![]() |
مراسلات ( مذكرات )
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعدكم الله جميعاً تدوين المذكرات الشخصية هي أداة كفيلة بمراجعة المرء لماضيه و مرآة يطلع فيها على قلبه هنا أدون بعض المذكرات و أستدعي بقايا الذكريات هنا أرسل شيئاً من المراسلات هنا لا أطيل في المقدمة |
رد: مراسلات ( مذكرات )
و عليكم السلام و رحمة الله
لطالما كتبت مذكراتي و احببت الوقت اللي كنت اكتب فيه لكن اعتبرها شجاعه ان ينقل الانسان الاحداث من دفتر سري الى العلن و فعلا هي بمثابة الغوص في النفس و الحديث معها ساكون قريبة موفق/ة |
رد: مراسلات ( مذكرات )
المسكينة
نشأت في بيئة تخاف فيها من كل شيء تتوقع أي شيء كل الخيارات متاحة أمام من حولها ليمارسوا عليها أنواع الإضطهاد في أي لحظة قد يقضي الظالمون على ما بقلبها من أمل في السعادة كأن كل شيء يتربص بها ذاقت من الكثيرين الكثير من مرارات الحياة من قريب أو من بعيد إمرأة أو رجل كلهم يريد أن يتسع في دنيا ضاقت على حساب الأضعف منه في قلبها من العاطفة و الطيبة و الحب ما لو أنه وزع على قلوبهم لذابت ليناً فتحت عينيها على أغراب يحيطون بهم يكيدون لهم من كل حدبٍ و صوب لا تغرنكم إبتساماتهم كادوا أن يلقوا بها في النهر ذات مساء |
رد: مراسلات ( مذكرات )
في ذلك البيت المستأجر الصغير
و بعد أن سلب الأغراب من والدها كل تجارته تعيش و عائلتها أبوان تجمعهم جدران بيت و أطفال و يفرقهم كل شيء أب انقلبت عليها الدنيا في طرفة عين صار كل أبيض حوله أسود حتى نظره لم يعد ينفعه أصبح هو الآخر سواداً في سواد يرجع الفضل إلى حسود من سائر البشر حسده على خير مسه و نسي مصائب تكابل عليه ليرديه أعمى ينازع الموت على فراش يحيط به أطفاله أعينهم تناشده لا تتركنا يا أبي هذه الدنيا التي لم ترحمك و أنت في قوتك كيف ستفعل بنا و نحن في ضعف طفولتنا و زوجة ترقبه على فراشه من بعيد تمنعها من أن تقترب منه سذاجات الدنيا و حقارتها تمنعها من أن تقترب منه لتقبل جبينه و تمسح على رأسه و تكون له كأي زوجة زوجها طريح فراش الموت حيث تهاجمها آلاف من كوابيس اليقظة لمن سآوي إن غبت أين سأذهب بهؤلاء الصبية من أين سأطعمهم و من سيتولى دفع إيجار الدار و من سيأويني من بعدك أبٌ يطردني إن أطلت في بيته خوفاً من زوجته الصغيرة التي يخاف أن تنفر من شيبته أم أخوات تحت سطوة أزواج لا يرقبون فيهم إلا و لا ذمة يتفضل عليهم الحاسد معترفاً بشعور مزعج في قلبه الأسود بعد كلمة ألقاها عليه حسداً من عنده نفسه الشريرة بعد أن علم بمرضه بشيء من وضوءه و نفث من ريقه ليعيده للحياة بعد أن كاد يفتك به بمرض قلبه الحسود بعد أن أفقده بصره بعد أن جمع له بين فقد المال و فقد البصر ليعود و يكمل الصراع مع الدنيا تقوده طفلته بعد ان فقد بصره |
رد: مراسلات ( مذكرات )
مكانه الأنسب
|
رد: مراسلات ( مذكرات )
كانت تذهب بأبيها إلى حيث شاء
ترافقه صامتة ممسكة بيده تتحسس تاريخاً عاشه منقوشاً على راحة يده تقلب عينيها في الناس في الأماكن تنصت إلى من يتحدثون كان الخروج إلى الشارع نافذة لها على الحياة حيث تذهب بأبيها إلى أماكن ما كانت لتذهب بها لوحدها أماكن لا يعرفنها الصبيان ناهيك عن الفتيات قريناتها حين يمشيان سوياً هي و والدها كان يعلق لها على حديث سمعه و يخبرها عن حكاية رجل قابله و عن ما حصل في هذا المكان الذي مروا به أصبحت الأقرب لوالدها صار يفضفض لها يشتكي لها و كم بكى فأبكاها بحشجرة صوته و كم قبل رأسها بعد أن مشى به مسافة لا تطيقها قدماها الصغيرتان و كم ضحكا سوياً بذكرى جميلة مرت بباله أو موقف حصل روته له عاشت سبع سنين معه كان كل شيء في حياتها و كانت كل شيء في حياته كانت عيناه التي يبصر بها و كان لها نافذة على الحياة و الماضي |
رد: مراسلات ( مذكرات )
لا أخفيكم سراً
كان والدها يحمل كثيرا من المشاعر السلبية تجاه الحياة كان ينظر للعالم بقلب أدمته المأساة لا تلوموه فبعد أن أصيب بالعمى تنكر له الكثير و سلبه الظالمون من حقه الكثير و استعد الظالمون لما بعد رحيله لينقضوا على ركام حقوق أولئك الصبية لا سيما أن مرض فراش الموت عاوده ذات ليل يستيقظ الأطفال على صوت الباب يغلق بشدة خرجت أمهم للتو لا يدرون إلى أين ما الذي يجري أبي ذهبت لتلقي نظرة على أبيها جبين معروق و ثياب مبللة عين شاخصة أنفاس تصارع الصدر لسان ثقيل يذكر الله أمسكت يده تترجاه أن تراه بغير هذه الحال أبي ها أنا ذا أمسكت بيدك قم أذهب بك إلى المسجد يكلمها بلسان لا تعي ما يقول تبكي بعد أن شعرت بأنه هذا ما أسماه لها مرارًا الموت تذهل تضم أخويها يجتمع الأطفال حول أختهم الكبرى ذات التسع سنوات تطرق أمهم الباب عائدة و قد جاء معها أبني زوجها الكبيرين و قد هجراه بعد مرضه إلا قليلاً يدخلان بوجه ممتعض متكدر يقفان على جانبي والدهما و هي تنظر إلى المنظر و أمها و إخوانها من بعيد صوت أنفاسهم والدهم يكاد يخترق السماء يكاد يزلزل الأرض يكاد يلقي بكل نجم شهاباً يكاد يأكل عظامهم النحيلة و يشرب من دموعهم الدافئة تخبو و تخبو و تخبو و تتوقف يقبل أحد الإبنين جبين والده و يغطي الآخر وجهه و تنهار أمهم باكية جاثية على ركبتيها تصرخ يبكون معها تنظر إلى جسد أبيها تتخيله يقوم تتخيله لم يمت تتخيله يرفع الغطاء عن وجهه تتأمل في يديه يا ليته يحركها يا ليته يحرك إصبعاً واحداً ليلقي كل ما في الأرض من طمأنينة بقلبها الضعيف |
رد: مراسلات ( مذكرات )
القصة واقعية
ما زال من عاشوها يروون شيئاً منها و أروي لكم شيئاً منها |
رد: مراسلات ( مذكرات )
في تلك الليلة المظلمة جداً
نامت في مكانها و كأن النعاس نزل عليها أمنة بها و رحمة استيقظت على حرارة أشعة الشمس كان من المعتاد أن تنام في العراء لا سيما في فصل الصيف حيث يكون الفناء أبرد من البناء فما بيتهم إلا حجرة و خلاء و فناء استيقظت على بيت مزدحم لفتت نظرها تلك المرأة المسنة كانت شبيهة بوالدها تبكي بصوت عالٍ كالثكلى تطلب ان تراه و أن تذهب إلى المغسلة تصيح أخي أخي يا ليتني ما تخاصمت معه كنت أنوي أن أزوره و أستسمحه قبل أيام يا ليتني ما أقفلت الباب في وجهه يا ليت عيني ما هربت من عينيه يا ليت أذني ما تجاهلت نداءه من خلف الباب هو من جهزني لزواجي و دللني كأني ابنته بعد وفاة أبي قاتل الله الدنيا الفانية الآن علمت من هذه إنها أخت أبي عمتي التي حدثني ذات يوم عنها و نحن عائدان من السوق سبع سنوات لم يدر بينهم أي حديث و لم يرها إلا بعباءتها أو صدفة عند أحد الأقارب كانت قد تخاصمت معه على دين استدانه منها بعد أن فقد كل تجارته وعدها أن يعيده بعد ستة أشهر لكن مشروعه الصغير خسر و عاد عليه بدين أكبر مما استدانه منها و حاجتها و ضيق الدنيا لم يتركا في قلبها مجالاً لرحمته و لا لرحمة أطفاله طالبته و طالبته حتى تخاصما و قطعت علاقتها معه حتى بعد أن أعاد ما استدان منها بعد خمس سنوات و بقيت لا تكلمه و لا تستقبله في بيتها قاتل الله دنيا فانية أتراه كان سيفعل بها الشيء نفسه لو كانت هي من استدانت منه كيف و هو من أعالها بل العائلة كلها بعج وفاة أبيهم كان أكثر من يعيلها كان يدللها كان تاجراً يأتي لها بالهدايا كلما سافر أو وصلت إليه بضاعة اليوم بقيت لها الأموال و رحل عنها أخيها بقيت لها آلام القطيعة و عهد الأخوة الذي خانته و حسرة الندم و تعجز كل أموال الدنيا أن تشتري أخاً |
رد: مراسلات ( مذكرات )
اقتباس:
مذكراتك تحتاج اسم حزين و في نفس الوقت يحمل الامل الذين ولدوا من رحم المعاناة كانوا غالبا ناجحون و عصاميون و بارون و فخر لاهلهم متابعة .... |
رد: مراسلات ( مذكرات )
متابعة
ولي عودة بإذن الله .يعطيكي الف عافية وتسلم الايادي احترامي |
رد: مراسلات ( مذكرات )
الأيام هي الأيام
إنما يداولها الله بين الناس لعلي أفصح عن سبب التسمية فيما بعد أسعد بكم |
رد: مراسلات ( مذكرات )
في أيام العزاء الثلاثة
زارهم الكثير من المعزين ما بين قريب و جار و صاحب بل حتى رجل أو امرأة سمع بوفاة رجل يسكن هنا كانت الحياة بسيطة جداً لا تتطلب منك أن تكون على معرفة بالعائلة حتى تقدم لها العزاء الكثير كانوا يواسونهم لم يكن الباب يغلق لم تخل أعين الكثيرين من نظرات الشفقة التي يرسلونها إذا علموا بأن المتوفى ترك هؤلاء الصبية بعضهم كانوا يمسحون على رؤوسهم و يقبلونهم كثير من النساء كانوا يضمون أمها و يبكون و ينهالون على مسامعهم بكلمات المواساة و التصبير و بعض كلمات المبالغة في التخويف من مستقبل مجهول التي لا تقوى قلوب النساءء الضعيفة على تجاهلها منظر خالاتها واقفات بجانب أمها و مبيتهم معهم طوال الأيام الثلاث كان منظراً ملفتاً رائعاً جعلها تشعر بكثير من الأمان في تلك الأيام الثلاث كانوا يتناولون من الطعام ما لم يتناولوه من قبل كل يوم يستيقظون صباحا على نداء زوج خالتهم من خلف الباب و قد أحضر لهم سلة فيها بعضاً من البيض و الطماط و بعض الخضار و دلواً فيه حليب طازج كانت تتسابق و أخيها لحمل الأغراض أما الغداء فكان الجيران يتسابقون لإعداده لهم و العشاء كانت تأتي به إحدى خالاتها من منزلها تنصرف قبل العشاء و ترجع به بعد ساعة إلا آخر يوم أرسلت ابنها لإيصاله لهم و لم تحضر لفت نظرها في العزاء قدوم رجل وقور ملتحٍ مع ابن له احتفى به أخواها الكبيران يمشيان خلفه احتراماً له حتى أوصلاه إلى منزلهم سلم على أمها واساها وقدم لها قطعة من قماش ملفوف فيها بعض المال الذي استمر نفعه لهم حتى شهرين بعد وفاة أبيهم سألها أي شيء تحتاج و أي شيء تريد كان هذا ابن عم والدهم كما عرف نفسه لهم انتقل للإقامة في دولة مجاورة أنعم الله عليها بالخير فاغتنى أهلها زارهم كذلك في اليوم التالي لوحده يحمل في يديه كيسين من السوق جاء بهما فيهما لحم و خضار و سكر و شاي و بعض المواد الغذائية مسح على رؤوسهم و ضاحكهم و قدم لهم بعض الحلوى انصرف و في أعينه لهم موعدٌ للقاء و لو بعد حين كانت زيارته لهم بردًا و سلاماً على قلوبهم سلم عليهم و أغلق الباب بيده برفق |
الساعة الآن 12:25 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©