![]() |
حج القلوب..
http://2.bp.blogspot.com/_sWSTWqzxhw...7_17274787.jpg يسير الحجاج للبيت الحرام ، قاصدين رب الحل والحرام ،ولابد لهم في مسيرهم هذا من علامات تهديهم ، فجاءت علامات ودلالات القرآن للحاج ظاهرة تلوح في (سورة الحج) ،ولو أن الحاجّ تدبر هذه السورة التي تهز القلوب والجوانح هزّاً شديداً ، لسار في حجه بقلبه وجوارحه معاً، و لرأينا حجاً روحانياً تحفة الطمأنينة والسكينة ، وتغشاه الرحمة , وتلهج فيه القلوب قبل الألسنة بالتسبيح والتكبير والتلبية،ولم نر ما نرى من مظاهر التقصير والتفريط من بعض الحجيج . - فكم نرى من نواقض ونواقص التوحيد في الحج ؟! - وكم نرى من أذية الحجاج لبعضهم , ورمي القاذورات في الطرقات؟! -وكم نرى من التدخين حتى في عرفة؟! - وكم نرى من السهر على الفضائيات في المخيمات؟! - وكم نرى من الظلم والسرقة والسب واللعن والغيبة والسخرية بالناس وغير ذلك حول بيت الله وفي شعائر الحج ؟! كل هذا يحصل من البعض لضعف تعظيم العظيم في القلوب ، فما عاد هناك تعظيم لشعائر الله العظام فالقلب هو ملك الجوارح ، فإذا صدق في توجهه إلى الله وعظم الله ؛ أذعنت الجوارح وانقادت لله . فالأصل حج القلب ، وأعمال الجوارح هي الفرع ، وكلاهما دين قد تعبدنا الله به ، وبينهما تلازم ظاهر إلا في حال صلاح الظاهر مع فساد الباطن . فيا معشر من حج ببدنه ، ولم يعرف عظمة الحج قلبه.. قفوا معي ، لتتامل ، ولتتدبر (سورة الحج) وهي السورة الوحيدة التي تسمَت باسم ركن من أركان الإسلام , وهذا لعظمة هذا الركن العظيم. ، فالحج في اللغة : هو القصد إلى معظم ، وأعظم مقصود هو الله العظيم سبحانه ، والناس كلهم سائرون إلى هذا العظيم في جلاله جل في علاه . فسورة الحج، منارة للسائرين ، تجمع بين مسير الحاج إلى البيت الحرام بقدميه وبين مسيره إليه بقلبه ، تجمع بين تلبية القلب وتلبية اللسان ، تجمع بين رميه الجمار بيديه ورميه بقلبه ، بين نحره الهدي بيديه وبين نحره مع حضور قلبه . وقد اشتملت هذه السورة على تعظيم الله رباً ومعبوداً، و تعظيم اليوم الآخر ، و تعظيم شعائر الله وأركان دينه العظام كالصلاة والزكاة والحج ونحوها فقد افتتح الله هذه السورة بالأمر بالتقوى، (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) وآكد على معنى التقوى في أكثر من موضع فقال سبحانه (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى منكم)الحج37 ثم بين سبحانه محط ومكمن هذه التقوى فقال (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) .الحج 32 أضاف التقوى إلى القلوب ، لأن حقيقة التقوى في القلب ،و أصل تعظيم الله وشعائره هو القلب ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام _ كما في الصحيح _ : " التقوى هاهنا " ثلاثا ، وأشار إلى صدره . يقول ابن السعدي رحمه الله "فالعبادات إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله، كانت كالقشور الذي لا لب فيه، والجسد الذي لا روح فيه" وبعد الآمر بالتقوى في بداية السورة قال ربنا (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) ذِكرُ هذا اليوم المهيب ، المخيف، والذي ترتجف له القلوبُ، وتطيش لأهواله العقول، في مطلع سورة الحج ، إن تأملته اتضح لك أن الحج مثال ليوم البعث، وإظهار أن الملك لله الواحد ، فتقف على عرفات مستحضرا عظمة الله تعالى، مذكرا نفسك بيوم القيامة ، فوقوفك بعرفة مع ازدحام الخلق ،وارتفاع الأصوات، واختلاف اللغات، يذكرك بيوم الحشر واجتماع الأمم مع الرسل والأنبياء ، واقتفاء كل أمة نبيها، وطمعهم في شفاعتهم، وتحريهم في ذلك الصعيد الواحد بين الرد والقبول. ثم بعد ذكر يوم القيامة والبعث ، ذكر الله عز وجل مناسك الحج وقال بعدها سبحانه : (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) [الحج:30]} وهي إشارة إلى أن الخير الكثير إنما هو لمن تنسك؛ معظما لحرمات الله، متقيا معصيته. ولذلك كرّر الله وأكدَ وجوبَ تعظيم المسجد الحرام وتعظيمِ البيت والحجر ، والركنِ والمقام ، والصفا والمروة ، ومنى وعرفةَ والمزدلفة ، والجمراتِ والهدي التي لا تراق دماؤها إلا لله ، كل هذا تعظيم لله ثم ختم سبحانه سورة الحج بقوله: { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ } وفي ذلك يقول[أ.د. ناصر العمر] هذه إشارة إلى استمرار الجهاد والمجاهدة بعد الحج، وأن ذلك ليس خاصا به، بل العبد محتاج لها في الصلاة، والزكاة، والاعتصام بالله، مبينا أن الانضباط بالشريعة – مع حاجته إلى المجاهدة – ليس فيه أي حرج أو عسر، بل هو سمة هذا الدين، ومنهج أبينا إبراهيم، فهل يتنبه لذلك من يركن للراحة والدعة والتفريط بعد الحج؟ هذه بعض منازل تلك السورة القلبية العظيمة اسأل الله ان ينفعنا بها وصلى الله وسلّم على خير مَن لهذه الشعائر عظَّم ،، |
اقتباس:
هناك آية عظيمة في سورة آل عمران تقول { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا } لو تأملنا هذه الآية الكريمة لوجدنا ان الله سبحانه وتعالى يذكر ان الحج لمن استطاع اليه سبيلا ... وهذا امر عظيم وبالغ الاهمية هناك من يظن ان الاستطاعة تكمن في المادة ولكن الاستطاعة تشمل حال الانسان ككل مثل مجاهدة النفس والقدرة على ان يكون قلبه قادر على ذلك قبل جسده ... والاستطاعة ايضاً برأيي ان يكون الانسان قد جاهد نفسه في استكمال كل ما عليه من واجبات تجاه الله وتجاه الناس قبل توجهه للحج وهنا عظمة الاستطاعة .. لأن هناك من يظن ان كل من حج عاد كيوم ولدته امه ... وهذا يعتمد على مضمون موضوعك كيف حال قلبه وجوارحه في حجه ... وهنا نلاحظ كلمة من استطاع تتكرر في امور عظيمة مثل الحج ومثل الزواج في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم الباءة ... فالاستطاعة هنا هي مربط الفرس وبها تمام الامر وكماله موضوع في الصميم والعنوان بليغ جزاك الله خيراً ... وجمعة مباركة أختي إنتظار |
اقتباس:
وفقكِ الله أختي انتظار الفرج لكلِ خير إذن الاخلاص وتقوى الله ؛هما الأهم في حياة كل مسلم ومسلمة |
[QUOTE=انتظار الفرج;2515379][CENTER]
يسير الحجاج للبيت الحرام ، قاصدين رب الحل والحرام ،ولابد لهم في مسيرهم هذا من علامات تهديهم ، فجاءت علامات ودلالات القرآن للحاج ظاهرة تلوح في (سورة الحج) ،ولو أن الحاجّ تدبر هذه السورة التي تهز القلوب والجوانح هزّاً شديداً ، لسار في حجه بقلبه وجوارحه معاً، و لرأينا حجاً روحانياً تحفة الطمأنينة والسكينة ، وتغشاه الرحمة , وتلهج فيه القلوب قبل الألسنة بالتسبيح والتكبير والتلبية، ولم نر ما نرى من مظاهر التقصير والتفريط من بعض الحجيج . قفوا معي ، لتتامل ، ولتتدبر (سورة الحج) وهي السورة الوحيدة التي تسمَت باسم ركن من أركان الإسلام , وهذا لعظمة هذا الركن العظيم. ، فالحج في اللغة : هو القصد إلى معظم ، وأعظم مقصود هو الله العظيم سبحانه ، والناس كلهم سائرون إلى هذا العظيم في جلاله جل في علاه . فسورة الحج، منارة للسائرين ، تجمع بين مسير الحاج إلى البيت الحرام بقدميه وبين مسيره إليه بقلبه ، تجمع بين تلبية القلب وتلبية اللسان ، تجمع بين رميه الجمار بيديه ورميه بقلبه ، بين نحره الهدي بيديه وبين نحره مع حضور قلبه . ما أروع ما كتبت يمينك يا انتظار الفرج بوركت أخيتي في حديث أختي انتظار أشارت إلى حج القلوب وهو الذي يعبر عنه بالإحسان في العبادة: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.. تحج وأنت تشعر أنك قادم على الله.. قالت انتظار: والناس كلهم سائرون إلى هذا العظيم سبحانه وتعالى.. تعظيم القلوب للشعائر: وهي تتمثل في مراحل تبدا من الخشية التي تمنع من الذنب ثم من غفل ووقع يأتي الندم والاعتراف بالذنب وما ذاك إلا لأنه مدرك عظمة ربه وإن وقع في الذنب ...علم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب إن القرآن والسنة المطهرة أعطونا السبيل لذلك ندركه بما يأتي: قال تعالى:" فإذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم"سورة البقرة وقال تعالى:" فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا" سورة البقرة وقال تعالى: " واذكروا الله في أيام معدودات"سورة البقرة وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم أيام التشريق وهي أيام أكل وشرب وذكر لله" حديث صحيح. في محاضرة كاملة للأستاذة أناهيد السميري ربطت بين الحج وهذا التكرار في الأمر بذكر الله تعالى كانت رائعة.. إذن السبيل سهل وهو : ذكر الله .. يقول ابن القيم: أن الذكر يورث المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان ، ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مرتبة الإحسان كما لاسبيل للقاعد إلى الوصول إلى بيته وقال في أثر الذكر على القلب وأنه يورث مهابة ربه - أي تعظيمه تعالى وبالتالي تعظيم شعائره- - يقول: "إنه يورث الهيبة لربه عزوجل لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله تعالى بخلاف الغافل فإن حجاب الهيبة في قلبه رقيق. ومن الفوائد التي ذكرها والتي لها تعلق بهذا الأمر: "أنه يورث الإنابة وهي الرجوع إلى الله ، فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوع قلبه إليه في كل أحواله فيبقى الله عزوجل مفزعه وملجأه وقبلة قلبه ومهربه عند النوازل لكن هل الذكر له هذا الأثر؟!! ولماذا لا نشعر به!! اتمنى المشاركة ولي عودة إن شاء الله جزيت خيرا يا انتظار جعله الله في ميزان حسناتك.. |
الحج رحلة للقلوب...
بارك الله في علمك وزادك من فضله وشرح صدرك وغفر لوالديك. |
الله يجزاك خير اختي انتظار الفرج في موازين حسناتك يااارب
|
اقتباس:
أختي الحبيبة نور الإيمان ألمس فيكي طموحا للمعالي والنظرة المثالية ماشاء الله ولكن ديننا واقعي وهذه من أروع ميزاته وعموما من اجتهد فأصاب له اجران ومن اجتهد فأخطأ له اجر وإن شاء الله لك أجر في الحديث سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى" من استطاع إليه سبيلا" فقيل ما السبيل؟ قال: الزاد والراحلة" قال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم نفس الفكرة التي تناقشنا فيها في موضوع إنكار المنكر:):) والآن أسألك لو شخص أسلم حديثاً ولديه استطاعة ثم اراد أن يحج نقول له : الأفضل ان تجاهد نفسك حتى تستكمل واجباتك كلها؟ اختي الفروض المفروضة وسائل لتحقيق الكمال الإنساني اتمنى ان أكون قربت لك وجهة نظري مع حبي وتقديري |
اقتباس:
|
اقتباس:
حياك الله يانور الإيمان معذرة على تأخري في الرد عليك اختي نور نحن بصدد تفسير آية والمراد منها وهي " من استطاع إليه سبيلا" صح؟ وبما أنه جاء تفسير للنبي عليه الصلاة والسلام في الآية وهو الحديث الذي ذكرته لك فإن الأمر محسوم وهو يعتبر تفسير للقرآن بالسنة فما رأيك؟ هل نقول بعد ذلك رأينا .. لا الأمر قد حسم بوجود النص وقد روي شدة حرص السلف على الوقوف عند قول النبي عليه الصلاة والسلام وقد ورد عن احد السلف قوله معاتبا رجل أقول لك يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وتقول قال فلان وفلان بل نقول: سمعنا وأطعنا لعلك تقصدي لقب حاج الذي يلقب به من ذهب للحج !! خليهم لعل الله يهديهم ويخجلوا من أنفسهم حياك الله وبياك |
أختي الحبيبة نور الإيمان
أخي في الله منادي أختي الحبيبة الورد المجروح أخي في الله أبو ناصر أختي الغالية طيووف الأمل المعذرة منكم على تأخري , كنت أتمنى متابعة الموضوع ، لكن قدر الله وما شاء فعل و جزاكم الله خيراً على مشاركاتكم وتفاعلكم الطيب واسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا وكل عام وأنتم بخير |
الساعة الآن 12:38 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©