منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عـضةُ الغـلا وعـضةُ الـدَين

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه...أما بعد .

(عـضةُ الغـلا وعـضةُ الـدَين)

تعلمون أن هذه الحياة لا تستقيم على حال أبدا فقد يضحك المرء اليوم وقد يبكي غداً وقد يكون فرحاً مسروراً
فالغني يهتم به لكي يزيد منه؛ والفقير يهتم به لكي يحصل عليه...
وهناك شيئانِ يرهق الغـني والفقير وبعدها حزيناً مهموما .
فشتان بين الصورتين ضحك وبكى ، وفرح وحزن...
نعم هذه الحياة لن تصفوا لأحدٍ أبدا .

وهناك شئٌ في حياة الإنسان له شأن وله أهمية كبيرة ألا وهو المال...
المال الذي يهتم لأجله معظم الناس وقد يتفاوتون في الاهتمام به بين الغني والفقير

وهو

¤ الغلا و الدَين¤

وقد شبهةُ الغلا والدَين بأنهما وحشُ يعــض وينهش الإنسان
نعم إن لهما عضةُ ترهق من يصاب منهما
الغلا وحش يهابه العالم وكذالك الدَين ؛ لكن يختلف باختلاف وضع الأشخاص اجتماعياً ومادياً
فباعتقادي الشخصي أنهما وجهان لعملة واحدة.

إخواني أخواتي

بعد هذا السرد الذي قد يمله بعض الناس ولكن

أقول :

الرزق

الرزق مكتوب من قبل وأنت في بطن أمك
يعني قبل أن تخرج لمتاعب هذه الدنيا

فلماذا التفكير ؟!
وما هذا الهم والحزن الظاهر على ملامح وجهك
في بداية الموضوع وصفتُ الغلا والدَين بوحش يُخيف أغلب الناس
والآن أعرض لكم من يقتل هذا الوحش

كما قلت قبل قليل الرزق مكتوب فلماذا الهم والحزن
ولابد أن نعلم أن كل ما يصيبُ المرء
من نوائب الدهر فهي مكتوبةُ عليك

فلماذا هذا الهم !

من الطبيعي أن يهتم الناس بمعايشهم وتجارتهم وهذا شئ لا يستطيع أحد أن يلغيه من قلوب وعقول الناس

لكن الذي نستطيع أن نلغيه هو هذا الهم والتفكير للمستقبلِ الذي يسيطر على عقول الناس

عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله يقول: { من كانت الدنيا همه، فرّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن كانت الآخرة نيّته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة } [رواه ابن ماجه وابن حبان].

إخواني أخواتي

لا تهتموا ولا تحزنوا

فكما قلت أن الرزق مكتوب ولن يستطيع أي مخلوق في العالم أن ينقص منه أو يمنعه

اعلمُ أن الغلا مشكلة تضر بذوي الدخل المحدود وكذالك قد تضر بذوي الدخل المرتفع وهناك فرق

لكن حاولوا أن تتعايشوا مع الموقف بشراء الأهم فالمهم ولا تسرفوا ولا تبذروا ولا تنسوا الصدقة

فكما قال نبينا صلى الله علية وسلم : ( ما نقص مال من صدقة) .

فلها من الأثر العظيم والبارز في التوفير والبركة... البركة في المال وحسن التصرف به .

اللهم ارفع عنا الغلا

الـدَين

هو

" ذلٌ بالنهار وهمّ بالليل"

لكن أغلب الناس يستحسن الـدَين لكن لماذا
لا تجعله أخر شئٍ تفكر فيه

اجعله أخر المطاف

وكما قيل

"أخر الطب الكي"

حينما تحصل على المبلغ في اليوم الأول ينتابك شعور الفرح والسعادة لأنك عالجت مشاكلك

لكن حينما يُأخذ منك القسط الأول تتضايق ثم الثاني فالثالث بعدها ينتابك شعور بالحزن ولآسى وتتمنى أنك لم تأخذ مالاً من أحد

وقد تعزم أشد العزم على ألا تعود لهذا الـدَين مرةً أخرى

قد يكون اللجوء لـدَين من حاجة وضرورة فإذا كان لحاجة فلا بأس وعذرك معك

لكن إذا كانت حاجتكَ لتغيير أثاث المنزل أو تكون حاجتكَ لسفر والسياحة فتلك مصيبة

إذا أردت تغيير الأثاث والسفر والسياحة فقم بالتوفير والتخطيط لهذا العمل ولا تجعل الـدَين هو هدفك لحل مشاكلك .

وتذكر

قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58]

وقول النبي صلى الله علية وسلم : { نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه }

[رواه الترمذي وصححه الألباني].

وقول النبي صلى الله علية وسلم : { من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله } [رواه البخاري].

في الختام

أقول

اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك.

اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.

اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين والمسلمات، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم : منادي 28