أمل ... على أعتاب الأبوة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
على أعتاب الأبوة آمال و أحلام أنثرها بين أيديكم خواطراً و رسائلاً |
رد: أمل ... على أعتاب الأبوة
أن يطول انتظار المرء لهذه الفرحة الأولى
أمر يجعل القلب ينبض شوقاً و الصدر يتنفس شوقاً و اللسان يحكي شوقاً إلى حياة من نمط جديد و اهتمام جديد و احلام جديدة و رؤيا للحياة جديدة بالأمس لما جاءتني أمي أطال الله في عمرها و رزقني برها بعد أن أعدت لك المشروب الساخن واقفة على قدميها المرهقتين مسندة ظهرها بيدها أبدت قلقها عليكِ لأنها رأت عينيك مغرورقتين و وجهك متعرقاً أمرتني بأن أترك قضائي لحاجتها و أن أذهب بك إلى المستشفى و ألمحت لي أكثر من مرة على استحياء بأنها تود المجيء معنا حتى تواسيك في ألم الولادة نظرت في وجه أمي بعد ذلك متوضئة بعينين دامعتين محمرتين تخفيهما عني و لا أدري هل بكت فرحاً بهذه الحفيدة الجديدة التي بدأت تطرق الباب أم فرحاً بصغيرها الذي سيكون من اليوم و صاعداً أباً أم بكت على زوجة ابنها التي رأت على وجهها علامات المخاض و خوض التجربة الأكثر تشوقاً في حياة كل امرأة أم عادت بها الذكريات إلى الوراء بعيداً بعيداً يوم أنجبت أول أبناءها لما رأيت المنظر و عشت تلك اللحظات استغرقت طويلاً في التفكير بأمي و أبي رحمه الله كيف كان شعورهما في نفس هذه اللحظة كيف كان شعور أبي رحمه الله و هو ينطلق بأمي لا تكاد تحمله رجليه إلى المستشفى كيف كان ينظر إلى وجه أمي و هي تتألم و تتعرق و تشرح له ما تجده من ألم كيف كان يفكر بأمي و كيف ستجد من يسر او عسر كيف كان يفكر بملامحي و كيف سأكون و أشبه من كيف كان يسترق السمع إلى أصداء بكاء ابنه الجديد و يتخيل الباب يفتح له ليرى وجه زوجته و قد ألقت عن كاهلها وهن الحمل و الولادة لتخلد في نوم عميق لتستيقظ و في حياتهما ضيف دائم و يترقب قدوم الممرضة بابتسامتها تزف لها كلمات مثقلة بالسعادة و البشرى لما أخذتِ إلى غرفة الولادة و منعت من الدخول معك كنت أود لو ضممتك إلى صدري عميـــــــــــــقاً لأترك في قلبك دفء شعوري بك و مواساتي لك لأرسل لطفلتي دفءً من روحي ... هنا أبوك ينتظرك دخل الرجل المتلحي و زوجته علي فجأة و هي تأن و هو يذكر الله و يهون عليها فتخيِّل لي والدي رحمه الله و هو يمسك بيد والدتي و يده الأخرى على كتفها يسندها تخيلت ما تسببته لهما من آلام و قلق في ذلك اليوم الذي ولدت فيه لم أمنع بعض مشاعري من أن تنطلق لذانك الوالدين برد السلام عليهما بحرار ة و الدعاء لهما لعلها تكون تكفيراً لي عن آلام مزقت بها جسد والدتي الضعيف و أرقاً و قلقاً قذفت به في قلب والدي الحنون رحمه الله ذهبت لأصلي العشاء أمر بالمنتظرين في قسم النساء و الولادة يتراءى لي أن كل أم حامل هي أمي و كل أبٍ معها هو والدي السلام عليك يا أمي سلامٌ يصل إليك حيث أنت برداً و سلاماً يضمك يقبل رأسك يديك قدميك و إن كنت بعيداً عن جسدك الحاني و روحك الدافئة و قلبك الطاهر السلام عليك يا أبي سلاماً و دعاءً ينور قبرك يوسعه لك يجعله روضة من رياض الجنة صلى بقربي ذلك الرجل الذي أودع زوجته غرفة الولادة قبل قليل شعرت بجسده يظطرب و أنفاسه تتسارع و قلبه يخفق فكستني غشية من شرود و نوبة من بكاء أهكذا كنت حينها يا أبي ؟ يا الله انهالت علي آلافٌ من الأسئلة حينها كيف جازيتك يا أبي على تلك اللحظات العصيبة كيف كنت أرد لك الإحسان و العطف هل كنت ذلك الابن البار بك هل كنت أخفض لك جناح الذل من الرحمة و أقول لك قولاً كريماً هل كنت على قدر أحلامك و آمالك بي رحمك الله يا أبي |
رد: أمل ... على أعتاب الأبوة
حين يكون القلب محبرة .. يكون الحرف أثقل في موازين البيان ..
|
الساعة الآن 12:18 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©