منتدى عالم الأسرة والمجتمع - زوجى صارحنى بها؟؟؟؟


	زوجي صارحني بها : إني أحبك مجلة الفرحة 08/04/2003 مَن مِنا لا يحتاج إلى صديق أو زميل ليصارحه بشيء ما يعترك داخل حنايا صدره ، وبمجرد أن يُفرِغُ هذا المكنون يتنفس الصعداء برئتين ملؤهما الراحة والهدوء . المصارحة مؤثر نفسي وجسدي على الإنسان شريطة أن يكون الذي ستصارحه وتُطلعه على أسرارك أميناً عليها، حكيماً في التصرف إزائها، موضع ثقة لك ، ولا يكون ممن يفضحون الغير بنشر أسرارهم وبثها في كل مقام ومجلس، المصارحة كمفهوم ليست أمراً صعباً، فهى تتطلب – في البداية – الصراحة مع النفس أولاً، فكوني صريحاً مع نفسي، معناه أن يخرج مكنون الحوار كما أشعر به دون تحوير، وأيضاً سيهيئ من يستمع إليّ أكثر، لأن الكلام الذي سيصغى إليه غير عادي فقد لمس فيه الصدق . ■ حوار مفتوح : والصراحة بين الزوجين أُعرفها بأنها حوار يفتحه الزوج مع زوجته ومع الأبناء، إذا أردنا أن نوسع قاعدته يصبح الحوار مع الأقارب أيضاً، في قضية مهمة قد تُبنى عليها الحياة الزوجية ، كالأمور المادية وتربية الأبناء، والعلاقة مع الأهل، والأمور الاجتماعية. المصارحة- أصلاً- هي أن تستمر الحياة طبيعية ملؤها الثقة والأمانة بين الزوجين، وإن احتاجت هذه الصراحة إلى أدلة ومواثيق . ولكن هناك فرقاً بين المصارحة بالمشاعر والمصارحة فيما يتعلق بالوقائع والأحداث اليومية التي يمر بها الزوجان ، لأن لها أشكالاً وأنواعاً . ■ لمسة يد: المصارحة بالمشاعر تحتاج أولاً إلى تفكير . قد يكون هناك زوج يحب زوجته فيصارحها بذلك ، وهناك آخر لا يحب زوجته ، ولكنه منصف معها ، ولا يجرح مشاعرها أو يظلمها، فهو لا يصارحها بعدم حبه ، لأنه لو صارحها بهذا ، سيهدم بيته ، أو يخلق قلقاً أو نزاعاً ، فالمصارحة هنا صعبة فستستمر بينهما الحياة بطريقة تمثيلية أو لأن عندهما أولاداً . وعلى الرغم من هذا أقول إن المشاعر لا تحتاج إلى مصارحة لأنها تتحدث عن نفسها في لمسة يد ، أو تعبير على الوجه ، وانفعال هذه الأحاسيس الرومانسية يظهر طبيعياً لا يحتاج إلى كلام ، والزوجان يدركانها في أنفسهما . ■ النجاح والفشل: المصارحة مهمة في أمور يبنغي معرفتها ، وقد ينبغي عليها الاستقرار الأسري ، وهي في أشياء أخرى تصبح معول هدم للعلاقات ، ولتوضيح ذلك نستعرض أهميتها وفشلها في الآتي : الأمور المادية : لكي تبدأ الحياة الزوجية بداية صحيحة يتحتم على الزوج أن يصارح زوجته بأحواله المادية ، منذ أول خطوة في الزواج ، قد تتمادي الزوجة في طلباتها دون معرفتها حال القيّم عليها – وهو يؤجل المصارحة بقلة ذات اليد لديه – فتصدم عند توجيهها إلى عدم الإسراف ، فالأولى له تعريفها في البداية قطعاً لأي خلافات مستقبلية . المصارحة في العلاقات الإنسانية ، على مستوى الأسرة : أي زوج لا يرغب في أن يعلم أحد بما يحدث في منزله من خصوصيات أو أي أحداث وخلافات ، ولكن هناك بعض الزوجات ينشرن هذه الأسرار على مستوى الأهل وهذا لا يسمى مصارحة ، لأنها أسرار يجب قدرك وقدرهم ، وهي من العلاقات الاجتماعية التي ارتبطت بطاعة الله- عز وجل- ألا وهي صلة الرحم لأنها معلقة بعرش الرحمن لما لها من أثر في صلاح المجتمع ومن ثم قوته . زوجي : قد أثقلت وتماديت في هذا المزاح الذي أصبح يحرجني أمام الأهل والأصدقاء والناس أجمعين . ولذلك أقدمت على هذا العمل ، ألا وهو إسداء النصح ، ولكنك لم تقبله رغم كل ما حصل ، قد يقول قائل ربما لم تحسني النصيحة بطريقة صحيحة ، وهذا خاطر قد يكون صحيحاً ، فالإنسان بشكل عام إذا نُصحِ لا يتقبل النصيحة خاصة إذا أتت من شخص يعتقد المنصُوح أنه أصغر منه عمراً أو يختلف عنه جنساً أو يقل عنه مقاماً . ولكنني قبل أن أقدم على هذا العمل استشرت أهل الدراية والمعرفة ، وقرأت كتباً وضَّحت لي بشكل علمي فن التناصح وحرصت على الرقة في الأسلوب وطريقة التحدث إليك . لقد كنت حريصة على ألا يكون الأسلوب مباشراً وأن يكون رقيقاً هادئاً بعيداً عن الغلظة ، واخترت وقتاً مناسباً جداً للحديث معك ، كما أن هدف الحديث والنصيحة كان واضحاً وضوح الشمس لديّ ، كما أنني التزمت بالسرية التامة أثناء الحديث معك وحرصت على ألا يكون أمام الناس ، وإنما ، فقط أنا وأنت والله ثالثنا . برغم كل ما سلف، جاءني من هجوم شرس لا أستطيع تحمله . يا للغرابة ، أنت تشكو من هذا السلوك المتعب في الأيام الأخيرة وكثيراً ما بينت لي أنك بعد أن تمزح وتحدث مشكلة ، تتوقف وتفكر فتندم ، فقد كانت هذه الشكوى بمثابة الضوء الأخضر لي لأبدأ الحديث معك وأقدم نصيحتي المتواضعة فأنت زوجي ولا أقبل لك الإهانة أو التجريح وإنما أود رؤيتك محبوباً من الجميع .