منتدى عالم الأسرة والمجتمع - *** ((( استسلم لإهانات حبيبك وشريك حياتك )))***

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 000

الإخوة والأخوات الكرام 000

سبق وان طرحت سؤال من قبل وهو هل يبقى مع المحبة بين الزوجين كرامة محترمه 000

معاشر الأزواج والزوجات الكرام قد يتساءل الكثير عن صحة دعوى الحب من شريك حياته عندما يمل من ترديد هذه الكلمة على لسانه ((كرامتي وكرامتي ))

ثم يرجع لنفسه متسائلاً أين الحب المزعوم إذاً !!

واعتذر له بجدال حصل منذ قديم الزمان 000بين المحبين 000وقد ذكر00ابن القيم رحمه الله تعالى 00
00 طرف من أخبارهم 00

خذي العفو مني تستديمي مودتي *** ولا تنطقي في سورتي حين أغضب

فإني رأيت الحب في القلب والأذى *** إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب

وهذا الموضع قد اختلف فيه المحبون إلى قسمين 000

فرقة قالت 00

ليس بحب صحيح ما يزيله الأذى , بل علامة الحب الصحيح أنه لا ينقص بالجفوة ولا يذهبه أذى قالوا :بل المحب يتلذذ بأذى محبوبة له , كما قال أبو الشيص :

وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي *** متأخر عنه ولا متقدم
وأهنتني فأهنت نفسي جاهداً *** ما من يهون عليك ممن يكرم
أجد الملامة في هواك لذيذة *** حبا لذكرك فليلمني اللوّم

فهذا هو الحب على الحقيقة فإنه متضمن لغاية الموافقة , قد اتخذ مراده ومراد محبوبه من نفسه , فأهان نفسه , موافقة لإهانة محبوبه له , وهذا وإن كانت الطباع تأباه لكنه موجب الحب التام ومقتضاه00

وقالت فرقة أخرى 000

بل الأذى مزيل للحب , فإن الطباع مجبولة على كراهة من يؤذيها , كما أن القلوب مجبولة على حب من يحسن إليها , وما ذكره أولئك فدعوى منهم 00

والإنصاف أن يقال 000

يجتمع في القلب بغض أذى الحبيب وكراهته , ومحبته من وجه آخر , فيحبه ويبغض أذاه 00

وهذا هوا الواقع 00

والغالب منها يوارى المغلوب ويبقى الحكم له ,يعني الغلبة للأكثر وقد كشف عن بعض هذا المعنى الشاعر في قوله 00

ولو قلتِ طَأ في النار أعلم أنه *** رضاً لك أو مدن لنا من وصالك
وإن ساءني أن نلتني بمساءة ٍ *** فقد سرني أني خطرت ببالك

فهذا قد أنصف لأنه اخبر انه يسوئه إن يناله محبوبه بمساءة ويسره خطوره بباله 00
لا كمن ادعى انه يتلذذ بأذى محبوبه له فإن هذا خارج عن الطباع 00اللهم إلا أن يكون ذلك الأذى وسيلة لرضى المحبوب وقربه , وقد اخبر بعض الأطباء انه يلتذ بالدواء المر إذا كان فيه الشفاء 00

ومن هنا نعلم أن الحب يستدعي مشاكله وممازجة في الأرواح والطباع ولهذا ينبغي للإنسان أن يختار ما يناسبه ويوافقه في صفاته وطباعه حتى يحصل بذلك التواصل والتوافق والسكن والاستقرار 00 وإلا فل يصبر على اختياره وقدره الذي وقع فيه 00

قال بعض الأطباء 00 العشق امتزاج الروح بالروح لما بينهما من التناسب والتشاكل فإذا امتزج الماء بالماء امتنع تخليصه , ولذلك تبلغ المحبة بين المتحابين أن يتألم احدهما بتألم الآخر ويسقم بسقمه وهو لا يشعر 00

فيحكى أن رجلاً مرض من يحبه فعاده المحب ّ فمرض من وقته , فعوفيَ محبوبة فجاء يعوده فلما رآه عوفي من وقته وانشد 00

مَرِض الحبيبُ فعدتهُ *** فمرضتُ من حذري عليه
وأتى الحبيب يعودني *** فبرئت من نظري إليه

وأنت إذا تأملت الوجود لا تكاد تجد اثنين يتحابان إلا وبينهما اتفاق في فعل أو حال أو مقصد وإذا كان التباين كان الخلاف والفراق والنفرة بين القلوب 000

ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث النعمان بن بشير كما في الصحيحين (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ))

ولهذا ليتأمل كل زوج في الرابطة الحقيقية لعلاقته مع زوجه 00

لأن الله سبحانه وتعالى يقول ((هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ))

تأمل أخي إلى علّة السكون في الآية وهي(( أنها منها يعني أن الله جعل زوجها منها حتى يكون السكن والمحبة 000

ولو كانت علة الحب استحسان الصورة الجسدية لما وجدنا الكثير من الأزواج يؤثرون الأدنى في الصورة من أزواجهم الذين سكنوا إليهم وهو يعلم فضل غيرهم 00بل ولا يجد لقلبه محيداً عن حب زوجه مهما كان 00

وفي الختام كلمة اهمس بها في أذن كل زوج أو زوجه 000

إن للمحبة أنواع 00

فأفضلها محبة المتحابين في الله عز وجل

ومحبة التصاحب والمعرفة

ومحبة القرابة

ومحبة الألفة والاشتراك في المطالب

ومحبة البر يضعه المرء عند أخيه

ومحبة لبلوغ لذة وقضاء وطر

وكل هذه الأجناس تنتهي بانتهاء أسبابها وعللها وزائدة بزيادتها وناقصة بنقصانها 000

إلا المحبة في الله فإن حبالها متصلة بالجنة لا تنقطع ابدأ

فمن أي الأنواع محبتك لزوجك ؟؟؟؟

عذراً للإطالة

ودعواتكم لأخيكم

أبي محمد