منتدى عالم الأسرة والمجتمع - قصة آدم عليه السلام (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أحبائي الصغار نبدأ معكم اليوم سلسلة قصص آدم عليه السلام .

لكن قبل أن نعرضها عليكم أوضح أن في النية عرض أهم قصص الأنبياء في هذا القسم إن شاء الله على

مدد مختلفة إن وفقنا الله لذلك وسيكون ذلك نقلا من سلسلة العلوم الإسلامية (9) القصص القرآني ((

قصص الأنبياء )) الصادر من جمعية الدراسات والبحوث الإسلامية ( عمان _ الأردن ) .

هيا معي إلى القصة الأولى

أراد الله سبحانه وتعالى أن يخلق بشراً ليكون خليفة في الأرض يعمرها ويعيش فيها ، فأخبر الملائكة الكرام

بما أراد ، فقالت الملائكة استفهامًا عن حكمته سبحانه:

((أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ))" البقرة 30

فقال الله سبحانه : (( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ))

خلق الله آدم من تراب

ثم إن الله سبحانه قبض قبضة من جميع الأرض ، سهلها وجبلها وصخرها وترابها ، ومن تلك القبضة خلق آدم

عليه السلام وصوره وسواه ، ثم نفخ فيه من روحه ، فقام آدم يمشي ، فرأى نفرًا من الملائكة جالسين ،

فأمره الله تعالى أن يذهب إليهم ، فينظر ماذا يحيونه به ، فإنها تحيته وتحية ذريته إلى يوم القيامة ، فمضى

آدم فسلم عليهمم فقالوا : (( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )) .

علم الله آدم الأسماء :

ثم إن الله سبحانه علم آدم الأسماء كلها ، أسماء ما حوله من مخلوقات كالشجر والحجر والدواب وسائر

الأشياء ، ثم عرض ذلك على الملائكة قائلًا :

((أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) البقرة 31

عندئذ اعترف الملائكة بعجزهم عن ذلك قائلين :

((سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )) البقرة 32

وبعد ذلك طلب ربنا سبحانه من آدم أن ينبيء الملائكة بأسماء المخلوقات ، فمضى يعدد أسمائها كما علمه

الله ، وعلم الملائكة أن الله سبحانه ميز آدم بالعلم.

الملائكة تسجد لآدم عليه السلام :

أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم ، فسارعوا يلبون أمره سبحانه ، لم يتخلف منهم أحد . فالملائكة كرام

مطيعون لأمر الله ، خلقهم الله من النور وجبلهم على الطاعة . وكان الأمر بالسجود قد توجه إلى إبليس أيضا

، لكنه رفض أن يسجد لآدم قائلا ، كما أخبر الله عنه :

((قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ )) الأعراف 12

كان هذا الموقف من إبليس ينطوي على استكبار وعناد ، فهو يرى نفسه أفضل من آدم فكيف يسجد له ؟

كما ينطوي موقفه على رفض أمر الله تعالى والتمرد على طاعته .

وغضب سبحانه على إبليس لاستكباره وكفره ، فلعنه وأخرجه من الجنة مذموما مدحورا ، وتوعده بالعذاب

الشديد .

إبليس عدو لآدم عليه السلام وذريته .

لكن إبليس طلب من الله سبحانه أن يؤجله ويبقيه حيًا إلى يوم البعث ، واستجاب الله له بأنه سيبقيه حيًا

إلى يوم الوقت المعلوم ، وهو اليوم الذي تموت فيه جميع الخلائق ، ويدمر هذا الكون بما فيه ، عندئذ أظهر

إبليس كيده وعداوته وحسده لآدم وذريته ، فأخذ يتوعد قائلًا ، كما أخبر الله تعالى عنه :

(( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ )) الأعراف 16

((ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ )) الأعراف 17

وإلى اللقاء إن شاء الله مع الجزء الثاني من قصة آدم عليه السلام .