منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   المتزوجين (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=6)
-   -   متزوجة وعلى حافة الهاوية... (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=205962)

alhazina 07-04-2010 06:28 PM

متزوجة وعلى حافة الهاوية...
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

نعم انا متزوجة وعلى حافة الهاوية...
اعتذر عن هذا الكلام لكن انا في حالة يرثى لها..وارجو ان تحكموا بالعدل بعد الاطلاع على كل القصة وهل ممكن وحدة تصبر على كل هذا الوضع...

انا متزوجة من خمس سنين من زوج احب واعشقه للنخاع ،اول ا آخر حب بالنسبة لي فقد كنت احبه منذ صغري لانه ابن جيران..مدة تعارفنا كات مدة سنة لكن التعارف كان بالمكالمات لا اكثر..كان حبا نقيا وطاهرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
انا فتاة شريفة وعفيفة،كانت ولا زالت امنيتي في الحياة ان اعيش زواجا مستقرا وانجب اولادا من الشخص الذي اعشق..لكن لم يحصل ما تمنين بل حصل العكس تماما..
انا الآن في سن الواحدة و العشرين،يعني تزوجت في السادسة عشر..
في الاول كانت حياتنا سعيدة مع بعض المشاكل العادية بين اي متزوجين..
قبل كل هذا انا عشت حياتا بئيسة في بيت اهلي،بسبب ابي الرجل المتسلط والبخيل جدا..ولاقاسي بكل ما تحمل الكلمة من معنى،فكان اول ملجأ للهروب من العنف والقهر بي بيت اهلي هو الزواج المبكر..
من اول يوم زواج لم تكن حياتي طبيعة مئة بالمئة..دآآئما كان هناك ما ينقصني..
في الاول توجت على اساس اني سالتحق بزوجي في بلد اوروبي لانه قاطن هناك منذ الصغر..لكن لسوء الحظ رفضو ان يعطوني التأشيرة لاسباب مبهمة،وكان مضطرا للعوده بعد عشرين يوما من زواجنا..فبقيت كالتي قطعوا رأسها عندما رحل..مررت بايام سوداء قاتمة،وقد تعودت عليه..
فبقيت مع والديه وهما متشددين جدا،،الحياة معهم كانت جد صعبة بالنسبة لي..
تصوروا بنت السادسة عشر تتحمل المسؤولية،تسكم مع اناس لا تعرفهم وبدون زوجها،ولصغر سني كنت اخاف منهم واجهل كيف ساتصرف في معظم الامور،ولا ادري ما الذي يصح والعكس..ليس لهم بنت في سني ولا حتى ابن..
هما كبيران في السن لا اقدر على الكلام معهم في كل الامور حتى ارفه عن نفسي..
منعاني من اتمام دراستي ولا حتى الخروج للتنزه>>يعني سجن سجن سجن
مع كل هذا صبرت حتى يأتي الفرج
وبعد سنة من البعد والآلام وطبعا لا يسعني الموضوع ذكر كل التفاصيل عن ما كنت اعيشه ذاك العام..لكن على كل حال حمدت الله على حصولي على الفيزا واللحاق بزوجي وجمع الشمل اخيرا..
طنا مني ان همومي و احزاني قد انتهت>>>لكن هيهآآآآآآات

احبائي في الله،،ساحاول تلخيص الخمس سنوات قدر قدر المستطاع..مع انه لا يكمن لكن ساحاول ان آتي بالمضمون من كل هذا كي نحاول ايجاد حل لان حالتي صعبة والله.

انا يا اخواني ويا اخواتي لدي مشاكل كبيييرة جدا بدأت منذ سنتين تقريبا ولحد الآن لا زالت تزيد وتزيد حتى مللت وتعبت جدا ولا استطيع تحمل المزيد//
اولا اهل زوجي من اول يوم وهو يكرهوني ويحسدوني ويكيدون لي الكيد بشتى الانواع حتى بالسحر..
امنيتهم ان يسمعوا خبر طلاقنا ويشجعونه عليه كلهم ودون استثناء..حتى والديه الذين يقال انهم متدينون ويخافون الله،قد اكتشفنا انها مظاهر امام الناس ليس الا..
انا لم اعاملهم الا بالحسنى واخاف الله فيهم..واحترمهم لعيون زوجي وبس..
لكنهم يعتبروني غريبة ويفضلون بنات عيلتهم ومستحيل يحبوني مهما سويت..
وقعت بيني وبين زوجي مشاكل،وكان سببها اللي اكتشفناه بعدين سحر منهم،،وصلنا فيها للطلاق وياما شجعوه لولا ستر الله وحكمه لكنا تطلقنا..
المهم تعرضنا لازمة مادية جد جد جد خانقة لدرجة الافلاس، اضعنا كل ما نملك حتى ابسط الاشياء مثل الملابس..
بسببها رجعنا بلدنا،بعدين طردوني اهله من بيتهم وقالو هي ما نبيها،،اذا تبيها روح معاها..فرحت بيت اهلي وما ساعدوه بولا فلس..
ومآآآآاذا لقيت فبيت اهلي؟؟؟
ابويا ما رضي يسكني معاه بدون ما اصرف على حالي ويقول تطلقي منه وروحي اوروبا واضمني مستقبلك مادام انه افلس....<يا هيك الآباء يا بلاش>
وصرت بين نارين..عقل يقول لي روحي شوفي مستقبلك وعيشي حياتك مادامك صغيرة..وعقل يقول ان زوجي ما قصر وحرام ابيعه عشان الفلوس..
بس كمآآآآآآآآآآن بدون الفلوس مستحيل تعيش بهالزمن؟؟؟؟ ايييش الحل/////

كان ايام لا اتمناها لاحد ولا لاعدائي حتى..
المهم صبرت واخترت الحل الثاني،،بس ابويا ما سابني لحالي وهو سبب عقدتنا كلنا حتى امي المسكينة معيشها فجحييييييم..
وانا اشوف ان زوجي متعذب واهله يقولو تطلق ارتاح من مصاريفها..
والناس وكلامهم ذبحني،،صرت ما اقدر اطلع..يعني لا راحة بالبيت ولا راحة برا البيت..
اجا زوجي مشتاق لي بده حقه الشرعي وحب ينام فبيت اهلي>>>لا ابي وافق ولا اهله وافقوا....
ويييييييييييييييييييين نرووووووووح يا عالم؟
والله ما راح اسامح احد حرمني من زوجي والله..

بعد 11 شهر من كل انواع العذاب والمشاكل والحرمان والاحزان
زوجي راح يجرب حظه من جديد في اوروبا عسى يلقى عمل من ثاني..والحمد لله بعد 3 اسابيع حالفه الحظ واستجاب الله دعانا واشتغل..
فرحنا جدا اقصد انا وهو وامي واختي..لا غير>>وبعدها بكام شهر يعني جمع فلوس واستأجر بيت صغير نعيش فيه
ثم اجتمع الشمل من جديد بعد عيد الاضحى للي فات..
والله حمد ربي كتييير والناس للي احبهم فرحوا لنا جدا..
بقى ناقص شي واحد هو الاولاد؟؟؟
ياما انتظرنا طوووول هالسنوات وكل شهر انتظر وادعي يارب يا رب
بس ما تكمل فرحتي وتجي الدورة..
وفرحتي ما بتكم اساسا في كل الاشياء>>>تصوروا بعد اربع شهووووور بس من اجتماع الشمل>>>زوجي فصلوه من شغله من جديد////يعني بداية كل ما عانيته السنتين للي فاتو راح ينعاد واكثر..
انا اجيت لبيت اهلي في بلدي وهو هناك راح يرجع بيت الايجار لاصحابه ونفلس من جدييييد..المشكل ان الوضع العام كله زفت والازمة عآمة وصعب جدا يلاقي شغل تاني بهالايام...واخوانه ما راح يستقبلونا لانهم يكرهوني واجاتهم الفرصة يتشمتون..


وكمان شي تاني>>انا اجيت لبلدي ورحت عند طبيب نساء وتوليد اعرف سبب تأخر الحمل تعرفو وش قال؟؟؟

>قال عندك تشوه رحم،،يعني عندي رحمين وهذه حالة نادرة جدا وحتى لو حدث الحمل ما بيكمل لانه الرحمين صغار الحجم اجنين ما عنده مجال كبير لحتى يكبر...

>>خلاصة الموضوع= انا تعبت والله تعبت وما عندي استعداد اتحمل اكثر
كل الناس عندها مصايب بس مو من كل النواحي،،يعني اذا بتجي من هون بتلاقي جهة تانية منيحة..
اما انا فكل النواحي مسكرة
و انا لا بيت ولا شغل ولا اهل يساعدوني ولا اهل زوجي يساعدونا كمان ولا اولاد ولا زوج.....ضآآايعة وتعيسة ولا اظن لها حل غير الهروب والانفصال واروح اشوف مستقبلي،،،واخلص من ابويا وكلامه والناس وكلامهم،واريح زوجي مني ومن مصاريفي على راي اهله حتى يتمتعون فيها هما..
وتنتهي كل المشاكل
ليش؟ ليش انا ؟شو عملت حتى يشيب شعر راسي وانا بالعشرين لييييش؟؟
شو كان صار اذا عشت حياة مستقرة مع زوج و بيت وعمل مستقر،و اولاد يكونوا ثمرة حبنا....ليش مكتوب علي انحرم من كل حاجة حلوة بهالدنيا
ليش الفرح صغير بحياتي والشقا كبييير
دلوني اعمل ايه،،
ابويا كرهته بسبب الاحتقار والعنف والمعاملة السيئة للنا جميعا..محياته ما وقف حدي..على الاقل ما يزيد جروحي وما يحتقرني ويضحك على وضعي....
والله نفسي افرح زوجي بطفل مثل باقي اخوانه...
اخوه الصغيير راح يتزوج هاد الصيف،،وخآآآايفة زوجته تحمل و احنا ما عندنا ولاد...
ليش كل الابواب مسكرة..ليش بنلاقي بنات الليل بسرعة بيجيبو ولاد،،وبنات الناس المتزوجين بالحلال يخافو من الله يواجهو كل هادي الصعوبات ليييييييييش//

حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل

انا مرضت نفسيا واحس حالي راح اجمع اغراضي اروح مكان ما يعرفني فيه احد..
كل الناس تحكي..كل الناس تسأل؟قتلوني بكلامهم وتلميحاتهم..
الاقيها منين ولا منين

ساعدوني خليني الاقي كلمة حنونة من احد منكم...
لانه خلآآاص وصل السيل الزبى تعبت تعبت تعبت
انصحوني ما تخلوني اطبق للي براسي،،،شو الحل بنظركم الله يخليكم

dant!L ~} 07-04-2010 06:58 PM




:


لاحول ولاقـوة الا بالله ~

موضوعك جدا متعب نفسيا وانا ماعرف عنك شي غير السطور الي كتبتيها ~

جدا مقدره حزنك والمك وتعبك .~

بس سؤال :

كيف علاقتك انتي وزوجك بالله !

كيف صلاتكم ؟!


احس الجواب على هالشي راح يحل اشياء كثيره بأذن الله

راح ارجع لمووضوعك بأذن الله ~ اعذريني الآن جدا مشغوله ~

اسأل الله عزوجل ان يبدل حزنك وهمك فرجا عااااااجلا غير آجلا ~

:

7or eldonya 07-04-2010 06:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alhazina (المشاركة 2394070)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

نعم انا متزوجة وعلى حافة الهاوية...
اعتذر عن هذا الكلام لكن انا في حالة يرثى لها..وارجو ان تحكموا بالعدل بعد الاطلاع على كل القصة وهل ممكن وحدة تصبر على كل هذا الوضع...

انا متزوجة من خمس سنين من زوج احب واعشقه للنخاع ،اول ا آخر حب بالنسبة لي فقد كنت احبه منذ صغري لانه ابن جيران..مدة تعارفنا كات مدة سنة لكن التعارف كان بالمكالمات لا اكثر..كان حبا نقيا وطاهرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
انا فتاة شريفة وعفيفة،كانت ولا زالت امنيتي في الحياة ان اعيش زواجا مستقرا وانجب اولادا من الشخص الذي اعشق..لكن لم يحصل ما تمنين بل حصل العكس تماما..
انا الآن في سن الواحدة و العشرين،يعني تزوجت في السادسة عشر..
في الاول كانت حياتنا سعيدة مع بعض المشاكل العادية بين اي متزوجين..
قبل كل هذا انا عشت حياتا بئيسة في بيت اهلي،بسبب ابي الرجل المتسلط والبخيل جدا..ولاقاسي بكل ما تحمل الكلمة من معنى،فكان اول ملجأ للهروب من العنف والقهر بي بيت اهلي هو الزواج المبكر..
من اول يوم زواج لم تكن حياتي طبيعة مئة بالمئة..دآآئما كان هناك ما ينقصني..
في الاول توجت على اساس اني سالتحق بزوجي في بلد اوروبي لانه قاطن هناك منذ الصغر..لكن لسوء الحظ رفضو ان يعطوني التأشيرة لاسباب مبهمة،وكان مضطرا للعوده بعد عشرين يوما من زواجنا..فبقيت كالتي قطعوا رأسها عندما رحل..مررت بايام سوداء قاتمة،وقد تعودت عليه..
فبقيت مع والديه وهما متشددين جدا،،الحياة معهم كانت جد صعبة بالنسبة لي..
تصوروا بنت السادسة عشر تتحمل المسؤولية،تسكم مع اناس لا تعرفهم وبدون زوجها،ولصغر سني كنت اخاف منهم واجهل كيف ساتصرف في معظم الامور،ولا ادري ما الذي يصح والعكس..ليس لهم بنت في سني ولا حتى ابن..
هما كبيران في السن لا اقدر على الكلام معهم في كل الامور حتى ارفه عن نفسي..
منعاني من اتمام دراستي ولا حتى الخروج للتنزه>>يعني سجن سجن سجن
مع كل هذا صبرت حتى يأتي الفرج
وبعد سنة من البعد والآلام وطبعا لا يسعني الموضوع ذكر كل التفاصيل عن ما كنت اعيشه ذاك العام..لكن على كل حال حمدت الله على حصولي على الفيزا واللحاق بزوجي وجمع الشمل اخيرا..
طنا مني ان همومي و احزاني قد انتهت>>>لكن هيهآآآآآآات

احبائي في الله،،ساحاول تلخيص الخمس سنوات قدر قدر المستطاع..مع انه لا يكمن لكن ساحاول ان آتي بالمضمون من كل هذا كي نحاول ايجاد حل لان حالتي صعبة والله.

انا يا اخواني ويا اخواتي لدي مشاكل كبيييرة جدا بدأت منذ سنتين تقريبا ولحد الآن لا زالت تزيد وتزيد حتى مللت وتعبت جدا ولا استطيع تحمل المزيد//
اولا اهل زوجي من اول يوم وهو يكرهوني ويحسدوني ويكيدون لي الكيد بشتى الانواع حتى بالسحر..
امنيتهم ان يسمعوا خبر طلاقنا ويشجعونه عليه كلهم ودون استثناء..حتى والديه الذين يقال انهم متدينون ويخافون الله،قد اكتشفنا انها مظاهر امام الناس ليس الا..
انا لم اعاملهم الا بالحسنى واخاف الله فيهم..واحترمهم لعيون زوجي وبس..
لكنهم يعتبروني غريبة ويفضلون بنات عيلتهم ومستحيل يحبوني مهما سويت..
وقعت بيني وبين زوجي مشاكل،وكان سببها اللي اكتشفناه بعدين سحر منهم،،وصلنا فيها للطلاق وياما شجعوه لولا ستر الله وحكمه لكنا تطلقنا..
المهم تعرضنا لازمة مادية جد جد جد خانقة لدرجة الافلاس، اضعنا كل ما نملك حتى ابسط الاشياء مثل الملابس..
بسببها رجعنا بلدنا،بعدين طردوني اهله من بيتهم وقالو هي ما نبيها،،اذا تبيها روح معاها..فرحت بيت اهلي وما ساعدوه بولا فلس..
ومآآآآاذا لقيت فبيت اهلي؟؟؟
ابويا ما رضي يسكني معاه بدون ما اصرف على حالي ويقول تطلقي منه وروحي اوروبا واضمني مستقبلك مادام انه افلس....<يا هيك الآباء يا بلاش>
وصرت بين نارين..عقل يقول لي روحي شوفي مستقبلك وعيشي حياتك مادامك صغيرة..وعقل يقول ان زوجي ما قصر وحرام ابيعه عشان الفلوس..
بس كمآآآآآآآآآآن بدون الفلوس مستحيل تعيش بهالزمن؟؟؟؟ ايييش الحل/////

كان ايام لا اتمناها لاحد ولا لاعدائي حتى..
المهم صبرت واخترت الحل الثاني،،بس ابويا ما سابني لحالي وهو سبب عقدتنا كلنا حتى امي المسكينة معيشها فجحييييييم..
وانا اشوف ان زوجي متعذب واهله يقولو تطلق ارتاح من مصاريفها..
والناس وكلامهم ذبحني،،صرت ما اقدر اطلع..يعني لا راحة بالبيت ولا راحة برا البيت..
اجا زوجي مشتاق لي بده حقه الشرعي وحب ينام فبيت اهلي>>>لا ابي وافق ولا اهله وافقوا....
ويييييييييييييييييييين نرووووووووح يا عالم؟
والله ما راح اسامح احد حرمني من زوجي والله..

بعد 11 شهر من كل انواع العذاب والمشاكل والحرمان والاحزان
زوجي راح يجرب حظه من جديد في اوروبا عسى يلقى عمل من ثاني..والحمد لله بعد 3 اسابيع حالفه الحظ واستجاب الله دعانا واشتغل..
فرحنا جدا اقصد انا وهو وامي واختي..لا غير>>وبعدها بكام شهر يعني جمع فلوس واستأجر بيت صغير نعيش فيه
ثم اجتمع الشمل من جديد بعد عيد الاضحى للي فات..
والله حمد ربي كتييير والناس للي احبهم فرحوا لنا جدا..
بقى ناقص شي واحد هو الاولاد؟؟؟
ياما انتظرنا طوووول هالسنوات وكل شهر انتظر وادعي يارب يا رب
بس ما تكمل فرحتي وتجي الدورة..
وفرحتي ما بتكم اساسا في كل الاشياء>>>تصوروا بعد اربع شهووووور بس من اجتماع الشمل>>>زوجي فصلوه من شغله من جديد////يعني بداية كل ما عانيته السنتين للي فاتو راح ينعاد واكثر..
انا اجيت لبيت اهلي في بلدي وهو هناك راح يرجع بيت الايجار لاصحابه ونفلس من جدييييد..المشكل ان الوضع العام كله زفت والازمة عآمة وصعب جدا يلاقي شغل تاني بهالايام...واخوانه ما راح يستقبلونا لانهم يكرهوني واجاتهم الفرصة يتشمتون..


وكمان شي تاني>>انا اجيت لبلدي ورحت عند طبيب نساء وتوليد اعرف سبب تأخر الحمل تعرفو وش قال؟؟؟

>قال عندك تشوه رحم،،يعني عندي رحمين وهذه حالة نادرة جدا وحتى لو حدث الحمل ما بيكمل لانه الرحمين صغار الحجم اجنين ما عنده مجال كبير لحتى يكبر...

>>خلاصة الموضوع= انا تعبت والله تعبت وما عندي استعداد اتحمل اكثر
كل الناس عندها مصايب بس مو من كل النواحي،،يعني اذا بتجي من هون بتلاقي جهة تانية منيحة..
اما انا فكل النواحي مسكرة
و انا لا بيت ولا شغل ولا اهل يساعدوني ولا اهل زوجي يساعدونا كمان ولا اولاد ولا زوج.....ضآآايعة وتعيسة ولا اظن لها حل غير الهروب والانفصال واروح اشوف مستقبلي،،،واخلص من ابويا وكلامه والناس وكلامهم،واريح زوجي مني ومن مصاريفي على راي اهله حتى يتمتعون فيها هما..
وتنتهي كل المشاكل
ليش؟ ليش انا ؟شو عملت حتى يشيب شعر راسي وانا بالعشرين لييييش؟؟
شو كان صار اذا عشت حياة مستقرة مع زوج و بيت وعمل مستقر،و اولاد يكونوا ثمرة حبنا....ليش مكتوب علي انحرم من كل حاجة حلوة بهالدنيا
ليش الفرح صغير بحياتي والشقا كبييير
دلوني اعمل ايه،،
ابويا كرهته بسبب الاحتقار والعنف والمعاملة السيئة للنا جميعا..محياته ما وقف حدي..على الاقل ما يزيد جروحي وما يحتقرني ويضحك على وضعي....
والله نفسي افرح زوجي بطفل مثل باقي اخوانه...
اخوه الصغيير راح يتزوج هاد الصيف،،وخآآآايفة زوجته تحمل و احنا ما عندنا ولاد...
ليش كل الابواب مسكرة..ليش بنلاقي بنات الليل بسرعة بيجيبو ولاد،،وبنات الناس المتزوجين بالحلال يخافو من الله يواجهو كل هادي الصعوبات ليييييييييش//

حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل

انا مرضت نفسيا واحس حالي راح اجمع اغراضي اروح مكان ما يعرفني فيه احد..
كل الناس تحكي..كل الناس تسأل؟قتلوني بكلامهم وتلميحاتهم..
الاقيها منين ولا منين

ساعدوني خليني الاقي كلمة حنونة من احد منكم...
لانه خلآآاص وصل السيل الزبى تعبت تعبت تعبت
انصحوني ما تخلوني اطبق للي براسي،،،شو الحل بنظركم الله يخليكم

يابعد عمري انتي يالغالية والله بكتني قصتك حبيتبي
لكن شوفي مع الضيق الفرج يالغالية ربي يحبك وعشان كذا ابتلاك وماعليك الا الصبر والحمد وهو يبني لك بيت الحمد بالجنة
رغم انك صغيرة لكن اسلوبك ماشاء الله تبارك الرحمان انتي ربي يحبك واللهمك الحكمة والعقل وهذي نعمة من الله والله اقرا كلامك وتمنيت اني احضنك
شوفي حبيبتي باروبا تقدرين تشتغلين واضن ان هناك ضمان اجتماعي مدري انتي بفرنسا ولا ببلد ثاني
ولكن فرصة العمل متوفرة اكثر باروبا وتقدرين تساعدين زوجك باي شغلانة تمشي بها حالك
وبالنسة للاطفال لا تيئسي من رحمة الله ربما كان بيجيك اطفال عاقين وتتوهقين معهم
حبيبتي ربي ماياخذ منك شى الا وعارف ليش ممكن لو تخلفين يمتون عيالك ينحرق قلبك عليهم طول عمرك
فكري كذا حبيبتي
وبالنسبة لتشوه الرحم اضن انك تقدرين تسوين عملية ويضبط معك الحمل باذن واحد احد لا تقنطي يالغلا
هالحين الحمل صار جدا سهل طبعا كله بارادة الله لكن في حلول
توك صغيرة حبيبتي انتي في زهرة العمر انتي وردة لا تضيعين عمرك بالدموع والاهات
وبالنسبة لابوك الله يسامحك ويغفر له ادعسي على الماضي وعيشتي حياتك وتوجهي لربك بالدعاء فهو ارحم بك من امك
مع العسر يسر ومع الضيق الفرج
اسال الله رب العرش العظيم ان يسعدك مع زوجك ويفتح لكم ابواب الخير ويرزقكم الذرية الصالحة ويرفع قدرك بالدنيا والاخرة

alhazina 07-04-2010 07:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dant!L ~} (المشاركة 2394093)



:


لاحول ولاقـوة الا بالله ~

موضوعك جدا متعب نفسيا وانا ماعرف عنك شي غير السطور الي كتبتيها ~

جدا مقدره حزنك والمك وتعبك .~

بس سؤال :

كيف علاقتك انتي وزوجك بالله !


كيف صلاتكم ؟!


احس الجواب على هالشي راح يحل اشياء كثيره بأذن الله

راح ارجع لمووضوعك بأذن الله ~ اعذريني الآن جدا مشغوله ~

اسأل الله عزوجل ان يبدل حزنك وهمك فرجا عااااااجلا غير آجلا ~

:




جزاك الله خيرا على ردك وتضامنك معي..
لاني بجد محتاجة ولو كلمة حلوة ولو دعوة....بس آخ من الدنيا وللي فيها
وارد عليك حبيبتي ان علاقتي مع ربي كويسة،،بس اقول لك شي>>والله قبل ما اتقرب من الله كنت مرتاحة وسعيدة وكلما حبيت اتقرب من الله اكثر واستقيم في مجالات كنت مذنبة فيها كلما تعقدت حياتي وهذا للي مجنني ما ادري ليه..
وكمان شي والله لي اعرفهم متبرجات ونامصات وعايشين حياتهم كتيييير سعيدات وما عندهم مشاكل وهذا مو كلام انا آحكي عن للي اعرفهم..
وهذا للي يزيدني حزن اكثر وهم اكبر
على كل مشكورة جدا وما قصرتي الله يسعدك وفي انتظارك يا الغلا حتى استفيد منك

alhazina 07-04-2010 07:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 7or eldonya (المشاركة 2394096)
يابعد عمري انتي يالغالية والله بكتني قصتك حبيتبي
لكن شوفي مع الضيق الفرج يالغالية ربي يحبك وعشان كذا ابتلاك وماعليك الا الصبر والحمد وهو يبني لك بيت الحمد بالجنة
رغم انك صغيرة لكن اسلوبك ماشاء الله تبارك الرحمان انتي ربي يحبك واللهمك الحكمة والعقل وهذي نعمة من الله والله اقرا كلامك وتمنيت اني احضنك
شوفي حبيبتي باروبا تقدرين تشتغلين واضن ان هناك ضمان اجتماعي مدري انتي بفرنسا ولا ببلد ثاني
ولكن فرصة العمل متوفرة اكثر باروبا وتقدرين تساعدين زوجك باي شغلانة تمشي بها حالك
وبالنسة للاطفال لا تيئسي من رحمة الله ربما كان بيجيك اطفال عاقين وتتوهقين معهم
حبيبتي ربي ماياخذ منك شى الا وعارف ليش ممكن لو تخلفين يمتون عيالك ينحرق قلبك عليهم طول عمرك
فكري كذا حبيبتي
وبالنسبة لتشوه الرحم اضن انك تقدرين تسوين عملية ويضبط معك الحمل باذن واحد احد لا تقنطي يالغلا
هالحين الحمل صار جدا سهل طبعا كله بارادة الله لكن في حلول
توك صغيرة حبيبتي انتي في زهرة العمر انتي وردة لا تضيعين عمرك بالدموع والاهات
وبالنسبة لابوك الله يسامحك ويغفر له ادعسي على الماضي وعيشتي حياتك وتوجهي لربك بالدعاء فهو ارحم بك من امك
مع العسر يسر ومع الضيق الفرج
اسال الله رب العرش العظيم ان يسعدك مع زوجك ويفتح لكم ابواب الخير ويرزقكم الذرية الصالحة ويرفع قدرك بالدنيا والاخرة




حبيبتي حور الدنيا والله كلامك سعدني وخفف عني..
الله يجعله فميزان حسناتك
الله يسعدك بحياتك ويعطيك كل ما تتمنين يا رب
بس انا تعبت والله تعبت اشوف مافي حل مافي حل
ليش الواحد يتعذب يذا اخذ الطريق الحلال وما احب يرتكب المعاصي..

ويييين اروح ،،آ بدي بيت و زوج واطفال ،،يعني ما اطلب المستحييل
احلامي عآادية وعند اغلب البنات
يا رب رحمتك يا رب
يا رب يور طريقي واهدني
حسبي الله ونعم الوكيل
انا لله وانا اليه رآآآآآجعون

رواء الإيمان 07-04-2010 07:39 PM

اكثري من الاستغفار وابدأي به الآن الآن وسينكشف همك بإذن الله
الإستغفار يفرج الهموم كما تفتح الأقفال

جربي ولن تندمي بإذن الله

alhazina 07-04-2010 07:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رواء الإيمان (المشاركة 2394129)
اكثري من الاستغفار وابدأي به الآن الآن وسينكشف همك بإذن الله
الإستغفار يفرج الهموم كما تفتح الأقفال

جربي ولن تندمي بإذن الله


جزاك الله خيرا
وجاري الاستغفار ويارب يكون نتيجة

عزوبي بس رجل 07-04-2010 08:54 PM

وعليكم السلام ورحمة الله


أختي الفاضلة

أحببت أن ألفت نظرك لأمرك وهو تساؤلاتك عن لماذا أنت تعانين مما تعانين منه؛

والتي تقترب إلى الإعتراض على ما قدر الله وكتب لك


أدعوك لقراءة هذه الإجابة للعلامة ابن عثيمين وحتى تتبين لك النظرة الصحيحة تجاه البلاء والإبتلاء

وسئل سماحة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله، السؤال التالي:

لماذا يثقل الله على المؤمنين الذي يكثرون العبادة بالأمراض والبلايا في حين أن العصاة يتمتعون بكل مطايب الحياة ؟.

الجواب:

الحمد لله

هذا السؤال يَرِد على وجهين أحدهما اعتراض والثاني استرشاد ، فأما وقوعه على سبيل الاعتراض فإن دليل على جهل السائل ، فإنّ حكمة الله سبحانه وتعالى أعظم من أن تبلغها عقولنا والله عز وجل يقول : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) .

فهذه الروح التي هي بين جنبينا والتي هي مادة حياتنا نحن لا نعرفها وقد عجز النظار والفلاسفة والمتكلمون عن تحديدها وكيفيتها ، فإذا كانت هذه الروح التي هي أقرب مخلوق إلينا لا نعلم منها إلا ما وُصف في الكتاب والسنة فما بالك بما وراء هذا ؟ فالله عز وجل أحكم وأعظم وأجل وأقدر ، فعلينا أن نسلم بقضائه تسليماً تاماً : قضائه الكوني وقضائه القدري ، لأننا عاجزون عن إدراك غايات حكمته سبحانه وتعالى ، وعليه فالجواب عن هذا الوجه من السؤال أن نقول : الله أعلم وأحكم وأقدر وأعظم .

وأما الوجه الثاني وهو سؤال استرشاد فإننا نقول لهذا السائل : المؤمن يبتلى وابتلاء الله له بما يؤذيه له فائدتان عظيمتان :

الفائدة الأولى: اختبار هذا الرجل في إيمانه . هل إيمانه صادق أو متزعزع ؟

فالمؤمن الصادق في إيمانه يصبر لقضاء الله وقدره ، ويحتسب الأجر منه وحينئذ يهون عليه الأمر ، ويذكر عن بعض العابدات أنه أصيب أصبعها بقطع أو جرح ولكنها لم تتألم ولم تظهر التضجر فقيل لها في ذلك فقالت : إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها ، والمؤمن يحتسب الأجر من الله تعالى ويسلم تسليماً . وهذه فائدة .

أما الفائدة الثانية : فإن الله سبحانه أثنى على الصابرين ثناءً كبيراً وأخبر أنه معهم وأنه يوفيهم أجرهم بغير حساب ، والصبر درجة عالية لا ينالها إلا من أبتُلي بالأمور التي يُصبر عليها فإذا صبر نال هذه الدرجة العالية التي فيها هذا الأجر الكثير ، فيكون ابتلاء الله للمؤمنين بما يؤذيهم من أجل أن ينالوا درجة الصابرين ، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أعظم الناس إيماناً واتقاهم لله وأخشاهم لله كان يوعك كما يوعك الرجلان وشُدد عليه صلى الله عليه وسلم عند النزع كل ذلك لأجل أن تتم له منزلة الصبر فإنه عليه الصلاة والسلام أصبر الصابرين ، ومن هذا يتبين لك الحكمة من كون الله سبحانه وتعالى يبتلي المؤمن بمثل هذه المصائب ، أما كونه يعطي العصاة والفساق والفجار والكفار العافية والرزق يدره عليهم فهذا استدراج منه سبحانه وتعالى لهم .

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر . فهم يُعطون هذه الطيبات لتُعجل لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا ، ويوم القيامة ينالون ما يستحقونه من جزاء ، قال الله تعالى : ( ويوم يُعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ) .

فالحاصل أن هذه الدنيا هي للكفار يُستدرجون بها وهم إذا انتقلوا إلى الآخرة من هذه الحياة الدنيا التي نعموا بها وجدوا العذاب والعياذ بالله ، فإنه يكون العذاب أشد عليهم لأنهم يجدون في العذاب النكال والعقوبة ، ولأنه مع فوات محبوبهم من الدنيا ونعيمهم وترفهم ، وهذه فائدة ثالثة يمكن أن نضيفها إلى الفائدتين السابقتين فيما سينال المؤمن من الأذى والأمراض ، فالمؤمن ينتقل من دار خير من هذه الدنيا فيكون قد انتقل من أمر يؤذيه ويؤلمه إلى أمر يسره ويفرحه ، فيكون فرحه بما قدم عليه من النعيم مضاعفاً لأنه حصل به النعيم وفات عنه ما يجري من الآلام والمصائب .

من فتاوى الشيخ ابن عثيمين في كتاب فتاوى إسلامية 1/83.




يتبع <<<<<<<<<<<<<<

عزوبي بس رجل 07-04-2010 08:56 PM



أدعوك لقراءة هذا المقال بتمعن

الإبتلاء

الحمد لله القائل : { وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ } [البقرة:155-157] . والصلاة والسلام على رسول الله الذي ابتُلي بأنواع من البلاء، فصبر وشكر، وعلى آله وصحابته المبتلين الأخيار، وعلىالتابعين لهم بإحسان إلىيوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فلا يخفى على أحدٍ أنَّ الحياة الدنيا مليئة بالمصائب والبلاء، وأنَّ كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ عرضة لكثيرٍ منها : فمرة يُبتلى بنفسه، ومرة يبتلى بماله، ومرة يبتلى بحبيبه، وهكذا تُقلَّب عليه الأقدار من لدن حكيم عليم . وإذا لم يحمل المؤمن النظرة الصحيحة للبلاء فسوف يكون زلـلُه أكبر من صوابه، ولا سيما أن بعض المصائب تطيش منها العقول لضخامتها وفُجاءَتها – عياذاً بالله .

ومن هنا كانت كتابة هذه الرسالة لتسلية كل مصاب مهما بلغ مصابه، أبيِّن له من خلالها بعض حِكم البلاء العظيمة التي ربما غفل عنها بعض الناس – هداهم الله– ونسوا أو تناسوا أن الله لا يبتلينا ليعذبنا، بل ليرحمنا. وأن على المؤمن أن ينظر إلى البلاء– سواءً كان فقداناً للمال أو الصحة أو الأحبة- من خلال نصوص الكتاب والسنة على أنه:


--------------------------------------------------------------------------------

أولاً : امتحان وابتلاء :

نعم امتحان وابتلاء، فنحن في قاعة امتحان كبيرة نُمْتحن فيها كل يوم تدعى الحياة، فكل ما فيهـا امتحان وابتلاء : المال فيها امتحان، والزوجة والأولاد امتحان، والغنى والفقر امتحان، والصحة والمرض امتحان، وكلنا ممتحن في كل ما نملك وفي كل ما يعترينا في هذه الحياة حتى نلقى الله، قال تعالى : } كُل نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ وَنَبلُوكُم بِالشر وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينَا تُرجَعُونَ { [ الأنبياء : 35 ] . وقال جل ذكره: } أَحَسِبَ الناسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا ءامَنا وَهُم لاَ يُفتَنُونَ (2) وَلَقَد فَتَنا الذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَن اللهُ الذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعلَمَن الكَـاذِبِينَ { [ العنكبوت : 2-3 ] .

فأنت أيها المعافى ممتحن، ولكن ما أحسست أنك في قاعة امتحان حتى ابتُليت، وأنت أيها المريض ممتحن، ولكن ما أحسست أنك في قاعة امتحان حتى شُـفيت .

وليس فينا من هو أكبر من أن يمتحن . وكيف لا وفي الحديث الصحيح : "أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل…" [ رواه البخاري ] . كما أنه ليس فينا من يملك رفض هذا الامتحان . ولكن فينا من يُمتحن بالبلاء فينجح بالصبر والإيمان والاحتساب، وفينا من يمتحن بالبلاء فيرسب بالجزع والاعتراض على الله – عياذاً بالله .

ورحم الله الفضيل بن عياض حين قال : " الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه " .


--------------------------------------------------------------------------------

ثانياً : قسمة وقدر :

إنَّ الله تعالى قسم بين الناس معايشهم وآجالهم، قال تعالى: } نَحنُ قَسَمنَا بَينَهُم معِيشَتَهُم فِى الحَياةِ الدنيَا { [الزخرف : 32 ] . فالرزق مقسوم، والمرض مقسوم، والعافية مقسومة، وكل شيء في هذه الحياة مقسوم. فارضَ بما قسم الله لك يا عبد الله ، ولا تجزع للمرض، ولا تكره القدر، ولا تسب الدهر، فإن الدقائق والثوانـي والأنفاس كلها بيد الله تعالى يقلبها كيف يشاء، فيُمرِض من يشاء، ويعافي من يشاء، ويبتلي من يشاء } أَلاَ لَهُ الخَلقُ وَالأمرُ { [الأعراف : 54]. – بلى سبحانه وتعالى .

وما دام الأمر كذلك فسلِّم أمرك لله أيها المبتلى، واعلم أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن من يريد أن تكون الحياة على حال واحدة، فكأنما يريد أن يكون قضاء الله تعالى وفق هواه وما يشتهيه. وهيهات هيهات .

يـــا صـــاحب الهمِّ إنَّ الهم منفـرجٌ

أبشِر بخيرٍ فـــــــــإنَّ الفــــــــارج الله
اليــأس يقطع أحيــاناً بصــاحبــــه

لا تيـــأسنَّ فـــــــــــإنَّ الكـــــــافي الله
اللـه يُحدِث بعـد العســــر ميســـرة

لا تجـــزعــــــنَّ فــــــإن القاســــم الله
إذا بُـــليـت فثِقْ بالله وارضَ بـــــه

إنَّ الذي يكشــــف البلــــوى هــــو الله
واللهِ ما لكَ غير الله من أحــــــــــدٍ

فحسبُك الله في كــــــــــــــــــلٍ لك الله


--------------------------------------------------------------------------------

ثالثاً : خير ونعمة بشرط :

وأياً كانت هذه القسمة وهذا الامتحان فهو خير للمؤمن وليس لأحد غيره، ولكن بشرط الشكر على النعماء، والصبر على البلاء . وفي الحديث الصحيح : "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له" [ رواه مسلم ] .

وما أصدق الشاعر إذ يقول :

قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظمت ...........ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

وأجمل من ذلك قول الحق سبحانه وتعالى : } فَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَيَجعَلَ اللهُ فِيهِ خَيراً كَثِيراً { [النساء :1] وقوله : } وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لكُم وَعَسَى أَن تُحِبوا شَيئًا وَهُوَ شَر لكُم وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ )

لذا فاعلم يا عبد الله أنه إنَّما ابتلاك الذي أنعم عليك، وأخذ منك الذي أغدق عليك . وليس كل ما تكرهه نفسك فهو مكروه على الحقيقة، ولا كل ما تهواه نفسك فهو نافع محبوب، والله يعلم وأنت لا تعلم .

لئن كان بعض الصبر مُرًّا مذاقُه ..............فقد يُجتنى من بعده الثمرُ الحلوُ

يقول بعض السلف : "إذا نزلت بك مصيبة فصبرت، كانت مصيبتك واحدة . وإن نزلت بك ولـم تصبر، فقد أُصبت بمصيبتين : فقدان المحبوب، وفقدان الثواب" . ومصداق ذلك من كتاب الله عز وجل قوله تعالى :} وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلَى حَرفٍ فَإِن أَصَابَهُ خَيرٌ اطمَأَن بِهِ وَإِن أَصَابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجهِهِ خَسِرَ الدنيَا وَالآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ{ [الحج: 11 ] .

كُن في أمورك مُعرضاً................ وكل الأمور إلى القَضَا

وأبشِـر بخيرٍ عـــاجــــلٍ ............تنسـى بـه ما قـد مضـى

فلـــرُبَّ أمـــرٍ مســخــطٍ ............لك في عواقبـه الرضا


--------------------------------------------------------------------------------

رابعاً : محطة تمحيص وتكفير :

نعم، الابتلاء محطة نتوقف فيها برهة من الزمن فإذا بأدران الذنوب والمعاصي تتحاتّ منا كما يتحات ورق الشجر؛ إذ المؤمن يُثاب على كل ضربة عرق، وصداع رأس ، ووجع ضرس، وعلى الهم والغم والأذى، وعلى النَصَب والوَصَب يصيبه، بل وحتى الشوكة يشاكها. وفي الحديث: "ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ – وهما المرض والتعب – ولا همٍ ولا حزنٍ ولا غمٍ ولا أذى ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه" [ متفق عليه ] .

فالأجر ثابت يا عبد الله، على كل ألمٍ نفسي أو حسي يشعر به المؤمن إذا صبر واحتسب. فقد جاء في كتب السنة "أن النبي r دخل على أم السائب رضي الله عنها، فقال لها: ما لكِ تزفزِفين ؟ قالت : الحمى لا بارك الله فيها. فقال : لا تسبي الحمى فإنها تُذهِب خطايا بني آدم كمـــا يذهب الكير خبث الحديد" [ رواه مسلم ] . وفي الحديث عن النبي r أنه قال : "ما من مسلم يصيبه أذى من مرضٍ فما سواه إلا حطَّ الله تعالى به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها" [ متفق عليه ]. فهنيئاً للصابرين المحتسبين .


--------------------------------------------------------------------------------

خامساً : رفعةٌ للدرجات وتبوُّؤ لمنازل الجنات :

إن البلاء يعتري المسلم فيمحو منه – بإذن الله- أدران الذنوب والمعاصي إن كان مذنباً مخطئاً - وكل ابن آدم خطَّاء كما مرَّ معك – وإن لم يكن كذلك فإن البلاء يرفع درجاته ويبوِّئه أعلى المنازل في الجنة . وقد جاء في الحديث أن الله عز وجل يقول لملائكته إذا قبضوا روح ولد عبده: "قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم . فيقول: ماذا قال عبدي ؟ فيقولون: حمدك واسترجع . فيقول : ابنوا لعبدي بيتـاً في الجنة وسمُّوه بيت الحمد" [ رواه أحمد وحسنه الألباني ] . ويقول سبحانه في الحديث القدسي: "ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صَفِيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة" [ رواه البخاري ].

بل ترفع درجات المؤمن حينما يُبتلى بما هــو أقل من ذلك، ففي الحديث أن النبي r قال : "ما من مسلم يُشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة" [ رواه مسلم ].

إذاً هي درجة تلو درجة ليبلِّغه الله منزلته في الجنة، والتـي يكون تبليغه إياها بفضل الله، ثم بفضل صبره على البلاء، والله عز وجل يقول : } إنمَا يُوَفى الصـابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسَابٍ{ [ الزمر: 10] .

عَطِيَّتُه إذا أعــطى ســـرورٌ ...............وإن أخـــذ الذي أعطى أثابــا

فأيُّ النعمتين أعمٌّ فضلاً............... وأحمــد في عواقبهـا إيـابــــــا

أنِعمتُه التي أهـــدت سروراً............ أم الأخرى التي أهـــدت ثوابـــا

بل الأخرى وإن نزلت بكرهٍ........... أحقُّ بشكرِ مَن صبر احتسابا


--------------------------------------------------------------------------------


يتبع <<<<<<<<<<<<<<


عزوبي بس رجل 07-04-2010 09:01 PM

سادساً : علامة حب ورأفة :

إن المصائب والبلاء امتحانٌ للعبد ، وهي علامة حب من الله له؛ إذ هي كالدواء، فإنَّه وإن كان مراً إلا أنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب – ولله المثل الأعلى - ففي الحديث الصحيح : "إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء،وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] .

يقول ابن القيم رحمه الله : "إنَّ ابتلاء المؤمن كالدواء له، يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه لأهلكته أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته، فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء، ويستعد به إلى تمام الأجر وعلو المنزلة …" إلى آخر ما قال.

ولا شك – أخي الحبيب-أنَّ نزول البلاء خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة . وكيف لا وفيه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته . يقول المصطفى r : "إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة" [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] . وبيَّن أهل العلم أن الذي يُمسَك عنه هو المنافق، فإن الله يُمسِك عنه في الدنيا ليوافيه بكامل ذنبه يوم القيامة – عياذاً بالله .


--------------------------------------------------------------------------------

سابعاً : دروس وذكرى :

في البلاء دروسٌ لا يمكن أن نأخذها من غيره أبداً وهي من حِكَم البلاء- ومن أهمها ما يلي :

الدرس الأول : أنَّ البلاء - أخي المسلم - درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل، يطلعك عملياً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف لا حول لك ولا قوة إلا بربك، فتتوكل عليه حق التوكل، وتلجأ إليه حق اللجوء، حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء، والعجب والغرور والغفلة، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .

الدرس الثاني : أن البلاء يكشف لك حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور، وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا،في حياة لا مرض فيها ولا تعب :} وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ { [ العنكبوت : 64] . أما هذه الدنيا فنكد وجهد وكبد: } لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِى كَبَدٍ { [البلد : 4] . فهذا شأن الدنيا فبينما هي مُقبلة إذا بها مدبرة، وبينما هي ضاحكة إذا بها عابسة. فما أسرع العبوس من ابتسامتها، و مــا أسرع القطع من وصلها، وما أسرع البلاء من نعمائها.

فهذه طبيعتها، ولكنك تنسى – أخي الحبيب – فيأتي البلاء فيذكرك بحقيقتها؛ لتستعد للآخرة، ويقول لك :

فاعمل لدارٍ غداً رضوانُ خازنها...........الجـارُ أحمــدُ والـرحمنُ بانيهـا

قصورها ذهبٌ والمسك تـربتــها...........والزعــفران حشيشٌ نابتٌ فيها

الدرس الثالث: أنَّ البلاء يذكرك بفضل نعمة الله عليك بالعافية. فإنَّ هذه المصيبة تشرح لك بأبلغ بيان وأصرح برهان معنى العافية التي كنت تمتعت بها سنين طويلة، ولم تتذوق حلاوتها ولم تقدِّرها حق قدرها. وصدق من قال : "الصحة تاجٌ على رءوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى" . ومَن غير المبتلى يعرف أنَّ الدنيا كلمة ليس لها معنىً إلا العافية ؟ .

الدرس الرابع : أن البلاء يذكِّرنا، فلا نفرح فرحـاً يطغينا، ولا نأسى أسىً يفنينا. فإن الله عز وجل يقول : } مَا أَصَابَ مِن مصِيبَةٍ فِى الأرضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُم إِلا فِى كِتابٍ من قَبلِ أَن نبرَأَهَا إِن ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (22) لكَيلاَ تَأسَوا عَلَى مَا فَاتَكُم وَلاَ تَفرَحُوا بِمَا آتاكُم وَاللهُ لاَ يُحِب كُل مُختَالٍ فَخُورٍ{ [ الحديد : 22-23 ].

الدرس الخامس : أنَّ البلاء يذكرك بعيوب نفسك لتتوب منها، والله عز وجل يقول : } وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيئَةٍ فَمِن نفسِكَ { ‏ [النساء : 79]. ويقول سبحانه } وَمَا أَصابَكُم من مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُوا عَن كَثِيرٍ { [الشورى : 30] .

فالبلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر، فإنَّ الله تعالى يقول : } وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ { [ السجدة : 21 ] . والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها .

الدرس السادس : أنَّ البلاء درس تربوي عملي يربينا علـى الصبر. وما أحوجنا إلى الصبر في كل شيء . فلن نستطيع الثبات على الحق إلاَّ بالصبر على طاعة الله، ولن نستطيــع البعد عن الباطل إلاَّ بالصبر عن معصية الله، ولن نستطيع السير في مناحي الحياة إلاَّ بالصبر على أقـدار الله المؤلمة . وما أجمل الصبر في ذلك كله، فهو زادنا إلى جنة الخلد والرضوان. قال سبحانه وتعالى : } وَمَا يُلَقاهَا إِلا الذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقاهَا إِلا ذُو حَظ عَظِيمٍ { [ فصلت : 35 ] .

وختاماً لهذه الدروس، أظنُّـك – أخي الحبيب – توافقني الرأي بأنَّ هذه الدروس الستة، لا يمكن أن نأخذها من غير بلاء؛ إذ هي من قبل أن نُصَاب بالبلاء لا تعدو أن تكون حبراً على ورق، أو كلاماً نظرياً يطير به الهوى، فإذا نزل بنا البلاء واجتزناه بنجاح صارت واقعاً عملياً نعيشه،وهذا من حِكَم البلاء.


--------------------------------------------------------------------------------

قصص وعبر :

لما فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين الحكمةَ الشرعية للبلاء، كانوا أفضل منَّا حالاً معه، وضربوا لنا أروع المثل في الصبر والعزاء والاحتساب، وإليك أمثلة على ذلك :

1- يروى عن عمر الفاروق رضي الله عنه أنَّه كان يكثر من حمد الله على البلاء، فلما سُئِل عن ذلك قال : "ما أُصبت ببلاءٍ إلاَّ كان لله عليَّ فيه أربع نعم : أنَّـه لم يكن في ديني، وأنَّـه لم يكن أكبر منه، وأنِّي لم أُحْرَم الرضا والصبر، وأنِّي أرجو ثواب الله تعالى عليه".

2-أصيب عروة بن الزبير رحمه الله في قدمه؛ فقرر الأطباء قطعها، فقطعت . فما زاد على أن قال: "اللهم لك الحمد فإن أخذت فقد أبقيت، وإن ابتليت فقد عافيت" . فلما كان من الغد ركلت بغلةٌ ابنه محمداً – وهو أحب أبنائه إليه ، وكان شاباً يافعاً – فمات من حينه، فجاءه الخبر بموته، فما زاد على أن قال مثل ما قال في الأولى، فلما سُئِل عن ذلك قال : "كان لي أربعة أطراف فأخذ الله مني طرفاً وأبقى لي ثلاثة، وكان لي سبعةٌ من الولد فأخذ الله واحداً وأبقى لي ستة . وعافاني فيما مضى من حياتي ثم ابتلاني اليوم بما ترون، أفلا أحمده على ذلك ؟!" .

هكذا كانوا رضي الله عنهم أجمعين، وألحقنا بهم في فسيح جناته. فهلاَّ تشبَّهنا بهم .

فتشبَّهوا إن لم تكونوا مثلهم إنَّ التشبُّه بالكــرام فلاح

وختاماً أخي الحبيب : لا تنس :

لا تنس أن تبحث في البلاء عن الأجر، ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر، ولا سبيل إلى الصبر إلاَّ بعزيمةٍ إيمانيةٍ وإرادةٍ قوية.

ولا تنس ذكر الله تعالى شكراً على العطاء، وصبراً على البلاء، وليكن ذلك إخلاصاً وخفية بينك وبين ربك .

ولا تنس أنَّ الله تعالى يراك، ويعلـم ما بك، وأنَّه أرحـم بك من نفسك ومن الناس أجمعين، فـلا تشكونَّ إلاَّ إليه ! . واعلم بأنَّـك:

إذا شكوتَ إلى ابن آدم فكأنَّما

تشكو الرحيمَ إلى الذي لا يرحم

ولا تنس إذا أُصبت بأمرٍ عارضٍ، أن تحمد الله أنَّـك لم تُصَب بعرضٍ أشدَّ منه، وأنَّه وإن ابتلاك فقد عافاك، وإن أخـذ منك فقد أعطاك .

ولا تنس أنَّ مـــا أصابـك لــم يكـن ليخطئك، وأنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء، وأنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فاصبر واحتسب، ودع الجزع فإنَّه لن يفيدكَ شيئاً، وإنما سيضاعف مصيبتك، ويفوِّت عليك الأجر، ويعرضك للإثم .

ولا تنس أنَّه مهما بلغ مصابك ، فلن يبلغ مصاب الأمة جمعاء بفقد حبيبها عليه الصلاة والسلام، فتعزَّ بذلك، فقد قال r : "إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنَّها من أعظم المصائب" [ رواه البيهقي وصححه الألباني ] .

ولا تنس إذا أصابتك أيُّ مصيبةٍ أن تقول : إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أجِرْني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها. فإنَّـك إن قلت ذلك؛ أجــارك الله فــي مصيبتك، وخلفها عليك بخير.

ولا تنس أن لا يأس من روح الله مهما بلغ بك البلاء، فإنَّ الله سبحانه يقول : } فَإِن مَعَ العُسرِ يُسراً (5) إِن مَعَ العُسرِ يُسراً{ [ الشرح : 5-6 ] . ولن يغلب عسرٌ يسرين، كما قال عمر الفاروق رضي الله عنه . ثم حذارِ أن تنسى فضل الله عليك إذا عادت إليك العافية، فتكون ممن قال الله عنه: } وَإِذَا مَس الإِنسانَ ضُر دَعَا رَبهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُم إِذَا خَولَهُ نِعمَةً منهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو إِلَيهِ مِن قَبلُ…{ [ الزمر : 8 ] .

ثم لا تنس أن البلاء يذكرك بساعةٍ آتيةٍ لا مفر منها، وأجلٍ قريبٍ لا ريب فيه، وأنَّ الحياة الدنيا ليست دار مقرٍ . فاعمل لآخرتك؛ لتجد الحياة التي لا منغِّص لها .

وقبل الوداع أذكِّرك وأُبشرك بما بدأت به، وهو قول الحق جلَّ وعلا: } وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصـابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ{ [البقرة:155-157] .

--------------------------------------------------------------------------------




الساعة الآن 03:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©