عندما تحدث بعض الخلافات بين الآخرين , قد تكون اختلاف وجهات النظر كفيله بهذا الخلاف في المرحلة الأولى أو لها دور في هذا الخلاف , فلكل منا عالمه الخاص الذي يعيش فيه وأيضاَ ذلك الخيال الذي ينتاب كلُ منا .
نجد الأشخاص لا يفهمون بعضهم , فيدعون أن كل منهم لا يريد فهم الأخر وإنما الحقيقة أن كل شخص يريد الشخص الأخر على طريقته ومزاجه , دعونا نفترض بعض الأمثلة البسيطة لما ذكر .
الزوجين تنقسم حياتهم إلى أربعة مراحل
المرحلة الأولى : مرحلة التعارف , وهي تكون مابين السنة الأولى إلى السنة الثالثة .
هل من المعقول أن هذه الفترة الطويلة فترة تعارف ؟ ! كما ذكرنا في بداية هذا الحديث أن لكل منا عالم و تفكير و خيالات وتخيلات خاصة به , فكل طرف من هولاء الأطراف قد رسم صورة جميلة للطرف الآخر حسب خياله وتمنياته وحسب ما يريد , فالزوج يريد الزوجة التي تهتم به وتمحي كل ما كان يعاني منه في حياته قبل الزواج , والزوجة تريد الخروج من تلك الحياة التي كانت تعيشها في بيت والدها إلى عرشها الملكي الذي رسمته في خيالها متوجة مع فارسها على ذاك الحصان الأبيض , إن هذه الأفكار جميلة ونستنتج من خلال ذلك أن كل طرف بحاجة الطرف الآخر حسب ما وهب الله عز وجل كل طرف من إمكانيات , عندما نأتي لحيثيات ما ذكرناه وندقق في التفاصيل نجد أن كل من من الطرفين كان يعيش بعالمه الخاص وتخيلاته , هنا تحولت الحياة من مرحلة الأحلام إلى الحقيقة و الواقع وأنهما الآن زوجين يعيشان مع بعضهما تحت سقف واحد , نزع كل منهما قناع العزوبية , فالشاب خرج من عند والدته التي كانت تعد له طعامه وتجهز له ملابسه وتلك الحياة التي كانت فيها بعض المسئوليات البسيطة جدا على عاتقه إلى هذه الحياة التي اختارها فتكون جميع المسئوليات فيها على عاتقه فكل راع وكل مسئول عن رعيته , وهذه الفتاه خرجت من بيت والدها مدللة إلى بيت زوجها فتصبح هي نبع الحنان لهذه الحياة , فهي الزوجة التي تهتم بزوجها وأمور حياتها , وهي الأم التي سوف تنشئ جيل صالح لهذا المجتمع فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق , هنا يأتي كلا منهم بأحلامه عن الطرف الآخر و أحلامه الوردية عن حياته و المرحلة التي تم الانتقال لها , عندها نجد أن كلا منهم قد تفاجئ بالواقع وأحلامهم لم تلتقي و أنها بعيدة عن مدى كلا منهم هنا تقع اختلاف وجهات النظر فلكل منهم وجهة النظر التي رسمها بخياله , ولا توجد أية أسباب شخصية و إنما هي اختلاف لأنماط شخصياتهم , هذه هي المرحلة الأولى بين الزوجين يتعرف كل طرف على الآخر عن قرب وبتفاصيل أكثر كي يستطيعوا التعود والتأقلم على أنماط شخصيات بعضهم , وهذه المرحلة قد تستمر ما بين سنة إلى ثلاث سنوات .