ابني يقبّل قدمي!
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


منذ يومين .. وبعد أن عاد ابني سلطان من المدرسة عاجلني بطلب: ماما ما ابا انام الظهر.

(أنا حريصة على القيلولة .. والعادة الغالبة هي أن ينام ظهراً بعد رجوعه من المدرسة .. ولكنني مؤخراً أصبحت مرنة أكثر في هذا الأمر وأقيده بحالته التي يكون عليها .. فإن رأيته متعباً أو خاملاً ألزمته بالقيلولة حتى إن اعترض وتذمر .. وإن كان نشيطاً ومصحح لم ألزمه بها على أن ينام ساعة مبكراً عن موعد نومه في المساء .. مع العلم أنه يستيقظ للمدرسة عند السادسة صباحاً)

ذاك اليوم شعرت بأنه يبدو متعباً ويجب أن ينام قليلاً .. فرفضت طلبه وقلت له: معليش يا ماما لازم تنام شوي عشان ترتاح.

طبعاً لا يمكن أن يقول حاضر فقط ويسكت ;) .. وبدأت حركات الاستعطاف ما بين توسل لفظي واحتضان وتقبيل رأس وتقبيل يد .. حتى أعفيه من القيلولة .. وأنا أرفض .. وفجأة هوى عند قدمي يقبلها: الله يخليج يا ماما ما ابا انام اليوم!!!

فرفعته وقلت له: حبيبي ماله داعي تبوس ريلي.

ثم أخذته لسريره ;)


ولكنني طبعاً سألته: هل رأيت أحداً يفعل هذا؟ .. فقال: لا!


وهذه هي المرة الثانية التي يفعل فيها هذا .. فقبل بضعة أسابيع فعلها .. ولكنه قبّل قدمي من باب المحبة وإظهار المشاعر كما يفعل عند احتضاني أو تقبيل خدي أو رأسي .. يعني لم يكن فعله مرتبطاً بطلبٍ أو رغبةٍ ما .. ولم أتوقف كثيراً عند تصرفه يومها ومررت الموضوع بدون تعليق.

ولكن عندما تكرر هذا السلوك توقفت وبدأت أفكر.





طبعاً يعلم بعضكم طبيعية العلاقة بيني وبين صغيراي .. وأنني أهتم كثيراً بتغذية الجانب العاطفي لديهما قولاً وفعلاً .. كما أنني علمت سلطان مع اقترابه من عامه الرابع أن يقبل يدي ورأسي عندما يعود من المدرسة .. وكذلك طبعاً يقبل يد ورأس والده .. ومهرة فديتها بدأت تتعلم ذات الشيء تقليداً لأخيها.

أما تقبيل القدم فلم يكن مطروحاً على الإطلاق طبعاً .. ولم يخطر على بالي أبداً .. وقد قلت لسلطان بالفعل أن ذلك غير ضروري ولا يجب عليه.


ولكن الموقف دفعني لطرحه هنا وسؤالكم عن رأيكم.

هل خطر على بالكم أن يفعل أبناءكم ذلك؟ .. وكيف يمكن أن تتعاملوا مع الموقف لو حدث؟

ابنتي دات الاربع اعوام تفعلها دائما وهدا من اظهار محبتها
وهو ليس مرتبط باي رغبة من رغباتها
عموما ما اشوف اي حرج في دللك
والاطفال غالبا ما يعبرون عن مشاعرهم مع امهاتهم بكدا طريقة
بتقبيل الراس واليدين حتى الرجلين
الله يحفظهم لك وينبتهم نباتا حسنا

ماشاء الله لاقوة الا بالله

ابنك حنون الله يرزقك بره

اشوفها عادي وحركه حلوة من الطفل

أنا بالفعل كلمته .. وقلت له: يا ماما انت تبوس خدي وتبوس ايدي وراسي .. وهذا حلو وايد ويكفيني .. ماله داعي تبوس ريولي.

شوفي يا نورة .. أنا اعتدت أن أحنو على الصغيرين وأشبعهما من الناحية العاطفية لقناعتي بأن هذا جزء من مسؤوليتي وواجبي نحوهما والذي سيحاسبني عليه الله .. ولقناعتي بأنهما يحتاجان هذا وأنا كذلك أحتاجه.

ولأنني أعتقد أن هذا سينعكس إيجاباً على علاقتهما بي ومعاملتها لي الآن وفي المستقبل ... ولكن أن أجزم بهذا فبصراحة لا أستطيع.

أمي (أم زوجي) عندما ترى مثل هذه التصرفات من سلطان دائماً تقول: طالع على ابوه .. وبالفعل زوجي حنون جداً جداً .. ولكنني لا أستطيع أن أقول إنه هو ماخذ الحنية من أمه .. لأن أمي (أم زوجي) رغم اهتمامها الكبير بأبنائها ومراعاتها ومداراتها وقيامها بواجباتها كأم دون تقصير إلا أنني أرى فيها شيئاً من الجفاف في المعاملة (ربما هذا هو الوضع باعتبارهم الآن كبار وربما معاملتها لهم كأطفال كانت مختلفة .. الله أعلم) .. ووالده رحمه الله تركه منذ صغره يعني لم يرَ منه حناناً ولا عاطفة .. وبالتالي لا أدري من أين جاءت هذه الحنية في زوجي ولا كيف نشأت بالضبط!

وعلى الجانب الآخر .. أمي رحمها الله لم تكن تهتم بهذا الجانب على الإطلاق ولم أذق الكثير من حنانها في طفولتي .. ووالدي رحمه الله كان حاله يقارب حالها بعض الشيء .. ورغم ذلك هو موجود عندي وأعطيه لعيالي.

لذلك لا أدري ما هو المقياس الأصلح لتقييم هذا الأمر .. ولا كيف يمكن أن أن نتوقع ـ ويصدق توقعنا ـ الطبع الذي سيكون عليه الطفل عندما يكبر!


على كل حال .. ليس لنا إلا الدعاء يا نورة ;)
الله يحنن قلوبهم علينا كمان وكمان.

تبارك الرحمن .. الله يحفظها يا رب من كل سوء.

بارك الله فيكِ عزيزتي ورزقكِ ما تحبين.

سلمتِ يا زوجة أحمد .. ويا رب يقر عينيكِ بابن أحنّ من سلطان.