منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   الفتاوى الشرعية (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=96)
-   -   مفهوم خاطئ في الاستخارة هل تُصلى حالة التردد أم الهم بالفعل؟ (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=153438)

أبو فيصل 18-01-2008 09:57 PM

مفهوم خاطئ في الاستخارة هل تُصلى حالة التردد أم الهم بالفعل؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم



إنّ من محاسن شريعتنا الغرّاء ( الشريعة الإسلامية ): صلاة الاستخارة، التي جعلها

الله لعباده المؤمنين



إلا أنّ كثيراً من الناس قد زهد فيها، إمّا جهلاً بفضلها وأهميتها، وإمّا نتيجة لبعض

المفاهيم الخاطئة التي شاعت بين الناس ممّا لا دليل عليه من كتاب ولا سنّة، وهذا

ما أردت التنبيه إليه في هذه العجالة، فمن هذه المفاهيم:



1- اعتقاد بعض الناس أنّ صلاة الاستخارة إنّما تُشرع عند التردد بين أمرين، وهذا غير

صحيح، لقوله في الحديث: (( إذا همّ أحدكم بالأمر..)). ولم يقل ( إذا تردد )، والهمّ

مرتبة تسبق العزم، كما قال الناظم مبيّناً مراتب القصد:



مراتب القصد خمس: (هاجس) ذكروا فـ (خاطر)، فـ (حديث النفس) فاستمعا

يليه ( همّ ) فـ ( عزم ) كلها، رُفعتْ سوى الأخير ففيه الأخذ قــد وقعا



فإذا أراد المسلم أن يقوم بعمل، وليس أمامه سوى خيار واحد فقط قد همّ بفعله،

فليستخر الله على الفعل ثم ليقدم عليه، فإن كان قد همّ بتركه فليستخر على

الترك، أمّا إن كان أمامه عدّة خيارات، فعليه أوّلاً ـ بعد أن يستشير من يثق به من

أهل العلم والاختصاص ـ أن يحدّد خياراً واحداً فقط من هذه الخيارات، فإذا همّ بفعله،

قدّم بين يدي ذلك الاستخارة.



2- اعتقاد بعض الناس أنّ الاستخارة لا تشرع إلا في أمور معيّنة، كالزواج والسفر ونحو

ذلك، أو في الأمور الكبيرة ذات الشأن العظيم، وهذا اعتقاد غير صحيح، لقول الراوي

في الحديث: (( كان يعلّمنا الاستخارة في الأمور كلّها.. )).

ولم يقل: في بعض الأمور أو في الأمور الكبيرة، وهذا الاعتقاد جعل كثيراً من الناس

يزهدون في صلاة الاستخارة في أمور قد يرونها صغيرة أو حقيرة أو ليست ذات بال؛

ويكون لها أثر كبير في حياتهم.



3- اعتقاد بعض الناس أنّ صلاة الاستخارة لا بدّ لها من ركعتين خاصّتين، وهذا غير

صحيح، لقوله في الحديث: (( فليركع ركعتين من غير الفريضة.. )).

فقوله: "من غير الفريضة" عامّ فيشمل تحيّة المسجد والسنن الرواتب وصلاة الضحى

وسنّة الوضوء وغير ذلك من النوافل، فبالإمكان جعل إحدى هذه النوافل ـ مع بقاء نيتها

ـ للاستخارة، وهذه إحدى صور تداخل العبادات، وذلك حين تكون إحدى العبادتين غير

مقصودة لذاتها كصلاة الاستخارة، فتجزيء عنها غيرها من النوافل المقصودة.



4- اعتقاد بعض الناس أنّه لا بد من انشراح الصدر للفعل بعد الاستخارة، وهذا لا دليل

عليه، لأنّ حقيقة الاستخارة تفويض الأمر لله، حتّى وإن كان العبد كارهاً لهذا الأمر،

والله عز وجل يقول: (( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً

وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)) (البقرة:216) .

وهذا الاعتقاد جعل كثيراً من الناس في حيرة وتردد حتى بعد الاستخارة، وربّما كرّر

الاستخارة مرّات فلا يزداد إلا حيرة وتردّداً، لا سيما إذا لم يكن منشرح الصدر للفعل

الذي استخار له، والاستخارة إنّما شرعت لإزالة مثل هذا التردد والاضطراب والحيرة.



5- اعتقاد بعض الناس أنّه لا بدّ أن يرى رؤيا بعد الاستخارة تدله على الصواب، وربّما

توقّف عن الإقدام على العمل بعد الاستخارة انتظاراً للرؤيا، وهذا الاعتقاد لا دليل

عليه، بل الواجب على العبد بعد الاستخارة أن يبادر إلى العمل مفوّضاً الأمر إلى الله

كما سبق، فإن رأى رؤيا صالحة تبيّن له الصواب، فذلك نور على نور، وإلا فلا ينبغي له

انتظار ذلك.

هذه بعض المفاهيم الخاطئة حول صلاة الاستخارة، والتي قد تصدر أحياناً من بعض

المنتسبين للعلم، ممّا يؤصّل هذه المفاهيم في نفوس الناس، وسبب ذلك التقليد

الجامد، وعدم تدبّر النصوص الشرعية كما ينبغي، ولست بهذا أزكي نفسي، فالخطأ

واقع من الجميع.



هذا ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليراجع كتابي: ( سرّ النجاح ومفتاح الخير

والبركة والفلاح )، وهو كتيّب صغير الحجم، ففيه المزيد من المسائل المهمة،

والشواهد الواقعية الدالة على أهمية هذه الصلاة، وفهم أسرارها ومراميها، والله

تعالى أعلم.



الشيخ: د . محمد بن عبدالعزيز المسند


منقووووول
المصدر : شبكة نور الإسلام

اكتفيت بدنيتي!! 18-01-2008 10:20 PM

جزاك الله كل خير

بنت شام 18-01-2008 10:25 PM

جزاك الله كل خير

إبن تيمية 18-01-2008 11:11 PM

بارك الله فيك أخي في الله

أبو فيصل

معلومات قيمة جدا وممتازة ويقع فيها الكثير و يجهلها العامة ...

و إذا سمحت لي أن أذكر حديث الإستخارة لتعم الفائدة و يسهل على القاريء ممن لا يعلمون الدعاء الحصول عليه بسهوله :

فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول

( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك

وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب

اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه

وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به


قال ويسمي حاجته
)

رواه البخاري رقم 1096

وجزاك الله خير على الموضوع المهم و الذي يجب ان يفعّل في حياتنا بالطريقة الصحيحة و المشروعة

أبو أحمد 18-01-2008 11:32 PM

أخي الفاضل أبو فيصل

جزاك الله خيراً

وأسعدك الله في الدارين

منتظره فرج ربها 19-01-2008 12:04 AM

جزاك الله خير

زهـــــرة 19-01-2008 12:38 AM

جزاك الله خير

لوليتاااا 19-01-2008 01:34 AM

جزاك الله خير


أسأل الله أن يختار لك ولنا مافيه خير الدنيا والآخرة

آمين

الجروح 19-01-2008 10:03 AM

أخي في الله أبو فيصل

جزاك الله خير الجزاء

على هذا النقل الطيب

طابت لك الأيام والليالي وأسكنك الله في المقام العالي

روح الغالي 19-01-2008 12:52 PM

ماشاء الله تبارك الله

بارك الله فيك اخي الكريم ( ابو فيصل)


الله يفتح لك ابواب رحمة ويرضا عنك رضا لاتشقى بعده ابدا

ويقر عينك بصلاح زوجتك وذريتك

حصنتكم بلا اله الا الله


الساعة الآن 03:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©