحلة تربية الإنسان لنفسه ممتدة حتى آخر يوم في حياته . في هذا الموضوع سنحاول بإذن الله تعالى الإجابة على : - ماذا نعني بالمرحلة الأولى لصناعة الإنسان ؟ - ما هي مكونات الإنسان ؟ - ما هو مسمى سلفنا الصالح لصناعة الإنسان ؟ - ما هو الفرق بين العرب في زمن النبي صلى الله عليه و سلم و العرب و المسلمين في زماننا ؟ - كيف يضع أحدنا خطته الزمنية الخاصة به لصناعة نفسه ؟ "رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي" . |
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
الله يبارك في جهدك و ينفعنا بك اختيار الكريمة
متابعة 🌹 . |
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
- ماذا نعني بالمرحلة الأولى لصناعة الإنسان ؟
قال الله تعالى : ( وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ) سورة طه : 39 هذه المرحلة الأولى التي يُصنع فيها الإنسان صناعة بشرية يصنعه من حوله و من في بيئته كوالديه و مجتمعه و غيرهم و كذلك هو يساهم في صناعة نفسه بل إن عليه الجزء الاكبر من هذه الصناعة . قال الله تعالى : ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ) سورة طه : 41 هذه الصناعة الربانية للإنسان تأتي كمكافأة من الله تعالى لمن اجتهد في المرحلة الأولى في صناعة نفسه . و دليلها قول الله تعالى في الحديث القدسي : ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته) . رواه البخاري https://islamqa.info/ar/21371 |
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
اقتباس:
|
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
و لعلنا هنا نعرج على ذكر إحدى السنن الكونية التي سنها الله تعالى في الكون
و هي سنة ( السببية ) و هي أن كل من يفعل سبب أمر ما لابد ان يحصل على هذا الأمر و كلما كرر هو أو غيره السبب نفسه حصل على نفس النتيجة .. مثلا كما نقول : من جد وجد أو نقول : ذاكر تنجح أو : ازرع تحصد هذه سنة كونية ماضية في الخلق إلى يوم القيامة من أراد أن يتولاه الله تعالى و يوفقه و يصنعه فعليه أن يلتزم بأمر الله و ينتهي عن نهيه .. و ما نراه اليوم في الأمة الإسلامية ممن يترك الصلاة أو يعاقر معصية و العياذ بالله ثم ينتظر التوفيق من الله تعالى .. فهذا مخالف لهذه السنة الكونية الربانية . فلا عذر لأحد عند الله تعالى و قد أنزل إلينا الرسل و الكتب و هدانا للمنهج القويم و حذرنا أشد التحذير من مخالفته . ملحوظة : حبذا أن يبحث القارئ ليعرف السنن الكونية الربانية فهي من أهم ما يجب على الإنسان معرفته لفهم الحياة و صناعة نفسه . بالتوفيق |
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
انا اخر جزء راح اوقف عنده يقول الشيخ الشعراوي انو حصص المسلم والكافر والمشرك في دنيا على حسب اجتهادتهم بيحصلوا من رزق وسبل لي يسهلها الله لهم من فرص ولكن راحة البال والطمانينة بيحس فيها المؤمن بالله والمتوكل عليه حق توكل ,,الرزق موشرط يكون في دنيا ممكن مؤجل في اخرتنا ,, وشكرا على اضافاتك fffsg
|
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
ممكن روابط للسنن الكونية الربانية ؟
|
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
اقتباس:
برهم و فاجرهم .. و لو اتبعت الأمة الإسلامية أسباب التقدم المادي الذي في الغرب لحصلت على تقدم مادي مثلهم تماماً بل أفضل منهم . 2- الطمأنينة التي يحصل عليها المؤمن هي ناتجة عن اتخاذه اسباب الحصول عليها مثل التوكل على الله و غيره من أعمال القلوب التي يجهلها الكافر و لو أن الكافر بذل أسباب الطمأنينة و آمن بالله و توكل عليه و عمل أعمال القلوب لوجد الطمأنينة . 3- أما كون المسلم قد يحرمه الله رزقاً معيناً حتى يجزيه على حرمانه منه في الآخرة و يوفيه أجره على صبره و رضاه بقضاء الله تعالى مثل : ان يحرمه الله الذرية أو الصحة أو الأمن أو غيرها.. فهذا أمر يخضع لسنة كونية ربانية أخرى .. هي سنة الإبتلاء .. و الله تعالى حكيم عليم يعلم ما هو الأفضل لعبده فقد يبتليه مدة من الزمن ثم يرفع عنه البلاء و يكافأه على صبره في الدنيا و الآخرة أو يستمر به البلاء و الحرمان حتى يلقى ربه سبحانه و تعالى عن جابر رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ) رواه الترمذي (2402) ، وحسَّنه الألباني في"صحيح الترمذي" . وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" . جزاكِ الله خيراً أختي الفاضلة |
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
اقتباس:
و هي أن سنن الله الكونية الربانية لا تتعارض مع بعضها البعض و كم من مبتلى فاق غيره من الناس و تقدم عليهم رغم بلاءه و الأمثلة كثيرة جداً : مثلاً : الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة و كذلك الشيخ أحمد ياسين رحمه الله تعالى رحمة واسعة . فالابتلاء في حقيقته منحة ربانية يرى المبتلى أثرها النافع في الدنيا و الآخرة . بالتوفيق |
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
اقتباس:
https://www.youtube.com/watch?v=GnNif4LvhkQ و لصاحب الفيديو الثاني الدكتور : محمد أمحزون .. كتاب عظيم هو كتاب "السنن الاجتماعية في القران الكريم وعملها في الأمم والدول" دراسة تأصيلية تطبيقية على الأمم المسلمة والكافرة https://www.youtube.com/watch?v=-0uo...i1iph8-g5uFeWy جزاكِ الله أختي الفاضلة بالتوفيق |
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
- ما هي مكونات الإنسان ؟
لا يخفى على مسلم أن الإنسان مكون من : جسد و روح و الجسد مكون من : 1- التراب .. قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ) سورة الروم : 20 . 2- الماء .. قال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ سورة الفرقان: 54 . امتزج التراب و الماء حتى صار طيناً ( طين لازب ) أي : لزج ثم صار ( حمأ مسنونا ) أي : أسود متغير منتن ثم صوره الله تبارك و تعالى على الصورة التي أرادها له ثم صار ( صلصالاً ) أي : طيناً يابساً .. و الصلصال كالفخار يصدر صوت إذا ضربه شيء و الفرق بينهما أن الصلصال جف و يبس بلا نار أما الفخار فقد تعرض للنار و الحرارة حتى ييبس و يجف . عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله خلق آدم من تراب، ثم جعله طينًا، ثم تركه حتى إذا كان حمأً مسنونًا خلقه وصوَّره، ثم تركه حتى إذا كان صلصالاً كالفخَّار، قال: فكان إبليس يمرُّ به فيقول له: لقد خُلِقت لأمر عظيم، ثم نفخ الله فيه من روحه، فكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه فعطَس، فلقَّاه الله حمد ربه، فقال الله: يرحمك ربك...)) رواه البزار و الترمذي و النسائي https://islamqa.info/ar/145808 http://www.alukah.net/culture/0/62578/ |
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
المكون الثاني للإنسان هو : الروح
قال تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ سورة الإسراء: 85 . ذكر الله تعالى الروح في القرآن الكريم و نسبها لنفسه في جميع آيات ذكرها و هذا كما هو معروف تشريف و تكريم لهذه الروح و هي التي رفعت من شأن الجسد المخلوق من الطين . و قد أمر الله تعالى ملائكته عليهم السلام أن يسجدوا لآدم عليه السلام حلما ينفخ فيه الروح .. قال تعالى : ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) سورة ص : 71- 72 و لعلنا نحن المسلمين أكثر أمم الأرض معرفة بالروح التي لا يمكن لأحد أن يعلم من أمرها إلا القليل .. و هذا القليل هو ما علمنا الله تعالى في كتابه الكريم عنها و ما أخبرنا به رسوله صلى الله عليه و سلم في سنته الصحيحة . لذلك يجب الإنتباه لهذه النقطة المهمة و عدم تصديق من يسمون أنفسهم بالروحانيين في أي بقعة من بقاع الأرض شرقاً أو غرباً أو من يعيشون بين ظهرانينا فالحذر كل الحذر فإن الروح من أمر الله جلّ في علاه و لن يعدوا هؤلاء قدرهم مهما حاولوا . . |
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
مازلتُ أذكر معلمة الكيمياء حينما كانت تقول :
الهيدروجين + الاكسجين = الماء الهيدروجين غاز سريع الاشتعال و الأكسجين غاز يساعد على الإشتعال و قد خلق الله تعالى من اتحاد هذين العنصرين : الماء الذي يطفئ النار . سبحان الله .. كم كنتُ أعجب من كلامها لكنني اليوم اشد عجباً من خلق الإنسان الذي يعد الماء جزء داخل فيه فما بالنا و قد اجتمع مع غيره من مكونات . ( هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) سورة لقمان : 11 هذا الإنسان .. المكون من روح وجسد اتحاد الروح على شرفها مع الطين .. لهو مما تحار فيه العقول البشرية فلا عجب إذا و لا غرابة في أن ناتج اتحادهما .. خلق عظيم من خلق الله تعالى الإنسان الذي اجتمعت فيه المتناقضات اجتمع فيه الخير و الشر / الجهل و العلم / الظلم و العدل / الكبر و الذل و غيرها الإنسان الذي هو اعقد المخلوقات على وجه الأرض الإنسان الذي هو نفسه لم يستطع أن يعرف خباياه كلها و أسرار خلقه كلها رغم اجتهاده في ذلك اتحاد الروح و الجسد .. هذا الإتحاد الذي خلقه ربنا العظيم تحول فيه الطين و الصلصال إلى بشر و لحم و دم و مشاعر و قلب يعقل و يفكر و يفقه و يفهم و كيف أنه يتحرك و يتكلم و و و ... ليصبح الإنسان وحدة واحدة هي : النفس . الروح + الجسد = النفس النفس التي أقسم الله تعالى بها في كتابه الكريم ليعلمنا عظمة هذه النفس و شرفها و أهميتها .. قال الله تعالى : ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ) سورة الشمس : 7 . . |
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
الروح + الجسد = النفس
النفس هي وحدة واحدة لاتحاد مكوناتها و في اليوم الذي تنفصل هذه المكونات عن بعضها تموت النفس قال تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ) سورة آل عمران : 185 تنفصل مكونات النفس فتخرج الروح ( التي لا تموت ) من الجسد و يُصعد بها إلى السماء بينما الجسد يعود إلى حالته الأولية و يتحلل و يرجع تراباً لذلك يوجب الإسلام التعجيل بدفن الميت . مع ملاحظة أن النفس كلما كانت عظيمة بقربها من الله سبحانه و تعالى كلما تأخر تحلل الجسد إلى تراب .. و من ذلك تكريم الله سبحانه و تعالى للانبياء عليهم السلام فلا تبلى اجسادهم أبداً . https://islamqa.info/ar/109997 . |
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
النفس وحدة واحدة و لعلنا نخطئ حينما نظن أنها ليست كذلك و دليلي على هذا هو أن عواطف الإنسان و مشاعره يصاحبها أعراض جسدية مثل زيادة خفقان القلب متزامنة مع الشعور بالخوف مثلاً و كذلك إفراز هرمون السيراتونين مع الشعور بالسعادة و أيضاً اعتقاد الإنسان بإصابته بمرض ما يجعله يشعر حسياً بأعراضه . لذلك فإن النظر للأمراض على أنها نفسية بحته أو جسدية بحته كما هو حاصل عند الكثيرين ليس صحيح .. كما أرى و دائما نجد أن الطبيب الماهر هو من يهتم بجميع جوانب المرض بينما من لا يهتم إلى بجانب واحد لا ينجح مع مرضاه بشكل جيد . و القصص التي تحكي هذه الرؤية كثيرة جداً حتى اصبحوا يسمون عدد من الأمراض بالنفسجسدية .. بينما في رأيي أن جميع الامراض تحمل هذه الصفة لأن النفس هي وحدة واحدة و الجسد جزء منها لا ينفك أبداً عنها . و مؤخراً لاحظوا بعد التجارب أن لغة الجسد تتحكم في المشاعر و الهرمونات التي يفرزها الجسم بمعنى أنك في حال الخوف و التوتر مثلاً إذا مثلت بجسدك أنك شجاع و واثق و قلدت لغة جسد الإنسان الشجاع و الواثق .. النتيجة أن مشاعرك و هرمونات جسمك ستجعلك مثله شجاع و واثق . و ينطبق هذا على غيرها من حالات الإنسان كما إذا حاكيت لغة جسد انسان حزين ستشعر بالحزن فعلا و ... إلخ . المهم أن هذه الملاحظة الجميلة مفيدة للإنسان لتغيير حالته النفسية للأفضل و التحكم فيها .. خاصة في الأوقات الحرجة مثل الإمتحانات أو المقابلات الشخصية و غيرها بناءً على مسبق : فإن مسمى لغة الجسد غير دقيق و أرى أن الأدق أن نسميها ( لغة النفس ) . . |
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
قال الله عز وجل : ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) )
سورة الشمس هنا رب العالمين يبين لنا حقيقية النفس البشرية من أنها في الأساس سوية متزنة متعادلة .. فكل انسان يولد بهذا التوازن .. التوازن في النفس البشرية هو ناتج عن ان الله تعالى قد ألهم هذه النفس الفجور و ألهمها التقوى على السواء فكل انسان مولود على الفطرة التي فطره الله عليها يعرف الشر كما يعرف الخير تماماً ثم تطرأ عليه العوامل الخارجية التي تؤثر على اختياراته في الحياة للخير و الشر و هذه العوامل كما هو معلوم : الوالدين و الأسرة و المدرسة و البيئة و المجتمع و الإعلام . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ) رواه البخاري النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف قد عزى تغيير فطرة المولود إلى والديه .. و هذا صحيح لأن الوالدين هم الأكثر و الأهم تأثيراً على الطفل لأنهما أول المحتكين به و أقربهم إليه .. و لعل مما يذكره التربويون أن أول سبع سنوات من حياة الطفل هي الاهم في التربية .. و أن الانسان غالباً مهما كبر و صارع الحياة يمنة و يسره فإنه لابد من أن يعود إلى معتقداته الأولى التي زرعها فيه والديه في السبع السنوات الأولى و يظل متمسكاً بالقيم التي تربى عليها في هذه الفترة المبكرة من عمره . و لعل مما يدمي القلوب أن ملامح التربية الصحيحة لم تعد واضحة امامنا إلا من رحم الله . . |
رد: المرحلة الأولى لـ صناعة الإنسان
قول الله سبحانه : ( فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا )
هو تقرير و توضيح لحقيقة بحث عنها الانسان منذ القدم و تكلم فيها رواد الفلسفة الذين حاولوا فهم كيفية معرفة الإنسان للخير و معرفته للشر .. كما هو معروف أن افلاطون فلسف معرفة الانسان للخير و الشر بأن الناس كانوا يعيشون في مدينة فاضلة .. لذلك مازلوا يستشعرون هذه المعرفة في نفوسهم . بينما استاذه سقراط فلسفها على أن الناس عرفوا الخير و الشر بالاستقراء أي شاهدوا بالتكرار نتائج الخير فعرفوا أنه خير و شاهدوا بالتكرار نتائج الشر فعرفوا أنه شر . و الناس إلى يومنا هذا إما متبنياً لنظرية سقراط أو نظرية أفلاطون - إلا من رحم الله - حتى اننا نجد من المسلمين من يتبنى هذه النظريات .. رغم أن القرآن الكريم أبطلها .. فقد أخبرنا الله تعالى الحقيقة التي لا ريب فيها من أن كل انسان فطره الله تعالى على الفطرة الربانية و كل انسان يعرف الخير و يعرف الشر بفطرته التي ألهمه الله تعالى إياها . فهذه الفطرة أمر ثابت في جميع البشر بلا استثناء .. قال تعالى : ( فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ) سورة الروم : 30 ومن ذلك أننا نرى حتى في الغرب رغم مناداتهم بالحرية و اللبرالية و عدم تجريم الزنا مثلاً إلا أنهم يعتبرونه من الفضائح الأخلاقية . و كذلك في الشرق نرى الصينيين و اليابانيين من أكثر الشعوب محافظة على القيم و الأخلاق . و ماذلك إلى لأنها فطرة في الانسان و كلما اقترب هذا الإنسان من فطرته شعر بالراحة و كلما ابتعد عنها شعر بالألم . . |
الساعة الآن 06:34 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©