![]() |
قصة آدم عليه السلام ( 2)
نأتي اليوم أحبائي الصغار الى الجزء الثاني من قصة سيدنا آدم عليه السلام .
ومن فاته الجزء الأول فليدخل عبر هذا الرابط ليبدأ به http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=174190 والآن مع القصة منذ أن أخرج الله تعالى إبليس من الجنة ، وأخذ إبليس على نفسه وعدًا بإغواء آدم عليه السلام وزوجته وذريته إلى يوم الدين ، صار عدوًا واضحًا لهم جميعًا ، وقد خلق الله سبحانه لآدم زوجة من ضلعه لتؤنسه وتكون معه ، وأمرهما أن يسكنا الجنة ويعيشا فيها ، ويأكلا من جميع أشجارها وثمارها إلا شجرة واحدة نهاهما عن الأكل منها ، وحذرهما من الاقتراب منها . عاش آدم وزوجُهُ في الجنة ما شاء الله لهما ، وكان الشيطان يرقُبُهما ، ويتربص بهما منتظرًا الوقت المناسب للإيقاع بهما ، ثم أخذ يوسوسُ ويلقي في نفوسهما حب تلك الشجرة التي نُهيا عن الأكل منها ، ويدعوهما إلى الأكل منها وتذوق ثمرها ، فلما رآهما لا يستجيبان لوسوسته أخذ يكذب ، ويدَعي أن الله ما نهاهما عن الأكل من هذه الشجرة إلا لأنها شجرة الخلود ، ومن أكل منها لا يموت أبدًا بل يبقى خالدًا حيا . اتباع الشهوات سببُ الهلاك : ومالت نفس آدم وزوجه إلى هذا الكلام الذي يسمعانه لأول مرةٍ ، ورغبة في الخلود ، فطمع الشيطان بهما، وأخذ يقسم لهما بالله العظيم أنه ناصحٌ يريد الخير لهما . ولم يكن آدم وزوجُهُ حواء يتوقعان أن يحلف بالله كاذبا ، فصدقا ما قاله الشيطان ، وغرهما كلامُهُ ، ونسيا أمر الله سبحانه ، فاقتربا من الشجرة ، وتناولا من ثمارها . وفجأةً رأيا نفسيهما عاريين ، قد بدت السوءات وانكشفت العورات ، فعلما أنهما وقعا في الخطيئة ، وأن الشيطان أزلهما وأغواهما . فأخذا يقطعان من الشجر ويستران سوءاتهما . وعندئذٍ نادهما الله سبحانه قائلًا (( أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ )) الأعراف 22 وشعرا بذل الخطيئة ، واعترفا بأنهما ظلما نفسيهما ، فسارعا إلى الإعتذار ، وطلب المغفرة من الله سبحانه : ((قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) . الأعراف 23 الله يقبل التوبة عن عباده : والله سبحانه غفورٌ رحيمٌ ، توابٌ حكيمٌ ، يقبل توبة عباده ، ويغفر لهم ذنوبهم حين يتوبون توبةً صادقةً ، فتاب على آدم وحواء ، وغفر لهما تلك الخطيئة ، ولكنه أمرهما بالهبوط إلى الأرض ، وأمر الشيطان أن يهبط إليها أيضا ، ليعيشوا جميعًا في هذه الأرض يعمرونها ، ويكونون فيها حتى يأتي أمر الله : (( قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ)) الأعراف 25 وأنزل الله سبحانه على آدم وزوجته وذريته لباسًا يواري سوءاتهم ويكون لهم زينة وجمالا ،وأنزل إليهم هديهُ وأحكامه ، ليعملوا به ، وحذرهم من الشيطان الرجيم ومكرهِ وكيدهِ. وبدأ الإنسان حياته على هذه الأرض يعملُ ويكدحُ ، وقد اتضحت له السبيل ، وعرف طريق الخير وطريق الشر : ((.. فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )) (124) طه . لقد كان إرسال الرسل من لدن آدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم هو طريق الهداية الذي وعد الله به عباده ، وكانت طاعتهم عليهم الصلاة والسلام سبيلًا لسعادة الدنيا والآخرة ، وكان البُعدُ عن هديهم سبيل الشقاء والعذاب في الدنيا والآخرة ، مصداقًا لوعد الله تعالى ووعيده . |
جزاك الله خير اخي الكريم ابو فيصل
وبارك الله فيك احترامي |
بارك الله فيك,,
|
| الساعة الآن 01:25 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©