السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم جميعًا ؟

اليوم جئتكم بمشكلة ترددت في طرحها بل ترددت في التفكير بها وهي مشكلة متعلقة بأحد أقاربي وزوجته .

قريبي شخص ملتزم أي يقيم صلاته ويعمل في مجالات دعوية مثقف واجتماعي ومرح ومنطلق ما شاء الله .. وزوجته شابة جميلة هادئة صبورة وقد أقول إنها بادرة نوعًا ما، لديهما خمسة أبناء ما شاء الله .

كانت الزوجة تعيش في بلدها في البدء مع أبنائها، وزوجها يعمل في الغربة .. حينما تحسنت أوضاعه المادية أحضرها إلى البلد الذي يعيش فيه .. وكان يحاول قدر الإمكان إسعادها وإسعاد أبنائه وتعويضهم أيام بُعده عنهم .. هذا الظاهر لنا طبعًا، يسافر بهم في الإجازات ويلبي كل حاجاتهم المادية ويؤدي عمله باجتهاد ويعمل أعمالًا إضافية ليوفر لهم حياة مستقرة، علمًا أن زوجته صبورة وليست من الزوجات اللائي تلفتهن المظاهر وقد صبرتْ كثيرًا حتى وصلا للاستقرار .

خلال السنوات الأخيرة بدأ قريبي يتغير، أصبح ينظر للنساء في الأسواق .. وأمام زوجته دون أن يهتم بغيرتها، ثم شيئًا فشيئًا تعرف على نساء بغرض الزواج ويبدو أنه وقع في الحب، ويريد أن يتزوج وقد صارحني بهذا وحين كنت أسأله عن السبب يقول : أخجل أقول لك ! فهمت أنه يريد زوجة تلبي حاجات الرجل .. وفهمتُ من زوجته أنها في معاناة معه منذ زواجهما إذ أنها – كما تصف نفسها – باردة، وهو يريد أنثى مشتعلة على الدوام !

أراد أن أكون وسيطة في الزواج فرفضتُ احترامًا لزوجته لأنها بالفعل إنسانة نادرة، وقلت له : غير زوجتك .. واجعل الزواج آخر الحلول ! صارحها وناقشها واكتب لها متطلباتك ..
ثم إني تعجبت، بعد خمسة عشر عامًا من الزواج .. يتنبه لعيوبها الآن ؟!

انكشفت أوراقه جميعًا لزوجته ولم تكن تعلم التفاصيل لكنها كانت تشكّ، انهارتْ بصمت .. وقالت له : هذه المرة سامحتك .. المرة القادمة لن أغفر لك إطلاقًا، وتذكر أن الله مطّلع عليك .

فتوقف فترة ثم عاد مؤخرًا لما كان يفعل، وانكشف من جديد فطلبتْ منه الطلاق ! علمًا أنه ليس لها أي أقارب هنا، وظروف أهلها سيئة جدًا جدًا لو فكرت في العودة إليهم، زوجها قال إنه يحبها ولن يتخلى عنها، لكنها صارحتني بأنها مجروحة تمامًا وأنها لم تقصر في حقه ولم تثقل عليه ماديًا وتنازلت عن الكثير من حقوقها لأجل ألا ترهقه أكثر لأنه لن يرفض لها أي طلب .
طلبت مني أن أكون وسيطة وأن أعرف الكيفية التي تعرّف بها قريبي على هذه المرأة الأخيرة .

أنا في حيرة .

ما لاحظته أنا على شخصية خالي أنه يحب الحياة والانطلاق والمظاهر ويحب التجديد ويهتم بالأناقة، رياضي وحساس جدًا .. ويُفتن بالشكل جدًا والثقافة ولا يعبأ بالخسارة المادية إطلاقًا ما دامت تحقق له مظهرًا جميلًا ومتميزً .

ولاحظتُ على زوجته العكس فهي إنسانة تقليدية على حدّ وصف زوجها، قد تكون كسولة نوعًا ما، بطيئة في التعامل جدًا وبطيئة في العمل .. ولا تفهم في الاتيكيت ونظافة منزلها أقل من المطلوب، وأناقتها أيضًا، وكلما نصحتها بتعديل وضعها .. قالت أنا كبيرة وأم لخمسة أطفال و " يا الله حُسن الخاتمة ! "
رغم أنها في بداية الثلاثين، زوجها طلب منها أن تدخل نادي رياضي فرفضت، يطلب منها أن تغير في ستايلها ويشتري لها الجينزات والتي شيرتات والملابس الأنيقة فتتركها في دولابها – على حد قوله - !
قال لي بالحرف الواحد : أنا رومانسي وزوجتي لا تتفهم هذا أبدًا .
قالت هي إنه لا يشتري لها أي شيء، وإنه يهتم فقط بأناقته .. يشتري لها العطور الرخيصة جدًا وعطوره غالية !
أكثر من مرة أزور زوجته وتكون على علم مسبق بزيارتي مع ذلك أراها بملابس البيت .. ونااادرًا جدًا أراها أنيقـة .
يطلب منها الذهاب للمطاعم وترك الأبناء في المنزل فترفض .
أما مميزاتها فأكثر من أن أعدّها فهي صبورة وهادئة ولا تحب المشاكل وتحترمه وتعامله كطفل ولاتجرحه .
أيضًا لاحظت على زوجها أنه يجرحها ويسخر منها بأسلوب ممازحة .


هذه كل ملاحظاتي حتى لا أظلم أحدهما، وأنا الآن متألمة لأجلها ولأجل قريبي الذي طلب مني مرارًا البحث له عن زوجة ووجدتُ زوجة بالمواصفات التي يريدها لكني لم أخبره ولن أخبره فلا أحب أن أجرح زوجته التي هي مقربة جدًا بالنسبة لي كما أني أخاف أن يعاقبني الله في المستقبل !!

هل يمكن مساعدتي بحيث أُسهم في عودة المياه لمجاريها ؟!


ملاحظة .. بيني وبينهم فارق عمري كبير فهل من اللائق أن أتدخل لإصلاح ما بينهما أم أتجاهل ؟