منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   مساحة فكر (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=147)
-   -   أمل ... على أعتاب الأبوة (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=262361)

تفاصيل حلم 23-08-2015 09:06 AM

أمل ... على أعتاب الأبوة
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
على أعتاب الأبوة
آمال و أحلام
أنثرها بين أيديكم
خواطراً و رسائلاً

تفاصيل حلم 23-08-2015 09:14 AM

رد: أمل ... على أعتاب الأبوة
 
أن يطول انتظار المرء لهذه الفرحة الأولى
أمر يجعل القلب ينبض شوقاً
و الصدر يتنفس شوقاً
و اللسان يحكي شوقاً
إلى حياة من نمط جديد
و اهتمام جديد
و احلام جديدة
و رؤيا للحياة جديدة

بالأمس لما جاءتني أمي أطال الله في عمرها و رزقني برها بعد أن أعدت لك المشروب الساخن واقفة على قدميها المرهقتين مسندة ظهرها بيدها
أبدت قلقها عليكِ لأنها رأت عينيك مغرورقتين و وجهك متعرقاً
أمرتني بأن أترك قضائي لحاجتها و أن أذهب بك إلى المستشفى
و ألمحت لي أكثر من مرة على استحياء بأنها تود المجيء معنا حتى تواسيك في ألم الولادة
نظرت في وجه أمي بعد ذلك متوضئة بعينين دامعتين محمرتين
تخفيهما عني
و لا أدري
هل بكت فرحاً بهذه الحفيدة الجديدة التي بدأت تطرق الباب
أم فرحاً بصغيرها الذي سيكون من اليوم و صاعداً أباً
أم بكت على زوجة ابنها التي رأت على وجهها علامات المخاض و خوض التجربة الأكثر تشوقاً في حياة كل امرأة
أم عادت بها الذكريات إلى الوراء بعيداً بعيداً يوم أنجبت أول أبناءها

لما رأيت المنظر و عشت تلك اللحظات
استغرقت طويلاً في التفكير بأمي و أبي رحمه الله
كيف كان شعورهما في نفس هذه اللحظة
كيف كان شعور أبي رحمه الله
و هو ينطلق بأمي لا تكاد تحمله رجليه إلى المستشفى
كيف كان ينظر إلى وجه أمي و هي تتألم و تتعرق و تشرح له ما تجده من ألم
كيف كان يفكر بأمي و كيف ستجد من يسر او عسر
كيف كان يفكر بملامحي و كيف سأكون و أشبه من
كيف كان يسترق السمع إلى أصداء بكاء ابنه الجديد
و يتخيل الباب يفتح له ليرى وجه زوجته و قد ألقت عن كاهلها وهن الحمل و الولادة لتخلد في نوم عميق لتستيقظ و في حياتهما ضيف دائم
و يترقب قدوم الممرضة بابتسامتها تزف لها كلمات مثقلة بالسعادة و البشرى

لما أخذتِ إلى غرفة الولادة و منعت من الدخول معك
كنت أود لو ضممتك إلى صدري عميـــــــــــــقاً
لأترك في قلبك دفء شعوري بك و مواساتي لك
لأرسل لطفلتي دفءً من روحي ... هنا أبوك ينتظرك

دخل الرجل المتلحي و زوجته علي فجأة و هي تأن و هو يذكر الله و يهون عليها
فتخيِّل لي والدي رحمه الله و هو يمسك بيد والدتي و يده الأخرى على كتفها يسندها
تخيلت ما تسببته لهما من آلام و قلق في ذلك اليوم الذي ولدت فيه
لم أمنع بعض مشاعري من أن تنطلق لذانك الوالدين
برد السلام عليهما بحرار ة و الدعاء لهما
لعلها تكون تكفيراً لي عن آلام مزقت بها جسد والدتي الضعيف
و أرقاً و قلقاً قذفت به في قلب والدي الحنون رحمه الله

ذهبت لأصلي العشاء
أمر بالمنتظرين في قسم النساء و الولادة
يتراءى لي أن كل أم حامل هي أمي و كل أبٍ معها هو والدي
السلام عليك يا أمي سلامٌ يصل إليك حيث أنت برداً و سلاماً
يضمك يقبل رأسك يديك قدميك
و إن كنت بعيداً عن جسدك الحاني و روحك الدافئة و قلبك الطاهر
السلام عليك يا أبي سلاماً و دعاءً ينور قبرك يوسعه لك يجعله روضة من رياض الجنة

صلى بقربي ذلك الرجل الذي أودع زوجته غرفة الولادة قبل قليل
شعرت بجسده يظطرب و أنفاسه تتسارع و قلبه يخفق
فكستني غشية من شرود و نوبة من بكاء
أهكذا كنت حينها يا أبي ؟
يا الله
انهالت علي آلافٌ من الأسئلة حينها
كيف جازيتك يا أبي على تلك اللحظات العصيبة
كيف كنت أرد لك الإحسان و العطف
هل كنت ذلك الابن البار بك
هل كنت أخفض لك جناح الذل من الرحمة
و أقول لك قولاً كريماً
هل كنت على قدر أحلامك و آمالك بي

رحمك الله يا أبي

تحتَ الظلال 02-09-2015 11:39 PM

رد: أمل ... على أعتاب الأبوة
 
حين يكون القلب محبرة .. يكون الحرف أثقل في موازين البيان ..


الساعة الآن 12:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©