منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   المتزوجين (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=6)
-   -   حــــوارات مع صديقي الزوج .. ( ملفات حساسة ومفيدة ) (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=99861)

almojaded 01-09-2006 05:28 AM

حــــوارات مع صديقي الزوج .. ( ملفات حساسة ومفيدة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,

أخواني اعضاء المنتدى الكرام ...
أحب أقدم بهالمشاركات المتواضعه
مجموعة حورات حية ومفيدة أنقلها لكم من كتاب
( حـــــوار مع صديقي الزوج )
للأستاذ الفاضل / محمد رشيد العويد

ولأني من المعجبين بطروحاته وكتبه
فحبيت أنقل لكم فصول الكتاب من الشكل الورقي
إلى الحرف الإلكتروني بالمنتدى :) حتى تعم الفايدة
ونتعلم من تجارب الآخرين ...
وإن كان لكم شكر او دعوة فهي تروح لصاحب الكتاب
( الاستاذ / محمد العويد )
وأنا مجرد ناقل .. وهم لاتنسوني من الدعاء
والحين اخليكم مع أول قصة أنقلها لكم من الكتاب بعنوان ..


حــــــزم في ليـــن ..



تعود معرفتي به إلى عهد الطفولة , كان رقيقاً في طبعه , رقيقاً في عشرته , عفاَ في لسانه ,
لطيفاً في تعامله , يكره الجدل ويبتعد عنه ابتعاد الصحيح من المجذوم , لم يكن يختلف مع أحد ,
يحاور بهدوء , فإن وافقه الرأي أظهر تأييده له , وأوضح وجهة نظره فيه , وإن خالفه آثر الصمت ..
حتى لا يخوض في جدال لا يحبه .

كان الإطمئنان شديد الظهور في وجهه , لاستقراره في قلبه ونفسه , ورضاه المطلق بكل ما يٌقدره الله
له , لم أسمعه يوماً يشكو من شيء , أويتبرم من حـال.

من لطائفه أنه كان يُقرض كل من يستقرض منه , ولا يرد أحداً , وما علمت أنه اقترض من أحد , أو طالب
أحداً بما أقرضه .. فإن رد المقترض ما اقترضه منه أخذه وهو يستمهله : ( إن كانت لك فيه حاجـة ..
فاتركه عندك إلى وقـت آخر ).

جميع من عرفت من أصدقائه وزملائه كان يحبه , فما كانت له رغبة عند أحد , زاهداً بما في أيدي الناس ,
قلما بسأل أحد حاجـة أو يطلب طلباً .

ولعل هذا كله يفسر الاطمئنان والرضا اللذين كانا لا يفارقانه ... اللهم إلا في حالة واحدة .. كنت أرى فيها
علامات قلق خفيف تعلوا وجهه المطمئن .. تلكم هي الحالة التي كان يتحدث فيها الشباب المتزوجون أمامه
عن مشكلاتهم الزوجية , ومعاناتهم من عدم انقياد زوجاتهم لهم , وتذمرهم الدائم من الحياة الزوجية ,
وغيابهم شبه المستمر عن البيوت .. هرباً من المشاجرات التي تنغصهم .. وتعكر أمزجتهم .. وأحسب أن هذا
القلق كان وراء تأخر زواجه إلى ما بعد الثلاثين من عمره .

كلنا كنا نتوقع له حياة زوجية سعيدة ... لأخلاقه وطباعه التي أشرت إليها , من رفق ولطف وكراهية جدل.

ولقد صدق ما توقعناه حقاً , فقد كان بعد زواجه أكثر إطمئناناً ورضى , يؤثر الجلوس في البيت على ما سواه..
وكثيراً ما يعتذر من صحبه الإطالة في سهرة أو غيرها .. ليعود إلى البيت بلهفة ظاهرة ..

لهذا كله .. وقع خبرُ همس به في أذني أحد الإخوة .. وَقعَ الصاعقة علي . لقد أخبرني أن صاحبي يوشك
أن يُــطــلق زوجتـــه !

" كلهم يمكن أن يطلق زوجته إلا هو " .. هذا ما تردد في نفسي , وربما تردد على لساني , إثر همس الهامس
في أذني بهذا الخبر المفاجئ حقـاً !

أسرعت في الاتصال بصاحبي , وأخبرته برغبتي الملحة في زيارته ... الآن إن أمكن . رحب بي غاية الترحيب ,
في لطفه ومودته المعهودتين .

لم تمض ساعة إلا وكنت معه في بيته .

قلت: لم أصدق ما سمعت .

قال: وما سمعت ؟

قلت: تريد أن تطلق زوجتــك ؟

قال: ( بعد صمت قصير ) أرجو أن لايصل الأمر إلى الطلاق .

قلت: إذن ثمة خلاف شديد .

قال: لا أدري بما أصفه ... لكنه خلاف على أي حال.

قلت: متى بدأ ؟

قال: قبل عـام .. ووصل مداه هذه الأيام ؟

قلت: أأنت تختلف مع أحـد .. ؟!

قال: يبدوا أنني لا أفهم النســاء ... !

قلت: لكنك اشتهرت بحب زوجتك وبيتك .. وتعلقك الشديد بطفلتك الصغيرة .. وكنا نتحدث عن سعادتك
ونجاح زواجك .

قال: هذا ما بدالي السنتين الأوليين ... ولكن ما أدري ماذا جرى في السنة الثالثة ؟

قلت: هل أستطيع أن أعرف ما يمكن من تفاصيل عن هذه الخلافات ؟

قال: صدقني يا أخي أني لم أقصر في واجب من واجبات البيت .. ليس هناك طلب خاص لم ألبه لها ..
أترك لها حرية التصرف في كل شيء .. مرتبي أسلمه لها لتعطيني منه وتنفق على البيت وتوفر منه ما توفر ..

لا أذكر أني خالفتها في أمر .. أو نازعتها على شيء .. أنت تعرف طبعي .. أكره الجدال ولا أحبـه .. أُخيرها
في كل شيء .. تسألني ماذا تريد أن تأكل اليوم .. أقول لها اطبخي ما شئت ...

لم أمنعها يوماً من زيارة أهلها .. وحتى تقصيرها في كثير من واجباتها نحو بيتها ونحوي .. أتغاضى عن
كثير منه .

قلت: ( وقد بدأت أمسـك بخيوط المشكلة ) : كيف نشأ الخلاف إذن ؟

قال: لم تُـقـدر هذا كله ... صارت إذا طلبت منها شيئاً لا تفعله ... ردودها في الكلام قاسية .. تثور لأتفه
الأسباب .. تصرخ دائماً قائلة : لقد مللت .. مللت .. مللت . , كثيراً ما تصب جام غضبها على ابنتي الصغيرة ..
فأتصدي لها .. وأمنعها .. لا أخفي عليك أني ما عدت أصبـر على سلوكها وتغيرها .. وصرت أصرخ فيها
كما تصرخ هي ..

حتى كــان ما كان قبل أيـــام ..

قلت: ماذا حـدث ؟

قال: لقد صفعتها بكل ما أوتيت من قوة .

قلت: وأين حلمك ؟

قال: اتقوا ثورة الحليم .

قلت: ولمَ صفعتها ؟

نظــر في عيني صامتاً .. وأدركت أنه يتحرج من البوح بالسبب .

قلت: لعلها جرحت شعورك بعبارة .

قال متحمساً متألماً: فعلاً .. ثرتُ عليها لأنها ضربت ابنتي الصغيرة ضرباً مبرحاً إثر كسرها كأساً ..
وصرخت فيها : لماذا تضربينها ؟ فردت : لأنه ليس في البيت رجل يُربيها ... ! فلم أملك إلا ان هويتُ على
وجهها بكفي .. بكل ما اشتعل في نفسي من غضب .

أردف وقد تهدج صوته : أي تربية تلك في ضرب طفلة لم تتجاوز السنتين ؟

قلت: وماذا حدث بعد ذلك ؟

قال: انطلقت غاضبة إلى بيت أهلها وهي تصرخ : طلقني .. لا أريد العيش معك ..

قلت: ومازالت هناك ؟

قال: أجل .

قلت: منذ متى ؟

قال: منذ يوم أمس .

قلت: هل تسمح لي بمصارحتك ؟

قال: قل ما شئت .

قلت: أنت ساعدتها في الوصول إلى هذه الحال .

قال: أنــا .. ؟!

قلت: لا يختلف اثنان في رقعة طبعك , ودماثة لسانك , ولطف معشرك , ورفق تعاملك ... وهذا والله من
الخلق الحسن الذي يرضاه الله ورسوله , ويعدان صاحبه بالثواب العظيم في الآخرة , والمرأة تحب هذه الصفات
وترضاها .. ولكنها تريد معها شيئاً آخــــر !

قاطعني: ماذا تــريـــد ؟

قلت: تريد مع رقة طبعك حزماً , ومع دماثة لسانك حسماً , ومع لطف معشرك عدم تردد , ومع رفقك
بها قوة ظاهرة مسيطرة . هكذا خلق الله المرأة .. ولهذا جعل سبحانه للرجل القوامة عليها ..

قال: وماذا كان علي أن أفعل ؟

قلت: كان عليك منذ بداية زواجك أن تقرر أنت كل شيء .. لا بأس من مشورتها وأخذ رأيها ... ولكن
صدور القرار يجب أن يكون منك ... وحتى ولو كان موافقاً لرأي زوجتك ...

كان عليك أن لا تخيرها في كل شيئ .. وأن تختار أنت كثيراً من الأشياء ... لماذا كنت تخيرها في طبخ ما تريد ؟

لماذا لا تقول لها : نفسي اليوم في أكلة كذا ؟ لماذا تلبي لها كل ما تطلب .. ؟ ألم تكن هناك أشياء لا حاجة لها ؟

لماذا لا تقول لها : لا ؟

إن كلمة (نعم) دائماً وعبارة ( افعلي ما شئت ) و .. ( كما تحبين ) .. قد ترضي المرأة في البداية .. لكنها مع الزمن
تجعلها تسأم وتضيق .. وتشعر أن حاجتها إلى رجل يأمرها وينهاها .. لم تُـلـبَ .

واستمع يا أخي إلى ما وصل إليه نائب رئيس معهد العائلة في كاليفورنيا والأستاذ المساعد للتحليل النفسي في
جامعتها , بعد مجموعة من الدراسات التي أجراها والخبرة التي حصل عليها خلال عمله الطويل في التحليل النفسي
, إنه يلخص ما وصل إليه بقوله :
" مازالت المرأة تبحث عن القوة والكفاءة في الرجل الذي تفضله لحياتها ".
وتأمل كلماته التالية ..
" كثيراً ما أسأل المرأة عن أحاسيسها حين تلتقي رجلاً حساساُ , وشديد العناية , ومتفتحاً .. وهي الصفات
التي قيل إن المرأة ترغب فيها من خلال السنوات الأخيرة .. لكنني أفاجأ بأن المرأة لا تحب هذا النمط من
الرجال لأنه لا يشعرها بالراحة .. بل إنها تشعر أنها ليست مع رجل حقيقي ".



قال: سبحــــان الله .

قلت: يضيف هذا الخبير , وهو الدكتور لارتون شيفتر .. أنه سأل النساء فيما إذا كُن على استعداد لقبول
الانفتاح والمبادرة في الرجل بدلاً من القوة والكفاءة , فقلن جميعاً : نريـد القوة والكفاءة قبل أي شيء
آخــــــــــــر .

almojaded 01-09-2006 05:29 AM

قال:وهل كان علي أن أتخلى عن رفقي وليني ؟

قلت: لم أقل هذا , النبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه , وما نُزع من
شيء إلا شانــه ) .

وأنا لم أدعك إلى التخلي عن الرفق .. وإنما دعوتك لتجعل رفقك في قوة , ولينك في حزم , ورقتك في حسم .

قال: أجمع بين المتناقضات ؟

قلت: ليست تناقضات .. و لأعطك مثلاً : ألم يمر بك وأنت على مقاعد الدراسة .. معلم لا يسمح لتلميذه من
تلاميذه بالخروج على النظام .. وتجاوز الحد .. دون أن يضربهم أو يعاقبهم ؟ يعلمهم ويوجههم دون أن يصرخ
فيهم ويغضب منهم ؟

يلزمهم بطاعته وهم يحبونه ؟

قال: كثيرون من المعلمين كانوا كذلك ..

قلت: لو افترضنا أن هذا المعلم .. تساهل في محاسبة تلاميذه على عدم كتابة واجباتهم ... أو حفظ
دروسهم .. أما كانوا سيهملون , مع الأيام , إلا قليلاً منهم ؟ أو أنه ترك لهم حرية العبث في الفصل .. والحديث
أثناء شرح الدرس .. أما كانت الفوضى ستعم الفصل ويصعب ضبط التلاميذ ؟

قال: صحيح .

قلت: وهكذا يحسن أن يكون الزوج .. غير متساهل في تقصير زوجته في حق الله , أو في حقه , يأمرها
بكل معروف .. وينهاها عن كل منكر , لا يترك لها الأمر على هواها .. ويشعرها بوجوده في كل شأن ..
وبضرورة موافقته على كل أمر ذي بال ..

قال: أي أني سأفتح جبهة في البيت ... ! إني والله لا أحب هذا .. لماذا لا نجعل الأمور هينة يسيرة ..
كانت حياتنا في البداية سعيدة .. ولم نكن بحاجة لهذا .. فلماذا الآن ؟

قلت: للحياة الزوجية بهجة في بدايتها تغطي كثيراً من السلبيات .. التي لاتظهر إلا بعد مرور فترة
طويلة نسبياً على الزواج .. والجبهة التي لا تريد ان تفتحها في البيت .. أنت الذي أخذت بأسبابها ..
وأوصلتك إلى هذه الصفعة على خـد زوجتك ..

قال: سأحاول أن أغير من طبعي ما استطعت .. وأن أكون حازماً آمراً ناهياً مقرراً لكل شيء في
البيت .. حسن هذا ؟

قلت: دون أن تتخلى عن رفقك ولينك ؟

قال: وهل أستطيع أن أتخلى عنهما ؟

قلت: ومتى ستبدأ بتطبيق الحزم والأمر والنهي ؟

قال: فـور أن أعيد زوجتي إلى البيت !

قلت: ماذا قلت ؟

قال: فــور أن أعيد زوجتي ؟

قلت: بل قبل ذلك !

قال: ماذا تعني ؟

قلت: الحزم يقتضي أن لا تعيدها أنت .. بل أن تأتي هي بنفسها .. لأنها خرجت بنفسها .

قال: لكني صفعتها .

قلت: مهما يكن .. فما كان عليها أن تخرج من بيتها دون إذنك .

قال مبتسماً: والله شيء جميـل ...

أردف: ولكن .. إذا لم ترجــع ؟

قلت: سترجع أو يُرجعها أبوهـا .

( بـعــــد ثلاثــة أيـــام اتصــل بي قائلاً : أبشــــرك .. لقد عادت . )

قلت: لا تنسى ما اتفقنا عليه .

قال: إن شاء الله .

بعد ستة أشهر , كان في زيارتي , طمأنني بأن حياته عادت أسعد مما كانت عليه , وكان مما قاله لي :

هل تصدق ماذا قالت لي زوجتي قبل أيــام .. في جلسة مودة جمعت بيننا ؟

قلت: هـات أخبرني .

قال: لقد قالت إنها على الرغم من أنها تألمت من الصفعة التي هويت بها على وجهها , وكراهيتها لي
في تلك اللحظات , إلا أنها أحست لأول مرة برجولتي !

قلت ضاحكاً: ... ولكن احذر أن يدفعك هذا إلى تكرار الصفعة !

قال ضاحكاً أيضاً: اطمئن .. فقد جعلت كلامك شعاراً لي : حـــــــزم في ليـــــن .. وشدة في رفق .. !

ونطرونا بالقصة الياية
اخوكم المجدد :22:

غلا 2005 01-09-2006 06:42 AM

أروع قصة للمتزوجين
سمعتها في حياااااااااااتي
أشكرك من كل قلبي
وسأحفظها لآخوي لآنه يحتاجها بشكل كبييييييييير

almojaded 02-09-2006 12:57 AM

العفوو اختي غلا 2005

والحمدلله على حصول الفايده

ولاتنسيني من صالح دعاكم :22:

ginan 02-09-2006 01:08 AM

شكرا على هذه القصة الحلوة جزاك الله خيرا على الفائدة

غلا 2005 02-09-2006 01:38 AM

أخي يا ليت تتحفنا بالمزييييييييييييييييييييييييييييييييد
بصرااااااااااااحة والله جميلة القصة
تكفى لا تحرمنا من إبداعاتك
ولك مني دعوة بظهر الغيب ان ييسر الله امورك كلها

وبصراحة مستغربة أن الأعضاء اللي زاروا الموضوع قلييييييييل
غرييييييييييييييييييييبة
لو عرفوا مضموووووووونة لدخلوا بسرررررررررررررعة
بصراحة روووووووووعة
بارك الله فيك
وزي ما قلت لك إذا في قصص للشيخ فاعرضها لنا ولك الأجر إن شاء الله

اين قلبي 02-09-2006 01:56 AM

قصة رائعة

جزاك الله خير

وننتظر المزيد

almojaded 02-09-2006 03:52 AM

حياكم الله اخواني

وان شاء الله قريب وانزل الموقف الثاني

قاعد اكتبه الحين :30:

almojaded 02-09-2006 05:41 AM

وهـذا الموقف الثاني .. بعنـــوان :


فــــرصــــــة للصبـــــر !!


كان من الشباب الذين آتاهم الله من فضله , أنعم تعالى عليه بالثراء الذي ظهرت آثاره عليه .. في
بيت كـان أشبه بالقصـر , وسيارتين , وخادمين , ورصيد لا أعرف مقداره , لكني واثق من ضخامته ,
فقد ورث عن أبيه ثروة كبيرة , وعقارات كثيرة .

وعلى الرغم من هذا الثراء , فقد كان شاكراً , متصدقاً , محافظاً على صلاته , ملتحياً , ولم تبطره النعمة.

كان قد تزوج منذ عشر سنوات , لكنه , كما علمت , لم يكن سعيداً جداً في زواجه .

اتصل بي هاتفياً , وقال: أريد أن أراك لأمر أريد مشورتك فيه . اتفقت معه على أن يزورني في بيتي
المتواضع .. متعمداً الابتعاد عن قصره المنيف .

لم يتأخر عن موعده , بل إنه وصل قبله بقليل .. رحبت به وأنا أتساءل في نفسي عن المشورة التي
جاء يطلبها مني .. وإن كنت أخمن أنها حول زوجتـه .

بعد سؤالي عن حاله , واطمئناني على أخباره ...

قال: أريد أن أستشيرك في شأن .. وجدت عندك فيه خبرة ودراية .. من خلال كتابات الموفقة
عن المـرأة والعلاقات الزوجيـــة .

قلت: هذا حُسن ظن منك يا أخي .. تفضل .. فإني مصغ إليــك .

قال: تعلم يا أخي أني تزوجت منذ عشر سنوات .. ولعلك تحيط بشيء من خلافاتي المزمنة مع
زجتي التي يبدوا أني لم أوفق بها ..

قلت: أجــــل .. أعلم .

قال: لا أقول لك حياتي معها لا تخلوا من تنغيص .. بل هي تنغيص خالص لا يخلوا من ...

قاطعته: ماذا لا يُعجبك منها ؟

قال: لأكن صريحاً معك يا أخي .. فأنا أطمئن إليك .. وإلى صدق نصحك .

قلت: قل يا أخي ..

قال: لقد ابتليت بزوجة غير جميلة .. مشاكسة .. تغار عليَ .. تتملكها خشية دائمة من زواجي عليها ..
وبخاصة وهي ترى المال يفيض من بين يدي .

قلت: ألم تجرب مقابلة مشاكستها بالرفق واللين ..

قال: لا فائدة .. جربـــت .

قلت: أوعظتها كما أمر الله تعالى .

قال: ثم هجرتها .. ثم ضربتها .. لم ينفعها هذا كله .

قلت: وماذا تنوي أن تفعل ؟

قال: أفكر بطلاقها !

قلت: هل رزقك الله منها بأطفال ؟

قال: أربعـــة . ثلاثة ذكور .. وأنثى .

قلت: هل فكرت بمصيرهم ؟

قال: يبقون مع أمهم حتى يكبروا .. فيكونوا معي .

قلت: وهل تثق برعاية أمهم لهم في غيابك عنهم بعد طلاقك لها ؟

قال: هي لهم أحسن ما تكون .. وأنا لم أشك من تربيتها لهم .. إنما أشكو من تعاملها معي .
وسأعطيها النفقة التي تستحقها .. وأزيدها .

قلت: قد رتبت لكل شيء عدته .. فما المشورة التي تطلبها مني ؟

قال: أردت أن تشير عليَ : أتراني أظلمها بطلاقها ؟

قلت: استشارتك هذه مؤشر خير فيك . مؤشر إلى خشيةٍ لله في نفسك .. ليس من ارتكاب حرام ..
فالطلاق مباح .. ولكن خشية ارتكاب ظلم تجاه زوجتك . ومادامت هذه الخشية في نفسك .. فإني لن
أجيب عن سؤالك بـــ ( نعـم ) أو ( لا ) .. بل سأحاورك .. لتختار أنت بنفسك إبقاء زوجتك أم تطليقها .

قال: تفضل يا أخي . فوالله هذا ما سعيت إليــه .
فتفصيل الحديث يريحني ويبعث الطمأنينة في نفسي .

قلت: كيف سكنك ؟

قال: تعني بيتي ؟

قلت: أجـــل .

قال: تعلم أن بيتي ( فيللا ) فيها كل وسائل الراحة , ووفرت فيها كل شيء , فيها خادمتان ,
مع سيارتين عدا سيارتي الخاصة .

قلت: وطعامك ؟

قال: من أطايب الطعام , وليتنا نأكله جميعه , فالقمامة لها النصيب الأكبر منه .

قلت: لعلك تعلم يا أخي أن هناك ملايين المسلمين يصبرون على حرمانهم من السكن .. لا أقول
السكن الجيد .. بل حتى من المسكن الصحي .. منهم ملايين الأفغان المهاجرين يعيشون في الخيام ..
وملايين الفلسطينيين في المخيمات كذلك .. وملايين غيرهم في أفريقيا ... وملايين الملايين من المسلمين
لا يعيشون في المخيمات .. لكنهم لا يجدون السكن الذي يستأجرونه - لا يتملكونه - ليتزوجوا فيه ...

( أطرق صاحبي قليلاً .. بينما واصلت حديثي ) :

وملايين المسلمين لا يملكون من المال ما يشترون به كل ما تشتهي أنفسهم .. أو لا تتوفر في بلدانهم
كل أصناف الطعام .. أو أن أسعارها مرتفعة وترتفع يوماً بعد يوم .. وهم يصبرون على هذا .

قال: أكمل يا أخي .. فإني مصغ إليك .

قلت: أتشعر بالأمن في دعوتك إلى الله ؟

قال: الأمن كله ولله الحمد .. أنت تعلم أن حكومتنا تدعوا إلى الإسلام .. وتكفل الحرية لدعاته ..
بل هي تناصرهم وتمكنهم من دعوتهم وما تحتاج إليه من جمعيات ومؤسسات وهيئات ... وتتبع هذا كثيراً
بالدعم المالي ...

قلت: ولا شك في أنك تعلم أن ملايين المسلمين .. في أقطار مختلفة .. لاينعمون بهذا الأمن الذي
تنعم به في الدعوة إلى الله .. ولا يجدون ما نجده من تأييد ودعم .. مع حرية وتمكين .

قال: ولكن ما صلة كلامك .. بما أعانيه من زوجتي ؟!

قلت: ملايين ملايين المسلمين يصبرون على السكن غير المناسب .. أو على فقدانه كله .. ويصبرون
على قلة ما في أيديهم من مال .. ويصبرون على الفقر .. ويصبرون على اضطهاد المتسلطين .. أو على
حرمانهم من أوطانهم بعد فرارهم من بطشهم .. عشرات الملايين من المسلمين إن لم يكونوا مئات الملايين
يصبرون في هذه الدنيا وهم يطمعون في الأجر الذي وعد به تعالى عباده الصابرين .. فعلام تصبر أنت
يا أخي .. وترجوا من الله الأجر عليه ؟

( صمت صديقي .. وهو ينظر إلي سارحاً متأملاً متفكراً ... ثم ابتسم وكأنه فطن إلى غاية كلامي وسؤالي

فقال: أنــــا أصبـــر على زوجتـــــي !

قلت: وهو صبر لك فيه من الأجر الكثير إن شاء الله .. إن احتسبته عند الله .

ألا أقص عليك تلك القصة التي حكاها الإمام ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر ؟

قال: تفضــل .

قلت: قيل لأبي عثمان النيسابوري : ما أرجى عملك عندك ؟

قال: كنت في صبوتي يجتهد أهلي ان أتزوج فآبى .. فجاءتني امرأة فقالت : يا أبا عثمان
إني قد هويتك .. وأنا أسألك بالله أن تتزوجني .
فأحضرت أباها .. وكان فقيراً .. فزوجني وفرح بذلك ..فلما دخلت إليَ .. رأيتها عوراء عرجاء مشوهة .

وكانت لمحبتها لي تمنعني من الخروج .. فأقعد حفظاُ لقلبها .. ولا أظهر لها من البغض شيئاً .. وكأني
على جمر الغضا من بغضها , فبقيت هكذا .. خمس عشرة سنة حتى ماتت .. فما من عملي هو أرجى عندي
من حفظي قلبها .

قال: وبم وصف ابن القيم صبر أبي عثمان النيسابوري ؟

قلت: لقد قال: ( إن هــــذا من عمــل الرجــــال ).

قال: سبحـــــان الله .

قلت: لقد وعد الله تعالى على الصبر وعداً حسناً , وحتى تجاوزت الآيات الكريمة التي تحث على الصبر ,
وتثني عليه , وتعد الصابرين ... السبعين آية في القرآن الكريم . أأتلوا عليك بعضها ؟

قال: ليتك تفعل .

قلت: قال تعالى :

( ســـلام عليكم بما صبرتم , فنعم عقبى الدار )

( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين )

( إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير )

( ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون )

( إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون )

وقال سبحانه :

( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا )

( أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا )

وقال سبحانه :

( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا )

وقال عز من قائل :

( وما يُلقاها إلا الذين صبروا وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم )

( وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً )

( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يُضيع أجر المحسنين )

( واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )

وغيرها من الآيات الكريمة التي حملت البشارة للصابرين : ( وبشـــر الصابرين )

( إن الله مع الصابرين ) .. وغيرها وغيرها ...

قال: على الرغم من كثرة قراءاتي وتلاواتي للقرآن الكريم , فإنك بجمعك لآيات الصبر معاً
نبهتني إلى قيمته ومكانته .. وعظم الأجر الذي وُعد به الصابرون .

قلت: أفلا ترغب في أن يكون لك من أجر الصابرين نصيب ؟

قال: بلى والله .

قلت: أما وإنك ولله الحمد تنعم بسكن ولا تصبر على فقده , ويفيض المال بين يديك ولا تصبر
على فقر , وتتاح لك الدعوة إلى الله ولا تصبر على حاكم يطاردك .. فاحمد الله على أن أتاح لك فرصة
الصبر على امرأتك .

قال: إنــك على حق .

قلت: ولو نظرت إليها على أنها مصدر أجر لك .. بصبرك على ما يصدر عنها .. لحرصت عليها .. ولم
تتضايق من مشاكستها لك .. بل ربما رغبت في هذه المشاكسة .. لإدراكك أنك بصبرك على هذه المشاكسة
.. تحظى بالأجر والثواب .

قال: لقد جلوت همي .. وأرحت بالي .. وسأصرف عن عقلي فكرة طلاقها .. وإني لأدعوا الله أن
يعينني على هذا .

قلت: ... وزد يا أخي من شغل نفسك بعملك مساء في الجمعيات الخيرية .. ومشاركتك الطيبة فيها ..

ثم قلل من جدالك لزوجتك , ولا تكرر تهديدك لها بالطلاق , وأشعرها , بصورة غير مباشرة , أنك معلق
بالآخرة , وأن همك منصرف إلى هذه الجمعيات الخيرية كما هو حالك فعلاً .. فتطمئن إليك ولا تخشى
من فيض المال بين يديك ..

قال: .... وهذا خير لأولادي أيضاً ...

قلت: أصبت ... وبخاصة أنك ذكرت لي أنها لأولادها أحسن ما تكون .. فلماذا تبعدهم عنك زمناً ..
ثم بتعدهم عن أمهم .. بعد انتهاء حضانتهم زمناً آخر ...

قال: ألم أكن على حق في قصدي لك وتوجهي إليك .. لقد كنت أبحث عن هذا , وصدق رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( ما خاب من استخار .. وما ندم من استشار ) .. أخرجه الطبراني بسند ضعيف .

قلت: ليت الأزواج جميعهم مثلك .. يسرعون في الاستجابة للنصيحة ...

قال: لاتنسني يا أخي من دعوة بظهر الغيب ... أن يشرح الله لي صدري .. ويصلح لي زوجتي ...

قلت: افعل إن شاء الله .


محمد رشيد العويد .

_______________



ادعي الله تكونون استفدتوا من موقف اليوم
ونطرونا بمواقف ثانيه .. مثيرة ومفيدة .. مع الاستاذ محمد العويد في كتابه القيم

اخوكم المجدد :)

ginan 03-09-2006 06:59 PM

بارك الله فيك وشكرا على مجهودك وياريت من يكون عنده مشكلة يطبق هل النصيحة الغالية ولا يستعجل بحلول عشوائية
ما خاب من استخار وما ندم من استشار

غلا 2005 04-09-2006 01:10 AM

ررااااااااااااااااائع جدا

ما شاء الله لا قوة إلا بالله

أشكرك اخي من كل قلبي
( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)

محمد نور شمسه 04-09-2006 01:40 AM

جزاك الله الخير عني وعن المسلمين

روح الغالي 04-09-2006 01:55 AM

بارك الله فيك

موضوع موفق

ربي يسعدك وينولك مرادك ويفرج همك

وننتظر مزيدك

اختك في الله

اميh 04-09-2006 02:37 AM

مشكور جدا اخي

الله يوفقك لخيري الدنيا والاخرة

وفي انتظار المزيد

almojaded 04-09-2006 03:26 AM

اجمعيين اخواني وخواتي ماقصرتوا على الدعواة الطيبة
وإن شاء الله بغضون دقايق معدوده بتلقون الموقف الثالث
نازل

قاعد اكتبه الحين :d

almojaded 04-09-2006 06:18 AM

وهذا الموقـف الثالـث بعنـوان :

أربـــــــح عَــــقـــــد .. !


أبرزُ صفة عرف بها صديقي أبو أحمد هي < الجِــد > , وأظهر خلق لازمه هو العمل الدؤوب .
ولهذا فقد كان من الأوائل دائماً في جميع مراحله الدراسية , قليل اللعب واللهو , بل لعل اللعب
واللهو لا يعرفانـه ولا يعرفهما .

ورافقه جده في حياته الدراسية , مع حياته العملية , بعد التخرج في الجامعة , ولهذا سرعان ما ارتقى
في المناصب , حتى صار مدير الشركة التي بدأ العمل فيها , ونال ثقة أصحابها الذين أعطوه كثيراُ
من الصلاحيـات التي زادته حباً لعمله وإخلاصاً فيه , إلى درجة كان فيها يستمر في العمل حتى بعد
ساعات انتهاء الدوام الرسمي , بل كان يأخذ كثيراً من الأوراق والملفات إلى بيته , ولم ينس أصحاب
الشركة جهده هذا .. فكانوا يجزلون له المكافآت , وكانت تتوالى في مرتبه الزيادات .


قالت لي زوجتي يوماً , وكانت صديقة حميمة لزوجته , إن أم أحمد تشتكي انشغال زوجها الدائم عنها ,
وانصرافه شبه التام إلى عمله , وإيثاره له على كل أحد , وكل شيء , وإنها لترجوا أن أكلم زوجها
بما ينبهه إلى تقصيره تجاه أهله وبيته , دون أن يعلم مني أنها هي التي اشتكت منه هذا .


في اتصالي به , للاتفاق معه على زيارته في بيته , حدثني عن مشاغله الكثيرة , وفراغه القليل , ولم
أظفر منه بموعد لزيارته في بيته , ولم أجد بُداً عن القبول بزيارته في مكتبه في الشركة .. ولكن في
غير ساعات الدوام الرسمي .. حتى لا أكون مثل أولئك الذين يزورون الناس في أماكن عملهم ..ويأخذون
من أوقاتهم , في قضايا لا صلة لها بالعمل .


زرته في الموعد , وجلست معه أتحدث إليه ويتحدث إليَ في العمل , وفي غير العمل ... ثم قلت له :

ألا تتضايق زوجتك من طول غيابك عن البيت .. وكثرة انشغالك عنها ؟

قال: ولماذا تتضايـق .. ؟

قلت: حاجات البيت كثيرة .. فمن يلبيها ؟

قال: أمام بيتنا بقالة فيها كل شيء .. ليس على زوجتي إلا أن تتصل بالهاتف وتطلب ما تحتاجه
منها .. ليكون عندها في دقائق .. وأنا أحاسب صاحب البقالة كل شهر .. ولا أسألها عن شيء اشترته :
لم اشترته ؟ّ

قلت: هل هذا كل شيء ؟

قال: لعلك تقصد الأولاد ؟ سيــارة بسائقها رهن اشارتهم في أسفل البيت .. يأخذهم إلى حيث
يريدون ويوصلهم إلى أبعد ما يتوقعون .

قلت: ما أردت هذا .. !

قال: أي شيء إذن ؟

قلت: أنت حدثتني عن الجانب المادي وأنــا ...

قاطعني: وأنت تسأل عن الجانب غير المادي ... أحمـد منتسب إلى نادي رياضي يمارس فيه
هواية لعبة كرة القدم .. وعبدالرحمن يشبع هوايته في القراءة وعنده مكتبة أشجعه على إغنائها بالكتب
دائماً ... وفاطمة منتسبة إلى جمعية (.........) الدينية .. وهي تملأ وقت فراغها فيها .. كما أنها تتلقى
التوجيه الديني اللازم .

قلت: .. وزوجتك ؟

قال: زوجتي لا هواية لها .. اللهم إلا تربية الأولاد .

قلت: إذا كان أحمد يذهب إلى ناديه الرياضي .. وعبدالرحمن يجلس في مكتبته يقرأ .. وفاطمة
تذهب إلى جمعيتها .. وأنت تعمل في الشركة بعد الظهر أيضاً .. فكيف تقضي أم أحمد وقتها في
البيت وحدها ؟

قال: تشاهد التلفزيون .. تقرأ .. تزور جاراتها .. تزورها صديقاتها ... الخيارات أمامها كثيرة .. !

قلت: أهذا كل شيء ؟

قال: ماذا تريدني أن أفعل لها ؟

قلت: متى سابقت زوجتك آخر مرة .. ؟

( نظـر إليَ والدهشة والاستغراب يملآن وجهه لهذا السؤال المفاجئ له ) .

قال: متى سابقت زوجتي آخر مرة ؟!!

قلت: أجل .. متى سابقتها آخر مرة ؟

( صمــت لحظات وكان كمن يبحث عن جواب ) .

قال: أبعد هذا العمر يا أخي ؟

قلت: تعني أنك سابقتها حين كنت أصغر ؟

قال: أصدقك القول .. لم أسابقها قط .. !

قلت: ولكن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- سابق أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها
وسنه قد تجاوزت الخمسين .. هل تجاوزت سنك الخمسين يا أبا أحمــد ؟

قال: أنت تعرف يا أخي كثرة انشغالي ومسؤولياتي .

قلت: لن تكون اكثر انشغالاً ومسؤوليات من نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يحمل رسالة الله
الخاتمة إلى العالمين .. ولم يمنعه هذا أو يشغله عن مسابقة زوجه مرتين .

تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر , وهي جارية
( أي صغيرة السن ) .

قالت: لم أحمل اللحم ولم أبدن ( أي لم تكن سمينة ) , فقال لأصحابه : تقدموا , فتقدموا .
ثم قال : تعالي أسابقك ! , فسابقته , فسبقته على رجليَ , فلما كان بعدُ , وفي رواية فسكت عني ,
حتى إذا حملت اللحم ( أي سمنت ) وبدنت ونسيت , خرجت معه في سفر , فقال لأصحابه : تقدموا , فتقدموا ,
ثم قال : < تعالي أسابقك > ونسيتُ الذي كان , وقد حملت اللحم , فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله ..
وأنا على هذه الحال ؟ قال : لتفعلن . فسابقته فسبقني , فجعل يضحك وقال ( هذه بتلك السبقة ) .

رواه أبو داود والنسائي وأحمد في المسند .

قال: صلى الله عليه وسلم ... ما أعظم خلقه , كم نحن بعيدون عنه ! .

قلت: ولماذا لا نقترب منه وهو أسوتنا . ألم يقل لنا رب العزة جل شأنه ( ولكم في رسول الله أسوة
حسنة ) ؟

قال: بلى . ولكن أين أسابق زوجتي اليوم ؟ في الشارع ؟ أمام الناس ؟ أم في السفر , كما فعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم , والسفر اليوم ماعاد مثل سفر الأمس البعيد ؟!

قلت: ألم تخرج مع زوجك و أولادك إلى خيمة نصبتها في البر .. بعيداً عن أعين الناس .. ؟ ألم تكن
الفرصة مواتية لإجراء مثل هذه المسابقة ؟ ثم أريد أن أسأل : أليست هناك مسابقات أخرى , غير الجري ,
تسابق بها زوجتك ؟

قال: مثل ماذا ؟

قلت: مثل لعبة الشطرنج , أو مسابقة ثقافية تطرح فيها عليها الأسئلة , أو غيرها .. فالغاية هي
التواصل مع زوجتك .. في غير قضايا الحياة الجادة ومسؤولياتها .. لتضفي جواً من المرح والمودة على
علاقتك بها .

قال: يبدوا أنني كنت غافلاً عن هذا كله ؟

قلت: كم تحادث زوجتك كل يوم ؟

قال: ( بعد تفكير قصير ) : ربما ربع ساعة .. نصف ساعة أحياناً .. أنت تعلم مسؤوليات الشركة .

قلت: أتحادث زوجتك نصف ساعة يومياً ؟

قال: بعض الأيام .

قلت: وبم تحادثها ؟

قال: تعلم ...

قلت: عن الشركة وما تحققه فيها من نجاح ؟

قال: وماذا عندي غير الشركة ؟

قلت: أنت تحدثها عن الشركة .. لا تحادثها .. لأن المحادثة تقتضي المشاركة .. تحدثها وتحدثك ..
وقد لا يهم زوجتك حديثك عن الشركة قدر ما يهمك أنت !

قال: عمَ أحدثها إذاً ؟

قلت: أي حديث مرح خفيف .. تشيع فيه روح المودة .. وتتخلله المداعبة ..

قاطعني قائلاً: المداعبـــة ؟!

قلت: وما يمنع ؟

قال: أتريد أن تهدم جدار احترام زوجتي لي .. وتضيع بقية هيبة في نفسها لي !

قلت: لماذا لا تعود معي إلى أسوتنا ؟

قال: صلى الله عليه وسلم .

قلت: كان يُرخم اسم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيقول لها : (( يا عائش )) .
ويجعل ملاعبة الرجل امرأته أول أربعة ليست من اللهو المنهي عنه .
يقول صلى الله عليه وسلم : < كل شيئ ليس من ذكر الله لهو ولعب .. إلا أن يكون أربعة : ملاعبة الرجل امرأته
وتأديب الرجل فرسه ومشي الرجل بين الغرضين ( أي الهدفين , ويراد به الرماية والسباق ) وتعليم الرجل
السباحــــة > . حديث صحيح رواه النسائي .

قال: لقد جعل صلى الله عليه وسلم ملاعبة الرجل زوجته في المرتبة الأولى من الأربعة التي حث عليها .

قلت: .. وتأمل أيضاً هذا الحديث الذي ترويه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها . تقول : قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم : < إني لأعلم إذا كنت عني راضية .. وإذا كنت عليَ غضبى > فقلت: من أين
تعرف ذلك ؟ فقال : < إذا كنت عني راضية فإنك تقولين : لا ورب محمد ... وإذا كنت عليَ غضبى قلت:
لا ورب إبـــراهيم >.
أخرجه البخاري وغيره.

قال: إنه صلى الله عليه وسلم يتودد إليها في هذا الحديث .

قلت: أرأيت ؟ ثم لاحظ أن فيه إشارة إلى أن السيدة عائشة رضي الله عنها كثيراً ما تكون غضبى
على النبي ... ولا يجد النبي صلى الله عليه وسلم أي حرج أو رفض لهذا .. بل ربما أن النبي صلى الله
عليه وسلم حدثها بهذا الحديث في حالة من حالات غضبها ليخرجها منه ويسترضيها .

ألم تلحظ أنه يخبرها مباشرة بعلمه بكل حال من حالها ... بل إنه أثار فيها فضول المعرفة لتسأل هي :
من أين تعرف ذلك ؟

قال: إنها حقاً أخلاق نبي ... وحكمة نبي .

قلت: لكننا مدعوون للتخلق بهذه الأخلاق .. والاقتباس من هذه الحكمة .

قال: مسكينة زوجتي ... لقد حرمتها من هذه الملاطفة والملاعبة التي علمنا إياها النبي صلى الله
عليه وسلم ... كانت حياتي معها جادة كل الجد ...

almojaded 04-09-2006 06:19 AM

قلت: عفا الله عما سلف .. عوض عما فات يا أخي .

قال: ولكن كيف يا أخي .. ؟ كيف أنقلب مرة واحدة من تعاملي الجاد معها ... إلى الملاعبة والملاطفة ؟
ألن تتساءل زوجتي : ماذا جرى للرجل .. ؟ ألن تستنكر مني ؟

قلت: هناك كثير من الأمور يمكن أن تفعلها في مرحلة الانتقال من جفافك القديم .. إلى ربيعك الجديد .

قال: تفضـــل .

قلت: كيف طبخ زوجتك ؟

قال بحماسة: لن تذوق في حياتك أطيب منه .. أكلت في مطاعم كثيرة في مختلف أنحاء العالم أثناء
سفراتي في اعمال للشركة .. لم أجد أطيب مما تطبخه زوجتي .
وسأدعوك إلى الغداء لتذوق بنفسك .

قلت: شكراً سلفاً ... ولكن هل أثنيت على طبخ زوجتك مادامت تجيده إلى هذا الحد ؟

( رفع حاجبيه وقد فطن إلى ما أردته من سؤالي عن طبخ زوجته )

قال: أذكر أني قلت لها مرة : أنت يا أم أحمد تتقنين الطبخ جيداً .

قلت: مستنكراً: مرة واحدة ... ويا (( أم أحمد )) .... ؟!!

لماذا لا تخاطبها باسمها ؟ وكيف تثني على طبخها مرة واحدة وأنت تعترف بأنك لم تذق مثله في مطاعم
العالم كلها ؟ لماذا هذه العبارة المختصرة الجامدة ... وكأنك تذكر نتيجة علمية : ( أنت يا أم أحمد تتقنين
الطبخ جيداً )) !!!

قال: ( وقد ظهر عليه بعض خجل ممزوج ببعض حرج ) : وماذا كان علي أن أقول ؟


قلت: كان عليك أن تقول هذه الحقيقة عشرات المرات ... وبعبارات كثيرة مبهجة ومفرحة لزوجتك ..
كان عليك إثر كل عودة من سفر من أسفارك أن تقول لها وأنت جالس إلى مائدة الطعام : صدقيني يا
( وتذكر اسم زوجتك .. ) ... أني لم أجد , من يطبخ أطيب منك .. كنت أفتقد أكلاتك , اللذيذة هناك ...
ما رأيك لو تكتبين طرائق طبخك لنجمعهما لك في كتاب تستفيد منه باقي النساء ... ولكن لا .. ليست
القضية قضية طريقة وكميات .. القضية قضية فن ونَفَس :) .... حتى لو عرفوا الطريقة منك .. فمن أين لهم
أن يحصلوا على نَفَسك في الطبخ ...

والتفت إلى ابنتك فاطمة وقل لها : تعلمي من أمك يا فاطمة .. تعلمي منها طرائق الطبخ .. ولازميها لتأخذي
منها هذا النفس .. أريد أن يستطيب زوجك في المستقبل طبخك .. كما أستطيب طبخ أمك ...

قال: سيسرها هذا الكلام كثيراً ويملأ قلبها بهجة وسعــــادة ...

قلت: وهل يقلل هذا الكلام من اهتمامك بالشركة وعملك فيها .. ؟

قال: لا .. أبداً .

قلت: لعله يأخذ من وقتك !

قال: أي وقت يأخذه وأنا جالس إلى مائدة الطعام !!

قلت: كلام طيب .. لا يكلفك مالاً .. ولا يأخذ من وقتك .. ولا ينقص اهتمامك بعملك .. وفي نفس الوقت
يدخل المسرة والبهجة والرضا إلى نفس زوجتك .. ماذا كان يمنعك من قوله ؟

قال: ( وهو يحك بيده أعلى جبهته ) لعله النسيان ... أو الإهمال .. أو انشغال البال في العمل ... أو ..
والله لا أدري ما أقول لك .. ! لكني أعدك أن أبدأ غداً التغيير .. وحتى أجلس إلى مائدة الغداء .. سأردد
تلك العبارات المادحة لطبخها الرائع ..

قلت: لا ترددها ترديداً .. اجعلها نابعة من قلبك .. ولا تتقيد بألفاظ محددة .. ثم لماذا تقصر ملاطفتك
لزوجتك على ثنائك على طبخها ؟ لقد ضربت الثناء على طبخها مثلاً أظهر لك فيه مجالاً من المجالات
الكثيرة لمحادثة زوجتك وإدخال البهجة إلى نفسها .

قال: وماذا غير الثناء على طبخها ؟

قلت: الثناء على لبسها .. على شكلها .. على حسن رعايتها لأطفالها وتربيتها لهم .. على ذوقها
في ترتيب البيت .. على إخلاصها لك .. على صبرها على بعدك عنها طوال النهار ... ما أكثر المناسبات
التي تحدث فيها زوجتك بالكلام الطيب .. وتسمعها فيها الثناء عليها .. والرضا عنها ...

قال: يبدوا أن جلستنا هذه ستتكرر , لتشرح لي بالتفصيل ما أقوله في كل مناسبة من هذه المناسبات
أريد أن أعوض أم أحمد عن السنوات الماضية ...

قلت: على الرحب والسعة ... لكنني متفائل بأنك لن تحتاجني كثيراً في المستقبل ... لأن الكلمات ستجر
بعضها .. والنتائج الطيبة ستشجعك على المزيد .

قال: هذا ما أرجوه .

قلت: يبقى شيء يبدوا أنني نسيت أن أذكرك به ...

قال متلهفاً : قل لي .............

قلت: إن كلامك الطيب لزوجتك .. ومسامرتك لها ... لن تكسبك مودتها فحسب .. بل ستربحك أيضاَ
كما يربحك عملك في الشركة مرتباً عالياً وعلاوات متتالية .

قال فرحاً: وكيـــــــــــف ؟

قلت: لقد أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم أن الكلمة الطيبة صدقة , وأن اللقمة التي تضعها في فم
زوجتك صدقة , ... بل حتى تلبية شهوتك في زوجتك صدقة ... فانظر أي رصيد من الحسنات يدخره لك ربك
يوم القيامـــة .... ومن أحسانك لزوجتك فقط ....

قال: ما أكرمك يا رب وما أعظم عطاءك .....

قلت: اتفقنا على التغيير ؟

قال: اتفقنـــــــــــــــــــــا :)

almojaded 06-09-2006 02:49 AM

وهــذا الموقف الرابع بعنوان : :)


مـرض .. من غيــــر إجـــــــازة !!


قال: أعرف لك خبرة بالمرأة ومعرفة باطباعها .

قلت: إنما هي قراءات واطلاعات ومتابعات لشؤونها .
على أي حـال فإني أشكر لك هذا الظن بخبرتي ومعرفتي بطباعها .

قال: أريد أن أسألك عن مثل عامي شائع في بلدنا ..
إن كان يصف طبعاً من طباع المرأة أو حالاً من أحوالها .

قلت: وماذا يقول هذا المثل ؟

قال: (( المرأة كالسجادة .. تحتاج كل شهر إلى نفضة )) !! .

قلت: وهل وجدت أثراً لهذا المثل في زوجتك ؟

قال: أتريد الحق : نعم . وجدت فيه انطباقاً كبيراً عليها .

قلت: هكذا أغلب النساء .. فلا تقلق .

قال: أغلبهن يحتجن إلى هذه (( النفضة )) ؟

قلت: على العكس تماماً .. إنهم يحتجن إلى حلم مضاعف من الزوج وصبر أجمل عليهن .

قال: ولكنك قلت : هكذا أغلب النساء !

قلت: إنما عنيت أن أغلب النساء يصدر عنهن كل شهر ما يثير غضب أزواجهن عليهن ...
إنما لا يستدعي هذا العقاب الذي شبهته بـ (( النفض )) للسجـاد .

ضحك :) وقال: ماذا يستدعي إذاً ؟

قلت: كما أخبرتك , يستدعي مزيداً من حلم الرجل وصبره .

قال: وما معنى كل شهر .. ولماذا ليس كل شهرين ؟

قلت: وهل تحيض المرأة كل شهرين أم شهر ؟

قال: وما شأن حيضها بما نحن فيه ؟

قلت: له كل الشأن , لأن مايثير غضبك كل شهر إنما يوافق موعد مايسمى بالدورة الشهرية ,
ولو راقبت هذا بانتباه لوجدته صحيحاً .

قال: ( وقد رفع عينيه وكأنه يسترجع ماضياَ ) لعلك على حق , ولكن ما صلة دورتها بانقلابها
النفسي عليَ ؟

قلت: إنه على صلة كبيرة بها .

قال: كيـــــف ؟

قلت: لو أصبت بنزف فقدت فيه ربع ليتر من دمك .. أما كنت تولول وتدعوا بالويل والثبور وعظائم
الأمور .. ولعلك تطلب إجازة من عملك ؟

قال: لعلي أفعل هذا أو ما يشبه .

قلت: فإن المرأة تنزف مقدار هذا الدم كل شهر ولا يلتفت إليها أحـــد !

قال: المسكينة :(

( ولم أتيقن إن كان جاداً في إشفاقه أم ساخراً )

قلت: وأكثر من هذا .

قال: وماذا أيضاً ؟

قلت: تنخفض درجة حرارة المرأة في أثناء الحيض درجة مئوية كاملة , وذلك لأن العمليات الحيوية
التي لا تكف في جسم الكائن الحي تكون في أدنى مستوياتها وقت الحيض , وتسمى هذه العمليات
بالأيض أو الاستقلاب Metabolism . ويقل إنتاج الطاقة .. كما تقل عمليات التمثيل الغذائي .. وتقل كمية
استقلاب المواد النشوية والدهون والبروتين .

قال: كأنك تريد أن تقول إنها تمرض في دورتها ؟

قلت مستأنفاً حديثي: وتصاب الغدد الصماء بالتغير إثناء الحيض فتقل إفرازاته الحيوية الهامة
للجسم إلى أدنى مستوى لها .

قال: وهل هناك شيء آخــــر ؟

قلت: ونتيجة للعوامل السابقة تنخفض درجة حرارة الجسم ويبطئ النبض وينخفض ضغط الدم .
ويصاب كثير من النساء بالشعور بالدوخة والفتور والكسل في أثناء فترة الحيض .

( نظرت إلى صديقي لأرى أثر الكلام في وجهه )

قال: تفضــل ... أكمل .

قلت: يصاحب الحيض آلام تختلف في شدتها من إمرأة إلى أخرى , وأكثر النساء يُصبن بآلام
وأوجاع في أسفل الظهر وأسفل البطن , وبعض النساء تكون آلامهن فوق الاحتمال .. مما يستدعي
استعمال الأدوية والمسكنات , ومنهن من تحتاج إلى زيارة الطبيب من أجل ذلك .

قال: ( وقد ظهرت علائم الاقتناع واضحة في وجهه ) : ولا شك في أن هذا كله يضغط على أعصاب
المرأة فيثيرها ويغضبها .

قلت: صـــدقـــت , تصاب المرأة بحالة من الكآبة والضيق في أثناء الحيض .. وخاصة عند بدايته ..
وتكون متقلبة المزاج سريعة الاهتياج قليلة الاحتمال .. كما أن حالتها العقلية والفكرية تكون في أدنى
مستوى لها .

وبعض النساء يُصبن بالصداع النصفي ( الشقيقة ) قرب بداية الحيض , وتكون الآلام مبرحة وتصحبها زغللة
في الرؤية وقىء .

قال: إن هذه والله لأعراض مــرض !

قلت: ومع هذا فإن ( المسكينة ) , كما وصفتها , لا تستطيع أن تأخذ إجازة من تلبية طلباتك وطلبات
الأولاد .. ومن تبعات البيت وأعماله .. فهل تريدها أن تحتمل هذا كله لترسم ابتسامة دائمة على وجهها
.. ويتسع صدرها لهذا وذاك وذلك ...؟

قال: ( وكأنه يعتذر ) الإنســــان عدو ما يجهل .

قلت: وعلى هذا .. فإن المثل الذي ذكرته صحيح في شيء وخاطىء في آخـــر .
صحيح في أن المرأة تحتاج كل شهر ... وخاطىء في تحديد هذا الذي تحتاجه بأنه (( نفضة ))
كنفضة السجـــاد .

المرأة تحتاج على العكس من هذا , إلى مزيد من الحلم عليها , واحتمال أكثر لاهتياجها , وتقبل أفضل
لثوران أعصابها , واتساع صدورنا نحن الرجال لها .

قال: ما أجمل وأبلغ قوله تعالى في وصف المحيض .. ( قل هوَ أذى ) .

قلت: وانظر إلى آثار رحمة الله بالمرأة ... كيف خفف عنها واجباتها أثناء الحيض فأعفاها
من الصلاة ولم يطالبها بقضائها .. وأعفاها من الصوم , وأعفاها من الاتصال جنسياً بزوجها وأخبر
زوجها بأن الحيض أذى كما جاء في الآية الكريمة التي أشرت إليها .. والآية كاملة تقول :

( ويسألونكَ عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض , ولا تقربوهن حتى يطهرن
فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله , إن الله يٌحب التوابين ويٌحب المتطهرين )


قال: سبحـــان الله .. ربما يخفف عنها ما افترضه عليها .. ونحن الرجال لا نرضى في أن تقصر
في أي من واجباتها نحونا .

قلت: ولعل هذا يكشف عن الحكمة في نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن تطليق المرأة أثناء
الحيض .

قال: كم أنا شاكر لك هذا البيان الواضح ... وإني لأرجوا أن يعينني الله على أن يتسع صدري
لزوجتي أيام حيضها .

قلت: بل ادع الله أن يوسع صدورنا لزوجاتنا في الأيام كلها .. فنحتمل ما يصدر عنهن , ونحلم عليهن .

قال: آمين .. آمين :) .







إن شاء الله تكونون استفدتوا من الموقف اليوم
ونطرونا بالموقف الياي :)


swzy 06-09-2006 03:30 AM

جزاك الله خير وبارك الله فيك.

ginan 07-09-2006 12:10 AM

بارك الله فيك مواقف فيها حكمة ومفيدة

I LOVE ME 07-09-2006 06:20 AM

الله يوفقك أخي .....



يا ليت زوجي يقرأ القصة الأولى : (





يعطيك العافية على الجهد الرائع ....

رقة 07-09-2006 12:58 PM

عفوا


تم نقل الموضوع الى عالم المتزوجين مكانة المناسب


تحياتى

رقة

...

خشن ولكن حنون 07-09-2006 03:27 PM

جزاك الله خير على القصص المميزه

fleur 07-09-2006 05:11 PM

مواقف جد مميزة
جزاك الله خيرا

عبير الأحلام 07-09-2006 06:39 PM

شكر الله جهودك .. ورفع بها ميزان حسناتك

***

غلا 2005 08-09-2006 07:11 AM

ررااااااااااائع

جزاك الله خيرا

سلمت يداااااااك

وكثر الله من امثالك

عاشق nlp 08-09-2006 10:41 PM

يا اخي فعلا هذة القصة اثرت فيني الله يعطيك الصحة والعافية ووالله اني كأني صاحب ذالك الصديق الذي يستخدم الطيبة كثيرااا
بارك الله فيك اخي ورزقك زوجة صالحة تهنئك مثل ما ريحتني من الذهاب الى المختص ومعرفة الامر ..
فعلا انك قطعت لي مسافات كبيرة جدااا
الله يحفضك اخوك عاشق nlp

النور والحنان 08-09-2006 11:43 PM

حبيبي الغالي ... ما كتبه الكاتب وما قمت بنقله قد سكبت دموعي على خدي ....

فجزى الله الكاتب آلاف الخيرات ..

ولا حرمك الله الأجر إذ كنتَ سبباً في عدم حرماننا من كتاباتٍ مميزة كهذه ...





أخي الحبيب .. كما أنني أرجو منك التكرم بترك رسالة خاصة باسمي في عالم الرسائل الخاصة على هذا الرابط

عالم الرسائل الخاصة

ولك كل الشكر والتقدير ؛؛

almojaded 10-09-2006 05:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة I LOVE ME
الله يوفقك أخي .....



يا ليت زوجي يقرأ القصة الأولى : (





يعطيك العافية على الجهد الرائع ....


اختي طبعيها وخليه يقراها ...

almojaded 10-09-2006 05:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق nlp
يا اخي فعلا هذة القصة اثرت فيني الله يعطيك الصحة والعافية ووالله اني كأني صاحب ذالك الصديق الذي يستخدم الطيبة كثيرااا
بارك الله فيك اخي ورزقك زوجة صالحة تهنئك مثل ما ريحتني من الذهاب الى المختص ومعرفة الامر ..
فعلا انك قطعت لي مسافات كبيرة جدااا
الله يحفضك اخوك عاشق nlp

اجمعين اخوي
والحمدلله على حصول المقصود

almojaded 10-09-2006 05:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النور والحنان
حبيبي الغالي ... ما كتبه الكاتب وما قمت بنقله قد سكبت دموعي على خدي ....

فجزى الله الكاتب آلاف الخيرات ..

ولا حرمك الله الأجر إذ كنتَ سبباً في عدم حرماننا من كتاباتٍ مميزة كهذه ...





أخي الحبيب .. كما أنني أرجو منك التكرم بترك رسالة خاصة باسمي في عالم الرسائل الخاصة على هذا الرابط

عالم الرسائل الخاصة

ولك كل الشكر والتقدير ؛؛

بارك الله فيك مشرفنا القدير
على جهدك المبذول
الله يجعله بموازين حسناتك

almojaded 10-09-2006 05:48 AM

وهــذا موقفنا اليوم بعنوان : :23:



حـيـن اختلفت الأولويات .. عند صديقي فـهـد .. !!




تضايقت حقاً حين علمت من صديقي عبدالرحمن أن صديقنا فهداً غير راض عن زوجته , وأن خلافات
قليلة نشبت بين الزوجين .

وكان سبب ضيقي معرفتي الجيدة بفهد , وبكمال خلقه , وعفة نفسه , وشدة زهده في الدنيا ومتاعها .





قال لي عبدالرحمن: أرى أن تتدخل قبل أن يستفحل الخلاف .

قلت له: قبل أن نعرف السبب ؟

قال لي: حاول أن تسأله .

قلت: هل أسأله: لماذا أنت غير راض عن زوجتك ؟ ألا ترى في هذا حرجاً ؟

قال: لعلك تعرف السبب من زوجتك .. فإن المرأة تُـسـِـر أحياناً بما بينها وبين زوجها إلى صديقتها .

قلت: اقتراح صائــب .

* * *

قلت لزوجتي: من خلال لقاءاتك بزوجة فهد .. ألم تحيطي بسر عدم رضاه عنها ؟

ابتسمت زوجتي وقالت: ولِمَ لم تقل : عدم رضاها هي عنه ؟

أعجبني استدراك زوجتي وفهمت منه أنها محيطة بأسباب خلافهما , فقلت مبتسماً أيضاً : حسن .

ما سر عدم رضاها عنه ؟

قالت: إنها والله لتثني عليه الثناء كله .. ولا تشكو فيه إلا عيباً واحداً .

( أثارت زوجتي في نفسي الاستعجال لمعرفة سبب الخلاف , فقلت على الفـور : وهـــو ؟ )

قالت: إمســـاك يده .

قلت: تعنين أنه بخيــل .

قالت: لا أحب إطلاق هذه الصفة عليه .

قلت: وأنا والله كذلك .. فقد عرفته متصدقاُ , باذلاً في سبل الخير .

قالت: وهذا ما أكدته زوجته ..

قلت: إن زهده إذن , زهده جعله يمسك يده في الإنفاق على زوجته .

قالت: أنـت لم تزره منذ أن تزوج .. فلماذا لا تزوره في بيته وتحدثه برفق دون أن تشعره بما يحرجه
أو يجرح نفسه ؟

قلت: أنــت على حق , وهذا ما سأفعله إن شاء الله .

* * *

حين دخلت بيت فهد , وشاهدت أثاثه القديم , على الرغم من أنه حديث عهد بالزواج , زاد اعتقادي
بصدق دعوى زوجته بإمساك يده عنها .

كان فهد شديد الترحيب بي , عاتباً علي تأخري بزيارته بعد زواجه , معبراً عن شوقه لجلساتنا القديمة
الطيبة , أبديت له اعتذاري , وأقررت له بتقصيري , وخضت معه في أحاديث مختلفة .. لكنني أم أنجح
في أن أنتقل من أحدها إلى ما أردت محادثته من أجله .

أخيراً قلت له : كم سرني يا أخي أن زواجك لم يشغلك عن حب الصدقة على الفقراء , والمساكين والأرامل
واليتامى .

ابتسم راضياً وقال : وكيف عرفت ؟ إني والله لأحاول أن أكتم هذا حتى لا تعلم شمالي ما تنفق يميني .


قلت ممازحاً: نحن الصحفيين لا نكشف عن مصادر أخبارنا .

قال: ... على ذكر الصحافة .. ما آخر الأخبار ؟

( خشيت أن يخرجني عن غايتي وقد اقتربت منها :) , فقلت له عائداً إليها : دعنا من الصحافة ومتاعبها
وأخبارها .. ابتسم موافقاً )

قلت: ولكن أليس هذا على حساب زوجتك ؟

قال: ( وأحسبه نسي ما كنا فيه ) : وماذا تعني ؟

قلت: إنفاقك في سبل الخير .. ألم يكن على حساب زوجتك ؟

قال متسائلاً: ما يأخذه مني من وقت أم من مال ؟

قلت: ما يأخذه منك من وقت ومن مال .

قال: لقد ذكرت زوجتي منذ البداية .. أننا في هذه الدنيا عابرو سبيل .. وأننا لسنا خيراً من النبي
صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم حين كانوا يعيشون عيشة الكفاف والزهد .

( شعرت بالرضا لأنني نجحت في الوصول معه إلى الغاية التي أبتغيتها .. لكنني في الوقت نفسه أدركت
أن إقناعه فيه بعض الصعوبة )

قلت: ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا أن نعطي كل ذي حق حقه .. ولزوجتك عليك حقوق كثيرة.

قال: لا أحسب أنني مقصر في حق من حقوقها إنها تأكل وتشرب وتلبس .

قلت: ولكن ماذا تأكل ؟ وماذا تشرب ؟ وماذا تلبس ؟

قال: ماذا تعني ؟

قلت: هل سألتها يوماً عما تشتهيه نفسها لتشتريه لها ؟

( صمــــت ولم يُجب )

قلت له : هل ناولتها يوماً مائة دينار وقلت لها اشتري لنفسك ثياباً جديدة ؟

رد في شيء من الاعتراض: ولم الملابس الجديدة ... وفساتينها لم يهترئ منها شيء ؟!

قلت: ومن من النساء اليوم تشتري ( فستاناً ) لأن فساتينها اهترأت .. إنهن يحببن الجديد .. ولا بأس من
بعض مجاراتهن في ذلك .. لإدخال السرور على قلوبهن .

قال ممازحاً: ومن نصبك يا أخي محامياً عن زوجتي ...

قلت: ماذا تبتغي من وراء تصدقك على الفقراء والمساكين ؟

قال: لا شك في أنه الأجر من الله تعالى .

قلت: عظيــم . هل تعلم أن في تصدقك على زوجتك أجراً عظيماً . بل إن تصدقك عليها أعظم من أجر
تصدقك على الفقراء والمساكين ؟

قال: ولكن إنفاقي عليها واجب .. فأين الصدقة ؟

قلت: استمع إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه :

< دينــار أنفقته في سبيل الله , ودينــار أنفقته في رقبة , ودينــار تصدقت به على مسكين , ودينــار أنفقته
على أهلك .. أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك >.

قال صاحبي مندهشاً: الله أكبر . هل تصدق أني أسمع بهذا الحديث لأول مرة ؟ ولكن .. هل هو
حديث صحيح ؟

قلت: أجل . لقد رواه مسلم في صحيحه .


قال (وكأنه يخاطب نفسه ): أشتري لزوجتي ما تشتهيه من طعام ولباس وغيرهما .. فأكسب حبها ورضاها
وأكسب في الوقت نفسه أجراً عظيماً من الله ! كم أضعت من الأجـر ؟ وكم ظلمت زوجتي ؟!

قلت: لا بأس عليك .. ولا تحزن على ما فات .. فما زلت في بداية زواجك .. وأمامك الحياة الزوجية
ممتدة إن شاء الله .. لتعيد ترتيب الأولويات .. وتعطي كل ذي حق حقه .

قال: إنفاقي على زوجتي أعظم أجراً من تصدقي على مسكين .. ومن إنفاقي في سبيل الله ؟!
كم يحرص الإسلام على التأليف بين الأزواج !

قلت: ولكن احـــذر .. !

قال: مـاذا ؟

قلت: أن يُنسيك هذا مساكينك وفقراءك الذين تنفق عليهم .. فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يدعوا
إلى هذا , إنما هو ترتيب للأولويات كما أمر عليه الصلاة والسلام في حديثه : < وأبدأ بمن تعـول >.

قال: وزوجتي أول من أعــول .

قلت: ويؤكد هذا أيضاً حديث آخر رواه البخاري في صحيحه , فعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : < إذا انفق المسلــم نفقة على أهله وهو يحتسبها .. كانت له صدقة >.

قال متسائلاً: (( يحتسبها )) ؟

قلت: أي يريد بها وجه الله تعالى بأن يتذكر أنه يجب عليه الإنفاق فينفق بنية أداء ما أٌمر بـه .

قال: مـا أعظم كــرم الله تعالى .

قلت: أليس للمرء أن يعجب من أولئك الذين يبخلون فيحرمون أنفسهم تلك الأجور العظيمة ؟

قال: بلى والله .

قلت: وغير هذا أيضـــاً .

قال: أهناك خير آخر لهذا الإنفاق .

قلت: نعم . وأحسب أنك تعرفه في تصدقك على الفقراء والمساكين , وهو أنه تعالى يُخلف لك
في الدنيا ما أنفقته .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: < قال الله عز وجل : أنفق
أُنفق عليــك > . رواه البخاري.

وكذلك الحديث الذي يقسم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم على ثلاث .. أحدهما : < ما نقص مال عبد من صدقة>.


محمد رشيد العويد .






نطرونا بالموقف الأخير ...

almojaded 12-09-2006 10:51 AM

وهذا موقفنا الأخيــر بعنوان :


ضـلـع أعـوج ..





جــاءني مكفهر الوجه , ضائق الصـدر , ينفخ وكأن ناراً في صدره يريدها أن تخــــرج ...


قلت له: خيـــر إن شاء الله ؟

قال: ليتني يا أخي لم أتزوج .. كنت هانئ البال , مرتاح الخاطر ...

قلت: وما يتعبك من زواجك ؟

قال: وهل غيرها !

قلت: تعني زوجتــك ؟

قال: أجـــــل .

قلت: وما تشتكي فيها ؟

قال: قل ماذا لا أشتكي فيها !

قلت: تعني أن مالا يرضيك فيها أكثر مما يرضيك ؟


( هـز رأسه هزات متتالية ... مؤيداً .. موافقاً ... )

قلت له: لعلك تشتكي عدم انقيادها لك ؟


( نظـــر في عيني وقال : فعـــلاً .. )

قلت: .. وكثرة دموعها حين تناقشها وتحتد في جدالها ؟


( ظهــرت الدهشة واضحة وهو يقول : ... نعم ... نعم )

تابعت: ... وكثرة عنادها ...؟


( زادت دهشته : كأنك تعيش معنا ... ! )


قلت: وتراجع اهتمامها بك بعد مضي أشهر الزواج الأولى ؟

قال: كأنما حدثك عنها غيري !


( واصلت كلامي : وزاد تراجع اهتمامها بك بعد أن زرقتما بالأطفال ؟ )

قال: أنت تعرف كل شيء إذن !؟

قلت: هـون عليك يا أخي .. واسمع مني .


( هـدأت مشاعر الغضب والحنق التي بدت عليه , وحلت مكانها رغبة حقيقية واضحة في الاستماع ,
وقــــال تفضــــــــل ) .

قلت: حين تشتري أي جهاز كهربائي .. كيف تستعمله ؟

قال: حسب التعليمات التي يشرحها صانعوا هذا الجهاز .

قلت: حسناً . وأين تجد هذه التعليمات ؟

قال: في كتيب التعليمات المرفق بالجهاز .

قلت: هذا جميل . لو افترضنا أن شخصاً اشترى جهازاً كهربائياً , وورد في كتيب التعليمات المرفق
به أنه يعمل على الطاقة الكهربائية المحددة بمائة وعشرين فولتاُ فقط ... ومع هذا قام مشتري الجهاز
بوصله بالطاقة الكهربائية ذات المائتي وأربعين فولتاً ...

قاطعني: يحتـــرق الجهاز على الفور .. !

قلت: ولنفترض أن شخصاً يريد أن يشترك في سباق سيارات , بسيارة يشير العداد فيها إلى أن
أقصى سرعة لها هو 180 كليو متراً والسيارات المشاركة الاخرى عداداتها تشير إلى أن السرعة القصوى
فيها ثلاثمائة كيلو متر ...

قال بسرعة: لن يفوز في السباق .

قلت: لنفترض أننا سألناه فأجابنا : إنه سيضغط دواسة الوقود إلى آخرها ...

قال: لن ينفعه هذا .. وليضغط بما شاء من قوة .. فإن السيارة لن تزيد سرعتها عن 180 كيلو متراً .

قلت: لماذا ؟

قال: هكذا صنعها صانعوها .

قلت: ... وهكذا خلق الله المرأة !

قال: ماذا تعني ؟

قلت: تلك الطبيعة النفسانية التي اشتكيتها في المرأة .. هي التي خلقها سبحانه وتعالى عليها .
ولو قرأت طبيعة المرأة في كتيب التعليمات المرفق معها .. لما طلبت منها ما تطلبه من رجل !

قال: أي كتيب معلومات تقصد ؟

قلت: ألم تقرأ حديثه -صلى الله عليه وسلم- :

< استوصوا بالنساء خيراً .. فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج .. وأعوج مافي الضلع أعلاه , فإن ذهبت
تقيمه كسرته .. وإن تركته لم يزل أعوج .. فاستوصوا بالنساء خيراً >.

وفي رواية أخرى : < إن المرأة خلقت من ضلع أعوج لن تستقيم على طريقته .. فإن استمتعت بها ..
استمتعت بها وفيها عوج , وإن ذهبت تقيمها كسرتها .. وكسرها طلاقها >.

قال: بلى .. قرأته .

قلت: اسمح لي إذن أن أقول .. إن ما تطلبه من زوجتك .. يشبه ما يطلبه صاحب السيارة
التي حددت سرعتها بـ 180 كليو متراً في الساعـــــة ...

قال: تعني أن زوجتي لن تستجيب لي .. كما لن تستجيب السيارة لصاحبها الذي يضغط دواسة
البنزين فيها لتتجاوز سرعة الـ 180 المحددة لها ؟!

قلت: تقريباً .

قال: ماذا تعني بـ (تقريباً) ؟

قلت: تأمل حديثه صلى الله عليه وسلم إذ يخبرنا بأن المرأة خلقت من ضلع أعوج , وأن هذا العوج
من طبيعة المرأة , فإن أراد الرجل أن يقيمه أخفق .. وانكسر الضلع ..

قال: ... كما يحترق الجهاز الكهربائي المحددة طاقة تشغيله بـ 120 فولتاً .. إذا وصلنا به طاقة
كهربائية ذات 240 فولتاً ..

قلت: أصبـــت .

قال: ولكن ألا ترى أن هذا يعني نقصاً في قدرات المرأة ؟

قلت: نقص في جانب .. ووفرة في جانب آخر , يقابلها في الرجل .. نقص ووفرة أيضاً .. ولكن
بصورة متقابلة .. فنقص المرأة تقابله وفرة الرجل .. ووفرتها تقابلها نقص في الرجل .

قال: اشرح لي .. نقص في ماذا .. ووفرة في ماذا ؟

قلت: عد معي إلى العوج الذي أشار إليه -صلى الله عليه وسلم- في الحديث .. وحاول أن تتصور
أماً ترضع طفلها وهي منتصبة القامة ..! أو تلبسه ثيابه وهي منتصبة القامة . أو تضمه إلى صدرها وهي
منتصبة القامة ...

قال: يصعب هذا .. فلا يمكن تصور أم ترضع طفلها إلا وهي منحنية عليه .. ولا تلبسه ثيابه إلا وهي
منحنية عليه .. ولا تضمه إلى صدرها إلا وهي منحنية عليه ...

قلت: تصور أي وضع من أوضاع رعاية الأم لطفلها .. فلن تجدها إلا منحنية .

قال: وهذا يفسر سر خلقها من ضلع أعوج ..

قلت: هـــذه واحــــدة .

قال: والثانية ...

قلت: جميع الألفاظ التي تحمل معنى العوج في اللغة العربية .. تحمل معنى العاطفة في الوقت نفسه .

قال: وأين العوج في كلمة العاطفة ؟

قلت: مصدر العاطفة ( عَـطَـفَ ) , ومن هذا المصدر نفسه اشتقت كلمة المنعطف , وهو المنحنى كما تعلم.
وفي لسان العرب : عطفت رأس الخشبة فانعطف . أي حنيته فانحنى , والعطائف هي القسي :
جمع قوس .. ألا ترى القوس يشبه في انحنائه الضلع ؟!

قال: سبحان الله . وهل ثمة كلمة أخرى يشترك فيها معنى العوج ومعنى العاطفة ؟

قلت: دونك الحنان .. ألا يحمل معنى العاطفة ؟

قال: بلى .. الحنان هو العطف والرقة والرأفة .

قلت: وهو يحمل معنى العوج أيضاً .. تقول العرب : انحنى العود وتحنى : انعطف .
وفي الحديث : لم يحن أحد منا ظهره .. أي لم يثنه للركوع , والحنية القوس , وها قد عدنا للقوس
التي تشبه في شكلها الضلع .

قال: زدني .. زادك الله من فضله .. هل هناك كلمة ثالثة .

قلت: هل تعرف من الأحدب ؟

قال: من تقوس ظهره !

قلت: ها قد قلت بنفسك ( تقوس ) .. واشتققت من القوس فعلاً وصفت به انحناء ظهر الأحدب .

قال: ولكن أين معنى العاطفة في الأحدب ؟

قلت: في اللغة : حدب فلان على فلان وتحدب : تعطف وحنا عليه , وهو عليه كالوالد الحدِب .
وفي حديث علي يصف أبا بكر رضي الله عنهما : < وأحدبهم على المسلمين > .. أي أعطفهم
وأشفقهم .

قال: لا تقل لي إن هناك كلمة رابعة ...

قلت: أليس الاعوجاج في الضلع يعين أنه ( مائل ) ...

قال: بلى .

قلت: العرب تقول : الاستمالة : الاكتيال بالكفين والذراعين .

قال: هذا يشير إلى العوج والانحناء .. ولكن أين العاطفة ؟

قلت: ألا ترى أن أصل الكلمة هو ( الميل ) , والميل اتجاه بالعاطفة نحو إنسان أو شيء .

تقول : أميل إلى فلان أو إلى كذا ؟ وفي لسان العرب : ( الميل ) : العدول إلى الشيء
والاقبال عليه .

قال: حسبك . فما فهمت العوج في الضلع الذي خلقت منه المرأة .. كما فهمته اليوم ..
فجزا الله خيراً .

قلت: وإياك .

قال: كأنك تريد أن تضيف شيئاً ؟

قلت: أجل . فهذه العاطفة التي أشار إليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. يتحدث عنها
علماء النفس المعاصرون بعد أربعة عشر قرناً , وبعد دراسات وأبحاث وملاحضات .

قال: ليتك حدثتني عنها .

قلت: لو أردت نقلها جميعها إليك لأمضينا ساعات ولكني سأختار لك أمثلة لها .

قال: تفضــــل .

قلت: تأمل هذه العبارة للكاتب الفرنسي هنري ماريون في كتابه ( خلق المرأة ) .. والتي
أنقلها لك حرفياً , يقول : << الفتاة على الاجمال أدق إحساساً من الفتى وأشد انعطافاً >> ...

لاحظ كيف يستخدم تعبير ( أشد انعطافاً ) .. مشيراً إلى العوج والانحناء .

ولأتم لك كلامه : << انظر إليها كيف تحضن دميتها وكيف ترعاها بلهفة وحنان .. تظهر لك تلك الميزه
واضحة , وماذلك منها إلا سبق ظهور لغريزة الأمومة , وهي الغريزة التي تسموا في المرأة على
كل غريزة أخرى , ولله در ( ميشله ) القائل : ( المرأة أم منذ المهد , بل إنها تتعشق الأمومة .. إلى
درجة تنزل معها , كل ما يؤكل إليها بمنزلة الأولاد ) , راقب الفتاة الصغيرة وما تبديه من العطف
والرعاية متى سُلم إليها أمر إخوتها وأخواتها الصغار .. وكيف تسعى جهدها في ملاحضتهم
وإرضائهم .. بل في تعليمهم وتدريبهم أيضاً , فإنما كل ذلك دليل جلي على أن المرأة خلقت
لتكون أماً ومربية في المقام الأول >>.


بل إن هنري ماريون يلتقط من اعوجاج الضلع صفة الحماية للرجل حيث يقول :<< اعوجاج الضلع
في حماية لقلب الرجل , فكأنما المرأة لتحمي الرجل .. وتوفر له الاستقرار والطمأنينة والرضا ..
الأمور التي تكفل عدم الاضطراب .. ومن ثم السلامة والعافية >>.

قال: صدقني أني سأعود الآن إلى زوجتي بمشاعر .. غير المشاعر التي خرجت بها من عندها .

قلت: تعني أنك جئت حانقاً غاضباً عليها .. وتعود الآن عاذراً حالها .. مقدراً ضعفها .. متفهماً طبيعة
تكوينها العاطفية ؟

قال: تماماً .

قلت: هل أطمئن إلى هذا ؟

قال: كل الاطمئنان .

قلت: لقد أدركت إذن أن اهتماماتها بأطفالها .. الذي كان على حساب اهتمامها بك .. فطرة
زرعها الله فيها .. ولا يمكن أن يعود اهتمامها بك كما كان قبل إنجابها الأطفال .

لكن هذا لا يعني أنني أبرر للمرأة إهمالها لزوجها .. لا
فبشيء من التنظيم . والتعاون .. يمكن للمرأة ألا تنسى قسط زوجها من رعايتها واهتمامها .

قال: هذا صحيح .

قلت: وكذلك شكواك من كثرة بكائها .. فما البكاء إلا أثر من آثار شدة العاطفة ,
يشير ماريون إلى قول أحدهم : << إن البكاء من مميزات المرأة في كل أدوار حياتها >>.

وقال منسيور دوبانو : << بعض الفتيات مولعات بالبكاء .. حتى لقد عرفت منهن من كن
يبكين أمام المرآة لمضاعفة اللذة المتأتية لهن من البكاء >>.

قال: تبقى شكواي من عنادها ؟

قلت: إنه صفة لازمة لزوم العوج للضلع كأنك حين تريد انتزاع العناد من نفسها ..
تحاول تقويم الضلع الذي لن يستقيم .. بل سينكسر إذا استمررت في محاولة تقويمه .

واسمع إلى ما يقوله الكاتب الفرنسي مونتاين : << عرفت مئات من النساء .. تستطيع حملهن على
عض الحديد الحامي .. ولا تستطيع إقناعهن بالتخلي عن رأي أبدينه في ساعة غضب >>.

والأمثال المتداولة في هذا المعنى كثيرة , منها المثل القائل ( إن من يطلب إقناع المرأة ..
كمن يطلب تبييض آجرة ) ( القرميدة الحمراء ).

يقول هنري ماريون في كتابه ( خلق المرأة ) : << من الصعب على المرأة أن ترجع عن قولها
وتعترف بغلطها .. وقلما تقول : أخطأت >>.

وأيضاً لا أريد هنا أن أبرر عناد المرأة وعدم طاعتها لزوجها .. بل أشير فقط إلى طبع قد تعذر
إذا ظهر فيها .. ولعل الأجر الكبير الذي وعد به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على حسن
تبعلها لزوجها .. هو لمراغمتها هذا الطبع فيها وانتصارها عليه .

قال: كأنك تريد أن تطمئن أكثر إلى تغير مشاعري نحو زوجتي .. وزيادة تفهمي لطبيعتها
واستعدادي للرفق بها وعدم الضيق منها ؟

قلت: لعلي كما قلت .

قال: أدعوا الله أن يجزيك عني خير الجزاء .

قلت: ويجزيك على حسن استماعك ومحاورتك .. وسرعة استجابتك للحق.

محمد رشيد العويد










almojaded 12-09-2006 10:52 AM

انتهى الكتاب ولله الحمد .

إن شاء الله نكون استفدنا :

1. قراءة كتاب كامل عن كيفية حل المشاكل الزوجية .

2. استفدنا من خبرات وتجارب الآخرين .

3. أظفنا كتاب كامل إلى قائمة الكتب التي قرأناها .


الساعة الآن 05:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©