![]() |
مواقف عابرة ( الجزء الأول )
مواقف عابرة الجزء الأول
الموقف الأول الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد : تمر بالإنسان مواقف عابرة مؤثرة تترك أحيانًا في نفسه بصمات لا ينساها ،لذا أحببت أن أقيد للذكرى الطيبة بعضًا منها .. وكلما تذكرت موقفًا ماضيًا أو وقع لي مستقبلاً سوف أقيده بإذن الله .. الموقف الأول كنت في البيت على الحاسوب أقلب وأكتب ، وكنت قد تناولت طعام العشاء بالخارج قبل وصولي للبيت لأن زوجي وأولادي كانوا بالخارج عند أختها فضننت أنهم تعشوا ، فلما وصلوا البيت قالوا لي بأنهم لم يتعشوا فقلت لهم : ماذا تريدون أن أحضر لكم ؟ فسكتوا وتحيروا ثم قالت لي زوجي ـ بعد وقت طويل ـ : أريد خبزًا شاميًا وجبنًا وحلوى طحينية وزيتونًا فقط ! ، فانطلقت مسرعًا ومعي ابنتي لينة ـ وعمرها أربع سنين ـ لأن الوقت مضى وصرنا في منتصف الليل ! ، قال لي البائع : لا يوجد خبز شامي [ دائري أبيض سميك ] ؛ يوجد خبز لبناني [ دائري أبيض بدون لب نحيل ] فقط وبريال واحد ! فقلت له : لا يريدونه ، فذهبت إلى بقالة أخرى وأخذت منه كل شيء إلا الخبز لأنه لا يوجد عنده وجميع البقالات والمحلات أغلقت !! فرجعت إلى صاحب البقالة الأولى وأقول في نفسي : (( ريح أبي علي ولا عدمه )) يعني الجود بالموجود فقلت له : أعطني الخبز فقال : الرجل الذي أمامك أخذه وقد سبقك !! فقلت له : لم يبق أي شيء فقال لي : لا !! . فسمعني الرجل الذي أخذ العيش فرجع القهقرى وقال لي : ما رأيك أن نقتسمه ؟ فقلت له : ـ وأنا خجل منه أنه سمعني ـ بالعافية عليك ، فقال : نقتسمه والله يبارك !! ، فقلت : والله أنا قد تعشيت لكن الأولاد لم يتعشوا ونظر إلى ابنتي لينة وقال : والله لتأخذن نصفه ؛ يكفيني رغيفين وخذ أنت رغيفين فقلت : بشرط أن تأخذ ثمنه فلم يرض فأعطيته فأخذ المال ووضعه في جيب ابنتي لينة وقال : هذا لأجل الشطورة ابنتك !!. فتعجبت والله من عظيم خلقه ونبله لا يعرفني ولا أعرفه ويعاملني بهذه المعاملة الطيبة وهو حليق وعامي من عوام المسلمين لكن والله لخير من أمة ظاهرها الاستقامة لكن أفعالهم مخزية .. والله ما يفعل هذا إلا من استحضر الأجر ويتذكر قوله : (( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون )) . فجعلت أتذكره في كثير من الأحيان وأدعو له ، وأسال الله أن يصلح قولي وعملي وهزلي وجدي وكل خطأ عندي . أسال الله العظيم أن يثقل بعمله الميزان وأن يغفر له ويرحمه إنه جواد كريم . هذا وصلى الله على محمد ، والحمد لله رب العالمين . |
مواقف عابرة .. ( الجزء الثاني )
مواقف عابرة .. الجزء الثاني
الموقف الثاني بعد صلاة عشاء يوم الخميس الموافق 5/8/1429هـ كنت مع صديقي أيمن في سيارته فقال لي : طعام العشاء عليك ، وذلك بعد أعمال لي وله قضيناها . فقلت له : أبشر أين تحب أن نتعشى فقال : عند أبو خالد في مطعم الأسماك الموجود بقربنا في شارع الميناء في حي الثعالبة بمدينة جدة فقلت له : توكلنا على الله ، وهناك دخلنا المطعم وطلبنا السمك ثم قال لي : أرغب في أكل الجمبري لكن سوف يكون على حسابي لأنني أعرف أنك لا تحبه وسوف يرهقك سعره مع السمك ، فأنت تولى السمك وأنا أتولى أمر الجمبري !!.. وعندما جئت لأجلس على الطاولة وجدت أمامي شخصًا أعرفه منذ قرابة العشرين عامًا .. أنه معلم التربية الإسلامية في ثانوية الصديق التي كنت فيها وهذا المدرس رغم أنه لم يدرسني إلا فترة قصيرة جدًا إلا أنني أعرفه بخلقه الجم ، ورغم أنه كذلك لم يكن ملتزمًا كثيرًا فلحيته يأخذ منها وثوبه به إسبال لكنه خلوق ومؤدب ومحترم إلى أقصى غاية زد إلى ذلك اعتناءه بنفسه وملبسه الجميل .. . حينما رأني جلس يحدق بي النظر وأنا أسارقه النظر لكنني نسيت اسمه ، فانتقلت أنا وصديقي أيمن إلى غرفة طعام مجاورة وقتها اتصلت بصديق لي كان يُدرّسُ في تلك الثانوية فقلت له : ما اسم زميلك المدرس الهوساوي الذي يدرس التربية الإسلامية ؟ فقال لي : اسمه علي وأخبره أنني أقرئه السلام فقلت له : أبشر .. حينها كان الطعام قد حضر ، فقلت لصديقي سوف أذهب أسلم على معلمي قبل أن أبدأ العشاء .. لأنني أعتبر هذا الأمر من البديهيات أن أسلم على من علمني حرفًا وأعرفه بنفسي واستحضر في هذا قول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم : (( ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه)) رواه الحاكم من حديث عبادة بن الصامت وحسن إسناده الألباني في الترغيب والترهيب للمنذري . لأنني مع الأسف أجد كثيرًا من الشباب ينكرون الجميل فلا يسلمون على من أسدى إليهم معروفًا بل بعضهم يعرض بوجهه عن معلمه ، بل بلغت السفالة ببعضهم أن يتحرش وربما أراد مقاتلة مدرسه .. وقد وقع لي ولغيري ممن درسناهم في حلقات القرآن في المساجد من ذلك شيء ولا حول ولا قوة إلا بالله .. مع أنه أيضًا هناك جوانب مشرقة من بعض الطلاب بارك الله فيهم وفي خلقهم الجم .. وبالفعل أتيت أمام مدرسي وسلمت عليه وقلت : له كيف حالك يا أستاذ علي ؟ فوقف من فوره وقال لي : بخير ثم قال لي : أنا حينما رأيتك قلت هذا الوجه ليس بغريب عني .. ربما زميل في مدرسة أو ربما .. فقاطعته قائلاً : بل طالب من طلابك حفظك الله . فقال : منذ متى ؟ فقلت : تخرجت من عندكم سنة 1410هـ أي منذ تسعة عشر عامًا ! فعانقني وقال لي : يا سبحان الله .. أهل ومرحبًا أنتم أهل الوفاء الله يبارك فيك ما نسيتمونا .. تعال أنت ورفيقك وتعشىا معي فقلت : العشاء موضوع على الطاولة وهو ينتظرني لكي نتعشى .. فقال : والله سوف يكون العشاء على حسابي أنتم مدعوون عندي ، قلت : قد دفعنا الثمن فلا داعي لذلك ، فقال : والله تأخذوا ما دفعتم وأحاسب أنا !! ، وبالفعل صمم مدرسي وأرجع ما دفعناه وجعل ثمن عشائنا على حسابه !! . طلبت من مدرسي رقم جواله فأبى فشددت عليه وقلت : أريد أن أتواصل معك فأعطاني إياه وضربت على رقمه وقلت له : هذا رقمي .. موقف عجيب والله من مدرس فاضل ، حفظه الله وغفر له على بره وإحسانه من تعليم وإكرام .. فقلت لصاحبي أيمن ممازحًا بعد الانتهاء من العشاء : ينبغي إذا دخلت أي مطعم أن انظر فيه هل أعرف أحدًا ليتولى دفع الحساب بعد السلام عليه ..!. |
بارك الله فيك أخي الكريم علي العلي .. مواقف نستفيد منها ...
|
ماشاء الله والله الواحد لين يجوف مثل هالناس يحس ان الدنيا بخير
|
مواقف جميله راائعه سبحان الله تمر بنا لحظات تكون درسا لنا وعظة
جزاك الله خيرا |
سبحان الله ماشاء الله الدنيا لسه بخير
|
بارك الله فيك أبا فيصل ونفع بك العام والخاص ..
|
مواقف مفيدة وفي انتظار المزيد
|
اتمنى ان يسلك الناس طريقك وحسن خلقك
اعاننا الله على فعل الخيرات وترك المنكرات بارك الله فيك وكثر من امثالك فعلا مواقف رائعه |
اقتباس:
جزيت خيرًا على المرور والتعليق .. |
الساعة الآن 11:01 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©