زوجي يبكي !
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


منذ يومين كنت جالسة مع زوجي في غرفتنا فترة الظهيرة .. وكان سلطان فديته يأخذ قيلولته المعتادة .. وكان الجو هادئاً .. وصوت المقرئ يتصاعد من المذياع.

كنت أجلس بجانب زوجي على الأريكة نستمع للقرآن ... فجأة قرّبني منه هامساً: تعالي .. ووضع رأسي على صدره وأحاطني بذراعه .. ثم عبث قليلاً في شعري وعمل لي مساج لظهري .. ثم قبلني على رأسي وعاد وأحاطني بذراعه .. وبقي صامتاً .. فقلت لنفسي: يا سلام على زوجي الحبيب وجرعاته العاطفية اللذيذة التي يمنحني إياها بين وقت وآخر.

مضت ثوانٍ قليلة .. ثم شعرت بيده تتشبث وتضغط على كتفي .. وشعرت بصدره وكأن شهقات وزفرات مكتومة تتصارع داخله ...... رفعت رأسي ونظرت إليه.


يالله ..... دموع تتساقط من عيني زوجي الغالي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


هالني الأمر .. وسألته فقال: لا شيء ..... صمتّ قليلاً وحاولت احترام تكتمه .. ولكنني لم أستطع مقاومة عشرات الأفكار والهواجس التي جالت في خاطري .. ولم أشعر إلا بدموعي تنهمر وبكيت بين يديه متوسلة أن يخبرني سبب بكائه ودموعه .. إلا أنه أصر على جوابه (الله يهديج يا بابا ما فيني شي)!!!!!!!!!!!!!!

سألته: هل هناك مشاكل ما؟؟ .. هل أنت مريض؟؟ .. هل تحتاج لمال؟؟ .. هل تذكرت شخصاً عزيزاً؟؟ .. هل .. هل .. هل ......... ولا أسمع إلا ذات الجواب!




أنا أعرف أن زوجي كتوم بطبعه .. وأنه مهما كان يعاني فإنه أبداً لا يشتكي ولا يفضفض .. ويفضل أن يعيش المعاناة وحده على أن يقلقني أو يشغلني بها ...... ولكن الدموع يا إخوان معناها كبير جداً .. لذلك لا أستطيع تجاهل الأمر .. وفي نفس الوقت أعلم أن زوجي لن يبوح بما في خاطره ... إلا بمعجزة!!!!!!!!!!!!




الأفكار تعصف بي .. وكلها أفكار سيئة تقتلني قلقاً وخوفاً وتوجساً!


لا تقولوا (تفائلي بالخير) .. فوالله إنني أحاول .... ولكن دموعه المفاجئة لا تسمح لي بأية إيجابية في التفكير!





اللهم ارحمه برحمتك.
اللهم ارحمه برحمتك.
اللهم ارحمه برحمتك.

يمكن جاءه هاجس في هذه اللحظة يخوفه من فقدك فبكى ..

لا تقلقي .. الامر كما اعتقد طبيعي .. نحن نبكي احيانا في أسعد لحظات حياتنا عندما نخشى من فقدها في المستقبل ..

ولعلمنا ان لا شي يدوم في هذه الدنيا ..

الله يسعدكم ويديم عليكم السعادة في الدنيا والآخره ..

يا قلبي حزنتيني عليه

لان الرجل دمعته ما تنزل الا في الشدايد

ادعيله وحاولي تخليه يخرج اعللي في قلبه عشان يرتاح

وقوليله انتي ستره وغطاه

وانك لو ما هونتي عليه راح تتعبي

وهديه وحسسيه بالامان

ويمكن يكون مقصر معاك في شئ وزعل عليكي

ربي يسعدكم ويكفيكم كل هم وسؤ

حقيقةً لم أفكر في هذا الأمر أبداً .. ربما لأنني أعلم أن زوجي الحبيب متأكد تماماً من أن شيئاً لا يمكن أن يبعدني عنه .. سوى قضاء الله وقدره.


بارك الله فيك أخي الفاضل.

بالضبط هذا ما أثار قلقي وخوفي .. فدمعة زوجي ليست سهلة.

وقد قلت له ما ذكرتيه غير مرة .. ولكن طبعه الكتوم يغلبه دائماً فلا يفضفض ولا يشتكي.



ووالله يا أختي إنني أشهد الله إنه غير مقصر معي على الإطلاق .. وأنا حريصة على إيصال هذه الفكرة إليه بين الحين والآخر وإشعاره بأنني راضية تماماً معه وشاكرة له ما يفعله حتى مع تلك الأمور التي يعتبرها الناس من صميم واجبات الزوج ومسؤولياته البديهية .... بل إنه في هذه الفترة بالذات يقوم ببعض الأمور المتعلقة بنا وبأبنائنا وبمستقبلنا .. وهو بارك الله فيه لا يألو جهداً لذلك.


بارك الله فيكِ أختي العزيزة.

!!!!

أفصّل ما يحدث بيني وبين زوجي؟!!!!

وهو أمر محرم!!!!!



المعذرة منكِ يا أختي .. ولكنني لن أرد لأنني لست في مزاج يسمح لي بهذه المجادلة!!!!!

وإن كنت أعتقد أنكِ كتبتِ ردكِ هذا على موضوع آخر ووضعتيه هنا بالخطأ!!!!

سامحك الله يا عزوبي .... أما التدقيق فإنه ليس كذلك .. ولكنه تصرف لم أعتده من زوجي ولم أره منه طوال خمس سنوات هي عمر زواجنا .. أفلا يكون من المنطقي بعد ذلك أن يلفت الأمر انتباهي ويشغل بالي ويقلقني؟!!!

وأما الإلحاح فوالله إنني لم ألح عليه .. ولم أسأله إلا وقتها فقط ومنعت نفسي من معاودة السؤال حتى لا يشعر بأنني أضغط عليه أو أحاصره .. بالإضافة إلى أنه هدأ بعد ذلك فلم أشأ أن أرجعه بسؤالي إلى تلك الحال.



أما الأسباب الإيجابية التي ذكرتها .. فأعترف أنها لم تخطر ببالي على الإطلاق .. وأشكرك لأنك وضعتها أمام عيني وساهمت بها في التخفيف من قلقي وخوفي على زوجي الحبيب.


بارك الله فيك ورزقك الزوجة الصالحة.