سؤال جميــــــــــــــــل . .
كي نكن اكثر موضوعية و واقعية ،
علينا أن نأخذ بعين الاعتبار مدى التقدم الحضاري ، و الثورة السريعة في مجال المعلومات ، وكما ذكرنا سابقا دور التلفزة في بث ثقافات مخالفة لما يصبو إليه كل منزل .
نحن الآن بصدد نقاش أوضاع الأسرة المتطلعة لحماية أبنائها ، وهذا بخلاف ماذكرنا سابقا عن موافقة بعض الأباء لمشاهدة ما يرونه مع ابنائهم و غييره . .
كحقيقة معاصرة ، لايمكن أن نمنع أبنائنا من مشاهدة بعض القنوات الخليجية أو غيره ، فليس من السهل من أن تكن حسيبا ورقيبا طوال وقتك ، و أنا أشك في من يصرح بخلاف ذلك ، و ليس من المنطق أن لا نمنح أولادنا بعض الثقة للحكم على شيئ معين بجوازه أو بطلانه ، كما لا ينبغي علينا أن نواصل الضغط المستمر عليهم منعا للإنفجار .
تتمحور القضية في مبدأ التربية السليمة منذ الصغر ، و تعويد الأطفال على سماع القرآن الكريم ،(
يقول الدكتور بولس : بأن الإنسان يولد و تولد معه حوالي
120 بليون خلية نشطة في مخه . ومع مرور الوقت ومن خلال عملية طبيعية تسمى التآكل ، فإن الخلايا الخاملة و التي لا تستخدم تصاب بالضمور ، وعليه ينتهي المطاف بالإنسان عندما يكبر وهو لا يملك أكثر من
10 بليون خلية نشطة أي لا تزيد عن 8 % يمكنه استخدامها وتوظيفها عبر أنشطة عقله الواعي وعقله الباطن ) ، وهذا بطبيعته يجعل الطفل قادرا على
حفظ الكثير و استيعابه دون أن يشعر ليجد نفسه حافظا لبعض آيات الذكر الحكيم ، لتكن له ذكرةً عند حدوث المعاصي أو عند تلقي أي رسالة سلبية .
اتباع مبدأ التربية السليمة كماقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لاعبه سبعا و أدبه سبعا وصاحبه سبعا ، ثم اتركه على الغارب ) أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم .
تعويد الطفل الصغير في سن الإدراك الجزئي ،
بالذهاب الى المسجد ، بل وحتى
انتقاء الخطيب الجيد الذي يتميز بالقدرة على توصيل الفكرة على المستوى الديني و الإجتماعي ، ومع الأسف هنالك بعض الخطباء يركزون فقط على قضايا جانبيه و يبتعد عن المجتمع و المشاكل المعاصرة على الصعيد الإجتماعي .
الحاق اطفالنا بمجموعة من حلقات دينية تطرح في المسجد بعد العصر ، ليتعلم منها احكام الوضوء و الصلاة و بعض الفقة ، إضافة إلى بعض القصص عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم و أهل بيته واصحابه . .
المعاملة الجيدة من قبل الآباء و الترية السليمة يجعل الشاب متزن نفسيا و قادرا على تحمل المسئولية.
ما أحببت أن أشير إلى ،
عند تحضيرك واعدادك الجيد لهذا الطفل سيكون قادرا على مواجهة صعوبات الحياة و غرائزها و مفاتنها . .
كذلك احببت أن أنوه إلى أن الشاب عندما يصل إلى سن المراهقه سيواجه غرائز عديده و سيتخير بين فعل المعصية أو عدمه ( هذا هو هدفنا ) و لربما سيقع في المعاصي ، علما أنه تم اعداده وبشكل جيد في الصغر . . ولكن الجميل في الأمر ان هذا الشاب سيكون من السهل إصلاحه او توجيهه ، و السبب هو معدنه الأصيل الذي تربى عليه في الصغر .
إن للنفس عتابا قاسيا على صاحبها عندما يقع في الرذائل ( بشرط أن يُعد منذ الصغر على الأعمال الصالحة ) ، وسيأتي يوما حاسما ليقرر هذا الشاب تجنب المحارم .
الخلاصة :
إن الاهتمام بالشاب منذ الصغر يجعله قادرا على :
1- تجنب المعاصي ، و صد الرسائل السلبية .
2- (أو ) التخير بين فعل المعاصي أو الإلتزام . و الجدير بالذكر أن هذه المرحلة هي بعد السابعة حتى الرابعة عشر ، و استنادا لحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي مرحلة التأديب . ولربما تكن قادرا على أن تحده من فعل القبيح .
3- في حال ارتكاب المعاصي ، سيكون من السهل إرشاده ، وذلك لمعدنه الأصيل وتربيته الطيبة .
تحيتي لك
[/COLOR]