منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   الفتاوى الشرعية (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=96)
-   -   حكم قول : لماذا أنا للإنسان المهموم (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=104402)

Wingz_of_Hope 08-10-2006 01:09 AM

حكم قول : لماذا أنا للإنسان المهموم
 
السلام عليكم..

لدي سؤال صغير..أتمنى أجد إجابة شافية عليه..

إذا إبتلي الإنسان بمرض ..أو هم و غم و ضيق صدر ..هل حرام أن يقول لماذا أنا.. يعني بينه و بين نفسه .. من كثر ما ألم به?


أسد الصمد 08-10-2006 06:23 AM



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Wingz_of_Hope
السلام عليكم..
لدي سؤال صغير..أتمنى أجد إجابة شافية عليه..
إذا إبتلي الإنسان بمرض ..أو هم و غم و ضيق صدر ..هل حرام أن يقول لماذا أنا.. يعني بينه و بين نفسه .. من كثر ما ألم به?

بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
الإجابة على سؤالك من ثلاث وقفات
الوفقه الأولى
لو تعلمون ما في الإبتلاء من الأجر .....
عن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الانبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة رواه ابن ماجة وابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث حسن صحيح ولابن حبان في صحيحه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أشد بلاء ؟ قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الناس على قدر دينهم فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في النلس ماعليه خطيئة
يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-:"إن أمر المؤمن عجب: إن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، وإن أصابته سراء فشكر، كان خيراً له وليس هذا إلا للمؤمن).

الوقفه الثانية
وهي ذات محورين :
المحور الأول
الذي حصل معك كما جاء في سؤالك هو حديث النفس
والحديث النفسي الذي يدور في داخل الإنسان
حديث النفس هل يؤاخذ عليه الإنسان ؟

أما عن الشعور والإحساس القلبي الذي تحسين به فإن عليك مدافعته عن نفسك
وعدم الاسترسال معه
ولا تؤاخذين عليه
ولا تأثمين به
ما لم تحولي هذا الشعور والإحساس إلى عمل أو قول محرم

ففي الحديث: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم به أو تعمل. رواه النسائي والترمذي.

وقد سئل الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى
الـسؤال
تسأل عن حديث وصحته إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم تقول هل هذا الحديث شامل؟
الـجواب
الشيخ: هذا الحديث صحيح إن الله تعالى تجاوز عن هذه الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم وهو شامل لكل شيء لأن حديث النفس لا يستقر فإن استقر في القلب واطمئن الإنسان إليه واعتقده صار عملاً لكنه عمل القلب ليس عمل جوارح أما مجرد حديث النفس مثل الوساوس والهواجيس التي لا يركن إليها الإنسان ولا يعتمدها ولا يعتقدها ولا يقر بها فإن الإنسان لا يؤاخذ عليها وهذا من تخفيف الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة لأن الإنسان لا يخلو أحياناً من مثل هذه الأحاديث النفسية.
.
.
.
يتبع

أسد الصمد 08-10-2006 06:25 AM



المحور الثاني
أما إذا كان قد نطق بالقول :فهذا الأمر خطير ويجب التوبه منه

وأما حكم من يتسخط بالقول فيقول لما أنا ...
فيجيب الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي

الـسؤال
بعض الناس يقول: أنا مؤمن أن الله قدر لي الخير والشر ولكل الناس، ولكن لماذا يقدر الشر لي دون سواي؟

فكيف نرد على مثل هؤلاء؟

الـجواب
الذي يقول: لماذا خصني الله عز وجل بالشر, وقدر الخير لغيري ينبغي له بل يجب أن يخاف الله وأن يتوب, من هذا القول
وليقل: قدّر الله وما شاء فعل
وأن يحمد الله عز وجل على كل ما أصابه
فقد قال جل شأنه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]
فلو أن هذا الإنسان تذكر أن هناك الكثير قد عفا الله عنه, وهو إن وقع في هذه المصيبة فقد عوقب بها بسبب ذنب واحد أو اثنين، ثم إنها خير للمؤمن, حتى الشوكة يشاكها المؤمن خير له, إذا صبر واحتسب.

لماذا يارب ؟ ماذا عملت لكي تفعل بي هكذا ؟
قال الشيخ محمد بن جميل زينو : (( هذا إعتراض على الله تعالى في تقديره ، وهو من الكفر ــ الأصغر ــ : والله تعالى يقول : (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم والآخر بالقدر خيره وشره ) أخرجه مسلم
والصواب أن يقل : ( قدر الله وما شاء فعل ، إنا لله وإنا إليه راجعون ) وعلى المصاب أن يحمد الله على ما أصابه ، فلو كسرت يده فليحمد الله على أن رجله أو ظهره لم ينكسر ، وقد قال الله تعالى في شأن الصابرين : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( ولا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان ) رواه مسلم

وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله ورعاه في شرحه لكتاب التوحيد : ".... ولهذا فإن ترك الصبر وإظهار التسخط كبيرة من الكبائر، والمعاصي تُنقص الإيمان؛ لأن الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، ونقص الإيمان قد ينقص كمال التوحيد، بل ترك الصبر مناف لكمال التوحيد الواجب.
وعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة" .
هذا فيه بيان حكمة الله -جل وعلا- التي إذا استحضرها المصاب فإنه يعظُم عنده الصبر، ويتحلى بهذه العبادة القلبية العظيمة وهي ترك التسخط، والرضا بفعل الله -جل وعلا- وقضائه؛ لأن العبد إذا أريد به الخير فإن العقوبة تُعجّل له في هذه الدنيا؛ لأن رفع أثر العقوبة عن العبد يكون بعشرة أشياء، منها: أن تُعجّل له العقوبة في الدنيا، يعني: أن يعاقب في الدنيا بمرض، أو بفقد مال، أو بمصيبة؛ لأن مخالفة أمر الله في ملكوته لا بد أن تقع لها عقوبة، إن لم يغفر الله -جل وعلا- ويتجاوز، فإذا كانت العقوبة في الدنيا فإنها أهون من أن تكون في البرزخ، أو أن تكون يوم القيامة؛ ولهذا جاء في الحديث الآخر الذي رواه البخاري وغيره قال عليه الصلاة والسلام: "من يرد الله به خيراً يُصب منه".
ولهذا كان بعض السلف يتهم نفسه إذا رأى أنه لم يصب ببلاء أو لم يمرض ونحو ذلك، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحمى مثلاً: "لا تسبوا الحمى فوالذي نفسي بيده... )
.
.
.
يتبع

أسد الصمد 08-10-2006 06:29 AM


الوقفه الثالثة
فوائد الصبر و أجره العظيم
للصبر فضائل كثيرة منها: أن الله يضاعف أجر الصابرين على غيرهم، ويوفيهم أجرهم بغير حساب، فكل عمل يُعرف ثوابه إلا الصبر، قال تعالى: إنَمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجّرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ [الزمر:10].
وأن الصابرين في معية الله، فهو معهم بهدايته ونصره وفتحه، قال تعالى: إنّ الله مَعَ الصّابِرينَ [البقرة:153]. قال أبو على الدقاق: ( فاز الصابرون بعز الدارين لأنهم نالوا من الله معية ).

وأخبر سبحانه عن محبته لأهله فقال: وَاللّهُ يُحِبُ الصّابِرِينَ [آل عمران:146]
وفي هذا أعظم ترغيب للراغبين.
وأخبر أن الصبر خير لأهله مؤكداً ذلك باليمين فقال سبحانه: وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَابِريِنَ [النحل:126].
وجمع الله للصابرين أموراً ثلاثة لم يجمعها لغيرهم وهي: الصلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، قال تعالى: وَبَشّرِ الصّابِرينَ (155) الّذِينَ إذَآ أصَا بَتتهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّآ إلَيهِ راجِعُونَ (156) أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ [البقرة:155-157].

وقال بعض السلف وقد عُزِي على مصيبة وقعت به: ( مالي لا أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال، كل خصلة منها خير من الدنيا وما عليها ).
وثبتنا الله وإياك على القول الثابت في الدنيا والأخرة
دمتم في سعادة من الباري جل جلاله
وشكرا
.
.
.
.
إهـــــداء
جوهرة نفيسة
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم



الجروح 08-10-2006 12:05 PM

أخي في الله أسد الصمد

جزاك الله خير الجزاء

وبارك الله فيك

redrose_22 08-10-2006 12:39 PM

بارك الله فيك أخي أسد الصمد


أقولها بصدق

أنت نور المنتدى

و تحياتي لأختي الكريمة أجنحة الأمل

artimos_216 08-10-2006 01:28 PM

جزاك الله خيرا اخي اسد الصمد والله هذا ما كنت بحاجه الى معرفته الحمدلله على كل شيء

Wingz_of_Hope 09-10-2006 12:15 AM

أخي الكريم..بارك الله فيك على التوضيح المفصل..جزاك ربي الجنة..

و الله كلمات جاءت في الصميم..حتى أدمعت عيناي..الحمد لله على كل شيء..

حياك الله أختي نايت مون ..و بأهل بلدنا..


دمتم برعاية الرحمن


الساعة الآن 12:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©