![]() |
مقال في الصميم (عند باب مدرسة البنات)
http://2tota0524794.googlepages.com/o10.gif
...عند باب مدرسة البنات... يقومُ بهِ والِدٌ مع ابنته كلَّ يوم. إنّهُ أبٌ كغيرِهِ من الآباء في صورته الظاهرة .. لكنّهُ حديقةٌ مملؤةٌ بالرحمة والأدب . . وورودٌ متنوّعةٌ من العطفِ والحنان في صورَتِهِ الحقيقيّة .. انتظارٌ وتحفّزٌ من الأب لابنته .. فما إن يتحقّق أنَّها قد خرجت إلاّ ويُقْبِلُ عليها ، فيأخُذُ منها حقيبتَها ويضع يده على كتفها كالصديقين ، ثمَّ يسيرانِ إلى سيّارتهم .. http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...e_with_dad.jpg إنّهُ مشهدٌ قصيرٌ في وقته .. لكنّهُ عظيمٌ في دلالتِهِ ومضمونه قارِنوا معيَ أيّها الفُضلاء هذا المشهدَ الرائعَ ببعضِ الصوَرِ الأُخرى التي تَقَعُ على نفسِ المسرح (عندَ بابِ المدرسة).... · أحدُ الآباء ينتظِرُ في السيّارةِ حتّى مجيءِ ابنتهِ إليه .. · وآخرُ ينتظِرُ ابنتَهُ حتى إذا ما رآها سارَ مباشرةً إلى سيّارته لتقومَ هي بمتابعتهِ وكأنّها دابةٌ يقودها صاحِبُها ... http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...1/DSCN2762.jpg · وثالِثٌ ينتابُكَ الشكُّ في الوهلةِ الأولى في أنَّ هذه البنت هي ابنته لشدّة الجفاءِ منه إليها .. فلا ابتسامةَ في وجهها .. ولا بشاشةَ عندَ قدومها .. بل ولا السلامَ عندَ اقترابها ..· ورابِعٌ مشغولٌ بتهيئة كلماتِ العتابِ والتأنيبِ التي سيصُبّها على ابنته صبّاً بسببِ تأخُّرِها في الخروج .. http://tbn2.google.com/images?q=tbn:...-%2520Copy.jpg · وخامسٌ لم يأتِ أصلاً لاستقبالِ ابنتهِ وفَلَذةِ كَبِده .. وإنّما أوكلَ ذلك إلى السائق الأجنبي (مُسلماً كانَ أو كافراً) يتجرّاُ عليها مع الأيّام وتتجرّاُ عليه .. وأمّا صاحِبُنا فقد احتوى قلبُهُ ابنتَه .. فأصبحَ يحوطُها بسياجٍ من العاطفةِ الصادقةِ والحنانِ الفيّاض حتّى يسلِّمها بإذنِ الله إلى مَنْ يُكملُ معها المسير .. وإنّي سائِلُكم يا أولي الألباب فأقول : أوَ تظنّونَ أنَّ مفهومَ التربيةِ والرّعايةِ عندَ هذا الأبِ الخَلُوقِ لا يتجاوَزُ حدودَ الطعامِ والشرابِ والكِساء ؟ .. أم أنَّهُ قد أدركَ المعنى الحقيقيّ والجانِبَ الأساسي من جوانِبِ التربية .. ألا وهو تربيةُ الروح .. وتنميةُ العقل .. والسموُّ بالفؤاد ؟.. ثمَّ إني أُتبِعُ هذا السؤال بآخر فأقول : أوَ تظنّونَ أيضاً أن هذهِ الفتاةَ سَتَجِدُ في نفسها فراغاً عاطفيّاً تُحاوِلُ بسببهِ البحثَ يميناً وشمالاً عمّن يملؤُهُ لها ؟.. حتّى وإن كانَ عبرَ تواصُلٍ حرام ؟.. أم أنّها تملِكُ من استقرارِ النفسِ .. وسعادةِ القلبِ .. وطمأنينةِ الروح ما تغتني به حتّى يُيسِّرَ الله لها الزّوج الصالح والذرّية الطيّبة ؟.. آهٍ ما أكثر الظالِمينَ لفتياتِهم .. وما أكثر المحروماتِ من أدنى عباراتِ الحُبِّ والعطفِ والحنان .. وتأمّلوا في هذه الكلمات ( يا حبيبتي ، يا بُنَيّتي ، يا عُمري ، يا حُلوة ، يا رائعة ...) .. فمعَ جمالِها وسهولةِ نُطقها إلاّ أنَّها ستبقى صعبةً على كثيرٍ من الأفواه .. وفي المقابل .. تأمّلوا في هذه الكلمات ( يا غبيّة ، يا هيش ، يا جاهله ، يا فاشِلة ... ) .. فمعَ شناعتِها وقُبحِ معناها إلاَّ أنّها دَيْدَنُ كثيرٍ من الألسُن تِجاهَ الفتياتِ والزوجات .. وليست المشكلةُ الكُبرى أن تقالَ لهم تلك العِبارات فحسب .. وإنّما .. في أن يكون القائلُ لها هو والِدُها أو والِدتُها .. وأمامَ الناس في أحايينَ كثيرة .. وإنَّ مما يَزيدُكَ غيضاً .. أن يأتي إليكَ ذاك الأبُ الذي هذه صورته وتلكَ سجيّته ليحكي لكَ استغرابَه من حالاتٍ بدأت تمرّ بها الفتاة .. فَشَلٌ في الدراسة .. انطواءٌ وغُموض .. صداقاتٌ مُبعثرة .. كلماتٌ قبيحة ..مفاجآتٌ مُرّة .. بل ربّما أخَذَ يُعلّلُ لكَ استغرابَه ويقول : لا أدري كيفَ انحرفَ أولادي أو أحدُهم عن جادّة الصّوابِ معَ أني وفّرتُ لهم كلّ شيء ؟! وأقول : لعلّكَ قتلتهم بما وفّرتَهُ لهم .. فماذا وفّرتَ لهم أيُّها الأبُ الحاذِق ؟ أَطَعامٌ وشراب ؟! .. وكِساءٌ وثياب ؟! وملاهٍ وألعاب ؟! .. ثمَّ ختمتها بقنواتٍ فاضِحةٍ وخراب ؟! وأمّا أهمُّ شيء فلم تُقدّمهُ لهم بعد !! إنَّهُ أنت .. إنّهُ وجودُكَ وتوجيهُك .. إنّهُ مزاحُك ومُداعبتُك .. إنّهُ عطفُكَ وحنانُك .. إنَّ في قلوبِ الأولادِ فراغاً لا يملؤُهُ أن تُحضِرَ لهم الدُنيا بحذافيرِها .. وإنَّما هو شيءٌ يسيرٌ من الحُبّ .. ورحمةٌ غامِرةٌ نَبَعت من القلب .. ألا فلتُدرِكِ المعنى الحقيقيَّ لكونِكَ أبا .. ولا تكن ممّن عَرَفَ الحقَّ فجانَبَهُ وأبى .. وصَدَقَ النبيُّ صلى الله عليهِ وسلّم حينما قال لذاكَ الأبِ الذي له عشرة من الولد ، وما قبّلَ واحِداً منهم : " وما أملك أن نزعَ الله الرحمةَ من قلبك " . . بقلم الشيخ خالد الخليوي http://2tota0524794.googlepages.com/o1010.gif |
موضوع رائع..و أتمنى ان تلين قلوب بعض أصحاب القلوب الجافة من الآباء والأمهات ....
شكرا لك على موضوعك |
سلمت يداك على كتابة الموضوع رائع جدا
رقق الله قلوبنا لابناءنا |
موضوع جميل وياريت نجد التطبيق له فى عالمنا الحقيقى ولا يكون حبر على ورق فقط.
|
جزاكِ الله خيرا غاليتي ام جمانة
الموضوع اكثر من رائع ... ليت الاباء يطبقون ما امرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم فعلا الموضوع ذو شجون ... وهناك امور كثيرة في عالمنا العربي تحتاج الى تغيير هناك عادات سيئة في تربية الابناء بشكل عام وليس الفتيات فقط منها الشدة والغلظة والقسوة في التعامل مع الاولاد مما يؤثر سلبا في شخصيتهم ... اعتقد ان المشكلة في جهل الاباء والامهات ... في معاملة ابنائهم بشكل صحيح ... نحن بحاجة الى تثقيف في طرق معاملة الابناء ... لان جهل الاباء والامهات في شؤون التربية يؤدي الى مشاكل كثيرة لا حصر لها منها ... الانحراف ... قلة الوازع الديني ... عدم الثقة بالنفس ... الفشل في كثير من نواحي الحياة ... تربية الابناء مسؤولية كبيرة ... وليست سهلة كما يظن بعض الاباء والامهات ... التربية ليست فقط السعي بتوفير متطلباتهم من اكل وشرب وملبس ووسائل المتعة الابناء يحتاجون الى الرعاية والاهتمام والحب وليس الى الصراخ وتوجيه الاوامر .. على كل اب و ام ان يعيدوا حساباتهم بين الفينة والاخرى ... ويحاولوا سد الثغرات التي من شانها ان تؤثر في تربية ابنائهم ... ولا يتم ذلك كله الا اذا كانت هناك مصارحة ومشاركة بين الام والاب وهذا مانفتقده في عالمنا العربي والاسلامي ... فمعظم الاباء يوكلون مسالة تربية الابناء والاهتمام بهم الى الام واي خطا يحصل فاصابع الاتهام تشير دائما الى الام ... يجب ان يكون هناك تعاون من قبل الاب مع الام في تربية الابناء ... فهذا له تاثير كبير على تربية الابناء ... اذا كان هناك مشاركة وتفاهم بين الام والاب ...انعكس على الابناء بطريقة ايجابية في نشاتهم ونجاحهم في الحياة ... يجب على كل اب وام ان يعو تماما هذه المسؤولية اتجاه ابنائهم ... خاصة الفتيات ... لانهن اكثر معاناة من الاولاد ... بسبب تفكير بعض الاباء ونظرتهم الى الفتاة ... على كل حال سوف اكتفي بهذا القدر ... اسال الله ان يعيننا على تربية انبائنا التربية الصالحة موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . |
ماشااء الله مووضوع رااااائع
والاسلووووووب اروووع يعطيك العاااافية |
عندما قررنا ـ زوجي وأنا ـ إدخال سلطان المدرسة وجدنا أنه فديته يفضل ركوب الباص على سيارتنا الخاصة ... فكان له ذلك.
وما يحدث أنني أقوم بتوصيل سلطان إلى باب الباص صباحاً فأقبله ويقبلني قبل أن يصعد ثم أتأكد من جلوسه في مكانه وربطه حزام الأمان .. وأظل واقفة عند باب البيت حتى يتحرك الباص ذاهباً في طريقة إلى المدرسة .. وذات الشيء عند عودته ظهراً حيث أستقبله عند الباب وأنزله من الباص وأضع يدي حول كتفه أو أمسك يده وأقول له: وحشتني .. وأسأله سؤالاً سريعاً عن أحوال المدرسة وما إذا كانت المدرسة حلوة اليوم أم لا .. يعني من باب السوالف خلال دخولنا إلى المنزل. وعندما يكون زوجي موجوداً فإنه هو الذي يتولى أمر توديعه واستقباله. وعندما حملت وبدأ يتعبني ثقل الحمل والحركة اقترح عليّ زوجي أن أترك هذه المهمة للخادمة ـ في حال غيابه في العمل ـ حتى لا أتعب نفسي في صعود السلم ونزوله .... إلا أنني رفضت أن تكون الخادمة هي آخر من يراها ابني قبل خروجه وأول من يراها عند وصوله .. لأنني أدرك البعد النفسي الهام لهذا الأمر عليه وعلى مشاعره. المسألة تحتاج لوعي عميق بأهمية تغذية الجانب العاطفي والنفسي لدى الطفل .. وإشعاره بأهميته لدى أبويه حتى من خلال أبسط المواقف والتصرفات التي بالفعل لن تأخذ كثير جهد أو وقت من كلا الوالدين مقارنة بنتائجها الإيجابية العظيمة ... وللأسف أرى أن البعض لا يدركون هذا الأمر .. والبعض الاخر يتجاهلونه! |
يعطيك الف عافيه
الموضوع اكثر من رائع للاسف استغرب مع كل هذه الثقافه الا انه في اباء يعاملوا اطفالهم واولادهم كانهم اشياء لا ارواح مرهفه لااقول الا لاحول ولاقوة الا بالله عندما اذهب لاخذ ابنتي اقف عند باب المدرسه انتظرها حتى احمل حقيبتها الثقيله عنها احب ان اسألها يوميا مافعلت خلال اليوم وماذا حدث خلال الحصص احب ماتحكيه وماتشرحه بطريقتها الطفوليه الجميله لحظات غريب ان كثير من الاباء والامهات يضيعونها عليهم موفقه عزيزتي تحياتي |
روعه الموضوع ..
وتأملات جميله جدا.. احب اضيف اضافة ... .. انافترة كنت اجيب اختي من المدرسة .. كان في واحد كل يوم اشوفه .. يوقف عند باب المدرسة ينتظراخته تطلع.. = اخته طلعت صاحبت اختي ( بعدين عرفتها من اختي .. كنت الاحظ عليه انه اذا خرجت اخته يمشي ويده علىكتفها .. الين السيارة ويفتح لها الباب .. ويمزح معاها ... بنتهى الادب والرقه .. بحب يظهر للعيان .. .. حصل مرا الموقف امامي واختي جالسه بجانبي .. قالت : يحبها اخته خصوصا بعد ما توفى والدهم .. ... الله يجزاه خير بحرصه على اخته ... اخوكم |
الموضوع جميل جدا
ذكرني في ايام عملت بها في روضة الأطفال وكنت من المعلمات اللاتي يرافقن في الباص فكانت هناك فتاة صغيره كل صباح في وقت خروجها للباص يكون معها أحد أخويها وهما أكبر منها بمراحل يعني من 15 وفوق وهي 5 سنوات تركب ودموعها تملأ عينها لكن عندما تجلس بجانبي تتحدث وتقول أحب أخي - فلان - وأحب أخي - فلان - في وقت العودة كانت بعض الأمهات ينتظرن أطفالهم في فناء المنزل فبمجرد سماعهم لصوت الباص حتى يفتحن الباب والبعض الآخر للأسف يظل الطفل يطرق الباب والجرس في الحر ولا يفتح الباب إلا بعد فتره ونحن يجب علينا الانتظار لنطمئن لدخوله والبعض الآخر نضطر للاتصال على الأم طالبين منها فتح الباب فابنها له فتره ليست بالقليلة يطرق الباب أما بالنسبة للفتيات اللاتي يأخذهن السائق مشاهد تقطع القلب ألما فبعض العوائل ترسل الخادمة مع السائق وربما هم أفضل ولو قليلا ممن يأتي السائق وحده لاستقبال الفتيات وهن الصفوف الدنيا فتيات في قمة البراءة والجمال لا استغراب من تعلق بعض الأطفال بالسائقين والخادمات إن كانو هم من يذهبون بهم ومن يستقبلونهم ولا استغراب من حالات الاستغلال والاعتداء الله يرحم الحال |
الساعة الآن 03:31 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©